الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع الخاص) “الخاتمة……” رواية “مدرسة العراة”

جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع الخاص) “الخاتمة……” رواية “مدرسة العراة”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 16-7-2018

السنة الحادية عشرة

العدد: 3971

جذور إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (من الإبداع الخاص)

مقدمة

اليوم نختتم نشر فصول رواية “مدرسة العراة”(([1] وهى الجزء الثانى: من ثلاثية “المشى على الصراط”، نختمها بالخاتمة التى لا تمثل فصل مستقلا، ومع ذلك فهى تعرفنا على ما ينتظر جميع من تابعنا أن تعرفه.

 “الخاتمة……”

المكان‏: ‏عيادة‏ ‏د‏، ‏عبد‏ ‏الحكيم‏ ‏نور‏ ‏الدين‏.‏

الأشخاص‏: ‏الطبيب‏، ‏ومساعدته‏ ‏إصلاح‏ ‏فاضل‏.‏

المنظر‏:‏

عدد‏ ‏من‏ ‏المرضى ‏يخرجون‏ ‏الواحد‏ ‏تلو‏ ‏الاخر‏، ‏ليسوا‏ ‏من‏ ‏أشخاص‏ ‏هذه‏ ‏الرواية‏، ‏وما‏ ‏يكاد‏ ‏يخرج‏ ‏آخر‏ ‏واحد‏ ‏منهم‏ ‏حتى ‏تـلقى ‏إصلاح‏ ‏بنفسها‏ ‏على ‏الكرسى، ‏فى ‏ثورة‏ ‏مكتومة‏، ‏تنظر‏ ‏إلى ‏الأرض‏ ‏مليا‏، ‏ينظر‏ ‏إليها‏ د. ‏عبد‏ ‏الحكيم‏ ‏وكأنه‏ ‏ينتظر‏ ‏شيئا‏ ‏يعرفه‏، ‏ترفع‏ ‏إصلاح‏ ‏رأسها‏ ‏وتواجه‏ ‏أستاذها‏ ‏كالعادة‏:‏

‏= ‏يعجبك‏ ‏هذا؟ ‏

‏- ‏مازلتِ‏ ‏يا‏ ‏إصلاح‏ ‏كما‏ ‏أنت‏ ‏رغم‏ ‏مرور‏ ‏السنين‏.‏ صورة د يحيى والطبيبة

‏= ‏أحس‏ ‏أحيانا‏ ‏أنى ‏مسئولة شخصيا‏ ‏حين‏ ‏أفكر‏ ‏فى ‏مصير‏ ‏الشموس‏ ‏التى ‏تضئ‏ ‏هنا‏ ‏ثم‏ ‏تنطفئ‏ ‏وتهبط‏ ‏مثل‏ ‏النيازك‏ ‏المحترقة‏ ‏بعد‏ ‏حين‏.‏

‏- ‏ولو‏..!‏

‏= ‏أنت‏ ‏تعلم‏ ‏أنى ‏أتهمك‏ ‏قبلي‏.‏

‏- ‏طبعا‏ ‏أعلم،  ‏ولا‏ ‏أتخلى ‏عن‏ ‏مسئولية‏ ‏ما‏ ‏أفعل‏.‏

انتهى ‏الجزء‏ ‏الثانى، ‏فتلاه‏ – ‏بعد‏ ‏ربع‏ ‏قرن‏ – ‏الجزء‏ ‏الثالث‏:‏

‏”‏ملحمة الرحيل‏ ….‏والعود‏”

ملاحظة أخيرة مكررة:

‏ ‏شخصيات‏ ‏هذه‏ ‏الرواية‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏وجود‏ ‏فى ‏الواقع‏، ‏بأية ‏صورة‏، ‏اللهم‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏وجودها‏ ‏فى ‏كيانى ‏الذاتى ‏هو‏هو ‏هذا‏ ‏الواقع‏…‏

لذلك‏ ‏لزم‏ ‏التنويه‏!‏

‏(1977)‏

‏= ‏أليست‏ ‏وصفاتك‏ ‏وعقاقيرك‏ ‏أحيانا‏ ‏هى ‏التى ‏تسمح‏ ‏لهم‏ ‏بذلك؟‏ ‏وأنا؟‏ ‏ألست‏ ‏أساعدك‏ ‏على ‏ذلك؟ ‏

‏- ‏وهل‏ ‏جنونك‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يهدأ‏ ‏هو‏ ‏الذى ‏سيحافظ‏ ‏على ‏شموسهم‏ ‏مضيئة‏ ‏يا‏ ‏إصلاح‏، ‏ألم‏ ‏تتعلمى ‏بعد؟ ‏

‏= ‏حيتان‏ ‏الظلام‏ ‏تلتهم‏ ‏بشائر‏ ‏النور‏ ‏أولا‏ ‏بأول‏.‏

‏- ‏أبدا‏، ‏حتى ‏النيزك‏ ‏الساقط‏ ‏يضئ‏ ‏قبل‏ ‏سقوطه‏، ‏علينا‏ ‏أن‏ ‏نقذف‏ ‏إلى ‏المجتمع‏ ‏فى ‏غفلته‏ ‏بحصان‏ ‏طروادة‏ ‏مشتعلا‏ ‏مخيفا‏ ‏بين‏ ‏الحين‏ ‏والحين‏.، كلما أمكن ذلك

‏= ‏تصر‏ ‏أن‏ ‏المحاولة‏ ‏تستحق‏ ‏حتى ‏ولو‏ ‏لم‏ ‏يفعل‏ ‏أحد‏ ‏شيئا‏.‏

‏- ‏الجميع‏ ‏يفعلونها‏ ‏بالرغم‏ ‏منك‏، ‏وما‏ ‏علينا‏ ‏إلا‏ ‏مواصلة‏ ‏الاستمرار فى محاولة تشكيل القدر‏.‏

‏= ‏أليس‏ ‏هذا‏ ‏فنا‏ ‏لا‏ ‏ثورة؟ ‏                 

– ‏ولم‏ ‏لا،  ‏ليكن‏ ‏ما ترين، ولكن لماذا التسمية؟‏

‏= ‏يا‏ ‏ويحى ‏من‏ ‏ثقتك‏ ‏وهدوئك‏، ‏ويا‏ ‏خوفى ‏من‏ ‏معادلاتك‏ ‏الصعبة‏.‏

‏- ‏أنت‏ ‏تعلمين‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏ما‏ ‏أضطر‏ ‏أن‏ ‏أواجه‏ ‏به‏ ‏جنونك‏، ‏لكنك‏ ‏أعلم‏ ‏بما‏ ‏بي‏.‏

‏= ‏وتصر‏ ‏على ‏الاستمرار؟ ‏

‏- ‏ليس‏ ‏لى ‏خيار‏….  ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏أتنازل‏ ‏عن وجودى مسئولا عنى، عنهم‏.‏

‏= ‏تبا‏ ‏لك،  ‏ولليوم‏ ‏الذى ‏رأيتك‏ ‏فيه‏.‏

‏- ‏مازلت‏ ‏مختارة‏، ‏كل‏ ‏الطرق‏ ‏أمامك‏.‏

‏= ‏عملتها‏، ‏والذى ‏كان‏ ‏قد‏ ‏كان،  ‏ولكن‏ ‏أرجوك‏ ‏خفف‏ ‏من‏ ‏جرعة‏ “‏الواقع‏” ‏قليلا

‏- ‏ليس‏ ‏أمامنا‏ ‏إلا‏ ‏اللغة‏ ‏العادية،  ‏لكافة‏ ‏الناس‏.‏

‏= فالمصيبة‏ ‏أكبر‏.‏

‏- ‏مازلت‏ ‏مختارة‏.‏

‏= ‏إن‏ ‏كنـَت‏ ‏أنت‏ ‏مختارا‏.‏

‏- ‏مختار‏ ‏رغم‏ ‏أنفك‏.‏

‏= ‏تمتع‏ ‏بأوهامك‏.‏

‏- ‏سوف‏ ‏نري‏.‏

‏= ‏سوف‏ ‏نري‏.‏

  ****

 

[1] – يحيى الرخاوى: رواية  “مدرسة العراة” الجزء الثانى من ثلاثية “المشى على الصراط” الرواية الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1980 (الطبعة الأولى  1978، الطبعة الثانية  2008، الطبعة الثالثة  2018 تحت الطبع)، والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net  (طبعاً هذه الصورة ليست للشخصية الحقيقية).

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *