الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (90) احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (90) احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية

 

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 21-12-2022

السنة السادسة عشر  

العدد: 5590

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (90) من الكتاب الخامس من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (90)

احترام الواقع، والمشاركة الإنسانية([1])

أ. أيمن: هى الحالة اللى حضرتك سبق قلت لحضرتك عليها

د. يحيى: نعم؟ نعم!

أ. أيمن: الحالة اللى كنت اتكلمت عليها هنا من سنة ونصف

د. يحيى: خير إن شالله

أ. أيمن: هى ست عندها 55 سنة

د. يحيى: خمسة وكام؟              

أ. أيمن: 55 سنة، شغالة فى شبكة الشرق الأوسط، وهى متزوجة وعندها تلات أولاد وكانت متزوجة قبل كده مرتين ودى التالتة الحالية يعنى والجوازة الأخيرة بقى دى يعنى بقالها حوالى 19 سنة

د. يحيى: تلات أولاد من مين فيهم

أ. أيمن: فيه ولدين من راجل عراقى، ودى كانت أول جوازه والولد الأخير من الزوج الأخير اللى هى عايشة معاه دلوقتى، هى بقالها معايا تقريبا 4 سنين وشوية، يعنى المشكلة اللى موجودة يعنى بسرعة كده هى فى البداية كانت جاية علشان خاطر شوية مخاوف، ومنها الخوف من الجنون، وهى خايفة من إن يجيلها جنون صريح، لأن لها عم فصامى وجدّة  فصامية

د. يحيى:  عم فصامى وإيه؟

أ. أيمن: ست الولد يعنى ست فصامية برضه هى كانت خايفة إن يجيلها نفس المرض، وفى نفس الوقت خايفة أن هى تموت تسيب الولد الصغير لوحده

د. يحيى: هو عمرة قد إيه؟

أ. أيمن: الولد دلوقتى عمره 18 سنة

د. يحيى: وجاله حاجة

أ. أيمن:  لأ

د. يحيى: هوّا شاطر؟

أ. أيمن: لا مش شاطر، هو لعبى وشقى وتاعبها، يعنى متدلع قوى يعنى،  وكانت خايفة إن هى تموت وتسيبه، المهم بعد البداية بست شهور جالها ورم وبدأ يثبت ان هى حاتموت بيهْ يعنى

د. يحيى: بتقول ده حصل من بدرى فى أول العلاج؟

أ. أيمن: أيوه، يعنى بعد أول مرة شفتها

د. يحيى: يعنى من حوالى أربع سنين

أ. أيمن: آه من أربع سنين

د. يحيى: يبقى مش ورم متوحش برضه، ورم فين، فى صدرها؟

أ. أيمن: آه فى صدرها

د. يحيى: جوزها شغال إيه؟

أ. أيمن: جوزها شغال فى شركه بترول، محاسب فى شركه بترول

د. يحيى: إنت بتشوفها كل أسبوع المدة دى كلها؟

أ. أيمن: فى الأربع سنين تقريبا كل أسبوع، لكن كانت فيه فترات كده  بتقطع فيهم يعنى.

د. يحيى:  بتأخد منها كام

أ. أيمن: باخد منها 30 جنيه

د. يحيى:  ليه هى متحولة لك منين؟

أ. أيمن: هى كانت جايه تبع حد يعنى، المشكلة دلوقتى إن الظاهر إن الورم وصل العضم

د. يحيى: وانت عرفت ده إمتى؟

أ. أيمن: فى الجلسة الاخيرة من تلات أربع أسابيع

د. يحيى: ما عرفتش إلا من شهر يعنى

أ. أيمن: هى كل فترة بتعمل مسح ذرى، وبتعمل أشعة وتحاليل كده فجالها وجع فعرفت، وهى كان والدها مات بسرطان فى العضم برضه

د. يحيى: إيه؟!

أ. أيمن: والد المريضة دى مات برضه بسرطان فى العضم

د. يحيى: وبعدين

أ. أيمن:  فيه حاجتين: هى أولا طلبت منى أزورها فى المستشفى، هوّا ده ينفع، هى طلبت منى إنى ماسيبهاش

د. يحيى: هى دخلت المستشفى يعنى؟

أ. أيمن: آه، هى حاتخش علشان تعمل اشعات وكده، وطلبت منى أروح لها، فهل ده ينفع أروح ولا  لأه، دى حاجة، تانى حاجة ان من الناحية العاطفية وارتباط ده بانها حاتموت برضه عامل لى ازعاج، يعنى، انا بقيت باتخنق كده، وأحيانا يعنى الجلسة الأخيرة كنت تعبان جدا من الجلسة، باتعب معاها دلوقتى، مابقتش عارف أعمل إيه، بقت المشاعر متحركة  بشكل غريب كده مش فاهم إيه ده، مش عارف من الناحية العاطفية حاسس أن الجرعة بقت زيادة عليـّـا يعنى

د. يحيى:  السؤال بقى؟

أ. أيمن: هل ينفع إنى انا أروح لها فعلا فى المستشفى؟  وحتى فى الجلسة الأخيرة ماعرفتش اعمل حاجة، يعنى كنت باسمع يعنى بس لانى كنت حاسس ان الدنيا بتدهور أكتر من قدرتى،  وخلاص يعنى

د. يحيى: علاقتها بجوزها خلال الاربع سنين دول ايه

أ. أيمن: من ناحية ايه بالظبط؟ من الناحية الجنسية ولا من أى ناحية؟

د. يحيى: نبدأ بالجنسية

أ. أيمن: لا من الناحية الجنسية لا، ضعيفه جداً مافيش يعنى، الدنيا بالذات بعد ما جالها الورم، كمان هو فى الفترة اللى فاتت كان منشغل بوالدته وبأخوه والاتنين ماتو فى سَنَة واحدة وهو بدأ يهتم بيها ويركز معاها بعد كده، وهى عندها مشاكل مع أولادها الاتنين العراقيين، عايشين معاها فى مصر

د. يحيى: ايه؟!

أ. أيمن: أولادها الاثنين العراقيين عايشين معاها فى نفس الشقة، وجوزها فى مشاكل طول الوقت معاهم    

د. يحيى: عمرهم قد ايه؟

أ. أيمن :الولد الكبير 29 سنة والتانى عنده حوالى 24 سنة

د. يحيى: ابوهم فين؟

أ. أيمن: أبوهم فى العراق متجوز وله أولاد  تانيين

د. يحيى: انت قلت هو ابوهم عراقى

أ. أيمن: أيوه عراقى ومتجوز عراقية وعايشين هناك، بعد كل ده أنا عايز أعرف أزورها ولاّ إيه؟  هي طلبت ده تقريبا.

د. يحيى: طبعاً تزورها، زيارة إنسانية جيدة، يعنى ما هياش ضد العلاج، لكن ماهياش علاج برضه، لأن الأمور تجاوزت الأعراض النفسية اللى كانت جايه بيها، وانت بتحترم مشاعرك والعلاقة اللى استمرت سنين، بقت عِشْرَة

أ. أيمن: أزورها بصفة إيه؟

د. يحيى: بصفة دكتورها، آه صحيح، طب حتاخد فلوس ولا إيه؟

أ. أيمن: لو رحت مش حأخد حاجة

د. يحيى: هو المفروض تاخد ما دمت دكتور 100 جنيه مثلا وهى اللى طلبت الزيارة، ما دام فى العيادة 30 جنيه

أ. أيمن: بس معنى كده حاروح أزورها علشان اخد فلوس؟!

د. يحيى: انت مش بتاخد فلوس عشان عايزها،  لكن أنا فاهم موقفك وإنك لو أخدت يبقى بتجرح مشاعرك، ويمكن تجرحها هى أكتر، أنا متأكد إنك مش عايز تعمل كده، بس ده عشان تخلى الفعل رسمى، وما يبانشى إنك عايز تعمل شهم وبتاع وصاحبها، أنا مقدر موقفك

أ. أيمن: أنا مستصعب جدا إن انا أقولها هاتى

د. يحيى: طبعا، صعب ومشاعرك صعب واللى حصل لها صعب ومرواحك صعب والـ 30 جنيه صعب، انا مش عارف اذا كنت مكانك حاقدر أخد 30 جنيه إزاى، انا بزقـَّك زى ما يكون عايز أوريك إن المشاعر ما تتقدرتشى بفلوس، ومع ذلك مازلت أظن إن ده أحسن على حسب خبرتى، أى خلط بين الامور بيخلق صعوبه أكتر، إشى بقى شعور بالجميل، وإشى دين ومحاولة ردّ الجميل، أنا مش باتكلم على المجتمع أنا باتكلم على اللى جواها، أظن فيه طريقة تقلل الحرج شوية، انك تبلغ إدارة المستشفى يضيفوا أتعاب الزيارة على الفاتورة، وتتمنى إن ده يوصل لها بطريقة أو بأخرى، ثم إن دلوقتى فيه كلام عن دور العلاج النفسى للمساعدة فى حالات السرطان وبرضه للحالات قرب النهاية بيسموها Terminal، فربنا معاك ومعاها بقى، وأنا ماعنديش حاجة تانية، طيب فيه حد له تعليق على الحالة دى وعلى الكلام اللى قلناه، حد عنده رأى أو حل.

د. أحمد: انا مش فاهم يا دكتور يحيى ليه أربع سنين كتير شوية

د. يحيى: هوّا السيكوثيربيى يقعد 4 سنين ليه يعنى، عموما يعنى من حيث المبدأ؟

د. أحمد: انا ما بتكلمش عموما انا بتكلم على الحالة الحالة دى بالذات

د. يحيى: احنا مش أتفقنا من قبل كده إن التعاقد فى العلاج النفسى بيبقى له مدة تبدأ بست أسابيع مثلا قابلة للتجديد باستمرار، فى حالة زى دى يعنى مثلا، الأمور عماله تفرض نفسها، ويبان الاحتياج للدعم ولأسباب واضحة، فيلزم وقت أطول فى أطول، وعقد جديد يتجدد باستمرار!

د.أحمد: أنا شايف إن لو أنا مكان أيمن حابقى محتاس، يعنى حسيت إن أنا حابقى محتاس فعلا، وممكن مشاعرى تفرض عليّا تجاوزات

د. يحيى: يقوم أيمن يعمل إيه؟

د.أحمد: يقوم يحط منبهات منذرة، آه وما يسيبشى مشاعره هيّا اللى تقوده

د. يحيى: هو الراجل حاطط وبيقعد ساعة إلا عشرة أسبوعيا بقاله 4 سنين ونصف، وبيستحمل لما ساعات بتغيب، وعمالة تيجى تانى، والظروف عمالة تتفاقم، وجوزها مرة موجود وعشرة مش موجود، وهى بتدفع فلوس زى قلّتها، وأيمن سامح إن المسألة تمتد عشان الظروف المنيلة دى

د.أحمد: آه بس أنا حسيت إن ممكن يحصل تجاوزات

د. يحيى: تجاوزات إيه تانى؟

د.أحمد: أى تجاوزات

د. يحيى: لا بقى!! على كل حال أنا مش فاهم أنا النهاردة مش فاهم الوضع كفاية يا أيمن يابنى، وهو وضع شديد الصعوبة وعواطفك حقيقية وماتقدرش تحوشها، دى عواطف إنسانية عادية خالص ماتقدرش تلغيها ببساطة انت تستحمل فتتعب والتعب دا ثمن العلاج وده شرف المهنة وشرف الوجود الإنسانى معاً.

وحكاية الفلوس دى حاجة ثانوية لكن هى مجرد تذكرة تهدّى من احتمال ميوعة الشكل، انت بنى آدم يا ابنى ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويستحسن تعد نفسك وتعدها هى وأهلها لأى احتمال وارد، مهما بلغت قسوته، وإذا كنت حاتكرر الزيارة لابد تستعين بزميل طبيب نفسى، انت معالج نفسى والحالة دخلت فى مراحل فيها أنواع أخرى من التطبيب من أول الجراحة لحد العلاج بالاشعاع، ثم العلاج الكيماوى، وكل دى وسائل معقده، لازم يبقى فيه طبيب معاك يرشدك لمخاطر كل علاج ومضاعفاته أول بأول، وانت تساعده فى الاستعداد لأى احتمال وارد من أول اقناعها بالامتثال للأوامر الطبية الضرورية، لحد التسليم لقضاء الله، واحنا فى مجتمعنا والحمد لله بتنفع أغلبنا حكاية الدعاء والتسليم، الدعاء موجز فى “اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”، والتسليم “قدَّرَ الله وماشاء فعل” وخد عندك ما لا تتصوره من رحمة ربنا الواسعة التى تحل بالمعالج والمتعالج فى كل مرحلة ومهما بلغت قسوة الظروف والآلام والمعاناة.

أ. أيمن: شكراً، والحمد لله.

د. يحيى: ربنا يلطف بعباده.

*****

التعقيب والحوار:

د. كريم سعد الدين

تعليق عام على الحالة:  حالة صعبة جداً، أنا دايما عندى مشكلة مع الحالات الـTerminal ببقى مش عارف أقولهم إيه أو أوصلهم إيه؟

وباعتذر عن عدم إلتزامى بالرد على الحالات الفترة السابقة.

د. يحيى:

افتقدتك فعلا .. فلا تنسنا

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: د. يحيى:  طبعاً تزورها، زيارة إنسانية جيدة، يعنى ما هياش ضد العلاج، لكن ماهياش علاج برضه، لأن الأمور تجاوزت الأعراض النفسية اللى كانت جايه بيها، وانت بتحترم مشاعرك والعلاقة اللى استمرت سنين، بقت عِشْرَة

التعليق: معاك حق فى انه يزورها طبعا، انا فاكرة ان مريضة عندى كان بقالها 4 أو 5 شهور وعندها صورة الجسد مشوهة تماما، عملت حادث أدى لكسور فى وجهها لما أهلها كلمونى مقدرتش اتحمل فكرة انى مزورهاش فى المستشفى فإزاى واحدة مريضة بتتعالج معاه 4 سنين مايزورهاش، دى عـِشرة زى ما قلت!

د. يحيى:

شكرا

د. رضوى العطار

المقتطف: وحكاية الفلوس دى حاجة ثانوية لكن هى مجرد تذكرة تهدّى من احتمال ميوعة الشكل، 

التعليق: معاك حق فى موضوع الفلوس رغم انى مقدرش اخد فلوس فى زيارات زى دى، لكن أنا موافقاك إن ده بيهدى إحتمالية ميوعة الشكل، مش بس كده لا كمان إحتمالية الشفقة!، لكن انا محترمة مقاومتى الشديدة فى الحتة دى بالذات دلوقتى وأتمنى اتجاوزها…

د. يحيى:

وأنا احترم مقاومتك هذه،

ولا أنكر أن عندى مثلها مع أنى أشرت على الزميل المعالج بغير ذلك، لكننى أقر وأعترف بهذا الحرج حتى لو تم الدفع بطريق غير مباشر عن طريق إدارة المستشفى

د. رجائى الجميل

وصلنى ان الدعاء الذى يقول: “اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”

خطأ ولم يرد.              والصحيح انه ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال:

” لا يرد القضاء الا الدعاء” والله اعلم.

د. يحيى:

لست متأكدا من أنه “لم يرد”

ولا أجد حرجا فى أن ندعو صدقا بما يخطر ببالنا ونحتاجه حتى لو لم يرد نص به

ومن حق أى واحد أن يدعو بما يشاء، بل من حق من هو أشعث أغبر، أن يقسم على الله – بما يشاء – فيبره سبحانه وتعالى

أ. مريم عبد الوهاب

الحالة دى من اكتر الحالات اللى لمستنى… وشعرت قد ايه المهنه دى شريفة وراقية وإنسانية.. ربنا يعيننا لإكمال المسير

د. يحيى:

ونتحمل مسئوليتها، ونعين من يحتاج خبرتنا وننمو من خلالها لنتحمل مسئولية أكبر فأكبر باضطراد

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ. أيمن: فى الأربع سنين تقريبا كل أسبوع، لكن كانت فيه فترات كده بتقطع فيهم يعنى

د. يحيى: بتأخد منها كام

أ. أيمن: باخد منها 30 جنيه

التعليق: مسألة المقابل المادى دى ملتبسة جدا يا دكتور

هل ننزل القيمة علشان نستمر فى الجلسات ونقدر ندى للناس اللى محتاجينه، ولا نعلى او على الاقل نطلب المعقول وتتسرب الحالات وماتكملش.. وده كمان بيحبطنا احنا كمعالجين… بجد حيره

د. يحيى:

هذه مسألة حساسة، وأذكر أن جلسة الإشراف هذه كانت منذ أكثر من عشر سنوات، وكان للنقود قيمة أكبر من الآن، لكن ما أردت توضيحه هو: أن المقابل مهما كان ضئيلا يعطى للعلاقة شكل رسمى مفيد، بل ضرورى.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د. يحيى: انك تبلغ إدارة المستشفى يضيفوا أتعاب الزيارة على الفاتورة وتتمنى إن ده يوصل لها بطريقة أو بأخرى،

التعليق: الفكره عبقريه يا دكتور… لكن هل من الممكن لو حايخاف ان يوصلها انه بيستغل مرضها مثلا أو مش وأصله آلمها أنه يوضح سبب الإصرار على المقابل المادى؟

د. يحيى:

الأرجح عندى فى هذه الحالة مثلها أن الاستغلال غير وارد، وأن الحرج إنسانى (وربما مصرى أيضا) وأن وظيفة المقابل المادى هو ما ذكرت حالا فى ردى السابق وغيره، وأيضا أوضحته فى نص متن الإشراف.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: أ. أيمن: فيه حاجتين: هى أولا طلبت منى أزورها فى المستشفى، هوّا ده ينفع، هى طلبت منى إنى ماسيبهاش

التعليق: حضرتك دايما تقولنا ان المعالج ام او أب للعيان… ويمكن ام اكتر، لكن هل فى الحالة دي.. كان المعالج بيلعب ادوار متعدده للحاله.. ام.. اب.. ابن… اخ… لان الدنيا صعبة عندها وملخبطه… وهل فعلا ممكن نلعب الادوار دى كلها مع الوعى بها؟

د. يحيى:

نعم، المعالج الكفء يلعب معظم هذه الأدوار دون أن يحددها، وربما دون أن يدرى، وهى أدوار طبيعية وإنسانية، بل وحيوية بين أفراد أى قطيع نجح فى البقاء!


[1] – نشرة الإنسان والتطور: 25-2-2019 www.rakahwy.net

2 تعليقان

  1. عندما كان ابي في غيبوبة تامة بعد اصابته بسكتة دماغية نتيجة لجلطة شديدة في الشريان الاساسي للمخ وكان عمي يحبه حبا خاصا شديدا ، وانا ايضا احببته كثيرا عندما وصلني المه و شفافيته ( ابي ).وكنت في مصر بالصدفة في ذلك الوقت حيث كنت اول من شاهد اثر هذه الجلطة عند فجر يوم عيد الفطر سنة ٢٠٠٨ .
    دخل ابي الي المستشفي حيث مكث تقريبا حوالي ٣ اسابيع في غيبوبة تامة. كنت اذهب اليه يوميا والتقي مع عمي يحيي حين يزوره دون ان نتكلم مع ان كان هناك كثير من الحوار بيننا غير المنطوق. كنا نتألم ونفكر في ابي الراقد فاقد الوعي مع حضوره الشديد برغم غيبوبته الظاهرة.
    دار بيننا حوار شديد العمق دون كلام عن ماذا في هذا الجانب الآخر من الوجود عند هذا الرجل المليء بالالم والحب ( ابي ). وبكينا دون ان نبكي . لم نبكي علي ما حل بابي ولكن عن روع هذا الوعي الكوني الحاضر امامنا .
    التقيته ( عمي ) مرة في باحة مدخل المستشفي فاذا به يأخذ بيدي ليقبلها وآخذ بيده لاقبلها وبكينا ثانية كثيرا دون ان نبكي.
    علي مر سنين كثيرة طويلة كان يدور بيني وبينه حوارات كثيرة دون حوار.
    وكنت علي يقين انني القاه في وساد من آفاق مطلق شديد الحضور معجز مزلزل . لا يتحمل روعه الا من دفع ثمن حتم الدخول فيه طلبا لمدد من مبدع الوجود.
    بكيته (عمي) منفردا ليس لفراقه ولكن ليقيني انه سبقني الي هناك ثم افقت انه دفع ثمن هذا الكدح ورجوت من الله– عالم الغيب والشهادة– ان الحقه في هذا الوعي المطلق عيانا كي تتحول هذه الطاقة الهائلة من الالم- الشكر- الحمد– الي واقع اعلم انه يعيشه الآن .
    فالحمد لله رب العالمين.

  2. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : واحنا فى مجتمعنا والحمد لله بتنفع أغلبنا حكاية الدعاء والتسليم، الدعاء موجز فى “اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”، والتسليم “قدَّرَ الله وماشاء فعل” وخد عندك ما لا تتصوره من رحمة ربنا الواسعة التى تحل بالمعالج والمتعالج فى كل مرحلة ومهما بلغت قسوة الظروف والآلام والمعاناة.
    التعليق : صدقت ووفيت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *