الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (174) الفصل‏ ‏الرابع: “‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه”

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (174) الفصل‏ ‏الرابع: “‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه”

 نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 18-4-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6074

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (174)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏174- ‏شهيق‏ ‏وزفير‏:‏

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه

مع‏ ‏شهيق‏ ‏الكون‏ ‏وزفيره‏ ‏تهيم‏ ‏جميع‏ ‏المسرات‏ ‏والآلام

 أصداء الأصداء

أشرنا‏ ‏وكررنا‏ ‏أن‏ ‏الحياة‏ ‏لا‏ ‏تكون‏ ‏كذلك‏ ‏إلا‏ ‏بتواصل‏ ‏انتظام‏ ‏إيقاع‏ ‏البسط‏ (‏الدفـق‏) ‏والامتلاء‏، ‏إلا‏ ‏بتوالى ‏إيقاع‏ ‏المد‏ ‏والجزر‏، ‏إلا‏ ‏بتلاحق‏ ‏إيقاع‏ ‏الليل‏ ‏والنهار‏، ‏إلا‏ ‏بتكامل‏ ‏إيقاع‏ ‏الذهاب‏ ‏والعودة‏، ‏وأيضا‏: ‏إلا‏ ‏بتفجر‏ ‏الصدق‏ ‏من‏ ‏الأكاذيب‏، ‏ومواصلة‏ ‏السعى ‏نحو‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يتحقق‏ ‏إلا‏ ‏ليجدد‏ ‏السعى ‏إلى ‏ما‏ ‏يعد‏ ‏بالتحقق‏ التالى وهكذا، ‏ثم‏ ‏يأتى ‏محفوظ‏ ‏هنا‏ ‏يطمئننا‏ ‏إلى ‏ترجيح‏ ‏سلامة‏ ‏ما‏ ‏وصلنا‏ ‏إليه‏، ‏وذلك‏ ‏بالتأكيد‏ ‏على ‏أن‏ ‏للكون‏، ‏أيضا‏ ‏وأصلا‏، ‏شهيقه‏ ‏وزفيره‏، ‏وأنه‏ ‏لا‏ ‏ألم‏ ‏ولا‏ ‏مسرة‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏رحاب‏ ‏هذه‏ ‏الحركة‏ ‏النابضة‏ ‏الغامرة‏ ‏النشطة‏.‏

أريد‏ -‏ربما‏ ‏مبالغا‏- ‏أن‏ ‏أوضح‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏بعكسها‏: ‏فكل‏ ‏مسرة‏ ‏منفصلة‏ ‏عن‏ ‏نبض‏ ‏الكون‏، ‏هى ‏استرخاء‏ ‏ميت‏، ‏وكل‏ ‏ألم‏ ‏يسرى ‏مستقلا‏ ‏عن‏ ‏أنفاس‏ ‏الكون‏، ‏هو‏ ‏شظايا‏ ‏صاعقة‏ ‏مظلمة‏ ‏بائسة‏.‏

أما‏ ‏جميع‏ ‏الآلام‏ ‏والمسرات‏ الحيوية النابضة، ‏فهى ‏تهيم‏ ‏مع‏ ‏شهيق‏ ‏الكون‏ ‏وزفيره‏ تناعاما وإبداعا.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *