الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار بريد الجمعة

حـوار بريد الجمعة

“يوميا”  الإنسان والتطور

26-10-2007 

حـوار بريد الجمعة

أحمد منصور: (الجزء الأول)

(هذا تعليق عام ليس على مقال محدد):

كيف يعيش الانسان حالة من العواطف والمشاعر وينفعل فيها بشده وسرعان ما تنقضى بمجرد انقضاء الحدث او البعد عن المكان.

د. يحيى:

هناك فرق بين العواطف والانفعالات (ناهيك عن المشاعر والوجدان) وما تصفه أنت هكذا، هو أقرب إلى الانفعال، وهو المظهر السلوكى الذى يصل إلى وعينا من حركة الوجدان. العلم الأحدث فالأحدث، والخبرة الأعمق فالأعمق تتناول “الوجدان” (الأصل) بشكل أعمق، وقد تتاح لى الفرصة لعرض بعض وجهة نظرى، فى نظرية متكاملة عن العواطف. المهم الآن أن نحاول أن نحترم هذا التفاعل/ الانفعال، وأن نحمد الله على أنه لايدوم، وإن كان، بينى وبينك، هو لايزول حتى لو ابتعد عن الوعى مؤقتا، لاشئ يزول يا بوحميد، العواطف يا سيدى قناة نشطة من قنوات المعرفة، هى “تبرمج” التواصل، وتسهم فى الكشف، ولهذا حديث آخر،

 ولكننى أظنك تتحدث عن أشياء أبسط من كل ذلك.

أحمد منصور:

… الإنسان فى صلاة الجمعة  (مثلا) تنتابه حالة إيمانية يود لو يفعل أى شىء و سرعان ما تنقضى هذه المشاعر بمجرد أن يقول الإمام السلام عليكم و رحمه الله ناحيه اليسار

د. يحيى:

“الحالة الإيمانية” التى تشير إليها هذه يمكن أن تكون جُمّاع حركية الوجدان، وهذا مرتبط باحتمال أن “صلاة الجماعة” وسط الناس تقوم بتحريكنا “معا” إلى هذا التوحد الوجدانى “أنا” –”فيهم”-“فينا”-“إليه”، وفى تصورى أن ما يتبقى من ذلك – ولو دون تركيز- حتى  الجمعة التالية أو صلاة “الجماعة” التالية، هو “وجدانٌ معرفىٌ مشتمل، لا يندرج تحت ما يسمى عواطف بالضرورة، ولعل تعبيرك “حالة” هو الأقرب إلى الوصف الموضوعى، وإن شئت قلت الوصف المعرفى الموضوعى.

أحمد منصور:

…. حتى عند مشاهدة الاخبار بما تحمل من آلام يود (الواحد منا) لو أنه يحمل سلاحه ويذهب لحرب الطغاة، وسرعان ما ينتهى كل شىء.

د. يحيى:

قلت لك لا شئ ينتهى: لكن الاحتفاظ بهذه المشاعر فى بؤرة الوعى دون فعل “الآن” لوقت طويل، قد يجعلها تَفْتُرُ لتصبح أقل فاعلية وأقرب إلى الانفصال عن وظيفتها الدافعية والمعرفية معاً، أحيانا أتصور أنهم يكررون مثل هذه المناظر حتى نتبلد فلا نثور، ونشارك، ولكن لنتعودّ ونتجّمد. أى والله.

أحمد منصور: (الجزء الثانى)

سبحان الله، بين ما وصلنى منكم الآن وبين مقالكم من 15 سنة بعنوان “بأى حال عدت يا رمضان” لم ألاحظ أى اختلاف

د. يحيى:

يا بوحميد، اعذرنى إن كان قد وصلنى قولك هذا بما نبهنى إلى احتمال سخفى باعتبار أننى – إذن – لا أفعل إلا أن أكرر نفسى، يا خبرا!! لا أعتقد أن هذا هو  ما تعنيه!

أحمد منصور:

…. إن كتابات الأدباء والمفكرين كأفلام السينما، ما هى إلا تسجيل للعصر وملخص للحالة التى يعيشها الناس

د. يحيى:

لا أظن، .. ولا أوافق، ولا أرضى أن أكون من هؤلاء (إن وجدوا هكذا).

أحمد منصور:

…..إننا لا نخطو للأمام، (كل شئ كما هو) أنا أعنى تطورنا داخليا كبشر، كل عام جديد يحمل المزيد من الأسى والكراهية والبعد عن الله و كلما زاد قولنا سبحان الله تعجبنا لما يحدث.

د. يحيى:

أعتقد يا عم أحمد أن تطور البشر يتم عادة دون وعى معلن، وقد تمر فترات يتوقف فيها التطور فعلا أو حتى ينعكس، فهو التهديد بالانقراض، وللأسف أنا أشعر أن هذا بعض ما يتعرض له الإنسان عالميا حاليا، لا بدليل المقالات المعادة، والبلادة التطورية، وإنما بسبب عماء وغباء من بيده القوة  القادرة على تزيبف الإعلام وسرقة وإجهاض الأحلام، وهو هو من يملك تحريك غول سلطان المال، واللعب بأسلحة الانقراض الشامل القادرة على الإبادة الجماعية.

أحمد منصور: (الجزء الثالث) عن قصيدة للأطفال داخلنا

….. صدق الشاب حين قال لأخته: إن الاطفال داخلنا ليسوا أطفالا،ً وأنا لا أستطيع أن أرى أحداً لازال بداخله الطفل

د. يحيى:

… أنا لا أوافقك، الأطفال بداخلنا لايموتون، نحن نخاف منهم ونحبسهم، ونلغيهم، ثم نموت – إنْ كنا نموت- ونأخذهم معنا، والله سيحاسبنا على كل ذلك. أنا لا أدافع عن الطفل داخلنا (أو خارجنا) منفصلاً، لكنه (الطفل داخلنا) أحد ركائز مكونات حركية وجودنا التى نكتمل بها، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر (والأفضل أن يكون غير مباشر)

أحمد منصور:

ربما (لافتقادى الطفل الداخلى) انتابتنى رغبة شديدة فى البكاء، وامتلكت نفسى وخرجت الدموع حبرا فى كلامى الماسخ

د. يحيى:

يا شيخ حرام عليك، وصلنى صدقك وإصرارك وحيويتك، ربنا يبارك فيك “لنا معا”.

أحمد منصور:  (الجزء الرابع) العيد، والناس، والحب، وربنا

بعد أن ذهبت الى صلاة العيد ورأيت الأطفال لم أبتسم، ولو رغبةٍ منى فى العودة إلى الطفولة

د. يحيى:

أنا عمرى ما تمنيت أن أرجع للطفولة! (أعمل بها ماذا؟!). هى فترة – برغم جمالها- أعجز عن الفعل المسئول القادر على أن يحافظ على استمرارنا أحياءًا، ناهيك عن تطورنا، بل هى أعجز من أن تحمى نفسها، الشطارة أن نفجر طفولتنا “الآن فينا” لنكتمل “بها لنا“.

أحمد منصور:

…. لا أعرف لماذا أعتقد أن هذا الطفل الذى بداخلى قد مات. مات منى أثناء بحثى عن عمل، أو مات مخنوقا من زحمه المواصلات، مات من الضغط النفسى، مات من البكاء، لقد تأكدت أنه مات لأنه كان الدافع الوحيد لحنينى لطفولتى

د. يحيى:

قلت لك، وأكرر: إنه لا يموت، وليس دليل حياته هو أن نظل نرغب أن نرجع أطفالا، بل الدليل هو دوام قدرتنا أن نتفجر أطفالا مسئولين، ويمكن أن ترجع إلى يومية (الطفل: “مشروع” يحمل كل النقائض!! فلا تختزلوه!! 6-10-2007) حتى تتعرف على موقفى الصعب من نقد الطفولة المنفصلة من ناحية، و أيضا بالنسبة لأملى فى “تكامل” يحوى الطفولة نضجاً من ناحية أخرى .

أحمد منصور:

…أعتقد يا دكتور يحيى أن الطفولة بداخلنا، التى تضنى نفسك بحثا عنها، لم تعد موجودة قد نتذكرها، ولكننا فقدنا الشوق لها،  وإن اشتقنا، فهو فقط هروب من الواقع

د. يحيى:

عندك حق نسبيا، لكن المسألة – كما ذكرتُ حالا – ليست أن نشتاق لطفولتنا أو لا نشتاق، أنا أكره أن يُفهم موقفى من الطفولة، ومحاولتى إحياءها على أنه دعوة لبراءة ساذجة بلهاء، الأمر الذى ارجح أنه هربُ من واقع مؤلم، لا أكثر. 

أظن يا بوحميد، أن هذه المسيرة الطبيعية التى أعنيها قد وصلت إلىَّ مِنْ “مىْ حلمى” فهى قد أوجَزْتها فيما أسمته “بناء نفسها نحن لا نرجع إلى الطفولة، نحن نبنى أنفسنا بها، مهما كان ألم النمو، تعالى نستمع إلى مَىْ وهى تعلّق على نفس المقال:

مى حلمى:

…أنا أيضا تألمت بدلا من أن أفرح..
و لكننى ما زلت أأمل في بناء نفسي..
أشكرك على مساعدتي لفهم بعض أبعادي..

د. يحيى:

ياه، يا مَىْ!

لو لم أكتب هذه اليومية إلا لهذا، لأسمعك تأملين وأنت تقولين: “بناء نفسى” (لا “معرفتها” ولا “البحث عنها“.. كما اعتدنا أن نردد)

 ثم قولك: “فهم بعض أبعادى”

 ومن ذا يستطيع يا مَىْ أن يفهم كل أبعاده،

إن بناء النفس هى تجميع نبضها المتصاعد دون توقف،

شكراً،

ثم اسمحى لى يا مَىْ أن ننتقل إلى الصديق رامى الذى يبعثرنى بخطاباته المتلاحقة، وهو ينتقل من موضوع إلى موضوع بتدفق يضطرنى إلى انتقاء واختزال بعض ما يرسل بما يشككنى فى فائدة الحوار هكذا، لكننى أشعر أننى مدين له بشئ ما.

د. يحيى:

أهلا يا رامى، ترى متى تكف عن إطلاق طلقاتك المتلاحقة المتزاحمة هكذا، أشكرك يا رامى واسمح لى أن أقول لك أننى أطمأننت أكثر حين لمحت فى بعض كتاباتك أنك تعمل عملا منتظماً غير الرد على هذه اليومية بهذا التداخل السريع حتى انك لا تترك مسافة بين الكلمة والكلمة فى كثير من الأحيان، هات حديثك أولا عن موضوع الأخلاق.

رامى عادل:

أنا بالذات لازم يا غش يا غْشش، يا ابقى حمار….

د. يحيى:

حلوة هذه!! الأرجح عندى أن إعلانك ذلك ليس تقريرا، وإنما هو تنبيه لما تشعر أنك مضطر إليه، هدئ من حماسك يا رجل، وقل لى بربك، ما دمت تتحدث عن مقال “إعادة النظر فى منظومة القيم“: هل وصلتْكَ كيف تكون “الدهشة فضيلة”؟ أشعر أن هذه القيمة من أعمق القيم، وأغمضها فى آن.

رامى عادل:

الدهشة ممكن بس، مارُوحْشىِ فى أبو بلاش،

د. يحيى:

الدهشة فعلا يا رامى .. تهدد بأن نرى الأشياء – معظم الوقت- وكأنها جديدة على وعينا، وبالتالى لو تمادت هكذا.. يمكن أن “نروح فى ابو بلاش”!! أنا معك فى الخوف من فرط الدهشة الأمر الذى قد يجعلنا نتمادى حتى يرى الواحد “نفسه أنه ليس هو“، حتى تنكر الفتاة أباها فعلا فى حالة المرض، أو ينسلخ أى منا من نفسه، وهكذا، إن هذا يعدّ أعراضا مرضية صريحة، وكل هذا يخرج بالدهشة عن كونها فضيلة، يبدو أن المهم هو ضبط الجرعة و تحمل مسئولية ما يترتب على الدهشة من تغيير خلاقّ.

ولكن دعنى أداعبك، وأُشْهِدُ الأصدقاء على بعض شطحك

رامى عادل:

… أخيراً وصّلتك يا مرسى، إن شاء الله جايلك بكره، وباحب الحلم اليومى ….

د. يحيى:

لم أفهم جيدا ما تقصد، لكننى توقفت هادئا آملاً أمام “.. وباحب الحلم اليومى” وصلنى أنه غير حلم النوم، وغير أحلام اليقظة، لو أن اليوم العادى أصبح حلماً واقعيا، إذن لتغيَّر وجه الكون، هل هذا ما تقصده؟ لا أظن، لأنك تتمادى بعدها فى الشطح جدا

رامى عادل:

يا د. يحيى، ما اقصدش، أناعايز أخرج من الشرنقة، أنا عايز اشوفك من غير ما أقلدك من غير ما أكون أنت

د. يحيى:

أوافق مائة فى المائة، يرعبنى من يتصور أنى أفرح حين يصبح هو مثلى وهو يتبع نهجى، ذات مرة تكلمت-شعراً- عن “دربىَّ” الخاص، ورفضت أن يسلكه من يتصور أنه مثلى، قلت فى ذلك على ما أذكر “المِثلى: لا يسلك إلا دربَهْ“، يحفره بأنين الوحدة.

لكن دعنا يا رامى نواصل عملاً يوميا روتينيا، وأرجوك أن تحرص أن تفك الكلمات وتبعدها عن بعضها البعض حتى أستطيع أن أتابعك، أنت أحيانا ترسل السطر كلّه كلمة واحدة يا رامى بلا أى مسافات، أنا لا أعرف كيف أنتقى من رسائلك المتدفقة المتداخلة ما أصنع به حواراً، لا جدوى من كل ما نقول، ولا أمل فى حلم يومى إلا إذا خرج من “واقع يومى”

 هيا بنا يا رامى نستمع إلى “دون كيشوت أستراليا” ابن أخى محمد.

د. محمد الرخاوى:

…. البرجوازية المعششة فى النفوس العيانين، تكبر وتضرب فى مقتل، تحول البنى آدميين إلى دود.

د. يحيى:

طيب و”بعدين”؟

د. محمد الرخاوى:

… فتلاقى كل واحد عايز ياكل فى بير سلم أو فى فيلا، ومايفكرش لا فى اللى خَلَفُهْ، ولا فى مصيره ولايمكن حتى فى بنى جنسه

د. يحيى:

وأنت يا محمد (وأنا)؟ ماذا نفعل بمجرد التفكير هكذا؟، وهذا الكلام؟ وحتى هذا الحوار؟

د. محمد الرخاوى:

…. الحكاية كلها دود بياكل، ويقولك نعمل مترو أنفاق، وكبارى وضريبة مبيعات عشان الدود يعيش

د. يحيى:

لا لا لا كفاية يا محمد، أنت تكرر أكثر من احتمالى يا شيخ، ومع ذلك سأتركك تكمل بعض بعض ما أرسلتَ حتى نًشهد الأصدقاء على إصرارك على نفس النغمة، وعلى مبرر اعتذارى منسحباً.

د. محمد الرخاوى:

هى الحياة زحمة عربيات واقفة بالساعات فى وهم كبير؟ هى الحياة عدد جامعات؟ مفرمة بتدخلّ 3/4 جهلة تعملهم قشور العلم وتخرجهم من الناحية التانية مفرومين، أفندية، عايزين يجيبوا السيارات البرجوازية؟، ولاّ شقة فى الحى العاشر؟ أما المهمة مش مهمة، لأنها كلها “دود” عايز ياكل فى فضلة خيرك، طب بس هو فين خيرك؟ هو خيرك فى التعريص والهوان وقلة النخوة والتسقيف لكل حاكم بيخوزق فى المحكومين

د. يحيى:

…. يكفى هذا يا ابن أخى، حرام عليك يا شيخ، هيا نفكر معا فى بداية الخلاص، كلُّ من موقعه هيا نتوقف عن كل هذا السباب “فى المحل“، هيا، نفكر ربما معا..

د. محمد الرخاوى:

… اللى فاهم أو يفكر يبقى مجنون، أو بالكتير مخصى فالخصى فى الزمن ده نص الجدعنة.

د. يحيى:

سوف أنتقى آخر مُقْتَطَفَيْن من تدفقك “الدون كيشوتى” هذا: واحد عن العرب، والثانى عن الغرب، والفرق نقطة على العين حتى يعذرنى الابن د. كريم المتعاطف معك، وحتى لا يتهمنى بالتحامل عليك، هات ما عندك عن العرب

د. محمد الرخاوى:

…. العَرَبْ جَرَبْ وحياتك، وانت فاهم واللى خلقك، معظمهم زى المعيز بس المعيز بتجيب لبن أو حتى ترعى فى …

د. يحيى:

طيب شكر الله سعيك، والغََرْب؟

د. محمد الرخاوى:

نيجى بقى للغرب “المهتوكين” (بدلا من الكلمة الأخرى التى استعملها لأنها غير صالحة للنشر!)، فالدود هناك شياكة، وكل دودة اشترت لها عربة تقعد تلف حوالين نفسها بس برضه بتموت وهى دودة، يا خلق هووه فوقوا بقى ولا انشالله عنكم ما فقتم دى الحياة راح تفوقكم، والدنيا لازم تكون زى ما ربنا خلقها، بس يعيش فيها اللى يستاهلها!

د. يحيى:

إللى هوّا مين؟ الله يسامحك

د. محمد الرخاوى:

… دعنى أؤكد لكل من يتعاطف معى أن أبلغه أننى هاجرت بجسدى فقط لأن همى هو الوعى الوجودى كله

د. يحيى:

لا ياشيخ!! الله نوّر!! كيف؟

د. محمد الرخاوى:

أى قادم جديد إلى هنا أسأل نفسى هل سيرى ما أرى. هل سيبيع نفسه بثمن بخس دراهم معدودة؟

د. يحيى:

فبماذا تنصح الابن د. كريم المتعاطف معك؟

د. محمد الرخاوى:

أقول له: قبل أن تهاجر فلتسأل نفسك أولاً: هل أنت هارب من نفسك أم أن هجرتك موضوعية وهمك مهاجر معك؟؟؟

د. يحيى:

طيب وأنت؟

أنت تتصور أن همّك هاجر معك، فهل همك هذا هو الذى علّمك أن تنطلق هكذا تصلح الكون “بالشتيمة” ثم تختم كلامك كل مرة أنه “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام” طيب ازاى؟ تحديدا: كل واحد منّا كل ثانية، يعمل ماذا؟ “ليبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام”، ماثلا دافعاً فى وجهه؟ نقولها ألف مرة ولا نعرف كيف. هل عندك شئ محدد.

د. محمد الرخاوى:

… فلنقتل فى داخلنا وخارجنا معنويا كل ما يجعلنا نُشّرك بالله، ويمكن أن يكون معنى قتل الخضر للطفل (بأمر مباشر من الله) هو أمر من الله لنا بقتل أى شئ يجعلنا نشرك.

د. يحيى:                                                                  

فلماذا رفضتَ ما وصلنى من أن قتل الطفل البدائى المنفصل داخلنا يمكن أن يكون هو المقصود بأمر مباشر من ربنا، مثل هذا الأمر المباشر من الله لانقاش حوله، لكن من حقنا أن نفهمه بطرق متعددة

د. محمد الرخاوى:

…. لنتذكر …. أن الله يريد أن يرحم الوالدين وليس الطفل

د. يحيى:

الله سبحانه – يرحم الجميع- وهو لايرحم الوالدين على حساب الطفل، ولا يطلق للطفل سراحه مستقلاً على حساب حركية نضج الوالدين إليه، إلى الله، إلينا، الله خلقنا لنتكامل بكل ما فينا، ومن فينا فإذا أصرّ طفلنا داخلنا أن ينفصل ليقود المسيرة، فالله الغنى عنه، نشلّه، نقتله مؤقتا، نستغنى عنه مرحليا حتى نروّضه لنكون معه “إليه” سبحانه وتعالى! هذا ما وصلنى من “زكّاها” يا محمد، يعنى “نمّاها” من النمو، نمّاها “بفجورها وتقواها” معا، لنكون معا “نحن” فى الداخل والخارج”: “إليه” سبحانه.

يا محمد: هل عندك وقت نستمع معاً “لأسماء” وهى أول صديقة لهذه اليومية، وهى صغيرة طيبة صادقة، ثم إنها تبدو عكسك تماما.

أسماء:

ما فائدة هذا البحث (إعادة النظر فى منظومة القيم والأخلاق) اذا كنتَ شخْصاً عادياً، أليس ممكنا أن أكون مخطئة فى ما أقرره فى هذا البحث؟

د. يحيى:                                          

يا أسماء، من حقك أن تخطئى، والعِالم الذى لا يخطئ ليس عالِما، العْلُم لا يكون عِلْما إلا إذا قَبِلَ الخطأ والتفنيد، أما الفائدة فهى أن نتعلم أن البحث العلمى هو حق الشخص العادى، وليس حكرا على العلماء، وأن التفكير النقدى هو البنية الأساسية للبحث العلمى.

أسماء:

هل كل فرد سيعمل على تلك الموضوعات (منظومة القيم) كلها ام ان كل فرد يأخد جزءاً منها؟

د. يحيى:

كل واحد واحتماله، وكل واحدة وشطارتها، والله المحاسب ما رأيك نبتدع شعاراً يقول: مِنْ كلٍّ بحسب اجتهاده، ولكلٍّ بحسب كدْحه”!

أسماء:

ما المدة المحددة لإنهاء هذا البحث؟

د. يحيى:

المدة هى نهاية أعمارنا (وليس عمرك أو عمرى وحدنا).

أسماء:

هل النتيجة ستكون امام الكل؟ أم أمام البحاث فقط؟

د. يحيى:

أولا: البُحَّاث هم جميعنا معاً،

وثانيا: النتيجة هى جُمّاع ما نحاوله كلٌّ على حدة، وجميعاً معاً أيضا، أما مسألة أمام الكل فهذه ليست القضية، لأننا لن نضع “جدولا جديدا” “لقيم جديدة”، وإنما نحن نحاول أن نعّرى الزيف، ونراجع ما آالت إليه القيم المزيفة، ونجتهد لتنمية ما نرجح أنه أبقى، ليمكث فى الأرض، لعل وعسى.

أسماء:

أخيرا هى فكرة رائعة اعجبتنى جدا

د. يحيى:

شكرا.. “عالبركة”، هل عندك شئ آخر؟

أسماء:

(نعم): ممكن توضح لى أكثر معنى الدهشة، وهل هى مثل التأمل؟

د. يحيى:

لا .. هى ليست التأمل، ثم إنى اتحفظ فى مواجهة  التأمل عامة، بما فى ذلك تأمل “اليوجا”، وحتى استغراق الصوفى إذا اتجه إلى داخله أساساً، أحذر منه إذا انقلب تأملا ذاتيا صِرْفاً ، الدهشة الخلاّقة يا أسماء تبدو لى أحيانا عكس ما يسمى التأمل “الدائرى” المغلق.

أسماء:

… هل “أندهش” “يعنى” استغرب من حاجة ماكنتش واخدة منها بالى وارفع حواجبى وابرق عينى واقول يااااااااااه

د. يحيى:

ليس تماما، الدهشة هى بداية طَرْق باب الغيب/الإبداع.. هى احترام السؤال، هى أن ترى نفس الشئ بشكل جديد، هى التردد فى التسليم للإجابات الجاهزة..، وكل هذا يستطيع أن يجربه ويختبره أى فرد منا دون أن يحصل على شهادة أكاديمية أو يلصق على جبهته لافتة أنه “عالم”.

أسماء:

طيب وهل البحث الشعبى الذى سوف يقوم به الإنسان العادى هو مجرد الإجابة على الاسئلة التسع (التى جاءت فى النهاية)؟ أم ماذا؟ أرجو توضيحا أكثر.

د. يحيى:

طبعا لا، ولشرح كيف يقوم الإنسان العادى ببحث علمى أحيُلك إلى كتاب أفادنى فى هذا كثيرا هو كتاب “سبع تجارب قد تُحوّل وجه العالم”[1] لست متأكدا إن كنت ستعثرين على نسخة منه أم لا، دعينى-الآن- استسمحك يا أسماء ننتقل إلى أصدقاء عقبوا على يومية “حالات وأحوال” (عن الإدمان)، ودعينا نبدأ بالابن الصديق المنتظم د. أسامة عرفه.

د. أسامة عرفة:

كنت لا أفهم كثيرا ولسنوات طويلة مقولتك المتكررة أن “لذهان اختيار” إلى أن سمعتها من أحد مرضانا الفصاميين الطيبين أنه اختار الجنون، كانت صدمة شديدة لوعيى جعلتنى أعيد تقليب كل الأوراق.

د. يحيى:

 أخيرا يا أسامة!! شكرا، هذا يجعلنى لا أملّ من الاستمرار أو التكرار، ولكن ما علاقة ذلك بالإدمان؟

د. أسامة:

… خلال معايشة المتعافين من الإدمان و مصاحبة الانتكاسة ثم العودة ومع احترامى لكل التأثير العضوى الطاغى لكيمياء المخدر على المخ العضوى إلا أننى لاحظت عدة أمور :أولا: ان الإدمان إختيار .. و أن الانتكاسة أيضا إختيار. ثانيا: أو أولا – ان الإدمان لغة حياة. ثالثا: ان الإدمان كما هو عرض لأسرة مريضة ممكن أن يكون أيضا عرض لمجتمع مريض. رابعا: فى قضية العلاج وجدت أن البصيرة بالمرض رغم أهميتها لا قيمة لها فى العلاج مالم تتحول لفعل حقيقى. خامسا: إن الإرادة الحقيقية قادرة على تجاوز الأثر الكيميائى للمخدر بل قادرة على إعادة تنظيم عمل المخ وموصلاته ومستوياته، شريطة ضبط الاتجاه والوقت الفعال المناسب.

د. يحيى:

أوافقك يا أسامة تماما على ما قلت حتى رابعا، أما خامسا فدعنى أصرح لك أننى خشيت أن تُفهم الناس “الإرادة” بما يشاع عنها من إعلان شعورى وتعميم كلامىّ وما شابه. أحيانا أداعب المدمن قائلا: لا تشدّ إرادتك هكذا وأنت تحزق “حتى لا تنقطع منك، الإرادة – يا أسامة-التى تعيد برمجة مستويات المخ معاً، هى القادرة على إعادة تنظيم عمل المخ (برمجته)، وهذه ليست الإرادة كما يعرفها الناس، دعنا نبحث عن اسم آخر لا يحضرنى الآن، لكنه أقرب إلى “إتخاذ القرار متعدد المستويات معاً”، آسف، إنْسَ هذا.

هيا الآن ننتقل إلى نقطة أصعب عن الوعى وتعليقك بهذا الشأن.

د. أسامة:

الوعى حالة لها طعم ومذاق، حتى حالة وعى الموت “كل نفس ذائقة الموت“.

د. يحيى:

يا خبر يا أسامة!! أشكرك يا شيخ، لست متأكدا إن كنت تعلم مدى انشغالى حالياً بمسألتَىْ الوعى والموت، لا..، ليس فقط هذه الأيام، ولكن طول عمرى، ولعلك تعلم كيف اختزل النفسيون (أطباء النفس، وعلماء نفس) موضوع الوعى حتى استبعدوه من الفحص، والدراسة أصلاً، اللهم إلا “معرفة الزمان والمكان والأشخاص“، والانتباه، واليقظة!!!، حاجة تدعو إلى الخجل يا أسامه!!، المهم أن الفلاسفة والشعراء والطبيعة الحديثة والمتصوفة والتطوريين لحقوا المسألة وهم يقومون بالواجب نحو الوعى والوجود والفطرة معاً.

وصلتُ مؤخرا لربطة بين الوعى الشخصى، والوعى الكونى إلى وجه الله فى علاقة كل ذلك بالسعى والكدح إليه حتى أننى فهمت الموت من خلال بعض النقلات، مما لا مجال لتفصيله هنا والآن، وإن كنت أعرف أننى سأعود إليه يوما – إن كان فى العمر بقية.

المهم أن يكون قد وصلك من كلام طارق ما نّورنا فى هذه المنطقة، عن تعدد مستويات الوعى.

د. أسامة:

… كل حالة حسب مستوى الوعى ضمن هيراركية متسعة الدوائر أو الحلزون أياً كان.

د. يحيى:

الذى أتضح لى أكثر من نص كلام طارق هو أن “الدماغ” ليست وعياً جديدا، بقدر ما هى دراية بالنقلة من وعى إلى وعى، وأن تَجّدد ذلك باستمرار هو الذى يحقق للمدمن المطلوب، وهذا ما دعى طارق ذو السبعة عشر عاما أن يقوم بكل هذا التجريب طول الوقت، فيعلمنا ما تعلمنا، شفاه الله.

د. أسامة:

هل المطروح هنا مستويات الوعى أم مستويات اللذة والنشوة وإن كان من الصعب الفصل، وأيهّما السبب، وإيهما النتيجة؟

د. يحيى:

لا أظن، عندى أن “مستوى الوعى”، هو منظومة أشمل جدا، وإن كنت أوافقك على صعوبة الفصل، ولابد أن نعود إلى ذلك معاً خصوصا لو خصصنا يوما أسبوعيا ثابتا فى هذه اليومية لمناقشة مسألة الإدمان باستمرار.

تعالى يا أسامة نستمع معا لواحد من أصغر أبنائى يشاركنا الرأى فيما وصله حول الإدمان من نفس الموضوع وهو د. كريم شوقى:

د.كريم:

(مصداقا للعرض الذى عرضتَه عن الدماغ الذى يعمله المدمن، وأن ذلك يعنى هو الوعى بالنقلة) قال لى أحد المدمنين:

 …عارف يا دكتور كريم أحلى ضربة بتبقي هى اللى بعد العلاج عشان بتعمل أحلى دماغ.

د. يحيى:

ياه، يا كريم! بالضبط !! هذا هو ما أردت توصيله من هذه الحالة، بالضبط، إن “الدماغ” هو الوعى (الدراية) بهذه النقلة، هو ليس حالة الوعى الجديد، وهذا ما قلته للدكتور أسامة عرفه حالا. لقد لقطتّها يا رجل، شكرا لك (ولطارق شفاه الله). ثم ماذا؟!

د.كريم:

اذا فخبرتي المحدودة او قل الوحيدة تؤكد فرضك ان المدمن لا يبحث عن وعي جديد قدر بحثه عن نقلة واضحة في الوعي يستطيع هو شخصيا ان يعيها.

د. يحيى:

شكرا مرة أخرى، هات بقية ما عندك.

د.كريم:

… وصلتنى حاجة عن المدمن هى أن الغاية من وجوده هى عمل دماغ ولا شئ غير ذلك، فلا كلام له غير عن الدماغ و أنواع المخدرات و تأثيراتها  مما سبب لي شخصيا حاله من القرف والاشمئزاز من شخص قد أعطيه العلاج أملا فى شفائه فيخفيه تحت لسانه ليطحنه و يشمه عن طريق ورقة مطوية باستمتاع شديد بعد ذلك.

د.  يحيى:

ما هذا يا كريم؟ ما حكاية القرف والاشمئزاز هذه؟ أنا لا ألومك، فالصدق خاصة فى العلاج هو أن تعيش مشاعرك كما هى، على الأقل أن تبدأ بما تشعر به، هذا أكثر فائدة للمريض كما تعلم من أن تدعى ما ليس عندك أو تأخذه على قدر عقله، ولكن لتكن هذه هى البداية “القرف والاشمئزاز”، لكنها ليست النهاية حتما، أنت تنظر إلى ما آلت إليه تجربة المدمن من فشل وتدمير، وهو ما يدعو للاشمئزاز فعلاً، لكن المسالة تبدأ من احترامنا للمسيرة كلها مع التحفظ على نهايتها.

المدمن فى بداية طريقه أصابته حالة من القرف والاشمئزاز منّا، من الحياة الراتبة الميتة التى فرضت عليه، هل يمكن ياكريم أن ترجع إلى استجابة طارق على الناحيتين للصورة “8” الرجل البدين؟ هل يمكن أن تراجع قرفه وخوفه من أن يشفى، فيعيش بدماغ واحد، دماغ المبطّل مثلنا!! لو أنك أعدت النظر إلى البداية لو جدت أن هذا “الدماغ المبطّل” (قبل أن يضرب أصلا) هو الذى قد يدعو إلى القرف والاشمئزاز، يلتقط مشروع المدمن هذا فيرفضه فيبحث عن الفرص الطبيعية التى تسمح لمستويات وعيه بالحركة، فلا يجدها (وهذا ما أسميته “الطبيعة البشرية فى عمق إيقاعها النابض”)، وكأنه يقول بإدمانه: “إيش رماك على الدماغ” الزفت (نقلة الوعى التعسفية)”، قال قلة الدماغ “الصح” =حركية الفطرة التى ترفضها أنت أن تكون هى حق المدمن مثلما هى حقنا، فإذا كنا قد تنازلنا عنها مرغمين، فهو قد سعى إليها أعمى بنشاط انتحارى.

د.كريم:

نعم أنا ارفض و اكرر، أرفض ألف مرة كلمة سيادتكم  ….(فإنه يعلن بشكل مباشر قوى أن ثَمَّ خطأ فى محاولات العلاج التسكينية السطحية التى تتنافى مع خيال هذا الصبى الذى التقط عمق “الطبيعة البشرية فى إيقاعها الحيوى النابض“)، ولقد حددتها حضرتك بالخط الاسود الكبير, يعني مااعتقدش لو حضرتك حتتكلم عن ليوناردو دافنشي حتوصفه بوصف اجمل من دا (قصدت اختيار دافنشي تحديدا لانه يوصف في ادبيات الغرب بانه الرجل الاكثر ابداعا في تاريخ البشرية( أى عمق هذا الذي التقطه هذا المدمن بالله عليك.

د.يحيى:

يا سيدى يا سيدى، هذا الصبى يلتقط ذلك بفطرته، وليس بإدمانه، وهو يلتقطه فى البداية، ولو للحظات.

 د.كريم:

أنا لا اري في ظاهرة الادمان، حتي لو كان احد تجلياتها نقلة معينة في مستوي الوعى، الا كل استهتار و استسلام و تخلي عن المسئولية التي لا تكف سيادتك عن تذكيرنا بها.

د. يحيى:

…وأنا معك والله العظيم، لكننا حين نستمع للمدمن أو للمجنون وهو يصف روايته ينبغى أن نتوقف عندها مرحلة مرحلة، بل لحظة بلحظة، ولا ندمجها كلها ومن البداية فى فشله وخيبته يا أخى.

د. كريم:

… “طيب” لما المدمن التقط عمق الطبيعة البشرية في إيقاعها النابض يبقي الصوفي الي بيطلع من خلوته يقسم انه سمع الحصي و الجماد بيسبح ربنا معاه يكون التقط ايه؟؟؟؟

د. يحيى:

هى هى يا شيخ، لكن المدمن يلتقطها ويهرسها تحت قدميه، ويلغى بها فى قمامة تنأثره، فى حين الصوفى يصعد بها نحو الكون إلى خالقه، وعلينا أن ننتبه حتى نحول المسار فى الوقت المناسب.

د. كريم:

…. هل يمكنني افتراض وجود مستويات وعي سلبية في الانسان و أخرى إيجابية وأن المخدرات تعمل على أحدان نقلات معينة في مستويات الوعي السلبية ..في حين ان العمل و الكدح و التجديد الحقيقى هو الذي يسبب النقلات في مستوي الوعي الايجابية فيما يعرف علميا بالابداع…ربما!!!

د. يحيى:

لا، لا أوافق، لا توجد مستويات وعى سلبية وأخرى إيجابية، أى مستوى وعى يكون سلبيا إذا انفصل واستقل واستبعد غيره من المستويات الآخرى بما فى ذلك المستوى العقلى المتحذلق (راجع تفسير حلم 3 من أحلام محفوظ أمس)، يسرى هذا أيضا على المستوى الفطرى الطفلى الجميل الذى إذا انفصلَ واسْتَبَعَد وأستقل يبدو بدائيا فجًّا (راجع يومية الأطفال يا أخى)، يبدو يا كريم أننى لم أتورط فى هذه النشرة اليومية إلا لنؤكد هذه القضية ونشرحها من كل جانب:

كريم:

أرجو إنى ماكنتش طولت عليك.

د. يحيى:

يا ابن الحلال، شكرا وفى انتظارك دائماً.

د. كريم:

للحديث بقية إن كان فى العمر بقية.

د. يحيى:

… وحتى ولو لم يكن فى العمر بقية،

هيا بنا يا كريم معا نستمع لإسهام ضيفة غير مختصة (فى الأغلب) فى نفس الموضوع فقد بدا لى أنه قد وصلها ما طمأننى إلى أن هناك “من يهمه الأمر” غيرنا.

أمل محمود:

1- لقد تمّ رصد “الحالة/الأحوال” بدقة شديدة، أوضحتْ بشكل عميق فكرة مستويات الوعى والفرق بين عملية التحريك الصناعى والتحريك الحقيقى حتى بدا لى الموضوع مهم جداً بالنسبة للناس، وبالنسبة للمهتمين.

د. يحيى:

لقد استوقفنى فى تعقيبك انتباهك لضم كلة “الحالة” إلى “الأحوال” “الحالة/الأحوال” هكذا، ثم أشكرك على تشجيعك هذا، ربنا يسهل.

أمل محمود:

… لكن هل يمكن أن يكون الهدف من التعاطي هو تحريك مستويات الوعي بشكل كيميائى، نتيجة التعطيل الاجتماعي. جاءتنى فكرة أن التعاطي هو شكل من أشكال الاستنماء، واستدعاء مستويات أخرى من الوعي، للحصول على الاطمئنان داخل هذه الجماعة من المستويات، كبديل عن الإغتراب  فى العالم الخارجي.

د. يحيى:

هذه فكرة جديدة، اسمحى لى ان استوضحها بأن أنقل هنا ما جاء قرب نهاية تعليقك هكذا.

أمل محمود:

 أعتقد أن شدة إغتراب الفرد داخل أسرته ومجتمعة تدفعه دفعاً للبحث عن وسيلة مساعدة له لكسر أغترابه، والبحث عن من يراه ويقبله، فيلجأ إلى مستويات وعيه المختلفة التى يستدعيها بأشكال مختلفة وبأنواع مختلفة، وهو يقوم بتنشيط مستويات وعيه كيمائياً، وهذا لا “يصنع دماغا”، وفقط ولكنه يستبدل الآخر الحقيقى، بعدة أشخاص آخرين فى الداخل تمثلهم مستويات الوعى المختلفة، يستطيع الفرد  من خلالها إقامة علاقة بذاته المغتربة بعد رفضه لأسرته ولمجتمعة الذى لم يهتم به ولم ينتبه له. وبدلاً من أن يجن الإنسان بسبب اغترابه عن نفسه وعن محيطة يستطيع أن يلم نفسه بالتواصل مع أدمغته المختلفة (حالة من الأستمناء) بديلاً عن الآخرين وعن الجنون.  أو حالة من العودة للرحم بدون جنون، ولكن بإستسلام للواقع المصنوع كيميائياً.

د. يحيى

ياه!! أهكذا وصلك أن هذا التحريك المصطنع السام، قد يخلّق مستويات وعى داخلية (وهى المقابل لتعدد الذوات داخلنا) ياه!! ومن ثم –حسب رؤيتك هذه – يكون الإدمان استدعاء مستويات “وعى” (شخوص الداخل) كبديل هروبى من اغتراب فى هذا العالم الخارجى الساكن، ثم أنتِ تسمين ذلك “استمناء”؟ بصراحة أنا لم أقصد ذلك تماما، وإن كنت أفكر فيه الآن بجدّية، خصوصا بعد أن توقفتُ عند استعمالك تعبير “شكل من أشكال الاستمناء”، حالة من الاستمناء، أنا أنوى فى المستقبل أن أعرض البدائل التى يقدمها مجتمع المدمنين لأفراده، ذلك المجتمع الذى كاد أن يصبح “ثقافة فرعية” مستقلة اسميها “ثقافة الإدمان“، وقد كنت مهتما أكثر بتوصيف البدائل الصحية والعلاجية مثل المجتمع العلاجى، وجماعات التعافى… إلخ. أما أن يكون البديل، ولو فى البداية هو الذوات الداخلية استمناء!! فهذا وارد فى اقتراحك وهو لم يخطر ببالى بهذه الصورة التى وصلتْنى منك الآن، والتى تذكرتُ معها أن بعض المدمنين، خاصة فى البداية، يتكلمون عن أن الجرعة قد قامت “بكسر الوحدة” بمجرد التعاطى، حتى وهو جالس وحده!!. إن هذه الفكرة ومثلها تستلزم منا أن نحترم لغة المدمن من البداية حتى النهاية، فبقدر ما يبحث عن آخر غير موجود، حتى يخلّقه بالكيمياء داخله، هو يبحث عن آخر فى رحلة العلاج، يتبادل معه تواصلا يغنيه عن ذلك.

إن المدمن، حتى إذا لم تتح له فرصة العلاج التقليدى، قد يستعين بأصدقائه ورفاقه تلقائيا ليخرج من ورطته.

أمل محمود:

(لقد) … طلب “هوشي منه” قائد الثورة الفيتنامية من رفاقة أن يربطوه بصاري مركب، ولا يفكوه مهما تأثروا بصراخه، حتى يتستنى له الكف عن تعاطي الأفيون.

د. يحيى:

أظن أن أهمية هذا الاستشهاد ليست فى إرادة إظهار قوة هوشى منه فقط، وإنما فى بيان معنى “طلبه من رفاقه”، أظن أن ما تعلمتُهُ من ثقافة الإدمان، خاصة مجتمع المتعافين هو فكرة التكاتف معاً لمواجهة سلبياتهم معاً، لكننى لم أكن أعلم أن “هوشئ منّهً” كان رائدا فى هذا الاتجاه، هذه معلومة جيدة جديدة أضفتُها دون أستاذنك إلى نقدى أحد أحلام محفوظ أمس، لعلك قرأت نقدى لهذا الحلم (3) أمس.

أمل محمود:

 أعتقد أن هناك أسباب أخرى تفسر الإدمان بالإضافة إلى تحريك الوعى  بشكل غير واع بهذه الطريقة الكيمائية.

د. يحيى:

طبعا، توجد أسباب بلا حصر، مواد الإدمان لا تقوم بتحريك الوعى فقط، هى مواد مزيلة للألم، ومحدثة للتخدير، ومنشطة أحيانا، ومُتَعْتِعه أيضا، وهى قد تحقق نسيانا مطلوبا، أو قد تستجلب ذكريات وردية، لكل ذلك، فإن التركيز على تعبير “تحريك الوعى” هو دعوة إلى فحص عملية الهرب برمتها جنبا إلى جنب مع النظر فى محتوى المهارب ودوافع الهرب، وأيضا الأثار المترتبة على هذا التحريك، هذا كله لا يستبعد النظر فى الأسباب.

أمل محمود:

(اليومية) لم تُوضَّح الدافع وراء التعاطي (فى هذه الحالة)، هل هى مجرد رؤية الخال أو الأهل يمارسون ذلك، أو لأن الزملاء فى المدرسة يمارسون ذلك، هل هى الصدفة التى تدفع لذلك فى علاقتها بما هو حادث فى الأسرة والمجتمع والعالم.  هل هى قوة الملاحظة ومحاولة التجربة. لا أعرف.

د. يحيى:

لقد عملت حسابى لمثل هذه التساؤلات، وهى كلها منطقية، لكننى نبهت الزائر لهذا الموضوع من البداية فى نفس المقال فى “ثالثا حين قلت: إننا لن نتوقف عند الأسباب الدافعة للتعاطى كما يحب كل الناس، أن يفعلوا حتى لا تنقلب المسألة من البحث عن سبب لا يمكن إزالته إلى تبرير والتماس العذر. وهذا لا يعنى إهمال السببية الحتمية، وإنما هو ينبه إلى أن السببية الغائية لها دور أهم من العلاج، بمعنى أن دراسة الأسباب الدافعة للإدمان قد تكون الأهم فى توظيفها للوقاية ولكنها ليست بنفس الأهمية فى معظم مراحل العلاج. إن دراسة الوظيفة، والغاية التى يحققها المدمن بإدمانه، قد تكون الأهم فى العلاج إذ علينا، ما دامت الغاية واضحة، وطبيعية (مثل كسر الاغتراب) أن نعمل على أن نحققها له بطريقة طبيعية فلا يحتاج لهذه السموم، ويمكن الرجوع إلى المزيد فى يومية (س،ج  عن الإدمان) المنشورة فى الموقع بتاريخ 21-10-2007 ، ففيها رد على كثير من تساؤلاتك هذه.

أمل محمود:

هل الإنسان الذي لم يتعاط من قبل، يعنى كان دماغه “مبطل” وهو لايعي أنه مبطل. وكان مستمرا فى الحياة مغترباً دون حراك لمستويات الوعى المختلفة. ولم يكن زعلان، هل الصدفة هى التى تجعله يكتشف وجود أدمغة مختلفة، أم ماذا؟

د. يحيى:

أولا: الإنسان المبطل دون أن يدخل التجربة أصلا، -وهذا من ضمن ما تعلمناه من طارق- لا لوم عليه ولا عيب فيه مع أننا قد نراه مغتربا مخدرا ببلادة الحياة اليومية، كما اعترض عليه طارق ساخراً فى قراءته للصورة 8 فى يومية أول أمس 24-10-2007، حين قرر أن مثل هذا الإنسان الذى “ليس عنده فكرة” ومع ذلك فهو “سعيد” فليهنأ بسعادته مهما بدت لنا غير ذلك، ولتحركه الظروف الطبيعية فى مجتمعه ويستمر فى تكيفه هذا خاصة إذا وافق على ذلك مَنْ حوله وطبطبوا على سكينته أو استعملوه لصالح سكينتهم.

أما حكاية الصدفة هذه فهى ورادة فعلاً، لكنها ليست القاعدة، إنها يمكن أن تكون الصدفة، ويمكن أن تكون “نبضة” نمو لم تلحق السلطات إياها أن تكبتها بالقدر الكافى، إن الحلم يقوم بتحريك الوعى 20 دقيقة كل تسعين دقيقة طوال فترة نومنا (أى ساعتين كل ليلة) لكننا نسارع بإجهاض حتى هذا التحريك الطبيعى إما بتزييف الحلم بحلمٍ بديل، أو بإنكاره، أو بتفسيره باختزال مرموزٍ قبيح.

يبدو أن علينا أن نتعرف من جديد ليس فقط على الفطرة البشرية، ولكن على تاريخ محاولات تحريكها سلبا وإيجابا عبر التاريخ.

أمل محمود:

يخيل لي أن تعاطي المخدرات، تم اكتشافه بالصدفة، وأن الجماعات البشرية أعجبها تحريك مستويات الوعي دون وعى منها، فمارسته لكسر الاغتراب بين الإنسان والطبيعة، والإنسان والإنسان. لقد كانت جماعات الهنود الحمر تجتمع لاستنشاق المواد المخدرة فى طقس تعاطي جماعي.

د. يحيى:

هذه إضافة مهمة واحتمال قائم، وأعتقد أن هذه الجماعات، مثل الأفراد، لم تتوقف عند هذه الحلول السلبية، إلا بقدر ما أدت وظيفة مرحلية محدودة، تعلمتْ منها بدائل أفضل لتحريك الوعى، مثلما نحاول أن تتعلمه الآن من فهم ظاهرة الإدمان هكذا.

أمل محمود:

رغم موافقتى على أن الطرق التربوية الحياتية الحركية الجدلية الإبداعية السليمة تساعد على حل الإشكال. إلا أنها ليست قادرة بالكامل على حل المشكلة. أعتقد أن وعى الإنسان بالتواصل وممارستة، يمكنه من كسر الاغتراب ويساعد البشر على رؤية بعضهم لبعض، وحينما يصبح الآخر فى وعي كل إنسان لن يحتاج لكسر أغترابه بتعاطي كيماويات.

د. يحيى:

هذا صحيح، وهل يتم كسر الاغتراب ورؤية بعضنا البعض إلا بالإبداع بكل ما هو نحن “معا” “إليهم” “إليه”، مع التذكرة بأن علينا أن نقبل بين الحين بعض النكسات المؤقتة لأنها من طبيعة قوانين التطور للجماعة، وأيضا من أساسيات النمو للفرد.

أمل محمود:

التساؤل الذى انتهت به هذه اليومية يطرح سؤالا يقول: هل هناك لدينا فعلا وسيلة لتحويل العيشة “نوعيا” إلى أحسن فى هذه السن فى الحياة العادية؟ وقد تعجبتُ من إجابة هذا التساؤل هكذا:

الاجابة بالنفى، وهذا لا يبرر أن نستسلم لذلك، (وإلا فلماذا هذه اليومية؟)

وإليكم تعليقى على ذلك:

أنا لا أعتقد ان الإجابة بالنفى.

إن وجود وسيلة لتحويل الحياة نوعيا إلى أحسن هو ممكن ويحدث يومياً، رغم أنف الجميع، ورغم أنف قوة المال والسلاح والدمار. هذا ممكن حينما نسهم فى تغيير نوع الحضارة التى نعيشها. ونحولها لحضارة مهمتها كسر اغتراب الأنسان، وكسر شعوره بالخوف والعمل من أجل التواصل. رغم علمى بأن هذا يحتاج لآلاف السنين. إلى أن التأكيد عليه يجعله حلما مشتركا يمكن أن يسعى البشر فى إتجاهه. أما النفى، ورفض الإستسلام بدون تنوير حقيقى للناس فى هذه الجزئية، فإنه يجعل الأمل مبهما، وغير محدد المعالم. لابد من تحديد الممكن الذى نحلم به حتى يلتف حوله الناس، حتى وإن كان غير قابل للتحقيق فى هذه اللحظة.

د. يحيى:

الله يسامحك، بالله عليك، ألم تصلك أن الإجابة بالنفى كانت للتحدّى فقط، ألم ألُحقها فورا بأن هذا النفى لا يبرر أن نستسلم “له”، وهذا ما ورد فى اقتطافك فعلاً، ثم تساؤُلى “إذن، لماذا هذه اليومية“؟ ألم يوصل لك أن هذه اليومية صدرت كى لا تكون الإجابة بالنفى.

إن هذه اليومية ومشاركة كل هولاء الأصدقاء وأنت منهم، هى ليست إلا: نفى النفى

هذا التساؤل الأخير أظهر لى الآن أن هذه اليومية فعلا هى لذلك.

أى لنرفض النفى.

النفى الذى جاء فى أول الإجابة كان “جر كلام“،

أما رفض الاستسلام فهو الاختيار الحقيقى.

وإلا- مرة أخرى- فلماذا هذه اليومية.

وكأن هذه اليومية لم تكتب إلا لنفى النفى.

اعتذار، وردود قصيرة ..

مقدمة:

حين كنت – ومازلت- أشكو من قلة أو ندرة التعقيبات الجادة، التى تسمح بمواصلة الحوار، لم أكن أحسبها بطريقة سليمة، وبالتالى أشعر أنه ليس من حقى أن أعتذر عن الرد على (الحوار مع) بقية الأصدقاء الذين تفضلوا بالتعليق، هل رأيتم خيبتى، واحتياجى معاً؟ المهم أنتم أهل السماح، ولنجرب هذه الردود الموجزة هذه المرة، (ربما السبب فى زحمة حوار اليوم هو أنه حوار أسبوعين بعد أن احتل حوار د. رفيق حاتم وحده مساحة الأسبوع الماضى)

1- رامى عادل:

كنت بابقى محتاج مخدرات، قبل ما أبطل من 7 سنين (ثم ذكر خبرات فى منتهى الخطورة، والألم، والإيذاء والقهر والسرقة بالإكراه كان هو ضحيتها، أنهى كل ذلك بأنه:) والكلام ده على مسئوليتى شكراً يا د. يحيى باحبك فى الله

د. يحيى:

ربنا يخليك يا رامى، 7 سنين شئ رائع، وأنا أيضاً، وقد نبهت فى يومية سابقة إلى مايصلنى من الحرف “فى” هذا، ولا أريد ان أعيد ذلك هنا الآن.

2-د. أسامة عرفة: (عن يوميتىْ القيم!)

قيم الزحام، قيم الجائعين اللاهثين خصوصاً لو كانوا أغنياء – قيم أنا وبعدى الطوفان؛

(إلى أن قال):                     

مازلت أرى أن أبدأ من قيمة “حق الآخر

د. يحيى:

ربما يا أسامة لم يبلغك، أو أننى لم أوضح بدرجة كافية، أننى لم أقصد من المحاولة أن أقدم فكرة عن أى القيم التى ينبغى أن نحرص عليها وننميها، وأى القيم التى علينا أن نرفضها… إلخ هذا استقطاب بين الخير والشر، بين الترهيب والترغيب، لم يعد ينفع، أنا دعوت وأدعو إلى إعادة النظر فيما نتصوره قيما إيجابية، وفى نفس الوقت السعى حثيثاً لقيم جديدة غير مألوفة لا تنتبه العامة إليها، وفى نفس الوقت تعيقها السلطات بأنواعها، مع أننا فى أشد الحاجة إليها، ثم فى نفس الوقت نبهتُ إلى ضرورة الحذر من رذائل اعتدنا عليها حتى كدنا نفخر بها.

آمل أن تعيد قراءة الفرض كله مّرة أخرى (اليوميتين معا)، ربما يصلك بطريقة أخرى.

أسامة: 

أريد أن ابلغك سعادتى الغامرة بانضمام العزيز د. رفيق ولا أخفيك سراً كنت أنتظر خلال الأيام الماضية ظهوره على شاشة الحوار بيقين غامض.

د.يحيى:

وأنا أيضاً،عقبال باقى الأبناء والبنات والأصدقاء والصديقات وكل الناس

3- إلى: مَىْ حلمى:

د. يحيى:

استجاباتك الشخصية على صور الاختبار وصلتنْى دون أى ربط بينها وبين استجابات طارق أو الموضوع الأصلى.

شكراَ وليس لى تعليق

4- إلى: عدلى الشيخ :

د. يحيى:

تعليقك على فكرةسيب وأنا سيبسواء بانتباهك إلى شيوعه، أو تأصيله كبرنامج ….. ، لم يصلنى فى سياق ما أردتُ توصيله . أنا لا أرفض الصفقات ، لكن يا ليتنا نتحرى فيها أكبر قدر من العدل والعلانية.

5- إلى: محمد كامل :

د. يحيى:

شكرا على متابعتك الأمينة وتشجيعك المستمر، أما استجابتك للعبة فأستأذنك لأعرض بعضها كالتالى، مع تعقيب خفيف أرجو ألا تأخذه مأخذ الجد “جدا”! .

محمد كامل:

1- أنا مش ممكن أسيب نفسى إلا لما أعرف نفسى حاتودينى فين.

التعليق : بالنيابة عن نفسك (مش حاقولكّ حاوريك فين، هيه!!)

2- اللى مانعنى أسيب نفسى هو أنا

التعليق : يحيى

عندك حق !! بس لحدّ إمتى؟!

شكرأّ

أحمد عثمان :

مبروك علينا هذا التواجد الحى ……إلخ.

د. يحيى :

شكراَ

د. أحمد عثمان:

ما رأيكم فى كلمة التنفيق  ترجمة لكلمة  underminingالتى سمعتك تحتار فى ترجمتها .

د. يحيى:

والله فكرة، لكننى مازلت أشعر أنها لا تؤدى المعنى الذى أريده، لقد دفعنى اقتراحك لإعادة البحث فخطرت كلمة “اجتث” (الكلمة الخبيثة التى هى كالشجرة  الخبيثه اجتثت من فوق الأرض)، لكنى عدلت.

6- إسلام أبو بكر:

د. يحيى :

أسف يا إسلام هل تسمح لى أن أؤجل الرد للأسبوع القادم فرسائلك كثيره وثرية، ولايصلح معها أن تختزل هكذا ، ولو أننى لاأعدك باجابة تفصيلية، ولكن دع هذا لظروفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *