الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (72) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (72) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 5-5-2022                         

السنة الخامسة عشر

العدد: 5360

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (72)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

الأصداء

‏72 – ‏المصادفة

‏”‏تحت‏ ‏التمثال‏ ‏تقابلنا‏ ‏مصادفة‏ ‏توقفت‏ ‏عن‏ ‏السير‏، ‏إنه‏ ‏يبتسم‏، ‏وأنا‏ ‏ارتبك‏. ‏صافحته‏ ‏بالإجلال‏ ‏الذى ‏يستحقه‏ ‏فسألنى. “‏كيف‏ ‏الحال؟‏” ‏فأجبت‏ ‏بأدب‏ ‏وحياء‏. “‏الحمد‏ ‏لله‏، ‏فضلك‏ ‏لا‏ ‏ينسى.” ‏فقال‏ ‏بصوت‏ ‏لم‏ ‏يخل‏ ‏من‏ ‏عتاب‏ ‏رقيق‏: “‏حسن‏ ‏أن‏ ‏تعتمد‏ ‏على ‏نفسك‏، ‏ولكن‏ ‏خيل‏ ‏إلى ‏أنك‏ ‏نسيتني‏!” ‏فقلت‏ ‏بحياء‏. “‏لا‏ ‏أحب‏ ‏أن‏ ‏اثقل‏ ‏عليك‏ ‏ولكن‏ ‏لاغنى ‏عنك‏ ‏بحال‏”. ‏

وافترقنا‏ ‏وقد‏ ‏أثار‏ ‏شجونى، ‏تذكرت‏ ‏عهدى ‏الطويل‏ ‏معه‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏فى ‏حياتى، ‏كما‏ ‏تذكرت‏ ‏فضله‏ ‏وأياديه‏، ‏تذكرت‏ ‏أيضا‏ ‏أطواره‏ ‏الأخرى ‏مثل‏ ‏إعراضه‏ ‏وجفائه‏ ‏ولا‏ ‏مبالاته‏ ‏دون‏ ‏تفسير‏ ‏يطمئن‏ ‏إليه‏ ‏القلب‏. ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏اعتبرت‏ ‏اللقاء‏ ‏مصادفة‏ ‏سعيدة‏”‏

أصداء الأصداء

وصلتنى ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏وكأنها‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏فقرات‏ ‏الأصداء‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يصعب‏ ‏تفسيرها‏ ‏تفسيرا‏ ‏لا‏ ‏يؤاخذ‏ ‏عليه‏، ‏فما‏ ‏جاءنى ‏هو‏ ‏قراءة‏ ‏مكملة‏ ‏للفقره‏ ‏رقم‏ 27، ‏حيث‏ ‏ذكرنا‏ ‏أن‏ ‏الفضل‏ ‏كله‏ ‏كان‏ ‏يرجع‏ ‏إلى ‏الباسط‏ ‏سبحانه‏ (‏راجع‏ ‏علاقة‏ ‏المعلم‏ ‏عبد‏ ‏الدايم‏ ‏بعبد‏ ‏الله‏)، ‏وأن‏ ‏رواد‏ ‏مقهى ‏المعز‏ ‏قد‏ ‏أنكروه‏ ‏جحودا‏ ‏أو‏ ‏نسوه‏ ‏إهمالا‏، ‏وأن‏ ‏عبد‏ ‏الله‏ ‏ظل‏ ‏معترفا‏ ‏بأفضاله‏ ‏بعد‏ ‏وقبل‏ ‏كل‏ ‏الظروف‏، ‏فإذا‏ ‏عدنا‏ ‏إلى ‏هنا‏ ‏فإننا‏ ‏نجد‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الاعتراف‏ ‏بالفضل‏ ‏كان‏ ‏مرحلة‏، ‏ثم‏ ‏لاح‏ ‏الإنكار‏ ‏فتعملقت‏ ‏قدرات‏ ‏البشر‏ ‏حتى ‏بدوا‏ ‏لهم‏ ‏أنهم‏ ‏قادرون‏ ‏على ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏أفضاله‏ ‏سبحانه‏، ‏ولم‏ ‏يذكر‏ ‏الراوى‏ ‏هنا‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏مؤمنا‏ ‏لردح‏ ‏طويل‏ ‏من‏ ‏الزمن‏، ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏أعانه‏ ‏ودعم‏ ‏وجوده‏، ‏وأنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏سهلا‏ ‏أن‏ ‏يواصل‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏لافتقاره‏ ‏إلى ‏قواعد‏ ‏موضوعية‏ ‏ونفعية‏ (‏إعراضه‏ ‏وجفائه‏ ‏ولا‏ ‏مبالاته‏ ‏دون‏ ‏تفسير‏) ‏وبالتالى ‏لم‏ ‏يرجع‏ ‏إلى ‏التسليم‏ ‏له‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏رأه‏ ‏رأى ‏العين‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏أقر‏ ‏بأفضاله‏ ‏وأهميته‏، ‏فهو‏ ‏لم‏ ‏يعتبر‏ ‏هذه‏ ‏الرؤية‏ ‏فى ‏نهاية‏ ‏النهاية‏ “‏إلا‏ ‏مجرد‏ ‏مصادفة‏”.‏

_____________________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

 

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : ….‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏أعانه‏ ‏ودعم‏ ‏وجوده‏، ‏وأنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏سهلا‏ ‏أن‏ ‏يواصل‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏لافتقاره‏ ‏إلى ‏قواعد‏ ‏موضوعية‏ ‏ونفعية‏ (‏إعراضه‏ ‏وجفائه‏ ‏ولا‏ ‏مبالاته‏ ‏دون‏ ‏تفسير‏) ‏وبالتالى ‏لم‏ ‏يرجع‏ ‏إلى ‏التسليم‏ ‏له‏…..
    التعليق : ما هذا ؟! لم أفهم ،و محتارة جدا ،لكن أحاول أن أبحث داخل نفسى ،فأتساءل : إذا كان الايمان أعاننى ودعم وجودى ،ألا يكفى هذا لأن أسلم له ؟! مالى أنا باعراضه وجفايه ولا مبالاته ،هذا شأنه ،سبحانه ،؟! أليس من طمع نفسى أن أطلبه طوال الوقت لى وحدى ؟!أم أنه هو كذلك وانا بنقصى وقصورى هى التى لم تعى ؟! نعم هو كذلك هو الباقى ،وأنا التى تعرض عنه ،هو اللطيف الخبير السميع العليم ،وأنا التى تجفو ،هو الرحمن الرحيم ،وأنا التى لاتبالى وتغفل وتلهو ،هكذا لم أسلم له……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *