الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (97) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (97) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 27-10-2022                               

السنة السادسة عشر

العدد: 5535

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (97)

 الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏97 – ‏النهر

فى ‏دوامة‏ ‏الحياة‏ ‏المتدفقة‏ ‏جمعنا‏ ‏مكان‏ ‏عام‏ ‏فى ‏أحد‏ ‏المواسم‏، ‏مَنْ‏ ‏تلك‏ ‏العجوز‏ ‏التى ‏ترنو‏ ‏إلى ‏بنظرة‏ ‏باسمة؟‏ ‏لعل‏ ‏الدنيا‏ ‏استقبلتنا‏ ‏فى ‏زمن‏ ‏متقارب‏ ‏واتسعت‏ ‏ابتسامتها‏ ‏فابتسمتُ ‏رادا‏ ‏التحية‏ ‏بمثلها‏. ‏سألتنى: “‏ألم‏ ‏تتذكر؟‏” “‏فازدادت‏ ‏ابتسامتى ‏اتساعا‏”، ‏قالت‏ ‏بجرأة‏ ‏لا‏ ‏تتأتى ‏إلا‏ ‏للعجائز‏: “‏كنت‏ ‏أول‏ ‏تجربة‏ ‏لى ‏وأنت‏ ‏تلميذ‏”، ‏وساد‏ ‏الصمت‏ ‏لحظة‏ ‏ثم‏ ‏قالت‏: “‏لم‏ ‏يكن‏ ‏ينقصنا‏ ‏إلا‏ ‏خطوة‏!”، ‏وتساءلت‏ ‏مذهولا‏ ‏أين‏ ‏ضاعت‏ ‏تلك‏ ‏الحياة‏ ‏الجميلة؟

أصداء الأصداء

أجد‏ ‏نفسى ‏مرة‏ ‏أخرى، ‏أمام‏ ‏هذه‏ ‏العلاقة‏ ‏الخاصة‏ (‏الموحية‏ ‏بالجنس‏ ‏بصورة‏ ‏لا‏ ‏شك‏ ‏فيها‏) ‏بين‏ ‏صبى ‏أو‏ ‏شاب‏ ‏وبين‏ ‏ناضجة‏ ‏أكبر‏ ‏سنا‏ ‏حتما‏، ‏لكنها‏‏ علاقة ‏لم‏ ‏تـرفض‏ أبدا ‏أو‏ ‏تشوه‏ ‏أو‏ ‏تمسخ‏ ‏أو‏ ‏تبرر‏ ‏أوديبيا‏ (‏بتنافس‏ ‏مع‏ ‏أب‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏)، ‏فها‏ ‏هو‏ ‏يذكر‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏أياما‏ ‏جميلة‏، ‏وها‏ ‏هى ‏تتحدث‏ ‏بجرأة‏ ‏عجوز‏ ‏يقظة‏، ‏تعرف‏ ‏ماكان‏ ‏تفصيلا‏ (‏لم‏ ‏يكن‏ ‏ينقصنا‏ ‏إلا‏ ‏خطوة‏) ‏فتعترف‏ ‏به‏ ‏وتفرح‏ ‏بأنها‏ ‏تذكره‏، ‏وأنه‏ ‏يذكرها‏.‏

خلاص‏.‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. مولانا الحكيم توقفت عند قولها كنت أول تجربة لي و يبدو أيضا أنها كانت أول تجربة له ….. و شعرت كيف لتجارب الحياة الأولى و الأمر لا يقتصر على تجربة الجنس وحده بل كل أول مرة فى كل شىء كيف لها وقع خاص و نقش فريد على جدار النفس بفعل شعور الدهشة و شعرت أهمية الحفاظ على شعور الدهشة مع كل تكرار لكل تجربة فلا ندع ظاهر التكرار تسرق منا شعور الدهشة بالحياة و مرورها فينا …….

    دمت لنا مولانا الحكيم و دامت لنا دهشة الانصات لحكمتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *