الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / “فقه العلاقات البشرية” عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الرابع: ”قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج” الفصل الثالث: “الخلاص” (2 من 2)

“فقه العلاقات البشرية” عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الرابع: ”قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج” الفصل الثالث: “الخلاص” (2 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 2-12-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5936

مقتطفات من: “فقه العلاقات البشرية”(4) [1] 

عبر ديوان “أغوار النفس”

الكتاب الرابع:

“قراءة فى نقد النص البشرى.. للمُعـَالِج”

الفصل الثالث:  

الخلاص (2 من 2)

……………

……………

ثم إنى أنهيتها بإعلان استقلال الشعر الشعر عنى، وأنه إن صحَّ شعرا فهو الذى يكتبنى، وليس العكس.

 جاءت نهاية نفس القصيدة هكذا:

–2–‏

‏‏تدقُّ‏ ‏بابى ‏الكلمة

أصدّها.‏

تُغافل‏ ‏الوعى ‏القديم‏،‏

أنتفضْ‏.‏

أحاولُ‏ ‏الهربْ‏،‏

تلحقنُى.‏

‏‏أكونُها‏،‏

‏‏فأنسلخ‏.‏

‏–3–‏

أمضى ‏أغافل‏ ‏المعاجِمَ‏ ‏الجحافل‏، ‏

بين‏ ‏المَخاضِ‏ ‏والنحيبْ‏.‏

أطرحُنى:‏

بين‏ ‏الضياع‏ ‏وَالرُّؤى.‏

بين‏ ‏النبىَّ ‏والعدَمْ‏.‏

أخلّق‏ ‏الحياة‏ ‏أبتعث‏.‏ ‏

أقولُنى ‏جديدا‏،‏

‏‏فتولًدُ‏ ‏القصيدةْ‏.‏

14/9/1983

هكذا صورتُ حركية الشعر شعرا فى نهاية القصيدة وأنا أعلن أننى “لست شاعرا”

وفى قصيدة أخرى هـَـجـَـوْتُ شاعراً جميلا رقيقا “رومانسيا” كما يقولون، هجوته قائلاً:

–1–‏

يا‏ ‏شاعر‏ ‏الودادِ‏ ‏والسهاد‏ ‏والمؤانسهْ،‏

‏ ‏معذرةً‏، ‏عجزت‏ ‏عن‏ ‏نثـْر‏ ‏الورود‏ ‏فوق‏ ‏موكب‏ ‏الأشواق‏.‏

حقّا‏ ‏عيونها‏ ‏أصفى ‏من‏ ‏السماءْ

من‏ ‏بعد‏ ‏يوم‏ ‏ممطرٍ‏ ‏بهيج‏.‏

وعودها‏ ‏أطرى ‏من‏ ‏النسيم‏،‏

وسـَيـْرها‏ ‏كمِثْلِ‏ ‏مِشٌية‏ ‏الَمــهـَا،

‏والوجهُ‏ ‏بالغماّزة‏ ‏البريئهْ،‏

‏ ‏يقول‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يقدر‏ ‏اللسان‏.‏

………

إلى أن قلت:

‏–2–‏

يــا‏ ‏شاعرا‏ ‏تمايلت‏ ‏أعطافـُهُ‏ ‏فوق‏ ‏البـراق‏.‏

فرُحتَ‏ ‏تشدو‏ ‏للفراق‏ ‏والعناقْ،‏

وتجْدلُ‏ ‏الأنغامْ،‏

ضفائرا‏ ‏من‏ ‏ذهب‏ ‏الكلام‏،‏

تعوم‏ ‏فى ‏عيونها‏ ‏وترتوى، ‏

فتعزف‏ ‏الألحانْ

………

……..

لأنهى القصيدة بمحاولة كشف عن كيف أعايش الشعر الذى أنتمى إليه قائلا:

–3–‏

وســْط‏ ‏الحياة‏ ‏كلـَّها‏ ‏

‏(‏بها،. ‏بدونها‏ ) ‏

نصبتُ‏ ‏خيمتى‏:‏

ناجيت‏ ‏ثـُعْـباناً‏ ‏وحيداً‏ ‏ذات‏ ‏ليلهْ،

‏أناملى ‏ترتاح‏ ‏فوق‏ ‏شوك‏ ‏قنفدْ، ‏

حَـضرتُ‏ ‏حفلاً‏ ‏ساهرا‏ ‏فى ‏وكْـرِ‏ ‏صـُرْصُـورٍ‏ ‏مُـهـَاِجْـر‏، ‏

صاحبتُ‏ ‏نملة‏ ‏وحيدهْ،‏

‏ ‏فى ‏رحلة‏ ‏عنيده‏ ‏

كلَّمت‏ ‏فرخا‏ ‏عاجزا‏ ‏قد‏ ‏أسقطته‏ ‏قسوة‏ ‏الرياح، ‏

حملـُتـُه‏ ‏مـُهـَدـْهداً‏ ‏لعشَّه‏ ‏فوق‏ ‏الـَّشـَجرْ، ‏

وما‏ ‏نسيتُ‏ ‏حورُكم‏ ‏من‏ ‏الحِـسـَانْ

‏(‏الحسن‏ ‏عندى ‏كل‏ ‏ما‏ ‏دبّت‏ ‏به‏ ‏حياه‏).

وفاضَ قلبى بالسماح والشَّجَنْ:

يمامَتَان حَطَّتَا عَلَىَ فَنَنْ

لكننى لم أَسِتَطَع أن أصْحَبَكْ،

فى المَخْدَعِ الوثيرْ

فمعذرهْ

خَرَجْتُ بَعْدَ الدَّائِرهْ.‏

6/7/1981

برغم كل ذلك فقد أصر المرحوم صلاح عبد الصبور وهو يناقش معى ديوانى الأول “سر اللعبة” – ناقدا – كما أشرت حالا  فى أواخر السبعينات أن الديوان شعر خالص، وحين أفهمته أثناء البرنامج ثم بعده أنه شعر وصفىّ هادف، تحدانى، وقبلت التحدى فقمت بشرح على المتن هو الذى أخرج أهم أعمالى([2]) ولم أتمكن من توصيله لصلاح فقد رحل قبل أن أفعل، ولم أندم لا على الديوان ولا على الشرح، وإن كان ما أسميته “ملحق الديوان” كان أقرب إلى الشعر من الديوان نفسه([3]).

ثم استدرجنى شرح هذا الديوان الآخر بالعامية “أغوار النفس”، وإذا بى أقع فى هذه الورطة الأصعب التى أظن أنها كادت تباعد بين الديوان وبين أن يكون شعرا([4]).

 ليكن.

وبما أنها رسالة، فقد تغير موقفى، بما يقابل تغير حالتى الشاعرة منذ كتابة النص الأول 1974 إلى كتابة الجزء الثالث من الترحالات سنه 2000: “ذكر ما لا ينقال” تغيّر إلى ما جاء فى هذا التحديث أو التطوير، وهكذا أعلن هنا أننى أتنازل عن تصنيف ما أكتب أنه شعر فى مقابل أن أوصّل رسالتى، وتفسير هذا التطور أوضحه أكثر كما يلى:

الذى وصلت إليه بعد هذا التحديث، أو التطوير، أو التطور، أو قل التراجع، هو أنه: يبدو أن الأم لا تستطيع إلا أن تعطى، وأن العيب غالبا يكون فى القدرة على التلقى أساسا، فإن حدث قصور من ناحيه الأم فهو لعجزها وليس بسبب تقصيرها.

وفيما يلى بعض فقرات الأصل سنة 1973 مقابل ما عثرت عليه من تطوير على حاسوبى، والذى جرى غالبا حول منتصف هذا العقد 2001 – 2010.

1973– 1974 حول منتصف العقد

2001–2010

‏– 4 – ‏

………..

حا‏ ‏شعر‏ ‏بالنبضة‏ ‏وبالرعشة‏، ‏من‏ ‏أى ‏كلام‏،‏

وحاعيش‏ !!!

‏= ‏والله‏ ‏يا‏ ‏بنى ‏محتاره‏ ‏معاك‏.‏

ما‏ ‏تعيش‏.‏

مين‏ ‏حايشك‏ ‏بس‏ ‏؟

– 5 – ‏

وضحكت عليكو وعشت أهه

أنا اهه.. أنا اهه

أنا اهه دلوقتى الآن حالا

أنا اهه

إزاى دا حصل؟

أنا ما اعرفش

أنا اهه وخلاص،

وباغنى مع نفسى بنفسى

ولاَقِيتْلىِ خلاص

 

‏– 4 – ‏

………..

حا‏ ‏شعر‏ ‏بالنبضة‏ ‏وبالرعشة‏، ‏من‏ ‏أى ‏كلام‏،‏

وحاعيش‏ !!!

‏= ‏والله‏ ‏يا‏ ‏بنى ‏محتاره‏ ‏معاك‏.‏

ما‏ ‏تعيش‏.‏

مين‏ ‏حايشك‏ ‏بس‏؟

– 5 – ‏

‏– ‏ما‏ ‏حايشنيشي

ما‏ ‏انا‏ ‏عايش‏ ‏اهـه‏،‏

بس‏ ‏ادْعِى ‏لى، ‏

أنا‏ ‏كنت‏ “‏خلاص‏”،‏

بس‏ ‏بفضلك‏ ‏ربنا‏ ‏قالها‏،‏

‏ ‏ولقيت‏ ‏لى “‏خلاص‏”.‏

وعملت‏ ‏منى ‏اللى ‏أنا‏ ‏هوه‏، ‏

وباجدد‏ ‏روحى ‏من‏ ‏جوه‏، ‏

‏ ‏وباغنى ‏مع‏ ‏نفسى ‏بنفسي

ثانية بثانية

‏ ‏فى ‏الناس‏، ‏بالناس‏.‏

أرجع إلى شرح متن هذه القصيدة بما يفيد توضيح النقلة فى المعالج والمفاهيم بما يفيد مزيدا من توضيح ماهية العلاج النفسى، مع التركيز على دلالة ما وراء تغيير المتن، من واقع الخبرة المهنية والنمو الذاتى، حتى ولو كان ذلك على حساب الشاعرية، الأمر الذى نفاه كثيرون ممن قرأوا النص القديم مقابل النص الجديد، حتى رأى بعضهم أن الجديد أفضل (شاعرية)، فى حين قال آخرون أن كلاهما “شعرُ مـَـرْحـَـلـَتـِـه”، وأن التغيير قدّم شعرا آخر، وليس شعرا أقل أو أفضل، ليكن، فليست هذه هى القضية الآن. أتصور أن النقلة التى حدثت هى مقبولة من حيث المبدأ، وبالذات لما تسمح به من إضافات مهنية محددة مفيدة وربما كشف ذاتىّ أيضا لبعض جوانب مسيرتى فيما أحدده كما يلى:

أولا: أنه مادام الطبيب النفسى (والمعالج النفسى) هو الأداة الأولى فى العلاج، فإن رصد تغيـّره (ولو من خلال مجالات أخرى) مهم نظراً لحتم تأثير ذلك على مسار العلاج.

ثانيا: إن التغير الذى حدث فى المتن له دلالة تدعو لمناقشة الموقف القديم مقارنة بالموقف الجديد، وتبريرات التغير من وجهة نظر مسار المعالج، ومن ثـَـمَّ العلاج النفسى.

والآن إلى شرح المزيد من المتن المقارن وعلاقة ذلك بالنمو والتركيب البشرى المتجدد([5]):

1973– 1974

حول منتصف العقد

2001–2010

‏– 2 – ‏

‏– ‏علشان‏ ‏يامّه‏ ‏مش‏ ‏على ‏بالِكْ‏،

 ‏أنا‏ ‏حاحكيلِكْ‏:‏

أنا‏ ‏زرع‏ ‏شطانى،‏

ولا‏ ‏حدّ فْ يوم جه ورَّانى

ولا شفت ازاى أو كام أو مين

ولا حد‏ ‏عـرف‏ ‏أنا‏ ‏باعمل‏ ‏إيه‏،‏

أو‏ ‏ليه‏ ‏أو‏ ‏فين‏.‏

‏– 2 – ‏

‏– ‏علشان‏ ‏يامه‏ ‏مش‏ ‏على ‏بالك‏،

 ‏أنا‏ ‏حاحكيلـك‏:‏

أنا‏ ‏خدت‏ ‏الدنيا‏ ‏معاكــى ‏بيكى،‏

من‏ ‏ورا‏ ‏ضهرك‏،‏

مش‏ ‏زرع‏ ‏شطانى،‏

مع‏ ‏إن‏ ‏ماحدش‏ ‏ورانى،‏

ولا‏ ‏حد‏ ‏عـرف‏ ‏أنا‏ ‏باعمل‏ ‏إيه‏،‏

أو‏ ‏ليه‏ ‏أو‏ ‏فين‏.

ماذا يعنى هذا التراجع عن الفخر بالجهود المستقلة لتشكيل الذات ودفع نموها؟

فى العلاج، كما فى النمو، لا أحد يعرف ماذا تعطى الأم، أو ماذا يعطى المعالج للمريض تحديدا، وفى نفس الوقت فإن مجرد الالتقاء المنتظم يجعل احتمال الأخذ المتبادل واردا دون تحديد، اللقاء العلاجى هو فرصة لتواصل عبر عملية متعددة المستويات، لا يظهر منها إلا الانتظام فى الالتقاء حيث يغلب ظهور “الكلام” كوسيلة أولى، تبدو وحيدة، للتواصل، لكن على مسار النمو خاصة فى المراحل الأولى: يتم التواصل بأى لغة وكل لغة عبر أكثر من قناة تواصل، وبالذات عبر حركية حوار الوعى البينشخصى والوعى الجمعى، الطفل يأخذ دون استئذان كل ما يستطيع أن يأخذه، وفى مرحلة معينة من العلاج يكون الكلام والتفسير الكلامى هو أضعف ما يستطيع تلقيه، برغم أنه أظهره، يحتد ذلك أكثر فى العلاج الجمعى حيث تتعدد الرسائل وتتعدد قنوات التواصل فى شبكية أكثر تقاطعا وتداخلا، وأثـْـرَى جدلا.

تعبير “أنا خدت الدنيا معاكى بيكى من ورا ضهرك” يمكن أن ينطبق على إعادة تفسيرات نتائج التحليل النفسى الكلاسيكى الفرويدى، حيث زعم بعض محبيه (وأيضا بعض مبغضيه) أن المريض كان يشفى بالرغم من التداعى وتفسيراته الحر وليس بسببه، أى بالرغم من التأويل التحليلى وليس بسببه، أو على الأقل بالإضافة إليه (أحيانا)، هذا النوع من الأخذ يحدث تلقائيا على مستوى آخر من الوعى، ليس بالضرورة “اللاشعور”، لكنه مستوى آخر والسلام “من ورا ضهرك”، وأيضا من وراء ظهر المتلقى نفسه!!!.

مسألة “أنا حابقى أنا” ناقشتها طويلا وكثيرا قبل ذلك، حين حذرت من المبالغة فى ما يسمى “البحث عن الذات”، لأؤكد على أفضلية التركيز على عملية “تخليق الذات“، حتى على حساب “تحقيق الذات“، لا أحد عنده ذات مخبأة، وعليه أن يبحث عنها، ولا أحد عنده مشروع ثابت للذات يريد تحقيقه، الإنسان، أى إنسان هو مشروع يحمل برامج منوعة من كل تاريخ أسرته، وتاريخ نوعه، وتاريخ الحياة، وتستمر عملية تخليق الذات إلى ما لا يبدو له نهاية (حتى الموت وصلنى مؤخرا أنه أزمة نمو، وولادة جديدة كما أشرت: سابقا)، وبالتالى يمكن قراءة هذا النص “أنا حابقى أنا” باعتبار أنه يعنى أنه فى لحظة بذاتها “أتكون “أنا” إلى ما هو “أنا” (أيضا أكرر: بعيدا عن الوعى الظاهر بشكل ما).

الاختلاف الذى طرأ فى التحديث، هذا مهم وهو يرتبط بفكرى الأحدث فالأحدث الذى شرحته تفصيلا فى أطروحتى “الحرية والإبداع”([6]) حيث بيّنت أن مقولة شكسبير (هملت) “أكون أو لا أكون” هى مجرد مرحلة لا يجوز تقديسها أو الوقوف عندها، وأن حركية النمو تضعنا أمام إشكالة أكثر حيوية ووعداً، وهى إشكالة “أكون أم أصير” (التى هى بدورها خطوة إلى “أصير أم أطفِر”).

الفرق بين الأصل “أنا لازم أكون وأعيش“، وبين التحديث “أنا عارف إنى حاكون وأصير“، هو فرق دقيق ومهم لأنه يبين أن حتمية الكينونة “أنا لازم” هى أقرب إلى مقولة هَمـْلت (لشكسبير)، أما مواكبة ومسيرة النمو (التطور) “أنا عارف إنى حاكون وأصير” فهى أقرب إلى إعلان الاعتراف بسلاسة حركية النمو والتطور ما لم يعقها عائق.

حضور الوعى الكونى هنا (إلى وجه الحق تعالى) هو جزء جوهرى فى الفروق الثقافية التى أعاود تناولها بطريقة أو بأخرى كلما سنحت الفرصة، مثلا تناولتها مع شرح بعض تفاعلات وتفسيرات العلاج الجمعى انطلاقا مما أسميته الوعى الجمعى Collective Consciousness، وهى مسألة جوهرية بالنسبة لى، وأنا أفضل فى هذا المقام أن أؤجل الحديث عنها مكتفيا بإثبات المبدأ، محيلا من يشاء مؤقتا إلى أطروحتى عن الغريزة الهارمونية المتصاعدة (الغريزة الإيمانية) ([7]).

تكفى هنا التذكرة بأن العلاقات البشرية، حتى تكون بشرية، تحتاج إلى موصِّل جيد من الوعى الجمعى (البشر) فالوعى الكونى (إلى وجه الحق تعالى)، ليتم التعامل بين الوحدات البشرية بكفاءة تطورية، وأن هذه ليست سوى برامج بيولوجية فيزيقية، وليست نظريات أو آراء تجريدية ميتافيزيقية، ونجد هنا فى المتن مجرد إشارة إلى أن حركية النمو تحتاج إلى ائتناس بهذا وذاك “ربنا ستار”، كما تحتاج إلى إحاطة تضم هذا / إلى ذاك/ إلى هؤلاء / إليه “ربنا دا كبير“.

أنا عارف إنى حاكون وأصير

ربنا ستار

ربنا دا كبير

بكره تشوفى

لأ دلوقتى

هذا اليقين “هو حركة فى اتجاه قادم” (بكره تشوفى) لكن المتن الجديد يتحوط ضد التأجيل، وهو يستدرك بسرعة “لأ دلوقتى“.

 يرجعنا ذلك إلى حدس اللحظة (باشلار) من جهة وإلى مبدأ “هنا والآن” الذى هو جوهر ومحور العلاج الجمعى بوجه خاص، إذْ مهما كان اليقين بالحركة، وبأولية ما هو عملية Process على المحتوى (= أولوية الدال عن المدلول) وبالمآل المفتوح، فإننا لا نملك إلا “الآن” والـ “هنا”، والتركيز على ذلك واليقين به هو ما يجعلنا نطمئن إلى سلامة سير قوانين البرامج التى تحكم هذه اللحظة فى اتجاه السهم الضام.

أما بقية المقطع فلم يحدث فيه تغيير، وتعبيرات الحتم المتحدى للجميع هنا “غصبن عنه، غصبن عنى، غصبن عنك” لا تشير إلى أن حركية النمو تحدث قسراً أو تعسفا، وإنما هى تشير إلى الإصرار على تجاوز المعيقات، والتشوهات والدفاعات (الميكانزمات) التى تعوق النمو والتطور، حتى التحليل النفسى الكلاسيكى هو ليس حلا لمشاكل أو فكا لعقد، بقدر ما هو إزالة إعاقة Unblocking.

الحياة هى “الحياة” إذن قبل وبعد الوعى بأنها “الحياة”، لكن شريطة ألا تكون قد تشوهت حتى اختبأت وراء ما يشبه الحياة بلا حياة.

أحيانا ألقيها فى وجه المريض (ونفسى طبعا) عارية تماما حين أنبهه – ونفسى – أن “القضية الحقيقية الأوْلى بالمواجهة هى اختيارنا المبدئى: أن نعيش أم لا“، (يا نعيش يا نموت)، ونحن لا نعنى بذلك الموت بمعنى إنهاء الحياة الجسدية، وإنما نعنى: إما أن تمتلئ الحياة بالحياة([8])، وإما أن نرضى بأن نصبح مجرد ناقلات جينية لمن يستطيع أن يعيش – بعدنا – بشرا يوما ما.

 الأم فى هذا المقطع لا تعترض على إلحاح ابنها على أن يعيش الحياة، فهى نفسها تعيش فعلا الحياة دون أن تعلن أو تعى ذلك، دون أن تنقل القضية إلى مسألة معقلنة تحتل بؤرة الوعى. الأم هنا، دون ان تكتب شعراً أو تتكلف شرحاً، تتعجب من تساؤلات الإبن وإصراره على كشف ما هو طبيعى بتعبيرات وألفاظ غير طبيعية، الأمومة غير قاصرة على الجنس وكل أمهات الأحياء يمارسْنَ أمومتهن بكفاءة طالما يتبعن برامج البقاء، والأم هنا حين تقول له (فى المتن القديم/الجديد فهو لم يتغير) “ما تعيش، مين حايشك بس“، لا تستهين بتساؤلاته بقدر ما تتعجب منها ولها!!

الاختلاف الذى طرأ على هذه الفقرة بعد ذلك له دلالاته برغم أنه ليس اختلافا جوهريا، ذلك أن تعبير “وضحكت عليكو وعشت أهه، أنا أهه أهه” يبدو وكأنه سِرْقة لما هو “حياة” من وراء ما – أو مَنْ – يحول دون ذلك، ولكن مع التحديث الذى حدث فى المتن انقلبت المسألة إلى حفز التحدّى “ماحايشنيشى”، كما انقلب “وعشت أهه” إلى “أنا عايش أهه“، ذلك أنه أحيانا يكون قرار الحياة “أن أعيش” هو مجرد كشف عن أبسط قواعدها ومنتهى حضورها دون أى جهد إضافى واعٍ للبحث “عن الذات”، أو حتى تخليق الحياة فى الذات، (ولعل الحيوانات “أشطر” منا فى ذلك).

المتن القديم يصر على التنبيه على أن ممارسة الحياة تحدث دون ضرورة الوعى بها، وهو يبدو جيدا فى ذاته، ولم يكن فى حاجة أن ينسخه المتن الجديد، لكننى خفت التزيد والتكثيف لو قارنت بينه وبين التحديث تفصيلا وسوف أكتفى بالتركيز على التحديث، خاصة وقد حضر فيه “الدعاء” الذى أعتبره الوصلة (الإرادية أحيانا) بين الوعى الشخصى والوعى الكونى (إلى وجه الحق تعالى)، ويتم التعرف على موضوعيته هنا أبسط وأقرب، حيث إن الوصلة كانت من خلال دعاء هذه الأم السلسلة “العائشة” بلا فذلكة “بس ادعى لى“، فطلب الدعاء هنا ربما جاء تأكيدا لهذه الوصلة.

هكذا نفهم مغزى النقلة من “أنا كنت خلاص” إلى “ولقيت لى خلاص“، النقلة تمت بعد إضافة “بس بفضلك ربنا قالها“، لتؤكد نفس الوصلة، التى تنقلنا مباشرة إلى “ولقيت لى خلاص“. “خلاص” الأولى هى نهاية، و”خلاص” الثانية هى بداية إذْ ما أن تنتهى أى مرحلة حتى تبدأ أخرى، وهنا تحضر الأم بصورتها الأصيلة لتحتوى الوجود النامى من جديد فى رحم السماح الحضّانة، تحضر حضورها الذى لا ينفصل عن الوعى الكونى (مرورا بالوعى الجمعى) مرة أخرى: “بس بفضلك ربنا قالها“.

التركيز على الرعاية البشرية الوالدية فقط دون وصلة “بعديّة” إلى الكون فالغيب نحو المطلق يبدو مخالفا للطبيعة الإنسانية من منظور معين.

النقلة من “انا كنت خلاص” إلى: “ولقيت لى خلاص” فيها كل أبعاد إعادة الولادة.

حدثت إضافة محدودة لن أشير إليها هنا، فليكتشفها القارئ بنفسه ليكتمل المقطع كله مشيرا إلى برنامج “الدخول والخروج” على مستوى الذات وأيضا على مستوى الآخر (الآخرين) “فى الناس بالناس”.

العلاج النفسى الفردى يركز أكثر على مستوى الذات فى حضور آخر (يقابل الأم)، أما العلاج الجمعى  (مثله مثل علاج الوسط) فهو ينتقل إلى نفس الحركية “الدخول والخروج” ولكن على مستوى “الوعى الجمعى”، “بالناس فى الناس”.

الختام جاء خطابا نقديا، وحفزاً إلى السعى، وعودة إلى التأكيد أن المسألة يمكن أن تكون شديدة البساطة “وحا تعرف معنى لأى كلام“، وفى نفس الوقت غائرة الجوهر “وتكون، وتعيش“.

أما مقولة “وباغنى مع نفسى بنفسى” فهى تشير أكثر فى المتن الأول إلى التصالح (الهارمونى) الداخلى مع الذات، لكن التحديث جاء ينبهنا نقدا إلى أنها ليست قاصرة على ذلك، إذْ لو أنها اقتصرت على أن “الغنوة” هى “مع نفسى بنفسى” فنحن مازلنا عند مستوى “أكون” و”تحقيق الذات” بعد البحث عنها وكلام من هذا، أما التعديل فقد نقلنا إلى الامتداد فى حركية الهارمونى الأوسع التى تتكشف لنا عبر رحلة النمو (العلاج) “ما انت عارفها“، “جواك – براك، ماليه الدنيا”، وأيضا : “بالناس للناس”

ثم يأتى التفصيل ليؤكد على الأهمية الجوهرية لحضور المعنى فيما هو علاج، وهو من أولويات العلاج المعرفى، وأيضا العلاج بالمعنى Logotherapy، وفى هذا ما يدعم ما سبقت الإشارة إليه من أن الحياة لا تكون حياة إلا بتعمير الدنيا بما هى وبناسها.

ثم يركز المتن الجديد على “حدس اللحظة” فى نفس الوقت الذى يؤكد فيه أنه لا يتم نمو بعيدا عن الناس “المعنى/الناس/ثانية بثانية”

إذا تم هذا وتحقق لأى منا على هذا المستوى فهل تكون رحلته قد نجحت وأنه وصل “وخلاص”؟

الاستدراك الأخير يرد على ذلك بالنفى “لأه“، ثم تقفل القصيدة أنه “لسه شوية”. وهذه الشوية تظل نشطة مفتوحة أبدا لتؤكد أن التطور ليس له نهاية في مستوى الوعى الظاهر.

 ثم نختم بالقصيدة مجتمعة (بعد التحديث).

(1)

 ‏ليه‏  ‏يامّهْ؟‏ ‏ كان ‏ليهْ‏؟

لما‏ ‏انتى ‏”ما‏ نْتِيشْ‏” ‏كان‏ ‏ليه‏‏؟‏ ‏

أنا‏ ‏ذنبى ‏إيه‏ ‏؟

أنا‏ ‏مين‏ ‏؟‏ ‏أنا‏ ‏فين‏ ‏؟‏ ‏أنا‏ ‏كام‏ ‏يامه؟

أنا‏ ‏إيه‏ ‏؟

‏= ‏جرى ‏إيه‏ ‏يا‏ ‏ابنى ‏يا‏ ‏حبة‏ ‏عينى؟

‏ ‏طب‏ ‏ما‏ ‏انْتَ‏ ‏أهه‏!‏

بقى ‏دا‏ ‏اسمه‏ ‏كلام

ما‏ ‏هو‏ ‏كله‏ ‏تمام

جرى ‏إيه‏!!!‏

= ‏ ‏يا جدع‏ ‏يا‏ ‏أمير‏ ‏ياللى ‏بـتــدِّى،‏

إوعى ‏تهِّدى‏.‏

تَنَّكْ إدِّى

‏بكره‏ ‏تْعَدِّى‏.‏

ياسلام‏ ‏يا ولَدْ‏.‏

ما‏ ‏فى ‏زيـك‏ ‏حدْ‏.‏

ماتفكَّرشى، ‏دا‏ ‏الفكر‏ ‏مرارْ‏.‏

ودا‏ ‏بير‏ ‏يابنى ‏وما‏ ‏لوهشى ‏قرار‏.‏

‏– ‏بسّ‏ ‏يامَّه‏ ‏لو‏ ‏قلتى ‏ليه‏‏؟‏ ‏

‏ ‏كان‏ ‏ليه‏ ‏؟

‏= ‏جرى ‏إيه‏؟‏ ‏فيه‏ ‏إيه‏‏؟‏ ‏

(‏كان‏ ‏ليه‏‏؟‏ كان‏ ‏ليه‏‏؟‏)

 ‏دِهْدِى‏!؟ ‏

هيَّا‏! “‏عامْلَهْ‏”‏؟

وَّلا‏ ‏انا‏ ‏قصـدى؟‏ دِهْدِى!!‏

 (2)

‏- ‏علشان‏ ‏يامّه‏ ‏مش‏ ‏على ‏بالك‏، ‏أنا‏ ‏حاحكيلـك‏:‏

أنا‏ ‏خَدْت‏ ‏الدنيا‏ ‏معاكــى ‏بيكى،‏

من‏ ‏ورا‏ ‏ضهرك‏،‏

مش‏ ‏زرع‏ ‏شطانى،‏

مع‏ ‏إن‏ ‏ماحدش‏ ‏ورانى،‏

ولا‏ ‏حد‏ ‏عـرف‏ ‏أنا‏ ‏باعمل‏ ‏إيه‏،‏

أو‏ ‏ليه‏ ‏أو‏ ‏فين‏.‏

لكنىِّ ‏لما‏ ‏بقيت‏”‏هُوَّه‏”،‏قالوا‏:‏

‏ ‏ياسلام‏!‏

دا‏ ‏شَبَهُو‏ ‏تمام‏،‏

‏ ‏ما‏ ‏احنا‏ ‏عارفين‏ ‏كده‏ ‏مالأول‏،‏

وبـْنـِخـْزى ‏العين‏.‏

= ‏دا‏ ‏صحيح‏ ‏يا‏ ‏بنى:‏

أنا‏ ‏كنت‏ ‏خايفه‏ ‏عليك‏ ‏مالعين

الناس‏ ‏دول‏ ‏شر‏.‏

ما‏ ‏وراهم‏ ‏يابنى ‏إلا‏ ‏القــرّ‏.‏

هوا‏ ‏انا‏ ‏كان‏ ‏قصدى ‏ياضناي

‏يا‏ ‏حبة‏ ‏عينى ‏؟‏ !‏

ماتفكرشى ‏دا‏ ‏الفكر‏ ‏مرار‏،‏

ودا‏ ‏بير‏ ‏يابنى ‏وما‏ ‏لوهشى ‏قرار‏.‏

 (3)

‏ياريت‏ ‏يامَّه‏ ‏كان‏ ‏فِكْر‏ ‏وْبَسْ‏.‏

دى ‏حاجاْت‏ ‏من‏ ‏جُوَّه‏ ‏وبتتحَسَّ‏.‏

يـَـامـَـا‏ ‏نـِفسِى ‏يامّه‏ ‏اصرخ‏ ‏واتفـش‏.‏

جوايا‏”‏يامّه‏ ‏ما‏ ‏بيرحمش‏،‏

ولا‏ ‏ليَّا‏ ‏يامّه‏ ‏فيها‏ ‏ذنب‏،‏

ولا‏ ‏قادر‏ ‏اختار‏:‏

يَاتْلَيِّسْ‏ ‏يامَّهْ‏ ‏ولاشوفشى، ‏

يارجع‏ ‏الأوّل‏ ‏وأدوّر‏،‏

واحبل‏ ‏واولـد‏:

نفسى ‏مـن‏ ‏أول‏، ‏وجديد‏،‏

وابدِى ‏وأعيد‏.‏

واتألم‏ ‏واصرخ‏ ‏من‏ ‏تانى ‏لو‏ ‏حد‏ ‏سِمِعْ‏.‏

واشرب‏ ‏من‏ ‏شهد‏ ‏الحنيه‏.‏

من‏ ‏وِش‏ ‏سِـمـِحْ

= ‏وان‏ ‏ما‏ ‏حصلشى ‏؟؟‏!! ‏

‏- ‏حايكون‏ ‏أهون‏ ‏من‏ ‏دا‏ ‏اللى ‏حصل‏،‏

يعنى ‏عاجْبِكْ‏ ‏؟

= ‏واللهِ‏ ‏يا‏ ‏ابنى ‏مانِى ‏فاهمهْ، ‏

يمكن‏ ‏عاميهْ،

دى ‏الدنيا‏ ‏ضلامْ.‏

والناس‏ ‏الشر‏ ..‏

لم‏ ‏يبطل‏ ‏يوم‏ ‏فى ‏لسانهم‏ ‏قر‏،‏

ياكلوك‏ ‏يا‏ ‏ابنى ‏لحمه‏ ‏طريه‏،‏

ويقولوا‏ “‏يا‏ ‏روحى ‏عليه‏ ‏كان‏ ‏زين‏”.‏

ليه‏ ‏يا‏ ‏ابنى ‏كده؟

بـتـعرض‏ ‏نفسك‏ ‏لِنْيابَهْم‏.‏

ياكْلُوكْ ‏يا‏ ‏ابنى،‏

ويْغَمِّـسُوا‏ ‏بيَّا ‏ورحمة‏ ‏ابوك‏.

 (4)

‏- ‏لأ‏ .. ‏ياختى ‏مانيش‏ ‏خايف‏ ‏منهم‏،‏

أنا‏ ‏مستبيع‏.‏

الدنيا‏ ‏بْخير‏، ‏وانا‏ ‏مِسْتَبْيَعْ‏.‏

أنا‏ ‏حابقى ‏أبويا‏ ‏وأمّى ‏كمان‏.‏

أنا‏ ‏حاْبقى ‏كتير‏.‏

أنا‏ ‏حابقى ‏الناس‏.‏

أنا‏ ‏حابقى ‏الحب‏.‏

أنا‏ ‏حابقى “‏أنا‏”. ‏

إزاى؟

ما‏ ‏اعرفش‏. ‏

أنا‏ ‏عارف‏ ‏إنى ‏حاكون‏، ‏وأصير‏،‏

ربنا‏ ‏ستار‏، ‏ربنا‏ ‏دا‏ ‏كبير‏.‏

بكره‏ ‏تشوفى، ‏…لأ‏ ‏دلوقتى:

غَـصْـبِـنْ‏ ‏عنهم‏،

غـصـبـن‏ ‏عني‏،

غـصـبـن‏ ‏عَنِّكْ‏.‏

‏= ‏غـصـبـن‏ ‏عنى ‏؟‏ ! ‏

وانا‏ ‏بِدّى ‏أشوفـَـكَ‏ ‏سيد‏ ‏الكلْ‏،‏

.. بَسْ

-‏ ما‏ ‏بَسِّشْ‏،‏

ولا‏ ‏سِيد‏ ‏الكل‏ ‏ولا‏ ‏دِيْلهم

أنا‏ ‏حاخد‏ ‏حقى ‏من‏ ‏عينهم:‏ ‏

من‏ ‏بسمة‏ ‏طفل‏،‏

أو‏ ‏حِـنّـية‏ ‏خالتى ‏أم‏ ‏الخير‏ ‏بياعة‏ ‏الفجل‏،‏

أو‏ ‏”عم‏ ‏عَلِى” ‏واقف‏ ‏يضحك‏ ‏ورا‏ ‏قدرة‏ ‏فولْ‏،‏

أو‏ ‏حتى ‏نهيق‏ ‏جَحْش‏ ‏العمدهْ‏.‏

أو‏ ‏من‏ ‏هَمْسِةْ‏ ‏ورقِـةْ‏ ‏ورده‏،‏

من‏ ‏أيها‏ ‏حاجة‏ ‏اسمها‏ ‏عايشه‏،‏

بتقول‏ ‏أنا‏ ‏اهه‏،‏ أنا فيَّا حياهْ

حا‏ ‏شعر‏ ‏بالنبضة‏ ‏وبالرعشة‏، ‏من‏ ‏أى ‏كلام‏،‏

وحاعيش‏ !!!

‏= ‏والله‏ ‏يا‏ ‏بنى ‏محتاره‏ ‏معاك‏.‏

ما‏ ‏تعيش‏.‏

مين‏ ‏حايشك‏ ‏بس‏ ‏؟

(5)

‏- ‏ما‏ ‏حايِشَنِيشِي

ما‏ ‏انا‏ ‏عايِشْ‏ ‏اهُـهْ‏،‏

بس‏ ‏ادْعِى ‏لى ،‏

أنا‏ ‏كنت‏ “‏خلاص‏”،‏

بس‏ ‏بفضلِكْ‏ ‏ربِّنا‏ ‏قالها‏،‏

‏ ‏ولقيت‏ ‏لى “‏خلاص‏”.‏

وعَمَلْت‏ ‏مِنِّى ‏اللى ‏أنا‏ ‏هوه‏ ،‏

كلُّهْ بْفَضْلُهْ

وباجَدِّدْ‏ ‏روحِى ‏من‏ ‏جُوَّهْ‏، ‏

‏ ‏وباغَنِّى ‏مع‏ ‏نَفْسِى ‏بْنَفْسِي

ثانية بثانية

‏       ‏فى ‏الناس‏، ‏بالناس‏.‏

(6)

ما‏ ‏تْصَدَّقشى ‏إن‏ ‏الواحد‏ ‏لازم‏ ‏يعرف‏ ‏أصله‏ ‏وفصله‏،‏

‏                                    ‏ما‏ ‏تصدقشي‏.‏

ما‏ ‏تصدقشى ‏إن‏ ‏الدنيا‏ ‏راح‏ ‏منها‏ ‏الخير،‏

ولا‏ ‏إن‏ ‏الناس‏ ‏دول‏ ‏شر‏،

ولا‏ ‏إن‏ ‏كلامّهم‏ ‏قَـرّ‏،

ولا‏ ‏إن‏ ‏الأرض‏ ‏ملانه‏ ‏كـُفــَّار‏،‏

ولا‏ ‏إن‏ ‏البير‏ ‏دا‏ ‏مالوهشى ‏قرار‏،‏

(7)

ما‏ ‏تقولشى “‏لوْ‏” .. ‏وما‏ ‏تندمشي‏.‏

ما‏ ‏تقولشى “‏بكرَهْ‏” ‏ما‏ ‏ينفـعشـِي‏.‏

ما‏ ‏تقولشِى “‏همـَّا” ‏ما‏ ‏تهربـشي‏. ‏

ما‏ ‏تقولشى “‏ما‏ ‏خدتش‏” ‏إدوني‏.‏

ما‏ ‏تقولشِى “‏ما‏ ‏شفتش‏” ‏ورُّونِي‏. ‏

عايز‏ !‏؟‏ ‏

دَوّرْ‏ ‏واتْخَانِقْ‏،‏

وساعتها‏ ‏حاتلقى ‏عمار‏ ‏فى ‏عمار‏،‏

وحا‏ ‏تعرف‏ ‏معنى ‏لأىّ ‏كلام‏، ‏و‏”‏تكونْ‏”،….‏و‏”‏تعيشْ‏”،‏

وتغنى ‏الغنيوَه‏ ‏الحـلـوه‏: ‏

ماانت‏ ‏عارفها‏، ‏

جوَّاك‏، ‏برَّاك‏، ‏ماليَا‏ ‏الدنيا‏.‏

……………

……………

ونواصل الأسبوع القادم فى قراءة الفصل الرابع: (عن “ماهية الحياة” لدى المعالج، فالمتعالج)

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: (2018) سلسلة “فقه العلاقات البشرية” (4) (عبر ديوان: “أغوار النفس”) قراءة فى نقد النص البشرى  للمُعـَالِج، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.

[2] – يحيى الرخاوى: (1979) “دراسة فى علم السيكوباثولوجى”

[3] – وهم ما أنوى أن أصدره مستقلا كجزء ثان من هذه المكاشفات غالبا إذا سمح العمر.

[4] – لتظهر شرحه – للأسف – فى أربع كتب متتالية تحت ما أسميته “فقه العلاقات البشرية” هذا الكتاب هو رابعها.

[5] – ما يقابل الأمراضية (السيكوباثولوجى) فى حالة المرض.

[6]- يحيى الرخاوى: مجلة فصول: “لإيقاع‏ ‏الحيوى ‏ونبض‏ ‏الإبداع”، المجلد‏ ‏الخامس‏: ‏العدد‏ ‏الثانى: ‏يناير‏/فبراير‏/‏مارس‏  (1985)‏

[7]- ثمَّ نزوعٌ حيوى تلقائى (غريزى) للتناسق بين هارمونية الكائن الحى الذاتية وبين دوائر أوسع فأوسع من الهارمونية المحيطة الممتدة إلى الوجود الأوسع/ الكون/الأعظم المفتوح النهاية إلى ما لا نعرف (الغيب)، إن‏ ‏هذه‏ ‏الغريزة‏ ‏الأولية‏ مثلها مثل‏ ‏الجنس‏ ‏والعدوان‏، ‏ليست‏ ‏خاصة‏ ‏بالجنس‏ ‏البشرى، ‏بل‏ ‏إنها‏ ‏أكثر‏ ‏عالمية‏ ‏وأقدم‏ ‏تاريخية، ‏وهى -‏غير‏ ‏الجنس‏ ‏والعدوان‏- ‏قد‏ ‏يتعدى ‏حضورها‏ ‏العالم‏ ‏الحيوانى ‏إلى ‏عالم‏ ‏النبات‏ ‏أيضا التفاصيل فى أطروحة “الغريزة التوازنية الإيمانية” نشرت فى مجلة سطور ، عدد يوليو 2004 ، ” قراءة فى الفطرة البشرية الأسس البيولوجية للدين والايمان”

[8]- أنظر الفصل الرابع‏ “عن “ماهية الحياة” لدى المعالج فالمتعالج”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *