الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فصامى يعلمنا (8): برامج الدماغ وزحام المعلومات؟

فصامى يعلمنا (8): برامج الدماغ وزحام المعلومات؟

نشرة “الإنسان والتطور”

  13-5-2009

السنة الثانية

العدد: 621

فصامى يعلمنا (8):

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى أو التدريبى).

انتهت النشرة السادسة (قبل الماضية بما يلى🙂

          رشاد: طيب السلام عليكم، الخميس ولا الإثنين؟

          د. يحيى: الخميس بقى، ماتدوخنيش معاك

                    خليها الخميس.

                            شكراً جزيلاً .

برامج الدماغ وزحام المعلومات؟

مقابلة المريض

9-4-2009

نبدأ هذه النشرة بلا مقدمات، تكملة ونحن نواصل نص الحوار بعد تحوير المنهج كما جاء فى نشرة أمس ومازال رشاد يعلمنا ما هو الفصام، دون أن ينفصم.

………د.يحيي: نرجع بقى لحكاية البرامج، كلمة البرامج ديه جيبتها منين، يا رشاد؟ من كورسات الكمبيوتر؟المريض: هى كانت برامج حقيقى، يعنى أنا دلوقتى قاعد على الكمبيوتر و”باسـطـّـب” (Set Up) برنامج معين، باحس إن البرنامج ده بيأثر فيا (1)، فيه حاجات بتحصل لى، هى إيه؟ مش عارف!! لكن أقدر أقول لحضرتك من فتره قريبه كنت قاعد عند أختىد.يحيي: فترة قريبة قد أيه؟

رشاد: يعنى من أسبوع من أسبوعين، اليوم اللى أنا جيت فيه هنا اتحجزت فيه، لقيتنى “باسـطـّـب برنامج، لقيت جسمى حاسس إن أنا مستعجل، دى مش أول مره، هو الأستعجال ده مش أول مره

د.يحيي: جسمك ولا مخك؟

رشاد: لأ جسمى كله

د.يحيي: جسمك وانت قاعد؟ مستعجل؟ وانت قاعد؟

رشاد: وأنا قاعد آه

د.يحيي: على فكره الأولاد دول (مشيرا إلى الأطباء الحضور) ينوبك ثواب فيهم ما يعرفوش الحاجات دى، يعنى أول ما يسمعو كلمة مستعجل، يتصوروا إن واحد مثلا مزنوق رايح جرى دورة المية، أو واحد بيجرى عشان يلحق أتوبيس، إنما واحد قاعد وجسمه مستعجل، دى كتير عليهم شوية

(…………………….

…………………….) (2)

رشاد: كنت قاعد عند أختى …، كنت قاعد جالس كده (يشير إلى جلسته).

د.يحيي: راح جسمك مستعجل ولا مخك؟

(…………………….

…………………….)

خلينا الأول وانت بتاخد كورس الكمبيوتر، ومخك انشق نصين، وحكاية البرامج تانى، …. وإنها بتجيلك على هيئة كلام ومش عارف إيه، (ينظر للدكتورة) معانا يا دكتورة ملك، إيه رأيك يا رشاد، الدكتورة ملك معانا؟

رشاد: هى تستاهل كل خير أصلاً

د.يحيي: طب ما نوديها الجنة وخلاص

(…………………….

…………………….) (3)

  نرجع مرجوعنا وانت بتقول قاعد عند أختك إيه اللى جرى، أصل الحكاية دى حصلت وانت فى عز المرض الحالى بقى، مش كده؟

رشاد: الحالى؟ أه طبعا

د.يحيي: حسيت إن جسمك – مش انت- مستعجل؟

رشاد: آه، بعد ما “صطبت” البرنامج

د.يحيي: إنت كنت قاعد على الجهاز ساعتها؟

رشاد: لأه، هو كل الموضوع إن أنا شفت ده بس

 (…………………….

…………………….)

د.يحيي: البرامج دى اللى بتتكلم عنها، والكلام، دى برامج الكمبيوتر ولا كلام الكمبيوتر ولا وثيقه الكمبيوتر ولا برامج مخك

رشاد: هو كله كان بيصب فى مكان واحد (4)

د.يحيي: يعنى إيه يا رشاد يا ابنى؟ وفين المكان الواحد ده

رشاد: فى المِجرى نفسيها

د.يحيي: والمِجرى دى فين، والله ما انا عارف إنت بتقول فى إيه، لو سمحت: واحده واحده اللى نوصل له نوصل له، واللى ما نوصلوش نركنه على جنب

(…………………….

…………………….) (5)

رشاد: إنت طالب منى السؤال إيه بقى

د.يحيي: بتقول كل البرامج بتصب فى المجرىـ قلت لك المجرى دى فين، قلت كله بيصب فى مكان واحد.

رشاد: ما المجرى دى فى عقلى

د.يحيي: فى عقلك؟ ماشى، والله أنا خايف أوافقك، كلمة بكلمة، المسألة تصعّب علىّ الحكاية أكتر من كده بكتير، كفاية كده؟(6)

المريض: لأه

د.يحيي: يا رشاد أنا حاسس إنى تعبتك، فى أى وقت عايز نقف نقف

رشاد: ماشى يا دكتور

د.يحيي: طيب البرامج كانت تدخل فى المجرى اللى فى مخك، سميته عقلك دلوقتى، ماعليشى، بتقول (يقرأ)

“… إبتديت أحس بتعب من كل اللى حواليّا..”

إيه علاقة إن المجرى تتملى وإنك تتعب من كل اللى حواليك

رشاد: مافيش علاقة

د.يحيي: (يبدو ساهما) مافيش علاقة؟! إوعى تسرح منى

رشاد: لأ لأ بس زى ما تقول التعب ده جه بعد الدوره بتاعة الكمبيوتر

د.يحيي: بعدها حصل إيه

رشاد: بعدها هو صحيح كنت بالاقى بعض الناس اللى كانوا بيتكلموا معايا، كنت بالاقى نفس الكلام اللى كانوا بيكلمونى بيه بيتكرر، كان يتعبنى

د.يحيي: أيه قصدك بالكلام اللى بيتكلموا بيه

رشاد: الكلام نفسه تكرار الشئ

د.يحيي: تكرار الشئ ولا الكلام؟ (7)

رشاد: كان يسبب لى تعب

د.يحيي: طيب بتقول (يقرأ)

” … الكلام كان بيتعب مخى ويجيب لى صداع، بعد ما خلصت الكورس الناس كانوا بيتكلموا عليا، وموقفين لى شغلى”.

 النقله ديه جت ازاى بقى؟

رشاد: النقله دى نقلة سفر، موقفين لى شغلى، دى لها علاقة بالسفر

د.يحيي: نقلة إيه؟ وسفر إيه؟ ما يمكن هما موقفين لك شغلة السفر زى ما أنا موقفها لك دلوقتى، أنا كنت عايز أدور على ربطة ما بين مخك اللى انشق وبين المِجرى وبين مضايقتك من الناس وكلامهم عليك

رشاد: الحكاية دى كانت صعبه قوى يا دكتور

د.يحيي: أنهى حكاية؟ هى كانت أصعب من الشق وأصعب من المجرى

رشاد: مظبوط لأنها كانت…، أقول ولا لأ

د.يحيي: قول كل حاجة، قول اللى انت عايزه، استنى، أنا حقرا لك اللى قلته الأول بتقول (يقرأ):

“… فى الوقت ده كنت استقلت من الشغل، وحصل لى حاجه غريبه، إن مخى اتخرم كذا خرم”

عايزك تفهمنا الحكايه دى، بتقول إنه كان بيتخرم من نظرات الناس، إزاى بقى؟

رشاد: مظبوط كده

د.يحيي: قول لنا إزاى مخك يتخرم من نظرات الناس؟

رشاد: أنا شفت كذا واحد، كنت لما آجى أحس إن فيه خرم بابص، أشوف إذا كان حد باصص فيه ولا لأه، ده كان شك فى البداية

د.يحيي: لأ أنا عايز أعرف حكاية الاخرام دى بالتفصيل، زى ما عرفنا الشق وعرفنا المجرى، ولو اننا ما عرفناهمشى قوى، عرفناهم على قد ما قدرنا ويمكن نرجع لهم، عايز أعرف أزاى المخ يتخرم من نظرات الناس يا ابنى

رشاد: أنا نفسى يا دكتور مش عارف بس كنت أحس إن فيه أخرام (8)

د.يحيي: اخرام يعنى إيه؟

رشاد:… وكنت ألقى الإنسان اللى هو بيتسبب فى حاجه زى كده كان بيركز بالنظر، ماكانش بيبص كده وخلاص، كان بيركز فى النظرة نفسيها

د.يحيي: تقوم النظرة تعمل تخرم؟ طيب هى الاخرام دى مش زى المجرى لما تاخد كل العلم والعمل (9) زى ما بتقول مش تتملى الأخرام دى، ولا هى بتتعمل تنفد الحاجات، مش لما أى حاجه بتتخرم مش بينفد منها الحاجات

رشاد: ممكن

د.يحيي: هوا انت سميته “خرم” ليه؟ هوه كان بينفد حاجات؟

رشاد: لأه

د.يحيي: إمال سميته “خرم” ليه

رشاد: هو كان إحساسى بيه إنه هوه خرم

د.يحيي: ماشى، يا ترى فى الوقت ده ابتديت تسمع أصوات بتقول كيت وكيت، يعنى إمتى ابتديت تسمع أصوات؟

رشاد: هى الأصوات من قبل الخرم

د.يحيي: الأصوات من قبل الخرم؟ أنا كان بيتهيأ لى غير كده، طب كمـّل (10)

رشاد: بقيت أحس إن فيه اثنين بيتكلموا مع بعض

د.يحيي: جواك ؟

المريض: أه

د.يحيي: جوه فين

رشاد: مافيش غير عقلى يا دكتور، يبقى فى العقل نفسه

د.يحيي: فى العقل!! إتنين بيتكلوا مع بعض فى العقل نفسه؟ (11)

رشاد: بس على إيه مش عارف

د.يحيي: يعنى ما بيفسروش الكلام ؟

رشاد: لأه، خالص

د.يحيي: بس بيتكلموا،

(…………………….

…………………….)

د.يحيي: ماشى بعد حكاية الأصوات دى، بتقول (يقرأ) :

” وبعد كده كنت باحس إن الناس ممكن تسحب أفكارى” (12)

تسحب أفكارك بقى من المجرى ولا من الاخرام ولا من الشق ده ولا من الشق القديم، إيه الحكايه بالظبط؟

رشاد: هو أنا يا دكتور لحد ساعة لما أخدت دوره الكمبيوتر المِجْرَى ماكانتش موجودة، الأصوات كانت موجوده من بَرّه

د.يحيي: كانت المجرى انسدت بقى؟ ولاّ إيه

رشاد: تمام لما جت اتفتحت تانى فى دورة الكمبيوتر

د.يحيي: هى المجرى اللى اتفتحت تانى؟، ولاّ الاخرام؟ ولا الاثنين

رشاد: لأه، هو فى الفتره بتاعة الدوره ماكنش فيه اخرام، ساعة دورة الكمبيوتر نفسها ماكانش فيه اخرام، الاخرام حصلت بعد ما خلصت الدورة

د.يحيي: طب والمجرى؟

رشاد: ساعتها ماكنش فيه مجرى، إزاى!! مش عارف

د.يحيي: ماشى، (….)

(…………………….

…………………….)

انت برضه بتقول

أى موقف كنت باعمله كان بيتذاع فى التليفزيون”

تيجى ازاى بقى دى فى وسط الهيصة دى

رشاد: يعنى أنا مثلاً أبقى قاعد باحكى لحد على شئ معين، أبص ألاقيه جى فى التليفزيون

د.يحيي: تيجى أزاى بقى؟

رشاد: هو ده كل اللى عندى، مافيش دليل معين.

د.يحيي: انت بتقول لو كنت باتكلم مع أختى ألقى ان المذيعه تذيعها على طول الظاهر إنها مذيعه لئيمه، هىّ بتطقس عليكم ولا إيه؟

رشاد: هى فين أصلاً؟ شافتنى ازاى؟ وعرفتنى ازاى؟

د.يحيي: ما هو ده اللى باسألك عليه، إيش أدخل المذيعة، بينك وبين اختك تيجى أزاى دى بقى؟

(…………………….

…………………….)

د.يحيي: طب قول لنا حاجه تانية

رشاد: زى مثلاً فيه فيلم نزل أسمه عمر وسلمى

د.يحيي: (ينظر للحضور) هوّا فيه فيلم اسمه كده؟ أصلى أنا يا بنى من أيام “سى عمر” و”شباب أمرأه” بطلت

رشاد: الحمد لله يا دكتور إنك انت بطلت

د.يحيي: …… هو أنا كنت باعمل حاجه عيب ولا إيه يالَهْ

رشاد: أصل حضرتك كنت حا تغطى علينا

د.يحيي: دمك خفيف والله، نرجع بقى : كنت بتقول على الفيلم

المريض: أه كان الفيلم تحس فيه بعض الشخصيه منى

د.يحيي: منك

رشاد: من نفس الكلام برضك كنت دايماً باقول الكلام اللى بيتقال، اللى بيقولوه

د.يحيي: لأه بقى، يعنى إيه كنت بتقول اللى بيقولوه، ولا هما اللى كانوا بيقولوا الكلام بتاعك

رشاد: لأه كنت أنا كنت باقول الأول

د.يحيي: بتقول أزاى الأول قول لنا كده، والله يا رشاد الوقت سرقنا، وانا خايف أنهكك والله وانت عمال تقول كلام بسيط لكن مهم، إحنا بنحاول نتعلم منه، أنا خايف يمكن من الإنهاك تفتعل إجابات من كتر أسئلتى

رشاد: لأ لأ، أبدا، أنا معاك

د.يحيي: طيب، قل لنا أزاى أنت بتقول الكلام الأول يقوم الفيلم قايله

رشاد: هو مابيبقاش طبعاً فى نفس الوقت، الفيلم مش بييجى على طول، لأه ده بياخد فتره يعنى على ما يتصور وكده (13)

د.يحيي: معلش ماعلش، هى أسألتى بايخه، أنا عارف، اللى أنت قولته أحسن والله، باكلمك جد، إوعى تسرح اموتك إنت بتقول (يقرأ) :

“….. باحس إن الناس عارفه حقيقه مشكلتى”

وترجع تقول:

 “….أنا مش عارف حقيقه مشكلتى”

تيجى ازاى دى؟ الناس عارفين حقيقه مشكلتك، وانت مش عارفها !!!؟ تيجى ازاى؟

رشاد: يعنى ممكن من نظرات معينه

د.يحيي: يعنى هما بنظاراتهم عندهم القدره يعرفوا حقيقه مشكلتك، وأنت لأه؟

رشاد: انا شاكك

 (…………………….

…………………….) 

د.يحيي: نتنقل لحاجه تانيه مهمه خالص (يقرأ) بتقول:

“… طول عمر أبويه مش قادر يفهمنى، كل واحد منا فى طريق”

هو فيه حد فهمك غيره يا ابنى

رشاد: هو صحيح كنا مختلفين دايماً أنا ووالدى

د.يحيي: معظم الأبّهات كده (……………) أنا باسألك هوه فيه حد غير أبوك فهمك فى تاريخ حياتك دى كلها 33 سنه

رشاد: أه فيه حد

د.يحيي: مين

المريض: أختى الكبيره

د.يحيي: فهمتك

رشاد: أه كنا فاهمين بعض يعنى

د.يحيي: وانت فهمتها

رشاد: أه

د.يحيي: حتى فى الأزمة

رشاد: حتى فى الأزمة (14)

د.يحيي: الحمد لله

 (…………………….

…………………….)

د.يحيي: فيه حاجات غريبه إنت قلتها فى الأول ما تكلمناش فيها يا رشاد يا ابنى، زى حكايه

“الأوََضْ (الغرف) اللى بتفضى وبتتملى ديه”

رشاد: ما هىّ المجرى

د.يحيي: لأ ده فيه حاجات تبع الأوَضْ (الغرف) كانت فى الورق الأولانية، مش مهم، يمكن نرجع لها، إنت بتقول برضه (يقرأ)

“…مخى بيتقسم مش اتقسم وخلاص لأ بيتقسم نصين” هوه لسه بيتقسم لحد دلوقتى، ولا اتقسم مرتين وخلاص؟ (15)

رشاد: هو لو فى البدايه لسه بيتقسم

د.يحيي: ودلوقتى؟

رشاد: دلوقتى لأه

د.يحيي: دلوقتى بقى نصين ولا تلات تنصاص، ما هو اتقسم مرتين

رشاد: لأ دلوقتى مافيش خالص

د.يحيي: مافيش ازاى، طب نشوف المحادثه الاخيره مع د.ملك انت قولت لها (يقرأ)

“…. عشان اوصف التعب لازم اقولك يا دكتوره حاجه بتحسي بيها، يعني إنت لو شديتى شعرك علي غفله حاتحسي بإيه “

مش انت قلت لها كده

رشاد: أيوه

د.يحيي: كنت بتعاكسها ولا إيه

رشاد: لأه، انا ما كنتش عارف اوصف التعب معني التعب اللي عندى ما كنتش عارف اوصفه، فاضطريت إنى أشرح (16)

د.يحيي: إنت قلت بالنص (يقرأ):

“… يعني لو شديتى شعرك علي غفله بتحسي بإيه، تقدري توصفي الوجع ده، قالت لك “الوجع يعني حاجه بتشد كده”

قمت أنت قلت لها:

“…. شوفتي يا دكتوره انت مش عارفه تشرحيه هو نفس الوجع اللي عندي أكن حد بيشد عقلي ازاى ما أعرفش”

(يكمل د.يحيي) إنت من الاول عملت حاجه لطيفه خالص: انك قلت ده ما يتوصفش بدليل إن الدكتورة مش قادره توصف الشعور ده، وانت راخر مش قادر توصف الشعور نفسه بس أصعب، يعنى هى مش قادرة توصف شد شعرها، الأصعب إنك ما تقدرشى توصف شد عقلك، طب دلوقتي اقدر اساعدك انك توصف الشعور إن حد بيشد عقلك

رشاد: هو الحوار كله بصراحه يعني غريب

د.يحيي: حوار جميل جدا وصادق جدا وبسيط جدا

رشاد: هو حقيقي بيحصل كل الحاجات دى؟

د.يحيي: كل إيه؟ انت بتسألنى؟ ولا أنا اللى بسألك؟

رشاد: كل الشد؟

د.يحيي: أنا أيش عرفنى: إنت اللى بتقول، وانا مصدقك.

رشاد: هو ده بيجي من الكلام يا دكتور، بيجي من إنى أنا لما اكلم حد فابيحصل بقي اللي هو الشد ده (17)

د.يحيي: يعني انت وانت بتكلم حد فيه حاجه بتشد عقلك كده

رشاد: لأ الكلام نفسه مع شخص معين يقوم بيحصل حاجه زي كده

د.يحيي: يحصل ايه

رشاد: يحصل شد بقي

د.يحيي: شد في ايه؟ انت وانت بتتكلم مع واحد يحصل شد في العقل ازاى؟

رشاد: مش عارف، بيتبع علم معين ممكن بيتبع علم (18)

د.يحيي: يعني الكلام وهو طالع..، يُعتبر الكلام نفسه هوه اللى بيشد العقل مثلا، ولا إيه، ما تاخدنيش على قد عقلى، أنا عايز اعرف وانت بتكلم واحد زيى دلوقتى، بتقول زى ما يكون الكلام بيشد العقل،يعنى إيه؟ انا عايز افهم ولو شوية

رشاد: انا أولا لو اعرف اللي انا فيه ده ايه كنت اقدر انى انا احدد لك كل حاجه

د.يحيي: ما احنا بنعرف بالتقريب يابني هو احنا حانقعد نستني ونأجل حياتنا، لحد ما نعرف

(…………………….

…………………….)

 نرجع لجمله تانيه البنت العفريته د. ملك دى خليتك تقولها بتقول (يقرأ)

“.. بقي عندى أكن حد بيشد عقلي ….. زى سلك عريان لو كان كل واحد منا معاه طرف سلك، لو حطيتي إيدك في النص حايحصل إيه لإيدك، حاتنجرح حا تنخدش، مش كده صح؟”

 فهى د. ملك لئيمة ما رديتش، رحت انت مكمل قلت لها :

 ” .. يعني مخي هو الإيد اللي حاتنجرح والسلك بيجرحها”،

 جرى إيه يا رشاد؟ مره تقول لي لبانه ومره تقول لي سلك، انا اتلخبطّ(19)

رشاد: لأ اللبانة حاجه وده حاجه

د.يحيي: طيب قول لى بقي: اللبانه كانت في الاول خالص في اول مخك ما انشق مش كده؟

رشاد: مظبوط

د.يحيي: ساعة ما رفضوك في الكوره

رشاد: آه

د.يحيي: ماشي وانت في الجامع او وانت طالع من الجامع؟

رشاد: مظبوط

د.يحيي: مضبوط إيه؟ أنا باسألك: كنت في الجامع ولا طالع من الجامع؟

رشاد: متهيألي كنت في الجامع لسه، فى الغالب هو يا دكتور لو انا (20) جيبت سلك زي ما هو مكتوب بس سلك عريان وجيت حركت بيه يعني شديته علي إيدي -حضرتك- مش حيحصل جرح

د.يحيي: بصراحه قل لى الأول: السلك يعني متكهرب ولا مش متكهرب

رشاد: لأ مش متكهرب

د.يحيي: تخين ولا رفيع

رشاد: كان رفيعّ ساعتها

د.يحيي: إذا كان رفيعّ، ومش متكهرب حايحصل جرح، ما هو يبقى زى السكينة يعني (21)

رشاد: آه

د.يحيي: هو السلك الرفيع يجرح فعلا اشمعني من الوسط، ما هو لو مسكته من هنا حايرجح، ولو مسكته من هنا، حايجرح ولو مسكته في الوسط حايجرح اشمعني انت نشنت على النص، وقلت للدكتورة كلام عن شد من الناحيتين، وحاجات كده

رشاد: آه، بحيث واحد من طرف يمسك ناحيه وواحد من الطرف التاني فيه واحد تاني يمسك ناحيه

د.يحيي: وبعدين؟

رشاد: ويبتدي يشدوا

(………….)

د.يحيي: طيب وبعدين ؟

رشاد: التاني بقي تحطه علي الشئ اللي هو حيجرح اللي انت عايز تخليه يجرح وتشده منه (22)

د.يحيي: يتهيأ لى فهمت شويه، يعنى تتقلب الحكاية زى المنشار كده

رشاد: مظبوط

د.يحيي: .. الشئ اللي هو حاينجرح ده انت بقي ولاّ مين

رشاد: هو انا صاحب القضيه

د.يحيي: يعني انت اللي حاتنجرح من الشد ده

رشاد: آه

د.يحيي: طب مين اللي بيشد هنا ومين اللي بيشد هنا

رشاد: أى اتنين، انا كنت باوصف بس الحاله

د.يحيي: وده كله جواك كده، وشايفه

رشاد: آه

د.يحيي: ياه يمكن مخك هو الإيد اللي حاتتجرح بالسلك اللي بيجرحها، امال مين بقى اللي بيشد اذا كان مخك هو اللي حايتجرح، مين اللي بيشد من الناحيه دي ومين الناحيه التانية

رشاد: اي طرفين تانين (23)

د.يحيي: مين يعنى

رشاد: احنا بنوصف بس الحاله

د.يحيي: رجعت تاني قلت للدكتورة (يقرأ)

 “…. عقلي هو أوضه (حجرة) فيها باب واحد، لو حد عايز يسحب فكره ولو معاه المفتاح وما يفتحش، أو لو مش معاه المفتاح، يكسر الباب فيقوم الباب يبقي حتت، ومش حايعرف يلحمه ويرجعه زي ما كان” (24)

مش انت اللى قايل الكلام ده كله، يعنى إيه بقى؟

رشاد: عايز معناه ولا شرح

د.يحيي: هو ده حصل لك ؟

رشاد: أيوه ده حصل

 

 

د.يحيي: يعنى الباب كان مقفول، وما حدش عارف يفتحه ما معهوش مفتاح، فكسره؟ (25)

رشاد: اتكسر

د.يحيي: وبعدين هوه عايز يقفله تاني ولاّ إيه؟ هو ده حصل لك ازاي واثره ايه عليك يابني

رشاد: هي الفتره اللي فاتت يا دكتور كان فيه (يسكت ويطأطئ رأسه..)

د.يحيي: انا انهكتك، والله أنا اسف

 

رشاد: لأ لأ عادي بس انا بحاول اركز بس (26)

د.يحيي: ولا تركز ولا حاجة، حاتركز حتبوظ المسألة وحا تبص تلاقيك بتقول كلام زي اللي الناس دول (يشير إلى الجالسين للدرس)، خليك كده بلا تركيز بلا بتاع، اللي يتركز يتركز واللي ما يتركزش انشالله ما اتركز، هوا بوّظ الناس دول بيقولوه (يشير إلى الأطباء) غير انهم بيركزوا زيادة عن اللزوم بيركزوا غلط، بيركزوا الناحيه التانيه

رشاد: بس علي فكره الكلام ده دقيق جدا

د.يحيي: هو انا اللي قلته ما انت اللي قلته يا ابنى الله يفتح عليك، فعلا هوّا دقيق، بس على الله يصدقوا.

رشاد: هي الفتره دي يا دكتور (يسكت….)

د.يحيي: عارف انا صعبان عليا ايه دلوقتي يا رشاد إن الكلام ده اللي انت بتقول عليه دقيق جدا، واللي هوه محدد جدا، الدكاتره دول يختزلوه في كلمايه تبعدهم عني وعنك وعن ربنا، ويحطوا صباعهم على حاجات خايبه كده، تبص تلاقيهم بوظوا البني ادم، وهما مش واخدين بالهم، مع إن ربنا حايحاسبهم، زى ما حايحاسبنا، مش برضه يا رشاد ما يصحش ربنا يخلق خلقه صح، يقوم ييجى ناس تجار يلعبوا فيها من غير ما يجتهدوا باللى تستحقه، بس الصغيرين دول لسه غلابة، فا بيصدقوا اللى هما شايفينه جارى دلوقتى بينى وبينك، وبعدين بينسوا، ده اللى بيحصل معايا جيل ورا جيل

رشاد: الصغيرين مين؟

د.يحيي: الجماعة الطيبين دول اللى انت شايفهم قاعدين معانا ومستحملينا

رشاد: دا بالنسبه لحضرتك صح/ صغيرين همّا

د.يحيي: آه طبعا صغيرين صغيرين، ودى ميزتهم

رشاد: بس هم كبار في العقل يعني

 

د.يحيي: يا عم كبار إيه وعقل إيه؟ العقل مفروض ما يكبرشى، مفروض يوسع ويساع، خليهم صغيرين كده أحسن، (27) دول كل ما حايكبروا حا تصغر فرصتهم إنهم يفهموا زى ما بيحاولوا دلوقتى، الواحد بيكبر من هنا يا رشاد، تبص تلاقيه ما بيفهمش بشكل

رشاد: مش معقول يا دكتور

د.يحيي: آه والله، ده المصيبة إنه بيبذل جهد عشان ما يفهمش، كل ما يكبر، ييجي يفهم يتخض ويرجع، يكمل قلة فهم، انت مش مصدق؟

رشاد: صعبه شويه

د.يحيي: ان شاء الله لما تخف حا تبقي كويس خالص زيهم، حاتروح فاهم وتتجمد زيهم لما تخف، والاخرام دي بقي تتسد، والشقوق ترجع تتلحم،(28) مش حا تعرف تقول جمله واحده على بعضها من اللى احنا بندشه ده؟

رشاد: إيه؟ مش حاعرف إيه؟

د.يحيي: ان كان ربنا حايفتح عليك يمكن تقولها في الحلم، شكل تانى، وبرضه ساعة ما تصحى تبوظها وتحكى حاجة تانية، إحنا كنا بنقول علي الأوضه (الغرفة) والباب اللى اتكسر والمش عارف ايه وإننا مش حا نعرف نلحمه، ولا مش عايزين نلحمه، دا انت بعد كده اتكلمت كلام مهم بشكل قولت الدكتور يحيي قالي مش عارف ايه، وحانعمل “إعداد”، مع إنى ما باستعملشى الكلمة دى من أصله، كلمة إعداد انا ما قولتش إعداد ولا حاجه، بس انت طلعتها صح ميه ميه

    (1) ثم تخوف من تأثير “كورسات” الكمبيوتر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(2) من أول هنا يبدأ الحذف ووضع فقط مكان المحذوف، ووضع، تجنبا للتكرار ومنعا للإملال كما ذكرنا فى نشرة أمس، لكنه حذف تأمل ألا يفسد محاولة إثبات الفرض المقدم.

 

 

 

 

 

 

(3) حذف هنا مناقشة مثل السابقة أكد فيها رشاد أن هذا أمر بيد الله سبحانه وحده…الخ 

 

 

 

 

 

 

 

 

(4) تداخل المعلومات

 

 

 

 

 

 

(5) كلام هنا عن معنى الإيمان بالغيب سبقت الإشارة إليه.

 

 

 

(6) لاحظ: “المجرى فى عقلى” (دون تعليق الآن)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(7) من هنا يبدأ استعمال لفظ“الكلام” بأخذ حضورا عيائيا وكأنه “شئ” ملموس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(8) توجد دراسات عن تأثير مثل هذه “التحلق” بالعينين الفيزيقى، وهو أمر له علاقة بالحسد (ليس مجرد ايحاء) وقد تعود لذلك.

 

(9) هو الذى عبر عن المعلومات بـ “العلم والعمل”، وكأن العمل يدخل أيضا كمعلومات، وقد نعود لذلك.

 

 

 

 

 

 

(10) تتابع ظهور الأعراض، وتسلسل الوصف مهم

 

 

 

(11) على الرغم من تسمية هذه الأصوات “أصوات داخلية” وليس هلاوس، إلا أن دلالتها على الواقع الداخلى أكبر.

 

 

 

 

 

 

(12) لها علاقة بـ “فقد حدود الذات”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(13) لاحظ اختلال الزمن، أو بتعبير أدق “حركة رشاد” فى زمنه الخاص”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(14) لعل هذا الدعم الصادق من الشوفان والفهم من اخته، وقد تحققنا منه، هو ضمن ما حافظ على تماسكه.

 

 

 

 

 

 

 

(15) محاولة لمعرفة حركية التفكيك “الآن”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(16) صعوبة الوصف تعطى مصداقية أكثر لموضوعيته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(17) عودة إلى تصوير الكلام بحضوره “العيانى”.

 

 

 

 

(18) هذا العلم (الخفى ربما القادم) هو بعض سبب تقديم هذه الحالة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(19) التفرقة بين استعمالات المريض لتشبيهات مختلفة مهمة منعاً للاختزال.

 

 

 

 

 

 

 

(20) تأكيد لما قاله سابقا.

 

 

 

 

 

 

(21) استعمال نفس أبجدية المريض، قبل أو بدون تعريف مسبق لها، أو اختزالها إلى مضمونها المعتاد، هو آلية خاصة فى مثل هذا الحوار.

 

 

 

 

 

 

 

(22) يحتاج تفسير هذا المقطع إلى شرح تفصيلى تجنبناه فى المنهج الجديد، وقد يظهر فى النسخة الورقية، نكتفى بالاشارة إلى قوله أنه “صاحب القضية” والمتأثر بها، لكن حركية الشعر، والجرح، والتضاد، هى تجرى بقوى أخرى.

 

 

 

 

 

 

 

(23) نلاحظ عدم اختزاله باستعمال قوى تقليديه كثرت فى تحديد طرفَىْ أى صراع، المهم هنا هو عدم الاتساق نتيجة لفقد الواحدية، ومن ثم الشدّ..الخ.

 

 

(24) تشبهات رشاد متنوعة تماما وهذا قد يكون إشارة إلى صعوبة الوصف من ناحية، أو أنى عجز اللغة المتاحة عن الإحاطة بالخبرة (الإدراك الداخلى) لدرجة تسمح بوصف دقيق مباشر.

 

 

(25) هذه المنطقة تشير كيف أن الجمود والجفاف(فقد المرونة وفقر حركية التكامل) هى المؤدية إلى التكدس المغلق، فالكسر.

 

 

 

(26) تلقائية الحكى حتى بغير ترابط أهم فى أبحاث الإمراضية، تجنبا لغلبة الفكر المفاهيمى والاختزال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(27) هذا تفصيل تعليمىّ، يشارك فيه المريض بالرأى بعيدا عن حالته، وقد يكون تزيدا لا داعى له.

 

 

 

 

(28) اشارة إلى أن نوع الشفاء الذى يلم مثل هذا التفكك قسرا أو يخمده همودا، قد يؤدى إلى غلبة الفكر المفاهيمى المتسق المغترب نسبيا.

 

[الأسبوع القادم تبدأ من الحوار حول كلمة “إعداد”، وهو ما جرى فى نفس هذه المقابلة 9-4-2009]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *