الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (92) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (92) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 22-9-2022  

السنة السادسة عشر

العدد: 5500

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (92)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

 الأصداء

‏92 – ‏المخبر‏:‏

كنت‏ ‏أتأهب‏ ‏للنوم‏ ‏عندما‏ ‏طرق‏ ‏الباب‏ ‏طارق‏، ‏فتحت‏ ‏الشراعة‏ ‏فرأيت‏ ‏شبحا‏ ‏يكاد‏ ‏يسد‏ ‏الفراغ‏ ‏أمام‏ ‏عينى ‏وقال‏: “‏مخبر‏ ‏من‏ ‏القسم‏”، ‏ومد‏ ‏لى ‏يده‏ ‏ببلاغ‏ ‏يأمرنى ‏بالحضور‏ ‏مع‏ ‏المخبر‏ ‏لأمر‏ ‏هام‏. ‏أصبح‏ ‏من‏ ‏المألوف‏ ‏فى ‏حينا‏ ‏أن‏ ‏يذهب‏ ‏هذا‏ ‏المخبر‏ ‏الى ‏أى ‏ساكن‏ ‏لاستدعائه‏، ‏يذهب‏ ‏فى ‏أى ‏وقت‏ ‏ودون‏ ‏مراعاة‏ ‏لأى ‏اعتبار‏ ‏ولا‏ ‏مناص‏ ‏من‏ ‏التنفيذ‏ ‏ولا‏ ‏مفر‏. ‏ولم‏ ‏أجد‏ ‏جدوى ‏فى ‏المناقشة‏ ‏فرجعت‏ ‏إلى ‏غرفة‏ ‏نومى ‏لارتداء‏ ‏ملابسى: “‏سرت‏ ‏فى ‏أثره‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نتبادل‏ ‏كلمة‏ ‏واحدة‏”، ‏ولمحت‏ ‏فى ‏النوافذ‏ ‏أشباح‏ ‏الناس‏ ‏يتابعوننا‏ ‏ويتهامسون‏، ‏إنى ‏أعرف‏ ‏ما‏ ‏يتهامسون‏ ‏به‏، ‏فقد‏ ‏طالما‏ ‏فعلت‏ ‏ذلك‏ ‏وأنا‏ ‏أتابع‏ ‏السابقين‏.‏

أصداء الأصداء

يبدو‏ ‏أن‏ ‏الموت‏ ‏قد‏ ‏شعر‏ ‏أنه‏ ‏أوحشنا‏ ‏فجاءت‏ ‏صوره‏ ‏تتلاحق‏ ‏فى ‏فقرات‏ ‏متتالية‏ 89، 92،91، ‏ولكنه‏ ‏حضور‏ ‏راتب‏ (‏روتينى) ‏هذه‏ ‏المرة‏، ‏مجرد‏ ‏تذكرة‏ ‏عادية‏ ‏فى ‏مواجهة‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏غير‏ ‏عادى، ‏فى ‏فقرة‏ 89 ‏وما‏ ‏هو‏ ‏مهرب‏ ‏منه‏ ‏يبدو‏ ‏لذيذا‏ ‏فى ‏فقرة‏ 91، ‏ولكن‏ ‏هذا‏ ‏لا‏ ‏ينسينا‏ ‏حضور‏ ‏الموت‏ ‏من‏ ‏البداية‏ ‏فى ‏أول‏ ‏الأصداء‏ (‏فقرة‏ 2)، ‏ثم‏ ‏إن‏ ‏حضوره‏ ‏فى ‏ميعاد‏ ‏لا‏ ‏يتقدم‏ ‏ولا‏ ‏يتأخر‏ (‏فقرة‏ 4) ‏قريب‏ ‏جدا‏ ‏من‏ ‏حضوره‏ ‏فى ‏الفقرة‏ ‏السابقة‏ (91) ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يخلف‏ ‏الميعاد‏، ‏ثم‏ ‏جاء‏ ‏حضوره‏ ‏قريبا‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏الحتمية‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏حيث‏ ” ‏لا‏ ‏مناص‏ ‏من‏ ‏التنفيذ‏ ‏ولا‏ ‏مفر‏”‏

‏(‏أشعر‏ ‏براحة‏ ‏نسبية‏ ‏وأنا‏ ‏أقرأ‏ ‏هذه‏ ‏الفقرات‏ ‏الثلاث‏ ‏بهذا‏ ‏التفسير‏ ‏المباشر‏، ‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏إرهاقى ‏وأنا‏ ‏أقرأ‏ ‏ما‏ ‏سبقها‏ ‏مباشرة‏، ‏ربما‏ ‏لذلك‏ ‏لم‏ ‏أصفها‏ ‏لا‏ ‏بالفتور‏ ‏ولا‏ ‏بالسطحية‏ ‏ولا‏ ‏بالمبالغة‏ ‏فى ‏الرمزية‏ بل إن ذلك دعانى إلى إعادة النظر فيما سبق أن وصفته بذلك).‏

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

2 تعليقان

  1. مولانا الحكيم رغم دهشتي كل أصداء و كل أصداء الاصداء و إعجابي الشديد بمنظور رؤيتك و تفسيرك لرموز الاصداء و التقاط حضرتك لخيوطها و غزلها البديع المحكم إلا أني اثناء قرءاة الاصداء ثم أصداء الاصداء أقول ما تعلمته من حضرتك أقول ” إحتمال أو ربما أو يمكن أو وارد ” أو أي من هذه المفردات وكلها بمعنى اليقين فى تعدد الاحتمالات
    بعدها يبدأ السؤال ترى ماهى الاحتمالات الأخرى التى يتحملها تفسير هذه الرموز و مع كل تفسير يبقى الاحتمال قائما إلى أن أصل إلى إحترام وجود إحتمال أجهله ولم استطع الوصول إليه أو بمعنى اخر كما تعلمت من حضرتك أيضا إحترام حدود علمي و إحترام المجهلة و فى خلفية كل هذا تتردد داخلي الآية الكريمة لقول الحق سبحانه ” و ما اؤتيتم من العلم إلا قليلا ” …….
    ربنا يبارك علمك يا مولانا و يبارك لنا فيما نأخذه عنك و تعيش و تعلمنا

  2. هناك نوعان من الجنون :- الجنون الذي فقد صاحبه عقله وهو شديد الطيبة لانه يفتقد من يساعده في محنته كانسان في رحلة الحياة .

    وهناك نوع آخر وهو السائد حاليا وهو جنون قبيح جدا يدفع بصاحبه ( والعالم اجمع اذا تقلد سلطة او تسلم مقاليد اي قوة ) الي حافات الهاوية .
    انظر قبح وجنون بوتن . وقبح وجنون الغرب الذي يقود العالم بغطرسة وجنون الي فناء حتمي .
    وانظر الي جنون وقبح اسرائيل التي تظن انها تحيا علي انقاض شعب كامل .
    وانظر الي جنون وقبح اغلب الزعماء العرب.
    الجنون هو فقدان العقل والحكمة لجر العالم الي الفناء والانقراض.
    ويبقي الجنون الطيب شديد العزلة والطيبة ليجد ان عنده مبررات كثيرة لجنونه وسط هذا العالم المجنون وكأنه هو العاقل الوحيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *