الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (104) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (104) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 15-12-2022                               

السنة السادسة عشر

العدد: 5584

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (([1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (104)

الفصل‏ ‏الثانى

 فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏104 – ‏ملخص التاريخ

أحببت‏ ‏أول‏ ‏ما‏ ‏أحببت‏ ‏وأنا‏ ‏طفل‏، ‏ولهوت‏ ‏بزمنى ‏حتى ‏لاح‏ ‏الموت‏ ‏فى ‏الأفق‏، ‏وفى ‏مطلع‏ ‏الشباب‏ ‏عرفت‏ ‏الحب‏ ‏الخالد‏ ‏الذى ‏يخلفه‏ ‏الحبيب‏ ‏الفانى، ‏وغرقت‏ ‏فى ‏خضم‏ ‏الحياة‏، ‏ورحل‏ ‏الحبيب‏، ‏واحترقت‏ ‏الذكريات‏ ‏تحت‏ ‏شمس‏ ‏الظهيرة‏، ‏وأرشدنى ‏مرشد‏ ‏فى ‏أعماقى ‏إلى ‏الطريق‏ ‏الذهبى ‏المفروش‏ ‏بالمعاناة‏ ‏والمفضى ‏إلى ‏الأهداف‏ ‏المراوغة‏، ‏فطورا‏ ‏يلوح‏ ‏السيد‏ ‏الكامل‏ ‏وطورا‏ ‏يتراءى ‏الحبيب‏ ‏الراحل‏. ‏وتبين‏ ‏لى ‏أن‏ ‏بينى ‏وبين‏ ‏الموت‏ ‏عتابا‏ ‏ولكننى ‏مقضى ‏على ‏بالأمل‏.‏

أصداء الأصداء

الطفل‏ ‏يلهو‏ ‏بالزمن‏ ‏وهو‏ ‏يحب‏ ‏جدته‏ ‏أو‏ ‏جارته‏ (‏فقرة‏ 2، 36)، ‏فيلوح‏ ‏الموت‏ ‏فى ‏الأفق‏، ‏ثم‏ ‏يحب‏ ‏الشاب‏ ‏فيخطف‏ ‏الموت‏ ‏حبيبته‏، ‏ويحاول‏ ‏أن‏ ‏يهرب‏ ‏فى ‏النسيان‏ ‏مرة‏، ‏وعلى ‏الطريق‏ ‏الذهبى ‏إلى ‏التكامل‏ ‏سعيا‏ ‏إلى ‏وجهه‏ ‏مرة‏ ‏أخرى، ‏لكن‏ ‏صورة‏ ‏الحبيب‏ ‏تتراءى ‏وتنتهى ‏الفقرة‏ ‏بقصيدة‏ ‏فى ‏سطر‏ ‏واحد‏ ‏تقول‏ ” ‏بينى ‏وبين‏ ‏الموت‏ ‏عتابا‏ ‏ولكننى ‏مقضى ‏على ‏بالامل‏ ” ‏ومحفوظ‏ يحذق كيف‏ يحاور ‏الموت‏ ‏معظم‏ ‏الوقت‏، ‏ولا‏ ‏نزال‏ ‏نذكر‏ ‏أنه‏ ‏منذ‏ ‏الفقرة‏ ‏الثانية‏ ‏فى ‏الأصداء‏ ‏وهو‏ ‏يتمثل‏ ‏الموت‏ ‏شخصا‏ ‏مجسدا‏، ‏حتى ‏يجرى ‏هذا‏ ‏العتاب‏ ‏الرقيق‏ ‏بينهما‏، ‏ونظرا‏ ‏لأنه‏ (‏الموت‏) ‏يعامَـل‏ ‏كصديق‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏فإنه‏ – ‏مهما‏ ‏فعل‏ – ‏لم‏ ‏يقطع‏ ‏صلة‏ ‏محفوظ‏ ‏بالحياة‏، ‏ولا‏ ‏حال‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الاستمرار‏ ” ‏فهو‏ ‏مقضى ‏عليه‏ ‏بالامل‏ ” ‏


[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

2 تعليقان

  1. أحمد عبد الله الشوربجي

    الصلة بين الحبيب المقضي عليه بالأمل و المحبوب الراحل و المحبوب الكامل ..

    نظرة فلسفية و صوفية عميقة للحب عبر خط الزمن ، و عمق الوجود.

    و ربط بين النضج و التكامل و النمو الشخصي و مسار الكدح إلى وجه الله الكريم ..

    كما في أحاديث مولانا و تفسيره للتزكية بمعنى التنمية و الإنضاج

    و إضاءة من إشارات وردت في أصداء سابقة.

    و علاقة فريدة بالموت ..

    هنا ملامح قلما تجدها بوضوح خارج ثقافتنا التي نفقدها بالتناسي و النسيان .

  2. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف: ‏وتنتهى ‏الفقرة‏ ‏بقصيدة‏ ‏فى ‏سطر‏ ‏واحد‏ ‏تقول‏ ” ‏بينى ‏وبين‏ ‏الموت‏ ‏عتابا‏ ‏ولكننى ‏مقضى ‏على ‏بالامل‏ ” ‏
    التعليق :أحيانا أشعر أنكما ” أنت ومحفوظ ” قد أصبتمانى بهذه القصيدة ،إصابة : مفرحة ،مقبضة ،مراوغة ،مقبلة ،مدبرة …..لكنها على أى حال : حياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *