الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 26-6-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد:  4682

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

ما أصعب الصعب

وألزمه!!

*****

الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى

 الفصل الخامس: الذاكرة والاستذكار (2)

أ. هبة مليجى

المقتطف: المعلم: عندك، انتظر، لقد نشر اثنان من العلماء الثلاث والعشرين بعد ذلك بشهرين اثنين أن نقل الذاكرة ممكن ومع ذلك اهتزت الأمور تماما.

التعليق: سؤالى هل للقلب ذاكره؟ وهل لعضله القلب وعى خاص من صاحبه؟ وهل فى عمليات زراعه القلب من شخص سليم الى شخص مريض هل ينتقل هذا الوعى معه؟

د. يحيى:

البداية هى احترام الجسد كله باعتباره وعـْـىٌ متعين، أى أنه وعى تجسم فى الجسد والتحم به، ومن هنا تم التعرف على أن الجسد عضو مفكر حتى كتب لاكوف كتبه عن “الفلسفة المنغرسة فى الجسد” (1) Philosophy in The flesh وبالتالى يصبح الجسد عضوا مفكر بل مبدعا، والقلب هو بؤرة الجسد النابضة، وما دمنا قد أقررنا أن عضلات الجسد تفكر فمن باب أولى أن عضلات القلب لها وعى خاص، ولا أريد أن أذكـّـر بما جاء فى القرآن الكريم والحديث عن القلوب التى تبصر وتعمى، وعن القلوب التى تنغلق بالأقفال، وإن كنت أفضل أن أقبل ذلك أفضل من تفسيرها بأنها مجاز صرْف.

آتى أخيرا إلى حكاية زراعة القلب وانتقال الوعى معه ولا أجدنى فى موقع جاهز للرد عليه من واقع عيانى، وإن كنت أميل أن أرفض هذه الفكرة على أساسا أن القلب المزروع يصبح جزءًا من الكيان الجسدى الكلى الذى يحتويه فيشارك بعضلاته وأحشائه فى دفع الدم لكنه يشارك بصفته جزء من وعى أكبر هو الجسد بدوره فى التفكير والإبداع،

ولا تفوتنى فى هذا المجال التذكرة بأن وضع الذاكرة فى حدود المخ أو حتى فى الجسد هو أمر يعاد النظر فيه علميا وعمليا، حتى وضعت الفروض التى تضع الذاكرة خارج الجسد وخارج الدماغ وحتى خارج المخ ويصبح التذكر مثل التقاط موجات التليفزيون من الخارج، من الكون، وليس من خلايا المخ بإدارة قرص مثل جهاز التسجيل أو الحاكى (انظر كاريل!) (2)

مقتطف من الكتاب الإلكترونى: “الأساس فى الطب النفسى”

طبيعة الذاكرة ومراحلها

“….. مع تواصل عملى فى العلاج الجمعى، وبالذات ألفتى مع تخليق الوعى الجمعى Collective Consciousness، توازيا مع قراءاتى المتواضعة فى العلم المعرفى العصبى، وبالذات فى الوعى البينشخصى، والوعى الجمعى، ظهرت لى إضافات جوهرية عن وجود  الذاكرة فى الجسد أيضا، ثم فى المحيط حولنا كذلك، ثم فيما لا ندرى، وقد طوّر روبرت شيدريك (3) هذه الفروض – دون أن يعزوها إلى العلاج الجمعى – تطويرا بدا لى لأول وهلة مبالغا فيه، وبرغم كل ذلك، وسوف ألتزم مرحليا بتحديث المسوّدة فى حدودها المبدئية مكتفيا بما ورد فى ملف الإدراك مؤيدا ، متآلفا مع  بعض جوانب هذه الفروض، التى قد أشير– إذا لزم الأمر – إلى بعضها فى هوامش مستقلة.

وقد رأيت أن أضيف الآن هذا الشكل عاليه دون تعليق، لحين أجد لغة وتوثيقات أكثر تحديدا.”

نشرة 26-6-2020_3

*****

الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى

 الفصل الخامس: الذاكرة والاستذكار(3)

أ. ميادة سمير

د. يحيى تحياتى لك

فى حوار العالم والمتعلم وصلنى أن الإستهلال تنبيه للقراءة  بوعى منفتح قابل لاحتمالات ونظرة أخرى جديدة لكل بند من بنود الذاكرة والإستذكار مفاجئة بالنسبة لى أن من أسباب النسيان (الطمع) ومتشوقة جداً لمعرفة إجابة سؤال الطالب.

د. يحيى:

أنا أسف يا ميادة، برجاء توضيح استفسارك وذكر نَصّ سؤال الطالب الذى تشيرين إليه

وشكرا

*****

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم ( 180)

د. مهيوب احمد منصور

المقتطف: فقال إنه هو الذى أمر بغرسها نصفها ورد بلدى والنصف الآخر ورد إفرنجى وهو يرجو أن يولد من الاثنين وردة جديدة كاملة فى شكلها طيبة فى شذاها.

التعليق: النظرة الإيجابية القابلة للتعايش مع الآخر وولادة دون مزج أو تغيير الهوية أو مسخ الشخصية

د. يحيى:

مرة أخرى، أفضل أن أقرأ أعمال محفوظ بمنهج أعمق وأكثر اختراقا من هذه الترجمة العيانية التى تسطح النقد

 عذرا.

*****

قصة قصيرة: “المفتاح”

أ. هبة مليجى

المقتطف: نظر فى المرآة وهو يصفف شعره فلاحظ أن وجهه رائق بالرغم من كل شىء، فلم يفتح شفتيه، ولم ير أسنانه، وإنْ تذكرها، ولكن ظل وجهه رائقا.

التعليق: الصراع الداخلى ما بين كبت المشاعر و اخراجها والكائن فى ما بين بكائه و سكوته المفاجىء ، لينتصر خروج المشاعر الكامنه وتفرغ الشحنه الداخليه لتجعل وجهه رائقا. كما هو الهدوء بعد العاصفه.

د. يحيى:

ربما يصلح تعليقى على تعقيب الصديق مهيوب منصور للرد عليك يا هبه أيضا.

أ. فؤاد محمد

تعليق عام: فى مكتبه بعد ما انقضى يومه قرر ان يقضى الليله ولا باس لو تاخر الوقت ونام فيه حتى الصباح، سرح فى ليلة امس وفى المفتاح وفى الهمهمه وفيها ، هل كان حلما ام ماذا؟ يبدو انها تخاريف قبل النوم، لا يهم … انكفأ على مكتبه بعد ان فك رابطة عنقه ذات اللون الارجوانى التى توحى باجواء عرس الا انها لا تلائم وجه الشاحب من ارق اصابه البارحه .. خلع حذاءه دون ان يخلع جوربه، يتسلل صوت صفير بلحن مالوف، ما هذا؟ يقترب اللحن اكثر فاكثر، يسمعه وكأنه يتصفحه يدقق فيه جيدا، يرتسم اللحن على الأوراق التى امامه وتتجسد ضفيرتها فى يده كلما لامس الورق ، يطول اللحن واذا بصوت ابنة عمه يستاذنه بالخروج..

د. يحيى:

استقبلت إضافتك يا فؤاد باعتبارها محاولة تجربة “تنـَـاصّ” Intertextuality جديد، وهو مقبول عندى أكثر من الترجمة التقنية النقدية الرمزية أو الحرفية.

*****

الوحدة والتعدد فى التركيب البشرى (حوار)

أ. فاطمة

المقتطف: ولا متناثرا فيعوق تشكله

التعليق: وكأن فى المرض ما يوقف من حركيه تشكله !!

د. يحيى:

طبعا، يوقف ونصف

أ. فاطمة

كالطين (الصلصال)المتشكل إلى كل الموجودات بما يرتضيه الزمن .. لا يابسا (متصلبا)فينكسر ولا مائعا فلا يقيم شيئا ولا مختلطا بالاجسام الغريبه التى تحد طبيعته فيغترب متشكلا ومحاولا طول الوقت ليسمح بطبيعته التى تصله بكل ما كان ومايكون !!!

احيانا اتصور المفهوم بالمكعبات الصغيره جدا يعاد تركيبها طول الوقت باشكال مختلفه ..وزياده اعدادها كالاكتشافات الجديده التى تتم اضافتها إلى التركيب!!

د. يحيى:

أظن أن عملية تفعيل المعلومات، وإعادة التشكيل : يمكن أن تحتمل كل هذه الاحتمالات وتفريعاتها وتنويعاتها وتباديلها وتوافيقها طول الوقت.

لكن يستحسن ألا نفرض عليها آليات من خارجها، آليات لا نعرف عنها شيئا، وأن تكون بدايات دراستها ومناقشتها من نتائجها أفضل.

أ. مرفت

شكرا دكتور يحيى على هذا الحوار الثرى وعندى سؤال ما هو الفرق بين الطبنفسى التطورى والإيقاعحيوى التطورى؟

د. يحيى:

الطب النفسى الإيقاعحيوى كان الفكرة الأساسية التى خطرت لى لأفهم نوابية نبض المخ على طول مساره فى التطور والنمو والتفعيل والإبداع، ثم بدأت أتعرف على الطب النفسى التطورى من مصادره مثل:

جوناثان بيرنز، “جذور الجنون” وله عنوان فرعى يقول: “الأصل التطورى للذهان والمخ الاجتماعى”، 2007

Jonathan Burns “The Descent of Madness” Evolutionary Origins of Psychosis and the Social Brain. 2007

 أنظر نشرة 5/11/2016 العدد: 3354 الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (“فروض تدعم بعضها بعضا” فروض جوناثان بيرنز: (2007) وفرض فاينبرج: (1982)

ثم وجدت أنهما يتكاملان مع اختلاف وحدات الزمن اختلافا هائلاً، ويمكن متابعة الفروق بإيجاز فى هذا الجدول

جدول المقارنة

أوجه الشبه تقريبا:

الطبنفسى التطورى

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى

ملاحظات

(1) كـِلاَهما يحترم ويحاول استثمار العلاقة بين الأنتوجينيا والفيلوحينيا.

·  وهذا غير قاصر على ما يسمى الطبنفسى التطورى، فهو جوهرى فى نظريات كارل يونج وساندرو رادو مثلا دون استعمال صفة التطور فى وصف مدارسهما.

(2) كلاهما يرى الإنسان الفرد جُمّاع تاريخ الحياة

· يسرى على ذلك نفس الملاحظة عن(1)

(3) كلاهما يرى المريض متعدد المستويات فى حدود ما احتوى وعيه (وخلاياه) من شخوص حياته، ثم من كل الأحياء عبر تاريخ الحياة.

·  وهذا يتداخل أيضا مع مدارس كثيرة مثل مدرسة التحليل التفاعلاتى لإريك بيرن Transactional Analysis، ونظرية ساندرو رادو Adaptational Psychodynamic التكيف الدينامى النفسى

·  وأيضا هنرى إى: مدرسة العضوية الديناميةOrgano-dynamisme   – وسليفانو أريتى:  Cognitive volitional theory المدرسة المعرفية الإرادية

وكذلك نظرية المنظومات المتعددة General System theory

(4) كلاهما يرى أن أعراض المرض – على الأقل  فى بداياته – هى دفاع مشروع من حيث المبدأ، وأى منهما لا يسمِّى المرض مرضا إلا بعد فشل هذا الدفاع وانحراف مساره عن وظيفة الدفاع فالإبداع: إلى الإعاقة والإضرار، والمعاناة.

(5) كلاهما يقرأ الأعراض باعتبارها لغة لها غاية وبها معنى هادف، أكثر من اعتبارها نتيجة لأسباب سابقة محددة (مع عدم إهماله لهذا الاحتمال).

(6) كلاهما يرى أن استيعاب ما جاء فى (4) ، (5) هو الأساس الجوهرى لمسيرة العلاج ليحتفظ المريض بحقه فى إعلان موقفه، وممارسة دفاعاته، ولكن بطريقة صحيحة وصحية بديلا عن اللجوء إلى المرض.

·  مع التذكرة بأن الطبنفسى التطورى لم يتطرق إلى عمل العقاقير أو استعمال تنظيم الإيقاع (إعادة تشغيل المخ لينظم نفسه) من منطلق تطورى. (أنظر بعد)

 أوجه الإختلاف:

الطبنفسى التطورى

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى

(1) يقبل الخطوط العامة للقانون الحيوى (نظرية الاستعادة: إرنست هيكل) فهو يكاد يقتصر على أن “الأنتوجينى تعيد الفيلوجينى” (4)

تعقيب لاحق:

عدت أبحث تحديدا عما إذا كان “ستيفن” قد أشار إلى نظرية الاستعادة تحديداً أو إلى “ارنست هيكل” فلم أجد ما يفيد ذلك حتى الآن، وقد تنبهت إلى أنه يركز على الثالوث المخى، وعلى برامج التطور الداروينية أساسا، دون العروج إلى نظرية “الاستعادة” بالذات.

    

·         ينطلق من القانون الحيوى نظرية الاستعادة (إرنست هيكل) – قياسا – إلى أبعاد أصغر فأصغر، فى أزمنة ونبض أقل فأقل، حتى يصل إلى المغامرة باعتبار أن “الميكروجينى” وهو أصغر نبضة استعادة قد تصل وحدات زمنها إلى أجزاء الثوانى، على أن هذا التمادى فى تطبيقات القانون الحيوى “هنا والآن”، يجعل التشبيه الذى أورده ستيفن أبعد حتى عن مجرد التصور، إذ كيف تحضر كل الأحياء إلى حجرة الكشف، ثم نأمل فى ترتيب أدوارها  – بالعلاج- كما قال ستيفن فى تشبيهه المعالج بمدرب فريق كرة القدم وهو يقسم الأدوار ويشحذ المهارات ليؤدى كل دوره فى موقعه لصالح الفريق كله، وعلى ذلك لابد من وضع فروض أشمل تتعلق بحركية الوعى العلاجى للقيام بهذه المهمة بعملية نقدية إبداعية مشاركة مع الأخذ فى الاعتبار. حالة كون المخ يعيد بناء نفسه لدى المريض والمعالج على حد سواء (أنظر بعد)

الطبنفسى التطورى

الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى

(2) يبدأ من استلهام اساسيات برامج التطور عبر ملايين السنين أو بلايين السنين، لفهم معنى الأعراض والمرض، ووظيفتها، ومن ثم وصف حضور بعضها لتفسير أعراض بذاتها فى أمراض بذاتها ليكون العلاج هو إعادة توجيه المسار.

تعقيب لاحق:

لم يستشهد ستيفن بمدرسة العلاقة بالموضوع ربما باعتبار أنها تحليلية صرفا حتى أنها انطلقت من نقد البيولوجية التى اتهموا بها سيجموند فرويد فى التحليل النفسى الكلاسيكى لتركيزه على الغراء.

·      يبدأ من الممارسة الإكلينيكية “هنا والآن”، فهو يمارس التعرف على المريض ليس من لافتة تشخيصه أساسا، وإنما من خلال الإمراضية التركيبية الدالة على نشاطات مستويات المخ المتصاعدة الممثلة لتطور كل من الفيلوجينى والإنتوجينى“الآن”، وذلك بعد أن أصبحت هذه المستويات غير متآلفة فى واحدية تحقق توازن الوجود، وتدفع عجلة النمو إلى ما تعد به، وهو فى ذلك يستعين بعلامات وأعراض محددة نابعة من معنى الأعراض“الآن”، وطبيعتها ووظيفتها وآثارها من خلال تحديد مستوى الوعى (المخ) الناشز المُغِير أو الساحب المحتج فى علاقة وثيقة بمواقع النمو (الانتوجينى) التى يقرأها ابتداءً من خلال إسهامات وفروض مدرسة العلاقة بالموضوع (التى لم تزعم لنفسها دورا تطوريا) (أنظر بعد).

(3) يتعامل أساسا مع أمخاخ ثلاثة : المخ الحديث Neo-mammalian Brain والمخ الحوفى Limbic mammalian Brain  والمخ الزواحفى Reptile Brain ، وقد حددها تشريحيا وفسيولوجيا، كما اقترح لها أدوارا متميزة فى مختلف الأمراض.

·      يبدأ فى تعامله مع مواقع مستويات وعى (أمخاخ) ثلاثة أيضا، لكنها غير محددة تشريحيا بقدر ما هى مُستنتجة غائيا وإمراضيا، ومتوازية مع فروض مدرسة العلاقة بالموضوع كما ذكرنا فى ……..  وهى مستوى المخ البدائى أحادى الوجود (الشيزيدى) والمخ الكرّفرّى (البارانوى التوجسى) والمخ العلاقاتى الجدلى (الاكتئابى)، ولكن التعدد يمتد إلى أكثر من ذلك بكثير ويتوجه العلاج للإحاطة بكل الاحتمالات.

(4) يرصد الأعراض ويصنف الأمراض انطلاقا من برامج التطور فمثلا: هو يقسم الأمراض على هذا الأساس “إلى:” أمراض التعلق والترابط

 Disorders of Attachment & Rank   disorders

(مثل الاضطرابات الوجدانية والقلق) أو أمراض التباعد  Spacing disorders (مثل البارانويا والفصام)….الخ.

·      يبدأ من الإمراضية التركيبية بما فى ذلك اضطراب الإيقاعحيوى الآن ومدى نشاط النبض المرضى (السيكوباثوجونى) وطور هذا النشاط وحدّته، وآثاره الاندمالية إن وجدت، وذلك من خلال وضع فروض مستلهَمَة من الأعراض والمواقف والسمات التى استجدت بالمرض، وكذلك رصد حركية التفكيك ومدى التعتعة وسلوكيات النكوص والدفاعات النشطة الفاشلة والناجحة، وكأن تعرى المريض الذهانى بالذات قد كشف عن التاريخ التطورى الآن، ثم إنه يقوم بتخطيط كل العلاجات على هذا الأساس، مهتما “بالتوقيت” و”التحريك الموازى لتطور العلاج”، وليس فقط بتصعيد أو تنقيص الجرعة لتسكين الأعراض، فهو يبدأ من رصد نبض دورات الانتوجينى وما طرأ عليها من ربكة وتشتت وإعادة ترتيب، ويدعم الأنسب منهما بما تيسر من برامج التطور (الفيلوجينى)، آخذا فى الاعتبار الثقافة الخاصة والتاريخ الأسرى  والثقافة الفرعية والمحلية والعامة، كل ذلك من خلال الحضور الإكلينيكى المتبادل هنا والآن، بمعنى أنه يرصد تاريخ الأنتوجينى المتاح وما طرأ على دورات الإيقاعحيوى لكل المستويات من جسامة أو انحراف أو إغارة أو تفكيك إذْ يحدد مدى نشاط كل مخ، وهو يواكب حركية الأعراض والمريض بما يقابله لديه من خلال حركية الوعى البينشخصى مستعملا كل المتاح للعلاج، ليهدئ ما ثار مستقلا ناشزا، وينشط (بالتأهيل) مستوى الوعى (المخ) الذى يرجو أن يسلمه القيادة بالتناوب للعودة إلى الحركية الخلاّقة للمخ ككل لمواصلة إعادة بناء نفسه بالايقاعحيوى المتناسق المستمر (أنظر بعد).

(5) لا يتكلم عن دور الوعى ومستوياته وحركيته وتصعيده وامتداده إلى المطلق ولا إلى المابعد فى مستويات الكون المتصاعدة.

·      مرتبط بثقافة حركية الوعى البينشخصى فالوعى الجمعى فالوعى الجماعى فالوعى الكونى فالوعى المطلق إلى الغيب، إليه، والعلاقة الجدلية بين كل ذلك، وكل هذا من واقع ثقافة الإدراك الأعمق وعلاقة الإنسان بأصله ابتداءً وبالكون امتدادا، إلى وجه الله إيمانا

    فالثقافة الإيمانية الإبداعية التواصلية النابضة هى المسئولة ضمنا عن بزوغ هذه النظرية أساسا.

تعقيب لاحق:

وهذا البعد ليس مرتبطا بدين بذاته بقدر ما هو مدخل إدراكى بالعقل الوجدانى الاعتمالى Emotionally Processing Mind للربط بين مستويات الوعى الهيراركية عامة وبين دوائر الوعى (فى كل الإديان).  (أنظر بعد)

(6) فى حدود ما اطلعت عليه لم أجد ما يشير إلى فروض محدده لترتيب  وتنظيم وتغيير استعمال العقاقير المناسبة وحسب تأثيرها الانتقائى على مستويات المخ الهيراركية.

·      يضع فروضاً لفاعلية العقاقير، ويرتبها هيراركيا، بما يقابل هيراركية مستويات الوعى (الأمخاخ) التصعيدية، بحيث يمكن التحكم انتقائيا فى تثبيط نشاط المخ الناشز الأقدم فالأقدم، حتى يعود للتناسق مع المجموع، وبالتالى هو يسهم فى استعادة تناسق نبضات المخ لكى يعيد بناء نفسه فى مواكبة وعى المعالج وإبداعه ومهاراته النقدية، وعلى ذلك فإن الطبنفسى الإيقاعحيوى يمارس التدخل بالعقاقير لضبط النشاط الزائد بطريقة التعرج (زِجْزَاج Zigzig) حتى يحافظ على استثاره وتنشيط المستويات المختلفة للمخ وبالتالى زيادة الفرصة أمام كل الأمخاخ لاستعادة التكامل والتبادل فيما بينها، واستمرار النمو والإبداع. (أنظر بعد)

(7) لم يشر – فى حدود علمى – إلى  جلسات تنظيم إيقاع المخ (5) ويبدو أنه لا يحبذ استعمال هذا العلاج تأثرا بسطحية نقده.

·      هذا العلاج باعتباره إحداث نبضة شبه “ميكروجينية” محسوبة تعطى للمخ – بعد إعادة التأهيل وضبط تناسب نشاط مستوياته – فرصة “إعادة تشغيل” قادرة على السماح بإعادة تنظيم المخ القادر على ذلك، ما دام قد اتيحت له الفرصة، الأمر الذى يتوقف على التوقيت والإعداد لإعادة التشغيل أكثر مما يتوقف على شدة المرض أو وصف الأعراض أنظر نشرة: (“صدمة بالكهرباء .. أم ضبط للإيقاع” عدد أبريل 1982 – مجلة الإنسان والتطور) و(نشرة 30-4-2008) والرد على تساؤل عن هذا العلاج فى باب استشارات مهنية (نشرة 29-6-2008).

 

أ.فؤاد محمد

المقتطف: وآمل أن يكون حرصك على القياس بما اسميته “الفهم المستقر” قد تزحزح قليلا أو كثيرا بمرور الزمن وحل محله فهم أو لا فهم أقرب إلى Relevance

التعليق : اريد توضيح عن ما المقصود بالrelevance

د. يحيى:

قدمت هنا المفهوم بصعوبة شديدة، وهو نظرية بأكملها اسمها Relevance Theory وذلك فى الندوة العلمية الشهرية الأخيرة التى ينظمها مركز الرخاوى للأبحاث والتدريب وكانت بتاريخ 15-6-2020 وهى موجودة بموقعى الخاص P.P  link  ويمكن الرجوع إليها برغم الصعوبة وإليك ثلاث صور من الندوة مؤقتا

نشرة 26-6-2020_1

***

نشرة 26-6-2020_2

****

الافتراضات الأساسية لأبجدية نظرية ملاءمة حركية الترابط

Theory of Relevance

 نشرة 26-6-2020_4

 *****

نقلة مع مولانا النفرى فى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 3 ):

أ. منه الله

المقتطف:  يا عبد لا تعتذر فمخالفتى أكبر من العذر، وإن تعتذر فكرمى أعظم من الذنب.

التعليق: وكأن النهى عن الإعتذار هو نهى عن العودة للذنب لا نهى عن العودة إليه سبحانه، وبالرغم من كَثرةِ الذنوب وتكرارها إلا أنه ترك لنا باباً لنتركه عند تكرار الذنب بل إنه يُغرقنا فى كرمه عند العودة إليه، (وإن تعتذر فكرمى أعظم من الذنب).

وأنا أتنقل بين سطور هذه النشره لازلت لا أرى سوى كلمه واحده تتكرر فى ذهنى وأنا أقرأ (رحمن رحيم)!!!

د. يحيى:

فعلا الرحمة هى الصفة الغالية فى المخاطبة الحالية

لكن دعينى يا منه أخالفك فى احتمال أن النهى عن الاعتذار هو نهى عن العودة إلى الذنب، فهذا غير وارد أصلا لا مباشرة ولا ضمنا فى المقتطف، فهو نهى عن تصور أن مجرد الاعتذار دون تعلم هو كافٍ ومطلوب.

 

أ. منه الله

المقتطف: أعتذر: لا بالألفاظ ولكن بألا أعود إلى الذنب إذا كنت حتما قد تعلمت منه.

التعليق: قوله تعالى (وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)

د. يحيى:

صدق الله العظيم.

أ. منه الله

المقتطف:  يا عبد لا تعتذر فمخالفتى أكبر من العذر، وإن تعتذر فكرمى أعظم من الذنب.

التعليق: قوله تعالى (نبِّئ عبادِى أنّى أنا الغَفُورُ الرَّحيمُ وأنَّ عَذَابِى هُوَ العَذَابُ الألِيمُ”)

د. يحيى:

رحمن رحيم، تواب عليم

ولا محل للتلويح بالعذاب بالنسبة للنص الأصلى حيث لم يلمح إليه أصلاً

أ. مرفت

لكن أن تفرقنى عنه، فلا حاجة بى إليها حتى أعود إلى استعمالها لما هى له دون تجاوز: فإن ترددتُ فى ذلك، فلا مفر من أن أستغنى عنها بفضله: ثقه فى مباشرة علاقتى به دون حاجة إليها.

ليتنى اصل ولا يفرقنى عنه شيئ

د. يحيى:

“…. كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ “

أ. انتصار يوسف

من الافضل الا نعتذر بالكلام بل الافضل ان نعتذر بأفعال كثيرة جيدة صالحة تمحو الذنب فرب سيئة ادخلت صاحبها الجنة من كثرة الاستغفار والتوبة والعمل الصالح، تحياتي

د. يحيى:

وهو الحنـّـان المنـّـان!

أ. ميادة سمير

تحياتى لحضرتك … وصلنى إستراتيجية دقيقة لليقظة و الحضور هنا و الآن

أطلب من الله أن يساعدنى على تفعيلها حقيقة .

د. يحيى:

آمين.

أ. فاطمة

اى عذر ذاك الذى يجيز الذنب!!

د. يحيى:

لم يرد فى النص أية إشارة إلى أن العذر يمكن أن يجيز الذنب

أ. فاطمة

أى كرم ذاك الذى لا يستطاع أن يرد!!

الحنان المنان..

د. يحيى:

الكرم الذى هو أعظم من الذنب هو فضل من الله ورحمة، وهو الحنـّـان المنـّـان.

 

[1] – George Lakoff  “philosophy In The Flesh: the Embodied Mind and its Challenge to Western Thought” Basic Books. 1999

وأيضا: “هل تعرف أن لك جسدا” ومن نشرات “الإنسان والتطور” التى ذكر فيها دور الجسد عضو التفكير مثل:  نشرة 3/12/2007، نشرة 6/11/2007،  ونشرة 24/12/2007(

[2] – ألكسيس كاريل  (Alexis Carrel) كان طبيبًا جرّاحًا فرنسيا، ولد فى 28 يونيو 1873 وتوفى فى 5 نوفمبر 1944 فى باريس، حصل على جائزة نوبل فى الطب عام 1912، ومن أشهر كتبه كتاب (الإنسان.. ذلك المجهول)، الذى يضم تجاربه عن الإنسان والحياة.

[3] – Rupert Sheldrake  “Frank Knox fellow (philosophy and history of science), Ritish 1942  Harvard University

[4] – بدءاً من هنا أيضا سوف استعمل كلمتى الانتوجينى والفيلوجينى بدلا من الانتوجينيا والفيلوجينيا

[5] – ما كان يسمى العلاج بالصدمات الكهربائية

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *