الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (105) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (105) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 22-12-2022                               

السنة السادسة عشر

العدد: 5591

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (105)

الفصل‏ ‏الثانى

  فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏105- ‏رجل‏ ‏الأقدار‏ ‏

لم‏ ‏أنس‏ ‏ذلك‏ ‏الرجل‏، ‏كان‏ ‏معلمى ‏فترة‏ ‏طويلة‏ ‏من‏ ‏العمر‏، ‏اشتهر‏ ‏فى ‏حياته‏ ‏بتلاحق‏ ‏المحن‏، ‏والتعاسة‏ ‏الزوجية‏، ‏ورقة‏ ‏الحال‏، ‏ولكنه‏ ‏اشتهر‏ ‏أيضا‏ ‏بالصبر‏ ‏والقدرة‏ ‏على ‏معايشة‏ ‏الألم‏ ‏والانغماس‏ ‏فى ‏الكآبة‏، ‏ولما‏ ‏تقدم‏ ‏به‏ ‏العمر‏ ‏أضيف‏ ‏إلى ‏متاعبه‏ ‏تصلب‏ ‏الشرايين‏. ‏وأخذت‏ ‏ذاكرته‏ ‏تضعف‏ ‏وتتلاشى، ‏ومضى ‏ينسى ‏فيما‏ ‏ينسى ‏خسائره‏ ‏وجميع‏ ‏ما‏ ‏ناله‏ ‏من‏ ‏عنت‏ ‏الحياة‏ ‏فخف‏ ‏عبؤه‏ ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يدرى، ‏وطعن‏ ‏فى ‏المرض‏، ‏فنسى ‏زوجته‏ ‏تماما‏ ‏وأنكرها‏ ‏وأصبح‏ ‏يتساءل‏ ‏عن‏ ‏سر‏ ‏وجودها‏ ‏فى ‏بيته‏، ‏وذهب‏ ‏عنه‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏كدره‏ ‏وبلغ‏ ‏به‏ ‏المرض‏ ‏مداه‏ ‏فنسى ‏شخصه‏ ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏يعرف‏ ‏من‏ ‏هو‏، ‏وبذلك‏ ‏تنسم‏ ‏قمة‏ ‏الراحة‏، ‏هكذا‏ ‏أفلت‏ ‏من‏ ‏قبضة‏ ‏الحياة‏ ‏القاسية‏ ‏حتى ‏غبطه‏ ‏من‏ ‏كان‏ ‏يرثى ‏اليه‏.‏

أصداء الأصداء

نجد‏ ‏أنفسنا‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏فى ‏ملعب‏ ‏الذاكرة‏ ‏والنسيان‏، ‏فنتذكر‏ أنواع النسيان وخاصة ‏نسيان‏ مدرس‏ ‏العربى ‏الذى ‏نسى ‏قواعد‏ ‏النحو‏ ‏وفضل‏ ‏النسيان‏ (7) ‏ولكن‏ ‏الصورة‏ هنا‏ ‏كاملة‏، ‏وقد‏ ‏شرحها‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏كأنه‏ ‏يعطى ‏أطباء‏ ‏الدراسات‏ ‏العليا‏ ‏درسا‏ ‏فى ‏الطب‏ ‏النفسى ‏لصورة‏ ‏إكلينيكية‏ ‏كاملة‏ ‏تشرح‏ ‏كيف‏ ‏يتدرج‏ ‏النسيان‏ ‏فى ‏مرض‏ ‏ألزهايمر‏، ‏وليس‏ ‏تحديدا‏ ‏مع‏ “‏تصلب‏ ‏الشرايين‏ (‏فياليته‏ ‏ما‏ ‏حدَّد صفة‏ ‏المرض‏ ‏هكذا‏) ‏ولكن‏ ‏الجميل‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏نُسى ‏كانت‏ ‏المحن‏ ‏والتعاسة‏ ‏الزوجية‏ ‏ورقة‏ ‏الحال‏ ‏والكآبة‏، ‏فأى ‏فضل‏ ‏للتدهور‏ ‏هذا‏، ‏ثم‏ ‏أسارع‏ ‏فأدعو‏ ‏الله‏ ‏ألا‏ ‏يتمنى ‏أحد‏ ‏من‏ ‏الغابطين‏ ‏الحاسدين‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏النسيان‏ ‏ ‏. ‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف: ولكن‏ ‏الجميل‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏نُسى ‏كانت‏ ‏المحن‏ ‏والتعاسة‏ ‏الزوجية‏ ‏ورقة‏ ‏الحال‏ ‏والكآبة‏….
    التعليق : هو نسيها ؟ والا تمزقت عنه بفعل كبرانه عليها ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *