حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 1-12-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5935

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 12)

(المخاطبة رقم: 12)

يا عبد

الإطراق عبور الدنيا والآخرة

والنظر حبس الدنيا والآخرة

والملتفت لا يمشى معى ولا يصلح لمسامرتى

د. محمد أحمد الرخاوى

عندى ان الاطراق هو الدفع طول الوقت طول الوقت دون (التفات) فهو السعى اليه وتحمل كل الغموض وكل الكدح وعدم التوقف وعدم اليأس وعدم الشك . إذن فهو عبور الدنيا والآخرة فعلا اذ يصبحوا رحلة واحدة منه إليه.

وعندى ان النظر ينزلق الى غرور الرؤية من دونه اذ ينزلق النظر إلى العمى فهو يحبس فعلا الرؤية الحقة فى حضوره. فالنظر اذا انسلخ عن استحضار طريقه ضل صاحبه وغوي.

والملتفت هو الذى لا يتيقن بحتم المسار وحتم المعية فقد ضل الطريق دون حتى ان يبدؤه.

د. محمد الرخاوى:

لى زمن أتمنى أن أنصحك… “نصيحة أسلوبية”… وأنا أرى أنه يحق لنا أن ينصح بعضنا البعض…

ماذا يابن عمى لو حذفنا ألفاظاً انفعالية من قبيل “كل”… و”طول الوقت” وغيرهما من التعبيرات الانفعالية..!! ظنى أن النص يكون أبلغ فى الإفادة والتوصيل والتأثير…

لا يحق لى أن أتدخل فى حماسة الكاتب وحدة يقينه… ولكن يحق لى أن أبلغه أن تأثيرهذه حماسته قد يقلل من حماستى أنا المتلقي…

ودعنى أستشهد بما قاله بلاغى عظيم فى هذا الحذف الذى أدعوك إليه:

يقول عبد القاهر الجرجانى فى “دلائل الإعجاز” عن الحذف فى كلام العرب:

“هذا بابٌ دقيقُ الْمَسْلَكِ، لطيفُ المأخذ، عجيبُ الأَمْر، شبيهٌ بالسِّحْر، فإِنَّكَ ترى به تركَ الذِّكْر أفْصَح من الذِّكْر، والصَّمْتَ عن الإِفادة أزيَدَ للإِفادة، وتَجِدُكَ أنْطَقَ ما تكونُ إِذَا لَمْ تَنْطِقْ، وأتمَّ ما تكون بياناً إذا لمْ تُبَيّنْ، وهذه جُمْلَةٌ قدْ تُنْكِرُها حتَّى تَخْبُر، وتَدفَعُهَا حتَّى تَنْظُر“.

*****

حوار بريد الجمعة 24-11-2023

د. محمد أحمد الرخاوى

يا ابن عمي

طبعا نحن مهزومون فى كل حاجة والعياذ بالله حتى لو لم نعلن الهزيمة.

اوافقك طبعا ان كله غلوشة وحماسة خايبة بدون اى فعل .

ومش لازم نعلن الهزيمة فهى واقع يعيش على الارض.

القضية عندى يا محمد مش كدة خالص.

القضية هى ولاد الكلب دول ومن يؤازرهم من كل ولاد الكلب اللى فى العالم وغالبيتهم من اساطين المال والعدم والحاقدين بشدة على الاسلام ودعنا لا ننكر ذلك. هل لا يدرون انهم يجرون العالم الى خراب فعلا. امة الاسلام مهزومة طبعا وغالبيتهم يقولون ما لا يفعلون وتقريبا كل اعمالهم مغلفة بشرك. ولا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم .

للاسف لم اعد افكر فى المسلمين ولا يشغلونى والعياذ بالله.

ما يشغلنى حقا هو هذا العالم الوغد الذى يحكم العالم بلا رحمة ولا هوادة . فعندى القضية هى قضية البشر كلهم فى هذه اللحظات الفارقة. هل من مجال ان بستفيقوا ليحولوا البوصلة الى الحياة كما خلقها الله . ام سيتسلموا لطوفان العدم . الاجابة عندى سلبية للاسف .

الموقف فى منتهى الجد والخطورة.

فالعالم اصبح منقسم تقريبا الى مدعين ايمان دون عمل

او جيوش من الذاهلين الذين دخلوا فى مطحنة العدم بلا تبصر او حتى ارادة توقف عشان بيشوفوا منين يودى على فين.

د. محمد الرخاوى:

ياخوفى… ويا وجعنا….

*****

‏…… ‏المسألة‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏فلسطين‏!!‏

د. محمد أحمد الرخاوى

والمسألة اصبحت اخطر وافدح يا عمنا . يرحمنا ويرحمك الله.

ولاد الكلاب دول اصبحوا تروس جهنمية للخراب فعلا واقعا ماثلا بلا هوادة .

اكاد اجزم ان العالم الآن فى مفترق طرق شديد الحدة .

تغطرست اسرائيل بلا رحمة .

واعلن الغرب (الرسمي) انه يناصر هذا الكائن السرطانى القبيح .

وغاص العرب والمسلمين اكثر واكثر فى حياة عبثية بلا عمل ولا ابداع ولا حتى وعى بفداحة واقعهم المأساوي.
اعيش فى الغرب واعرف كل يوم الوجه الآخر لهذه الحضارة الغربية المزعومة وارى اندثارها من داخلها.

 ولكن الوجه الآخر والوجود الآخر لكل ما هو غربى لا يملك اى مقومات لوقف هذا الشلال الجارف لوأد الحياة اولا باول .

 تحالفت اساطين المال والعدم مع كل بنى آدم كافر غبى خرج من اى معنى لاى حياة . وذلك هو سر غطرستهم وقوتهم.

“أَزِفَتْ الآزِفَةُ  لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ  وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ  فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا” سورة النجم الآية (57-62).

د. محمد الرخاوى:

يا خوفى… يا خوفى يكون كلامك صح…

لكن وجود الله رحمة…

*****