الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى- الفصل‏ ‏العاشر: عن الحلم والإبداع والنوم (12)

الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى- الفصل‏ ‏العاشر: عن الحلم والإبداع والنوم (12)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 10-2-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 4911

الأربعاء الحر:

مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى (1)

الفصل‏ ‏العاشر: عن الحلم والإبداع والنوم (12)

مقدمة:

توقفنا الأسبوع الماضى والمعلم يشرح بعض جوانب العلاقة بين العلاج بالعقاقير والعلاجات الأخرى مثل علاج الحرمان من النوم

(ونواصل اليوم):

…… الأمر الثالث هو أن الحرمان من النوم فى بعض الحالات مثل اضطراب الشخصية قد يهز حَلْوَسَطـًا مرضيا نمطيا فيتخلخل، مما نحتاج إليه فى كثير من الأحيان لإمكان بدء خطوة علاجية بنائية تالية، لا يمكن بناؤها فوق حلوسط تلوثى جامد، وكأنه يحدث شيئا من الاهتزاز أو عدم التوازن أو التعتعة المرغوب فيها كخطوة من الخطوات التالية فى الخط العلاجى، وإنى آسف أن أتطرق إلى هذا التفصيل، لكنك أنت الذى سألت، وما علىّ إلا أن أجيب.

الطالب: دعها تكمل وخبرنى إذا كان الأمر كذلك، فكيف تعمل العقاقير المختلفة بالنسبة لصمام الأمن هذا الذى أسميته النوم الحالم؟ حتى لا نكتفى بتصور أن الذهان مجرد نشاط كيميائى ضار لابد أن نعادله بنشاط كيميائى مضاد؟

المعلم: سؤال ذكى .. دعنى أذكر لك مجرد أمثلة وأطمئنك إلى أن بعض الاتجاه الحديث يذهب إلى تفسير عمل العقاقير من خلال تأثيرها على النوم الحالم بوجه خاص، وليس من خلال النموذج المشتبكىSynaptic Model  الذى تمت دراسته فى اللاحياة أساسا In Vitro، ولا يمكن تعميمه على الشبكة المشتبكية Synaptic Network  بسهولة أو دقة وسأضرب لك أمثلة عابرة لكيفية عمل بعض العقاقير من خلال تأثيرها على النوم الحالم أو – إن شئت الدقة العلمية – سأذكر لك حقائق تصاحب بعضها بعضاً لعل فى ربطها مع بعضها البعض ما يفيد بعض الأمراض والأعراض، ويفسر الشفاء منها عن طريق العقاقير بشكل أو بآخر، ولو مرحليا.

الطالب: عندك .. عندك .. كيف تحدثنى عن علاقة العقاقير بالنوم الحالم قبل أن تحدثنى عن علاقة الأمراض النفسية بالنوم الحالم؟

المعلم: يا سيدى إن الحديث عن علاقة العقاقير بالنوم الحالم هو حديث أسهل، ذلك أن الأمراض النفسية لها أطوار تختلف فيها نشاطات مستويات المخ (الأمخاخ) فى أغلب الأحوال، ونتائج دراسة النوم الحالم تختلف باختلاف الطور الذى يمر به المرض وليس فقط باختلاف التشخيص الأصلى، فإذا حدثتك بأمانة عن علاقة النوم الحالم بمرضٍ ما: فلابد أن نشير إلى أى طور فى هذا المرض، فى أى نوع من المرضى أمكن دراسة هذا النوع من النوم، وبأى طريقة سمحت لهؤلاء المرضى بالذات بالدارسة، فستجد أننا لابد أن نتواضع تماما ونحن نأخذ بنتائج هذه الأبحاث والمعلومات، ولابد أن تتوقع أنى سأنتقى من بينها بشكل أو بآخر ما يؤيد ما ذهبتَ إليه من أن النوم الحالم هو صمام الأمن ضد الذهان أو الجنون وأن العقاقير تعمل بطريقة أو بأخرى من خلال تنشيط أو تثبيط هذا النوم الحالم مع الحذر الشديد قبل التعميم، وإليك مثلا هذه المعلومة: فقد تـَمَّ رصد زيادة فى كم النوم الحالم أثناء ساعات اليقظة فى حالات الفصام.

الطالب: نوم حالم أثناء اليقظة؟! ما هذا التناقض يا عمنا؟ وكيف علموا ذلك.

المعلم: بدراسات رسام المخ الكهربائى.

الطالب: ياه!!

المعلم: معذرة.. ولكن دعنا نرجئ هذا الحديث إلى حين نتحدث عن بعض الأمراض بالتفصيل إذا تواصلت هذه السلسلة.

الطالب: كدت تـُصَوِّر لى أن دراسة النوم والأحلام هى مفتاح الصحة والمرض.

المعلم: لعلها كذلك، أعنى هذا هو الفرض الأساسى الذى أحاول الإفادة منه طول الوقت.

الطالب: فحدثنى عن بعض تأثير العقاقير مما يتعلق بفروضك، ويكافئ حماسك.

المعلم: أرجوك أن تقبل اعتذارى إذ يكفى عليك فى هذه المرحلة أن تعلم أن أغلب العقاقير العلاجية تنقص من كم النوم الحالم، وخاصة مضادات الاكتئاب بأنواعها، وأن هذا الإنقاص يتبعه زيادة تعويضية Rebound ولم يستقر الباحثون على إرجاع التحسن الأكيد فى حالات الاكتئاب إلى النقص ذاته أم إلى الزيادة البعدية.

الطالب: مرة  أخرى تطل الحيرة برأسها.

المعلم: دعنى أذكرك أننى مؤخراً بعد التمادى فى فروض الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى وربط ذلك بحقيقة أن المخ يعيد بناء نفسه، اعتبر أن النوم بالذات هو نوع من إعادة تشغيل المخ فسيولوجيا حتى يواصل بناء نفسه (2).

الطالب: الله الله ولكن أليس الأفضل أن أتعرف على ماهية الوعى مادمت قد جرجرتنى إلى ما يسمى وعى النوم، ووعى الحلم، وكل هذا الكلام.

المعلم: ياليت ولكننى أنبهك من البداية أننى قد عجزت شخصيا عن التعرف الكافى على “ماهية الوعى”.

الطالب: لعلك تعرف أننى أصبحت أحترم حيرتك وتواضعك أكثر فأكثر.

المعلم: أكثر الله خيرك: دعنا نرى.         

[1] –  يحيى الرخاوى: “دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب قديم مهم (الطبعة الأولى سنة 1982) ولم يتم تحديثه فى هذه الطبعة، موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2]- هذه إضافة لاحقة طبعا 2018.

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *