الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (28) من “موقف الدلالة”

حوار مع الله (28) من “موقف الدلالة”

نشرة “الإنسان والتطور”

4-12-2010

السنة الرابعة

 العدد: 1191

 

يوم إبداعى الشخصى

حوار مع الله (28)

من “موقف الدلالة”

قبل القراءة:

برجاء مراجعة مقدمة نشرة السبت الماضى  (نشرة 27-11-2010 “من موقف الوقفة”) فقد تغير النهج

*****

(من موقف الدلالة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

“… وادخل علىّ بغير إذن،

فإنك إن استأذنتَ حجبتُك”

فقلت له

طبعا أدخل عليك بغير إذن، والإ فأين العشم

استأذنك؟ وكأنك يمكن ألا تأذن لى؟

وكأنى لم تصلنى رسالتك عن أبواب الرحمة المفتوحة على مصراعيها

وكأنى نسيت أننى أقسمت عليك فأبررتنى

طبعا أدخل عليك بغير أذن، بل وأدعوهم معى أن يفعلوها على مسئوليتى

وحتى لو نسيتُ فأستأذنت، فلن تحجبنى إلا لتذكرنى أننى نسيت

طبعا أدخل عليك بغير أذن

يا فرحتى!

****

(من موقف الدلالة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

“..عرِّفنى إلى من يعرفنى، يرانى عندك، فيسمع مني.

ولا تعــّرفنى إلى من لا يعرفنى يراك، ولا يراني.

فلا يسمع منى وينكــرني”.

فقلت له

وهل يحتاج من يعرفك أن أعرّفك إليه؟

ما جدوى أن أحاول أنا أصلاً أن أعرّفه؟

أما من لا يعرفك فإذا كان قد نظر فى نفسه فما عرفك، فكيف يرانى؟ أو يراك عندى؟

ومن أنا حتى يرانى وهو لا يراك؟

ربما يعرف كلماتى ويظنها أنا، فيرددها كأنه سمعنى، فكيف يسمع منك؟

هو لا يعرفك ولا يعرفنى ولا يعرف نفسه

ينكرك فيخسر نفسه ولا يرانى ولا يراك، لا عندى، ولا عنده

****

(من موقف معنى الكون)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

وقال لى أنت معنى الكون كله

فقلت له

حين يملأ الكونُ وعى العابر إليك يتجلّى المعني،

وأنا لست أنا حين أكون “معني”.

لو كنتَ تطمئننى بهذا التكريم، فأنا لا أريد أن أطمئن.

 أصدِّقك فرِحا خائفا مـثــله غالبا،

هل حقا تنادينى أنا بهذه الـ “أنت”؟

ومن أنا؟

إذا كنتُ أنا أنا، فلا معنى لى، ولا فائدة مني.

وإذا كنتُ أنا أنت، ضِعتُ فى غباء الغرور الأعمى.

أما إذا كنتُ وسيلة “معناك” إليهم، فأنا معنى الكون كله حين أكون ” لست أنا” إلا بك.

هل يمكن أن أحمدك إلا بأن أجعل لأيامى”معنى”بك.

يتجلى معناى فى كل ما هو أنا بهم.

هكذا يمكن أن أصبح أنا معنى الكون كله بفضلـِك.

يتحقق المعنى ونحن نشكِّلُهُ باستمرار

فأكون معنى الكون كله

أهكذا؟!!

****

 (من موقف الوقفة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

أوقفنى فى الوقفة وقال لى إن لم تظفر بي

أليس يظفر بك سواى

فقلت له

أسعى ولا أهمد؟

حتى لو لم أظفر بك “الآن”، فإنى أجتهد “الآن” لأظفر بك “الآن”.

لا يظفر بى سواك لأنه يعرف أنى ظافر بك أبدا

ليس عندى سبيل آخر.

كيف أظفر بك إلا بحمدك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه؟

تتقبل حمدى بأن تعيننى على فعل الحمد فأعرف أنه وصل إليك، دون ترديد ألفاظه

الكدح لا يعرفه إلا كادح

*****

 (من موقف الوقفة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

وقال لى الوقفة تعتق من رق الدنيا والآخرة

فقلت له

أغبياء من صدّقوا أن عذابك لشديد.

أشد العذاب هو أن نـنسى رحمتك.

رق الدنيا أعرفه فهل ثمْ رق فى الآخرة؟

عتق الدنيا بشارة عتق الآخرة.

عتق الدنيا يتحقق بتوحيدك بكل عقولنا المتغلغلة فى كل خلايانا، ليس فقط فى أعلى الدماغ.

نعتق أنفسنا فى الدنيا بتوحيدك، فنعرف الحرية

تعتقنا فى الآخرة بإحاطة رحمتك، فنعرف المعرفة

أخسر الخَسار أن تُكرمنا فنذل أنفسنا، فنصبح أرقاء للدنيا وللآخرة

الأبله منّا يخلط بين الوقفة والتوقّف.

الوقفة بين يديك، والتوقف دونك

أحرَكُ الحراك نغمٌ ساكن مفعم بك، يحملنى منك إليك.

الوقفة متناهية الامتداد، رحبة الامتلاء.

الرق يحجبنى عنك، والذل يحجبك عنى،.

 حرّيتى، فى عبوديتك: لا هى أسْر ولا فيها مذلة.

أتخلّق من خلالها لأتقرب مما خـُلقتُ من أجله،

فأجدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *