الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 19-4-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6075

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

والحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

*****

حوار بريد الجمعة 12-4-2024

د. محمد أحمد الرخاوى

بص يا محمد يا ابن عمى .

انا لا الومك على العجز عن الفهم او حتى ان تتقبل ما فعله سيدنا الخضر.

بادئا ذى بدء ارجوك حاول ان تتخلص من حاجتين :-

اولا:- محاولة فعلنة حضور سيدنا الخضر بعضلة المخ التى هى وسيلة عاجزة تماما عن كلية الادراك. واعتقد انك من العارفين بعجز هذه العضلة تماما . حتى ان سيدنا موسى وهو نبى مرسل ان يكون اولى الناس بهذا الفهم . فالقرآن كان واضحا تماما ان سيدنا موسى لن يستطيع. فما بالك بنا نحن كعامة البشر.

ثانيا:- انا لا اتعامل مع سيدنا الخضر كبشر مثلنا. فهو كأنه قدر متحرك ظهر فى صورة بشر ليظهر لنا كيف اننا عاجزون على فهم كل القدر.

قولى ما الفرق بين هذا الموقف وموقف سيارة تقتل طفل طفل دهسا مثلا او باى شكل. بدون سيدنا الخضر. وما زلت اقول انه قدر ماثل ولكن فى صورة بشر.

ثالثا:- لو تذكر ان بداية القصة ان سيدنا موسى ظن او قال انه اعلم البشر بكل شيء فارسل الله له سيدنا الخضر (واكرر انه قدر متحرك). ليبلغه بقصوره الشديد على فهم او الاحاطة بحتم الغيب والجهل بكل المقادير.

انا احب الغيب جدا واستسلم باليقين لحتمه .

لو تذكر ان اول آيات القرآن فى سورة البقرة فيها وصف للمتقين انهم يؤمنون بالغيب قبل اى شيء آخر.

اعتقد يا محمد انك تتعامل مع هذه القضية كأن سيدنا الخضر هو بشر مثلنا.

هو ليس كذلك ١٠٠%.

اكرر انه قدر متحرك. لا تسألنى عن كنهه. او لماذا ظهر كذلك فى هذا الوقت ومع نبى الله المرسل .

يا محمد الدنيا مليئة باقدار واضحة وخفية وقد يظهرالله حكمتها فى قليل جدا من الوقت ويخفيها فى الاعم الاغلب .

وعندى انها ابتلاء او اختبار لنوع الايمان وحتم التسليم .

سيدنا الخضر -لم يظهر عيانا لا قبل ذلك- ولا بعد ذلك .

وقد يكون آلاف (سيدنا الخضر) موجودين بيننا ولا نراهم. وليس من الضرورى ان نراهم. ولكنهم موجودين. وليس معنى ذلك انهم بشر مثلنا الا بما شاء الله اذا شاء .

هى فى الاول والآخر قضية اقرار بحتم العجز عن الاحاطة. وبحتم التسليم على نفس الدرجة.

ولذلك لا احب عضلة المخ كما ذكرت الا كمفعلن للمعلومات. ونحن ليس لدينا من المعلومات او العلم الا قليلا.

لا تنظر الى سيدنا الخضر كبشر ولكن انظر له كقدر حتمى يقع ولكن اظهره الله لكى يعلم سيدنا موسى وكل البشر اننا شديد القصور واننا مخلوقات شديدة الضعف ولا نحيط بعلم الله الا بما شاء لمن شاء .

اخيرا -وانت تحب النفرى حبا شديدا- ان كل مواقف ومخاطبات مولانا النفرى تدور اساسا حول طلاقة المطلق والقصور الشديد فى فعلنته باى شكل من الاشكال. ولسان حال النفرى عن طريق مخاطباته ان لا حد يستطيع وان اراد ان يصبر على ارادة الله واقدار الله.

د. محمد الرخاوى

دعنى أذكر القراء أولا بردى أو تخوفى الذى تعلق عليه الآن عزيزى محمد… ربما يتضح السياق أكثر.. ففى الجمعة الماضية كتبت عن قصة الخضر:-

أقر وأعترف… ثاني… إنى تعبان فى الفهم والتسليم المطلوبين لحكاية سيدنا الخضر.. خاصة كما وردت فى القرآن الكريم…

لا أجرؤ على الرفض طبعا… ولكن أيضا أعلن أننى لم أجد إجابة لتساؤلاتي… تلك التساؤلات الدائرة حو حق العبد (ولو كان الخضر) أن يعلم غيبا مستقبليا محتملا وعلى أساس هذا يصل به الأمر لدرجة حتى القتل… فيا ليتك تساعدنى (أنا ومن مثلي) يابن عمى على تجاوز هذا العائق الذى طالما أزعجني…

أما ردك اليوم يا محمد… فلأول مرة أشعر بأمل فى الراحة من تعبى هذا… ولأول مرة تصلنى مساعدة حقيقية على هذا التعب…

فمجرد فكرة اعتبار الخضر كناية عن “القدر” كما فعلت أنت الآن… تحل لى الموضوع من جذوره.. فبالنسبة لى الارتباك يأتى من أن بشرا يتصرف على أساس أنه يعلم الغيب… وعندى مسألة “لا يعلم الغيب إلا الله” جوهرية جدااا…

شكرا جزيلا يا محمد….  وإن كنت لا أخفيك أن أسلوب الحكى القرآنى الحكيم… إذا كان فعلا يحكى عن القدر كما تشير… هو أسلوب لم أتدرب على استيعابه بما يكفي… مخى الشمال معطلنى فى الحتة دى شوية… أنا باعترف…

د. محمد أحمد الرخاوى

فقط اذكرك ثانى يا محمد ان سيدنا الخضر لم يقل “انه يعلم الغيب”.

بل هو “اداة” لتنفيذ القدر ليس الا.

بل هو قدر ماثل.

اقرب مثل لهذا هو حضور سيدنا جبريل للسيدة مريم العذراء فى صورة “”بشر”” ليبشرها بسيدنا عيسي. “فتمثل لها بشرا سويا”

بالقياس مع الفارق طبعا .

واعتقد ان العارفين بالله واظن النفرى واحد منهم قد يمر بتجارب شديدة شديدة الخصوصية ليرى من آيات الله ما لا يدركه الا من اراد الله له ان يدركه.

كل عام وانت بخير عاجزا حتما كادحا الى الله كدحا لتلاقيه.

قال يحيى الرخاوى على لسان احد شخوص روايته (مدرسة العراة) “انا لا استطيع الا ان اكون مؤمنا”.

د. محمد الرخاوى

كدا أحسن وأحسن…

*****

أغانى مصرية: “عن الفطرة البشرية للأطفال ↔ الكبار وبالعكس” (2)  الحياة

أ. يوسف عزب

جميلة قوى من الشغل الجميل بتاع الدكتور…كل جزء فيها لوحده يعلم كتيير بس على بعضها..نموذجية مثالية صعبة…ربنا يخليه

د. محمد الرخاوى

يا لجمال هذا الدعاء يا يوسف وصدقه… “ربنا يخليه”… كثيرا ما أشعر بهذا بعد وفاته (وقبلها طبعا)… ولا أرى فيه أى مخالفة لأى منطق… وانظر أيضا ما جاء فى دعاء د. ماجدة عمارة فى التعليق التالي:- “كل سنة وانت “هنا” يا مولانا”… شكرا يا يوسف…

د. ماجدة عمارة

كل سنة وانت هنا يا مولانا :

المقتطف: يا حلاوا لو تكون الدنيا ديَّهْ، زى ما ربى خَلَقْناَ: هِيـَّـا هيهْ، تيجى رايح نحوها، تلقاها جايَّه

التعليق: الحركة فى الكلمات بترقص برشاقة وحيوية ،خصوصا فى قولك “تيجى رايح نحوها تلاقيها جاية” حركة تمنح القارىء فرصة لرؤية الصورة، رؤية بسيطة، واضحة، مبهجة، مسئولة ،متسائلة تساؤلك الطيب دائما: إذن ماذا ؟!تطلع إجابتك الحلوة من وسط الكلام: زى ما ربى خلقنا.. طب واحنا عملنا ايه ف خلقة ربنا؟! اه هنا يبدأ النكد، والنكد مخبى وراه ألم ،خلينا نتذوق حلاوة الرؤية ،مؤقتا .

د. محمد الرخاوى

موافق على “نتذوق حلاوة الرؤية..”. بس معترض على إضافة “مؤقتا”… الحلاوة والنكد يسيران معا فى أهم الأوقات… فى ظني…

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 11)

د. محمد أحمد الرخاوى

من خلال تجربتى المتواضعة جدا جدا والتى ازعم انه سبحانه سمح لى ان احضر دون ان ادعى الرؤية.
فقد علمنى وارشدنى انه محيط بى رغما عنى وحضوره هو ما يجلدنى بشعاع نوره لى ليرضى فارضى .
عندى ان الرؤية هى حضورى فى حضرته دون نبس حرف ودون ان اسميها رؤية . فهو ليس كمثله شيء .

 فكيف اراه .
هو سبحانه يُدْرك بالحضور لا بالرؤية .
عذرا يا مولانا . عذرا يا عمنا.
هذه تجربتى فى معيته .
سبحانه وتعالى عما يشركون .

د. محمد الرخاوى

معلش… استحمل تكرارى وتشبثى يا محمد… (أنت والآخرون…:- يحيى الرخاوى وإيهاب الخراط وغيركم…) فللنفرى لغته… ولكم لغاتكم… وأنا شديد الارتباط والتقبل للغة النفري… الخاصة وذات العبقرية الدالة (العبقرية التى لا أطالب بها أحدا ولا حتى نفسي)…

مثلا… يذكرنى تعبيرك “الرؤية هى حضورى فى حضرته” بتمييز النفرى بين “المعرفة” و “الوقفة”.. فأتحفظ على تعبيرك…

ما أنا باقول لكم:- أنا متحيز…

*****

2 تعليقان

  1. المقتطف :-

    مثلا… يذكرنى تعبيرك “الرؤية هى حضورى فى حضرته” بتمييز النفرى بين “المعرفة” و “الوقفة”.. فأتحفظ على تعبيرك…

    التعليق :-

    المعرفة —عندي — واظنها ايضا عند النفري ومازال يكررها كثيرا — هي ظن المعرفة فلو لاحظت انه ينكرها دائما لانها “” ظن المعرفة “” ليؤكد لنا المرة تلو المرة ان الله سبحانه وتعالي لا يُعْرف ولا يعٌٓرف —
    والرؤية في ابجديات النفري –كما هي عندي –هي الحضور في حضرته حين يرضي
    فالمعرفة هي ظن المعرفة
    اما الحضور فهو ادراك دون ظن المعرفة اصلا .

  2. المقتطف :-

    شكرا جزيلا يا محمد…. وإن كنت لا أخفيك أن أسلوب الحكى القرآنى الحكيم… إذا كان فعلا يحكى عن القدر كما تشير… هو أسلوب لم أتدرب على استيعابه بما يكفي… مخى الشمال معطلنى فى الحتة دى شوية… أنا باعترف…

    التعليق :–
    يا ابو حميد . القرآن لا يستعمل اسلوب الحكي اطلاقا . حتي ما تتصوره انت انه حكي . حتي قصة سيدنا يوسف نفسها والذي تبدو لاول وهلة انها حكي مباشر . انها ليست كذلك .
    لا اعرف ان كنت لاحظت ( من غير عضلة مخك الشمال) ان ما خفي وسط ما تظنه ظاهر الحكي اكبر واعمق بكثير جدا من ظاهر الحكي .
    يا رب يكون واصلك كل الغيب الحاضر بين ثنيات الحكي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *