الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى الحلم‏ (84)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى الحلم‏ (84)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 16-8-2018                         

السنة الحادية عشرة

العدد: 4002

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية

 (من 53  إلى 210)صورة نشرات محفوظ

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 

الحلم‏ (84)

رأيتنى فى شارع الحب كما اعتدت أن أسميه فى الشباب والأمل. ورأيتنى أهيم بين القصور والحدائق وعبير الزهور. ولكن أين قصر معبودتى؟. لم يبق منه أثر. وحل محله جامع جليل الأبعاد. رائع المعمار. ذو مئذنة هى غاية فى الطول والرشاقة. ودهشت. وبينما أنا غارق فى دهشتى انطلق الأذان داعيا إلى صلاة المغرب. دون تردد دخلت الجامع. وصليت مع المصلين ولما ختمت الصلاة تباطأت كأنما لا أرغب فى مغادرة المكان. لذلك كنت آخر الراحلين إلى الباب. وهناك اكتشفت أن حذائى قد فقد. وأن علىّ أن أجد لنفسى مخرجا.

 

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

….أخرجت التليفون المحمول ورحت أحاول أن أتذكر رقم معبودتى وأنا أعرف أنها لم يدخل التليفون العادى إلى قصرهم أبداً، والعجيب أنها ردّت، وتعرفتْ على صوتى دون أن أذكر اسمى، قلت لها أريد حذاء مقاس 44، قالت ماذا؟ أين أنت الآن؟، قلت قرب باب مسجدكم، قالت ليس لنا مسجد، قلت: المسجد الذى حلّ محل قصركم، قالت: وليس لنا قصر، ولم يكن أبدا لنا قصرا قلت: قصركم فى شارع الحب والشباب والأمل.

قالت: وهل صليت المغرب جماعة.

قلت: وضاع حذائى.

قالت: أحسن.

وانقطع الخط، وظهرت علامة أن الشبكة مشغولة، فأعدت المكالمة فرد علىّ صوت رجل غريب، فأقفلت السكة وأعدت الطلب فرد علىّ صوتها (ليس الصوت المسجل) أن الرقم المطلوب غير موجود بالخدمة وأن علىّ أن أحاول فى وقت لاحق، وارتفع أذان العشاء وعرفت أن هذا ما كانت تعنيه “بوقت لاحق”، وحين ختمت صلاة العشاء وهممت بالخروج، وجدت حذائى فى نفس المكان الذى كان اختفى منه.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *