حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 26-2-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 4927
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
“وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ”
****
أ. شيرين سعيد محمود محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د. يحيى أستاذى العزيز :
المقتطف: الوعى ليس موضوعا للحوار الشخصى لكنه ممارسة متعددة المستويات والأبعاد بين الأحياء أساسا، (ومع كل شئ وفى كل شئ إلى كل شئ).
التعليق: أستاذى هذا ما نقوم به عند تقييم الوعى عند المريض (الوعى بالزمن والمكان والناس والافعال) ولكن اعتقد ان هذا ليس كافيا وكما تقول حضرتك إذا ماذا؟
د. يحيى:
نعم
هذا ليس كافيا
ويمكنك الرجوع إلى إشارة محدودة سوف تصدر قريبا فى كتابى عن المقابلة الكلينيكية، أما رأيى وتنظيرى حول “الوعى: ذلك المجهول” فسوف يصدر فى عمل مستقل قريبا جدا وسوف يتناول إشكالة الوعى من أكثر من زاوية.
أ. فؤاد محمد
استاذى احترم جدا حديثك عن الوعى بكل هذا التحفظ والحساسية والحيره بعد كل هذه الخبره، حتى أننى أجده هو اللغز المحير فى معظم كتاباتك أشعر أنه من الممكن أن التقط من بين سطورك مستويات الوعى أو حالات الوعى أو تشكيلات الوعي، يبقى الوعى بصداه الحقيقه التى لا نستطيع أن ننكرها مهما عجزت ادواتنا أو قيدتنا محدوديتنا…
د. يحيى:
شكراً يا فؤاد
وأرجو أن تقرأ ردى السابق على الابنة “شيرين”
****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: لنوم الحالم هو صمام الأمن ضد الذهان أو الجنون وأن العقاقير تعمل بطريقة أو بأخرى من خلال تنشيط أو تثبيط هذا النوم الحالم مع الحذر الشديد قبل التعميم،
التعليق: …وكان العقاقير تعمل فى هذه المدرسة (مدرسة الطبنفسى الايقاعحيوى التطورى، ٲوإن شئت فلنقل: مدرسة الرخاوى ) بطريقة مغايرة لما هو معلوم عنها، فما يعرفه العامة (من أمثالى) أن العقاقير تقوم بإحداث توازنات فى المخ ،بما لها من مؤثرات كيميائية ، لكن كلمة “تنشبط” الواردة فى هذا المقتطف توحى بأن العقاقير هنا تستخدم لتوظيفها بما يخدم الطاقة التى تنشط فى بعض الأمخاخ وتخمد وتهمد البعض الآخر، وتكون وظيفة النوم الحالم هى إعادة ضبط إيقاع المخ حتى بتوازن توزيع الطاقة بين الأمخاخ فلا يطغى أحدها على الباقي، والعقاقير هنا تقوم بمساعدة النوم الحالم على أداء وظيفته تلك …رجاء تصحيح ما وصلني، وتوضيح العلاقة بين التفاعلات الكيميائية وبين عملية “تنشيط الطاقة”
د. يحيى:
ما وصلك هو فى الاتجاه الصحيح
وسوف أتناول بعض ذلك فى كتابى “المقابلة الكلينيكية” كما سوف أتناول الوعى والنوم والأحلام بتوسع أكبر فى كتابى التالى “الوعى ذلك المجهول” كما ورد فى ردى حالا على الابنة شيرين
****
أ. شيرين سعيد محمود محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د.يحيى استاذى العزيز:
المقطتف: - لم لم تهيىء نفسك لها وأنت تعلم أنه مصير لا مفر منه!
التعليق: علينا أن نهييء انفسنا لكل شيء إيجابى كان ام سلبى نلتزم بالعمل والصبر
د. يحيى:
ما أمكن ذلك!!!
أ. ميادة سمير
تعليق عام:
لا أعرف لماذا وصلنى العلاقة بين الانتقال (الموت) والأرض (الأم) وحتمية الانتقال والاستعداد له وأنه لن يفرق غنى عن فقير فالكل سيعود إلى الأم مهما طال غيابه
كما أظن أنى أرى الطفل الداخلى وتميزه وقدرته على الاندهاش والانطلاق وحب الاستطلاع وحريته فى الاستفسار والتساؤل والتعجب والنقد والاختلاف و ….
د. يحيى:
أما عن الموت، فلى فيه عدة نظرات، ولا أقول نظريات، من أول أنه نقلة من “الوعى الشخصى إلى الوعى المطلق” حتى اعتباره “أزمة نمو”.
أما عن الطفل الداخلى ففيه كل ذلك وأكثر، وياليتنا نستطيع أن نحافظ على هذه السمات الرائعة بديلا عن تنمية الاعتمادية والتبعية والنكوص!!
****
يا عبد مبلغك من العلم ما به تطمئن.
أ. ميادة سمير
كلما أعيد القراءة مرة تلو الأخرى ينطق قلبى (الله).
د. يحيى:
بالسلامة.
بارك الله فيك.
****
أ. مرفت
المقتطف: أن نصبح ناسا بسطاء لكن فى قوة – أن نشرب من لبن الطيبة، سر الصحة، لكن فلنحذر دوما من غدر الشر المتحفز بالإنسان الطيب”.
التعليق: هل ممكن ان تكون هذه الأمنية حقيقه وكيف؟
د. يحيى:
– يمكن طبعا أن تكون أمنية
– أما أن تكون حقيقة: فنحن و شطارتنا
أ. مرفت
المقتطف: لكنى لا أستطيع أن أقاوم حذرا يراودنى أن نختار الإنسان الطيب، لكن على خشبة المسرح فقط، لنمارس الإنسان الشرير فى واقع الحياة
التعليق: أشاطرك نفس الحذر يا دكتور يحيى خاصة إذا اصبح الشر ليس شرًا.
د. يحيى:
شكرا
آنستنى مشاركتك يا مرفت
د. مروة عبد اللطيف
تغير إدراكى تماما للفن ودور الفن بعد نشراتك الاخيرة..
منذ يومين كنت أجلس بالقرب من فنان كان يصف الألم والفوضى التى تعتريه قبل أن ينجز عمله الفنى أو الأدبي
..خطر فى بالى حينها ماذا لو تحولت تلك الفوضى الى ثورة حقيقية وبناء ونمو لصالحه ماذا لو لم تجهض بالفن ..
أدركت حينها أنه قد يكون للفن وظيفة تنفيثية أو تفريغية على حساب النمو والإبداع الحقيقي..
د. يحيى:
ومع ذلك، فالفن الجيد تنشيط للوعى،
ورسائل بعث، وأيضا وقود لثورة محتملة.
أ. ميادة سمير
قررت بعد قرأتى أن أتأمل فى المسلمات عموما ومسلماتى على وجه الخصوص، إعادة النظر لجميع المسلمات والبرمجة، أتأمل شجاعة المسئول عن وجوده، القادر على إعادة صنع حياته أن أتأمل دوافع الفن وأهدافه ورموزه والمقصود منه رغم أنى أرى كل ما فى الحياة فن و إبداع و أتأمل الطيب و الشرير وهل لكل منهم دور داخلى وكيف ومتى وأين ولماذا يمكن تبادل أدوارهم فى واقعى وواقع الآخرين
د. يحيى:
وصلنى من تعليقك هذا أن بداخلك حركة تتأجج، وأنها مَتَى تشكلت فأنت قادرة على مواصلة النقد والمراجعة والنمو
ولـِمَ لا؟
****
أ. ولاء أحمد زرزور
كنت ابحث عن اى خبر عن ابى رحمه الله لاننى اشتاقت له كثيرا فوجدت هذه الدراسه التطبيقيه عن اشعار والدي
اشكرك دكتور يحيى من كل قلبى و اتمنى التواصل معك شخصيا فإنه لعظيم الشرف
د. يحيى:
أنا آسف يا ولاء
تصورى يا ابتنى أننى لم أعلم برحيله إلا منك الآن
رحمه الله رحمة واسعة
كم ناقشنى، وأثارنى، وعلّمنى، وكم صبرّنا على بعضنا البعض، فلنصبر على فقده ونحتسب وندعو له بالرحمة ونواصل ما كان يرجو أن يتواصل.
****
أ. فؤاد محمد
شكرا د يحيى وصلنى الكثير عن الايثار من منظور تطوري، وانا مهتم بالقراءة فى هذا الموضوع
منذ فترة
لفت انتباهى مصطلح “الإيثار الباثولوجي” واتخضيت من أن يكون الإيثار معوقا لهذا الحد أو ستارا لاحتياج اخر غير معلن وحسيت أنه له علاقة بصعوبة الأخذ اللى حضرتك أشرت ليها .
د. يحيى:
نعم له علاقة
وقد ابتدعت لعبة فى العلاج الجمعى كشفتْ هذا الاحتمال بوضوح
سوف أبحث عنها وإما أن أرسلها لك أو أنشرها إن كنت لم أنشرها من قبل أو نشرتها فى البريد فقط
شكرا يا فؤاد.
****
أ. مرفت
عندما تتكلم يا دكتور يحيى عن الوعي أشعر بالسكون والسكينة والخشوع وأنى أمام آية لا افهمها ولكن أدرك عظمتها رغم عدم فهمي له وفي هذه اللحظة بدأت أدرك كيف يكون الجسد وعي متعين وأتمني أن يكون أدراكا حقيقيًا.
ربنا يبارك في عمرك وعلمك وابداعك.
د. يحيى:
ياه!! يامرفت، هكذا أتشجع أكثر أن أسرع بإصدار كتابى “الوعى:ذلك المجهول”، وقد عثرت عليه كاملا وكنت قد ركنته لفترات طويلة
****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: ليس على المريض حرج، حتى تشحذ بصيرته فيعرف مسئولية اختياره فيعيد حساباته
وأيضا: ليس على الفنان حرج، حتى لو عجز عن مسئولية تفعيل رؤيته (الآن)،
وعلينا نحن أن نتسلم “العهدة”
التعليق: كأن بصيرة المريض هى التى تحمله مسئولية اختياره، أما الفنان فبصيرتنا نحن هى التى تتلقاه فنتحمل نحن مسئولية ما تلقيناه، وكأنك تحملنا مسئولية التلقى كأنه فعلنا نحن؟
د. يحيى:
طبعا، التلقى مسئولية وأمانة وإعادة إبداع، لكن هذا لا يعنى أن نعفى الفنان من شرف مشاركتنا تحقيق ما راه، حتى لو لم يكن فعله على مستوى رؤيته، هيا معا.
****
2021-02-26