حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 4-2-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5270
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
هذا من فضل الله
****
قال لى: يا عبدُ، إن لم أسقك برأفتى عليك أكواب تعرفى إليك:
أظمأك مشرب كل علم، وأحالتك بـَـرْقة كل خاطر.
د. هشام عبد المنعم
المقتطف: هو الأول والاخر يحضر فى كل إرتواء حقيقى برأفته وقبوله لى وإلا فهو العطش المتجدد لفشل الإرتواء بزيف الماء المالح
التعليق: عجبنى جدا، اعتقد ان كل ما زاد العطش زاد الغرف والانتهال من الحقيقه، بس المهم نعرف أنه ماء مالح فعلا ونرفضه علشان نعرف نشرب الماء العذب
اللهم بصرنا بعيوبنا وانفعنا بالعلم النافع شكرا لحضرتك
د. يحيى:
هذا صحيح
بارك الله فيك
****
د. هشام عبد المنعم
وصلنى جدا فكرة أهمية ظبط الجرعه وديه مشكله بتواجهنى فى الممارسه الإكلينيكيه، كتير من العيانيين بحس بقرب الإنتكاسه فعلا عندهم ويبقى أنا عندى جرعه أنى عايز ألحقه بأى طريقه بس اعتقد ان كتر الممارسه بيعلم الحته ديه
وكتير يا د. يحيى بأخاف إن الإنتكاسه ديه تتنقلى انا أو أيأس من العيان بس بأحاول على قد المتاح وفى الإمكان، شكرا
د. يحيى:
أشكرك يا هشام لصدقك ومثابرتك، فقط: أذكرك أننا ليس من حقنا أن نيأس من مريض، يمكن أن نيأس من محاولة تغيير المحيط حوله، أو نتيجة عدم أمتثاله للتعليمات والعقاقير
“التفاؤل العلاجى”، وهو صلب نظريات التطور الايقاحيوية هو أساس لا بديل عنه.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: أنا شايف إن البنت ابتدت تقلق من التحريك اللى تم من خلال العلاج، حاجة كده قريبه من آلام النمو، وده بيظهر فى شكل قلق، أو عودة إلى أى حاجة من الأعراض القديمة
التعليق: حسيت كمان ان تحريكها فى اتجاه العلاقة وتوطيدها بالمعالج ممكن يكون حرك حزن مهجور ..انه مش بس انتكاسه ..
د. يحيى:
هذا جائز يا فؤاد
شكرا
أ. فؤاد محمد
المقتطف: منين ما تلاقى حالة بتقاوم العلاج النفسى، أو بتنكس من غير تفسير، ترجع تفتح ملفاتك القديمة وتدعبس تشوف إيه اللى ناقصك من المعلومات، يعنى مش بس تدور فى إيه اللى حصل مؤخرا يفسر النكسة
التعليق: احيانا النكسه اللى بتبدو من غير سبب واضح خاصة ان الدنيا قبلها بتكوت كويسه لحد معقول بتخلينى مهموم شويه.. لكن بتفوقنى فعلا أحسن أكون فرحت بالتحسن وفعلا بلاقى حاجات كانت ناقصه..
د. يحيى:
عندك حق
ولكن، دعنى أذكرك بما يسمى الهرب إلى الصحةFlight into health، وهو مصطلح يشير إلى سرعة اختفاء الأعراض، ربما نتيجة لتجنب الضغط العلاجى، وهذا تحسن زائف كما تعرف،
أما أنك تحدد حاجات كانت ناقصة كثير، فهذا من أساسيات ما يسمى “الاشراف الذاتي”، وهذا طيب ومفيد لنضجك أنت مع المريض.
أ. مريم محمود
المقتطف: حضرتك ليه ماسمحتش دخول المريضة المستشفى أثناء النكسة لعلها تكون مفيدة للملاحظة والقرب (حيث ذكر الطبيب أنه أثناء الانتكاسة كان بيشوف المريضة 3 مرات أسبوعيا). المعالج اتخض من الانتكاسة وانشغل عن سبب الانتكاسة المفاجى.
التعليق: اوقات كتير مينفعش نفضل ندور ع السبب وراء الانتكاسة او رجوع الأعراض زى ما التعب السبب وراه منطقه مجهولة بنوصل لجزء منها بعد ما نحفر، كمان ندى فرصة الانتكاسة من غير سبب.
زى ما لينا الحق ف الفرح والحزن لينا حق فى رجوع الاعراض والتعب المهم نبقى شايفين تعبنا ونتعايش معاه.
واوقات كتير التحسن اللى بيظهر بيكون سطحى ولم الأعراض ترجع تظهر تانى نقول إيه اللى حصل برغم ان الأعراض مارحتش ولا حاجه هى موجوده لسه بس اتسكنت شوية ومع شوية حركه وشغل من المعالج الأعراض بترجع تنشط تانى
د. يحيى:
يا مريم يا ابنتى لا أوافق على حكاية “ندى فرصة للانتكاسة بدون سبب”، الانتكاسة تعود غالبا سواء أعطيناها فرصة أم لا، وهى لا تتباعد أو تختفى إلا إذا أخذ المريض علاجا مكثفا وتأهيلا ممتدا.
****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا :
المقتطف: …تتكثف اللحظات فى ذروة أخرى، إذْ يصاعد الحب، لا إلى ذروة السعادة بل إلى ذروة أروع، ذروة الحيرة والشوق
التعليق: الله، الله، الله، هذا كشف يا مولانا ،دائما يسفر عنه جدل النص الرخاوى مع جدل النص المحفوظى، هكذا رأيت “التناص”… كانك معه صعدت إلى هذه الذروة واصطحبتمانى معكما لتحضر هذه الفتوح بداخلى… كنت دائما أسائل قلبى حين ينبئنى بأنه قد عرف الحب، فأجيبه: فما بالك لا تسعد به ،لكنه كان أصغر من أن يجيبنى آنذاك، أما الآن فقد اصطحبتنى داخلى معك لأرى الحيرة والشوق ….
د. يحيى:
هذا تعقيب ذكى ومفيد، وتلقٍّ مبدع وصادق،
لكن أرجو أن تقبلى أن أنبهك إلى أنه ليس حقك اتهام قلبك بالغفلة، صدقيه، وصدقى نفسك فى نفس الوقت، والله المستعان،
****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: الحمد لله أنك سمحت يا د. ماجدة يا ابنتى لسائر الأمخاخ عندك بما فى ذلك المخ الأيمن بالاسهام فى التلقى.
لكنك حين شرحت ذلك بصدق وأمانه، شرحته بالمخ الوصىّ أيضا
شكرا وأكملى….
التعليق: يارب تفرح وتسعد وتتهنى يا مولانا، كما نزلت كلماتك هذه على قلبى، وهى ما كانت لتكون لولا فضلك، كل هذا نما فى رحابك ولولاك لم يكن، أدعو الله لى أن أكمل الطريق معك إليه فى ال يتكون
د. يحيى:
إليه يصعد الكلام الطيب والعمل الصالح يرفعه.
****
أ. محمد شاهين
يا عمنا انا قلت انى مش عايز اجابة .
طبعا ربنا ارحم من كل حد وكل حاجة .
بس القرآن مليان كله “خالدين فيها ابدا” و”كلما نضجت جلودهم بدلناهم بجلود غيرها ليذوقوا العذاب” هو الرحمن الرحيم وهو العدل المطلق .
فنرجع للتكليف . والامانة .
فهل هو عقاب التخلى عن الامانة والتكليف. امانة الاستخلاف ، والكفر بعد ان اشهده على نفسه انه ربه. ونقول دائما سمعنا واطعنا وشهدنا .
د. يحيى:
يا محمد يا ابنى
هذا تعليق مهم، لكننى أرجح أنه لم يصلك ما أعنيه
يمكن الرجوع إلى موقعى لتعرف رأيى فى مسئولية حمل الأمانة، والكدح إليه لنلاقيه.
****
قال لى: يا عبد إنى جعلت لكل شيء عزة لتختطفك عنه
فتهرب إلىّ، فأريك عزتى، فأجمعك بعزتى علىّ
أ. سحر أبو النور
المقتطف: فتهرب إلىّ، فأريك عزتى، فأجمعك بعزتى علىّ
التعليق: كيف لا نهرب إليه و قد أنذرنا و بشرنا ب “ففروا إلى الله”! لبيك ربى لبيك نفر إليك فهل لنا ملجأ إلا إياك!؟
بوح مولانا النفرى وتلقى مولانا الحكيم يحيى الرخاوى الرائع هو حضرة جمال وجلال تجذب من ألقى السمع وهو شهيد …….
د. يحيى:
يا سحر
تقبل الله
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: لتختطفك عنه فتهرب إلىّ…..وهو يفيض علىّ بكرمه وعفوه، إذْ يجمعنى عليه
التعليق: نعم ، تعز علينا الأشياء التى كانت تحجبنا عنه ،فنراه ونلوذ به من الفقر والعوز، عندها يغمرنا بعفوه وكرمه ،أما الجمع عليه ،فلم أستطع أن أراها ،أو بالأحرى لم أحتملها ،لكننى أتوق إليها ، إدعو لى يا مولانا أن أنالها، أعزك الله بها.
د. يحيى:
اللهم اجعله خيرا
****
أ. سحر أبو النور
تعليق عام: مولانا الحكيم هذا كلام يقرأ بالقلب فهو المؤهل لفقه هذا التناص البشرى المبدع شعرت وأنا اقرأ كيف انه بإمكاننا بهذا الوعى التواصل الشافى والداعم ليس فقط للبقاء ولكن أيضا التطور والارتقاء وشعرت ان النظرية العلمية لا تؤتى ثمارها إن لم تكن بالمقام الأول نابضة بالانسانية على نحو ربى كما خلقتنا ربما لو أحسنا هذا الوعى و أخلصنا التواصل به لم نعد بحاجة ضرورية للعقاقير ربنا ما يحرمنا من نور فقه قلبك و نفع علمك يا حكيم و جزاك الله عنا بما تحركه فينا كل خير ……
د. يحيى:
أشكرك يا سحر وأوافقك من حيث المبدأ لكننى لا أوافقك على حكاية لم تعد بنا حاجة إلى العقاقير.
فالعقاقير رائعة إذا أتقن الإعداد لتعاطيها وتوقيتها، وتغييرها إذا لزم الأمر
وهى لا تحول دون الإلمام بفاعلية كل أنواع العلاج الأخرى، بل تكمّلة عادة.
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف:….وبرامج التخليق الجدلى الحركى لاحتواء التناقض
التعليق: أظن أن هذه العبارة بها قدر من الصعوبة على القارىء ،كما ألمح بها قدرا من الغموض ،فلم أستطع تصور عملية احتواء التناقض ،حيث يبدو الواقع لى كما لو أنه لا يوجد به تناقض ،نعم توجد مستويات ودرجات متعددة من الاختلاف ،لكن التناقض أظن أنه ليس إلا ” فرضا فلسفيا ” لوصف شدة الاختلاف .
د. يحيى:
عندك حق فى إدراك الصعوبة لكن ديعنى أذكّرك أن التناقض هو من أهم عوامل حركية النمو والإبداع، وهو ليس دائما تصادما أو صراعا، واستيعابه (استيعاب طرفيه) باحتارم كاف وجهد لازم هو من ضمن خطوات الإبداع الأعمق.
د. ماجدة عمارة
المقتطف (1): …”أن المخ يعيد بناء نفسه باستمرار”، نابضا بإيقاعحيوى، يتحدد توجهه بفرص النبض معا لاستعادة الفطرة وتصحيح الانحراف.
التعليق: فرحت بصياغة هذه الفكرة هكذا ،ووجدت انها إحدى إبداعات وإضافات هذه النظرية التطورية الإيقاعحيوية([1])، حيث أنها قد أضافت إلى احدث ما توصل إليه الneuroscience، وال epigenetic ، ثم جمعت بينهما وكأنها تبين عملية إعادة البناء والخلق هذه بشكل دقيق،ووجدت فى نفس النشرة ما يزيدها وضوحا بإضافته إليها “كتقسيمة على اللحن الأساسى” وهو المقتطف التالى :
المقتطف (2): إن تناص النصوص البشرية فى العلاج بكل مستوياته هو تناص بين نصوص حالية “متعددة هنا والآن” وهذا هو أكثر تمثيلا لحركية الوعى البينشخصى والوعى الجمعى فى استعادة إبداعية الفطرة “ربى كما خلقتنا
د. يحيى:
أشكرك يا د. ماجدة مرة أخرى، ولكن اسمحى لى أن أذكرك أن أغلب إن لم يكن كل ما جاء فى التناص وعن التناص جاء فى الإبداع الأدبى شعرا أو نثرا
أما هنا فهو التقاط لحركية الوعى البينشخصى فى حضور وضعى أو أكثر فى نفس اللحظة ونفس الموقع وهذه النقلة أضاءت لى طريقا فى قراءة النص البشرى (العلاج) كنت لا أعرف له اسما حتى عثرت على هذه الثروة الرائعة.
****
أ. عمرو رشوان
انا تعبت نفسيا من كتر الأحلام بحلم كتير فى اليوم
د. يحيى:
هذا تعليق على أى “نص” يا عمرو يا إبنى؟ أظن كان على ما أقدمه في قناة النيل الثقافية، ومع شكرى لك إلا أننا هنا ملزمةن بالحركة في حدود هذا المجال الخاص المحدود.
شكرا مرة ثانية
****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: ….أنا مع التميـّز البشرى على أساس تطورى على شرط: أن يـُفـْتـَح الباب على مصراعيه، لكل من يريد أن يكتمل “إليه”: بأن يواصل الكدح نحوه.
التعليق: هذا المقتطف من الإبداع الرخاوى استدعى مما حفظته فى وعيى من الابداع المحفوظى مقتطفين؟ الاول من خاتمة “الحرافيش”: قال له قلبه لا تجزع فقد يفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة
والثانى من أقوال الشيخ عبد ربه التائه فى أصداء السيرة: جاءنى قوم وقالوا إنهم قرروا التوقف حتى يعرفوا معنى الحياة، فقلت لهم تحركوا دون إبطاء، فالمعنى كامن فى الحركة”
السؤال: هل هذا “تناص” بينكما؟! وهل اجتماع نصيكما معا فى وعيى يفتح لى بابا لتناص نصى مع نصيكما؟!
د. يحيى:
لم أكن أعرف يا ماجدة أنك من متابعى نجيب محفوظ هكذا
شكرا لك
ولكن فقط أذكرك أن هذا ليس تناص بالمعنى الأصلى للتناص، وإن كان يحمل درجة من التناص على أية حال.
د. هشام عبد المنعم
المقتطف: التميز يكون بجدية السعي، وليس بأسبقية الوصول.
التعليق: أعجبنى جدا، وأعتقد أنه هو ده الوصول الحقيقى “جدية السعي” أثناء الرحلة أو الطريق، الحضور المتواصل (كل ما فى خيالك فهو غير ذلك) إنما الوصول وبعدها نقصه، أعتقد أنه ممكن يبقى توقف مؤقت مش وصول، شكرا.
د. يحيى:
أشكرك يا هشام
بارك الله فيك
****
د. هشام عبد المنعم
كثير من العيانين أثناء العلاج النفسى بيزنقونا فى حكاية أو موقف معين بس أنا بحاول من خلال الموقف ده أقرأ شخصية المريض وأتقمصه بس أعتقد أنه الخروج من الموقف نفسه وفتح جوانب أخرى تبين شخصيته وإعتماديته وتحمله المسئولية ده مهم بس اللى بلاحظه دائما وإن المرضى بيخافوا من المواجهة الحقيقية والتركيز على الموقف اللى حصل بس، وممكن احنا كمان بنخاف من ده أعتقد ده محتاج شغل على نفسنا الأول كمعالجين علشان يعرف يوصل للمرضى، شكرا.
د. يحيى:
هذا صحيح
شكرا
[1] – the biorythmic evolutionary theory
2022-02-04
صباح الخير يا مولانا
المقتطف:…. فى حضور وضعى.
التعليق : أظن أن كلمة ” وضعى ” لا محل لها هنا وأنها خطأ فى الكتابة ،وأظن إن حضرتك تقصد ” وعى “..
المقتطف ناقص
أنتِ على صواب، والتصحيح واجب
شكراً.
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : …أما هنا فهو التقاط لحركية الوعى البينشخصى فى حضور وضعى أو أكثر فى نفس اللحظة ونفس الموقع وهذه النقلة أضاءت لى طريقا فى قراءة النص البشرى (العلاج) كنت لا أعرف له اسما حتى عثرت على هذه الثروة الرائعة.
التعليق : أعزك الله يا مولانا ،أكرمتنى بهذه الإجابة التى أتمنى أن تضيفها إلى المتن ،حيث أنك بها قد أوضحت هذه الاستعارة الإبداعية التى نقلت بها مفهوما أدبيا لتصيغ به فاعلية علاجية ،ففى تفسيرك هذا أوضحت كيف يتم هذا ” التناص العلاجى ” والذى أظن أنه يستحق أن نسميه ” تناص الهنا والآن “
وهكذا يا د. ماجدة تشتركيين معنا أنا وفؤاد فى هذا الحوار المضىء
شكراً
بارك الله فيكما
ونفع بنا جميعا من يحتاجوننا.