الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع الله (29) من “موقف ما تصنع بالمسألة”

حوار مع الله (29) من “موقف ما تصنع بالمسألة”

نشرة “الإنسان والتطور”

5-12-2010

السنة الرابعة

 العدد: 1192

يوم إبداعى الشخصى

          حوار مع الله (29)

من “موقف ما تصنع بالمسألة”

 اعتذار وترحيب بما جرى بغير قصد

بعد أن توقفت عن كتابة التعتعة فى “الدستور” بعد أن أصبح “الدستور” ليس هو “الدستور”، حجبت الوفد مقالى الأسبوعى دون إخطارى، ورجحت أن السبب هو زحمة الانتخابات مع أن المقال كان عن الانتخابات، ففضلت أن أحل اليوم قراءة فى النفرى محل تعتعة الوفد، حتى إذا انقطعت علاقتى بالوفد أيضا، وأتوقع أن أفعلها قريبا أتيحت الفرصة أرحل لمواصلة قراءة مزيد من المواقف، وربما تبادلا مع المخاطبات، من يدرى؟  لعله خيرا.

****

(من موقف ما تصنع بالمسألة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة

فقلت له

ضاقت العبارة، دقّـــت العبارة ولم تتناهَ.

ضاقت وما ضاعت ولا سقطت ولا أمكننا الاستغناء عنها.

مهما اتسعت الرؤية فنحن فى حاجة إلى العبارة، مهما عجزت عن أن تحتوى الرؤية.

نبلغهم بها ما لا يـُبـْلـَغـُونـَه إلا بها؟

أستغفرك اللهم من كل صمت.

 وأستغفرك من كل كلام

…...

 “يــاليتنى طفوتُ دونَ وزْنِ

ياليتنى عبرتُ نهرَ الحزنِ

من غير أن يبتلَّ طرْفى فَرَقَا

ياليت ليلى ما انجلَي،

ولا عرفتُ شفرة الرموِز والأجنّة

إِى هجرة الطيورْ

فى الشاطئ المهجور ْ

عفواً فعلُتـــُهاَ…

…….

فــكَّ الحَبالَ صلّتِ السلاسِلُ،

العمرُ بعدُ ما انقَضَى

أشلاؤها : تفجّرت مضيئهْ

نرى، ندورُ ننكفئْ

…….

تناثرتْ، تخلّقتْ، تحدَّتْ،

وماتت التمائمْ

….

يا بؤسَهُ الصراخ دونَ صوتْ

يا رعبـَها ولادةٌ كموت ْ

يا سعدَ من لم يحملِ الأمانهْ

ياويل من صَاحَبَهَا : فى خِدْرِهَا،

أو عاش ملتفّاً بها، وحولها”

……….

ما أصعب ضبط الجرعة، وما ألزم العبارة، ولو إشارة إلى رؤية لم تُحِطْ بها

فلماذا الذهول؟

 الذهول ليس له علاقة لا بالرؤية ولا بالعبارة

****

(من موقف ما تصنع بالمسألة)

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:

عزمك على الصمت فى رؤيتى حجبة فكيف على الكلام.

وقال لى العزم لا يقع إلا فى الغيبة.

وقال لى لا أبدو لعين ولا قلب إلا أفنيته

فقلت له

لا أعزم على الصمت لا فى رؤيتك ولا فى غيبتك،

 النور يحجبنى عنى، فكيف الكلام؟

لا أريد أن ألغى الناس بصمت ميت،

 ولا أن أستر عورتى بصمت يدّعى الحكمة،

 ولا أن أطمع فى صفقة مؤجلة بصمتٍ خادع،

ولا أن أنظر إليهم من أعلى بصمت غبى،

وهل إذا أنا رفضت الصمت لَزِم الكلام؟

……

وصرخت بأعلى صمتى، لم يسمعْـنى السادة

وانقلبت تلك الألف الممدوة تطعننى فى قلبى

وتدحرجت الهاءُ العمياءُ ككرة الصلب

داخل أعماقي.

 

أريد أن أمنعها أن تتمادى

لا أريدها أن تتدحرج.

لن أُخدَع فى صمتٍ  يبعدنى عنك وعنهم.

 العزم، السعى، الكدح هى تشكيلات من صمت آخر

تشكيلات من التجلى تملؤ الصمت بما لا يحتاج أن يمتلئ بغيره

لا أخاف الكلام، ولا أحبّه،

تفنى العين والقلب ولا يفنى الوعى الكل الواحد.

 لستُ عيناً أنظر إليك ولا قلباً يشعر بك.

حين أفنى أتبدى:

 أولد كما لم أكن أبداً من قبل.

لا حاجة بى للطاعة بعد أن أفنيتنى فيك

فولدت أكثر تحديدا بك

وجدت فى السبى بعد التجلى نزولا عن العزم واستسلاما للحجبة،

فجعلت فى صمتى نبض الكلام،

وجعلت من كلامى نافذة لصمت الوعى الأعمق.

*****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *