الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (154) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (154) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

 نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 30-11-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5934

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (154)

الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

154- ‏عتاب‏ ‏الموت‏:‏

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه

مرة‏ ‏ضايقتنى ‏فكرة‏ ‏الموت‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏المعتاد‏. ‏كنت‏ ‏أهم‏ ‏بالنوم‏ ‏فخطر‏ ‏لى ‏أن‏ ‏الموت‏ ‏قد‏ ‏يزورنى ‏فى ‏النوم‏ ‏فلا‏ ‏يطلع‏ ‏على ‏الصباح‏. ‏وسألت‏ ‏الله‏ ‏السلامة‏ ‏رحمة‏ ‏بأناس‏ ‏ينتظرون‏ ‏معونتى ‏فى ‏اليوم‏ ‏التالي‏.‏

واستغفر‏ ‏الله‏ ‏طويلا‏ ‏ثم‏ ‏غمغم‏ “‏شد‏ ‏ما‏ ‏تشربت‏ ‏عمق‏ ‏التسبيح‏ ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة”.‏

 أصداء الأصداء

يبرر‏ ‏محفوظ‏ ‏هنا‏ ‏حب‏ ‏البقاء‏ ‏تبريرا‏ ‏مسطحا‏، وإن كريما، ‏وهو‏ ‏يعود‏ ‏فجأة‏ ‏ليعامل‏ ‏الموت‏ ‏كفكرة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أحياه‏ ‏شخصاً‏، ‏وغازله‏ ‏حياةً‏، ‏وحاوره‏ ‏حضوراً‏، ‏واحترمه‏ ‏مصيرا‏ ‏جميلا‏.‏ فلماذا‏ ‏تراجعت‏ ‏هكذا‏ ‏يا‏ ‏عم‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏، ‏وإلى ‏أين‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تستدرج‏ ‏عمنا‏ ‏محفوظ‏ ‏هكذا‏ [2] .‏

‏نهاية‏ ‏الفقرة‏ (‏السطر‏ ‏الأخير‏) ‏أعمق‏ ‏من‏ ‏بدايتها‏، ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏ما‏ ‏ينتظره‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏معونة‏ ‏هو‏ ‏مبرر‏ ‏أن‏ ‏نستمر‏ ‏ونسأل‏ ‏الله‏ ‏السلامة‏ ‏رحمة‏ ‏بهم‏، ‏فأين‏ ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏وفيم‏ ‏الحيرة‏ ‏التى ‏تستدعى ‏عمق‏ ‏التسبيح‏ ‏هذا؟‏ ‏لعلها‏ ‏الحيرة‏ ‏بين‏ ‏رغبة‏ ‏خفية‏ ‏فى ‏الاستئذان‏، ‏أى فى ‏النهاية‏ (‏أن‏ ‏هذا‏: ‏كفى)، ‏وبين‏ ‏تسليم‏ ‏معلن‏ ‏بالدور‏ ‏الإيجابى ‏الذى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يؤديه‏ ‏الإنسان‏ ‏للآخرين‏ ‏فى ‏أى ‏دقيقة‏ ‏تمنحها‏ ‏له‏ ‏الحياة‏، ‏أو‏ ‏لعلها‏ ‏الحيرة‏ ‏بين‏ ‏الخوف‏ ‏الحقيقى ‏من‏ ‏الموت‏ ‏وبين‏ ‏تبرير‏ ‏ذلك‏ ‏بتضخيم‏ ‏دوره‏ ‏للآخرين‏، ‏المهم‏ ‏أن‏ ‏عمق‏ ‏التسبيح‏ ‏يحاول‏ ‏أن‏ ‏يحل‏ ‏الحيرة‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏أسبابها‏.

ــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

[2] – أحلت هذه المعلومة وفضلت ذكرها في هامش محدود، لكن يبدو أنه لابد من ذكرها فقد صرّح لى شيخى أنه كاد يكون هو نفسه عبد ربه التائه كما خطرّ لى في البداية.

تعليق واحد

  1. تشربت عمق التسبيح في مقام الحيرة .
    نجيب محفوظ حاذق وكثير من مفرداته تصدر من تجربة روحية بل واستطيع ان اجزم انها صوفية .
    لا يدرك هذه المفردات الا من عايشها حاضرا .
    يرحمه الله .
    لا ادري كيف لاحد ان يجرؤ ان يُكَفِّره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *