الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى الحلم (80)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى الحلم (80)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 19-7-2018                         

السنة الحادية عشرة

العدد: 3974

فى رحاب نجيب محفوظصورة نشرات محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى 

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (80)

جمعتنا الحجرة القديمة أنا وأمى وأخواتى الأربع وما أن أغلق الباب علينا حتى تصاعدت الشكوى من الزمان والناس، فأقبلت أمى علىّ قلقة وأقسمت بكل يمين أنه ما من قول قالته أو فعل فعلته إلا بدافع الحب الخالص فتساءلت أصوات: إذا كيف حدث ما حدث؟

فقالت أمى بعتاب: عليكم أن تحاسبوا أنفسكم أيضاً وألا تقولوا معى إنه المقَّدر والمكتوب.

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وراح كل منا يحاسب نفسه بصوت بعضه مسموع والباقى نستسنتجه

قالت أختى الكبرى: أنا مسئولة عن أننى أحببت، ووثقت فيمن أحب.

قالت أختى الأصغر منها: وأنا مسئولة عن أنى لم أستطع ان أحب.

وقالت أختى التى تليها: وأنا مسئولة عن أنى لم أصدق أن أحدا يمكن أن يحبنى.

وقالت أختى الصغرى: وأنا مسئولة عن أنى صدقت أن كل الناس تحبنى.

أما أنا، فقد وجدتُنى أعيد ما بدأت أمى به وأقول لنفسى ولهم: أنا أيضا لم أفعل ما فعلتُ إلا بدافع الحب الخالص، إذاً، كيف حدث ما حدث؟

قالت أمى وكأنها تفخر بنا، أو لعلها تَـمنّ علينا، أنا التى أنجبتكم فى الدنيا هكذا، وأنا مسئولة عن ما هو أنتم وما هو منكم

فاتجهت انظار أخواتى نحوها الواحدة تلو الأخرى بالتتالى، وفى كل نظرة من كل واحدة منهن ما فيها من عتاب، واحتجاج، وألم، وندم، وسماح، ورفض، ودهشة.

وحين جاء الدور علىّ جريت نحو أمى واختبأت فى صدرها أنهنه، وأنا أردد: أنا آسف، والله العظيم أنا آسف، لم أكن أقصد، لكننى أيضا مسئول حتى لو كان ما حدث هو مقدر ومكتوب.

قالت: أنت هكذا دائماً.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *