الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالة: (57) معالجتان، واستغماية نظرية المؤامرة… بدون هدف !!!!

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالة: (57) معالجتان، واستغماية نظرية المؤامرة… بدون هدف !!!!

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 4-5-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5359

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”

الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (57) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (57)

معالجتان، واستغماية “نظرية المؤامرة”... بدون هدف !!!!  [1] 

د.فتحية: هى عيانه عندها 52 سنه باشوفها بقالى شهرين حضرتك حولتهالى، وبتشتغل فى وظيفة ممتازة، هى كشفت هنا وانت ندهت لى بعد الكشف على طول، وحولتها لى .

د.يحيى: هى كانت بتشتكى من إيه ؟

د.فتحية: هى كانت جايه أصلاً بتشتكى من خنقه، وضيقة، هى الرابعة من عشر أشقاء وغير أشقاء، حضرتك كنت كتبت لها أدويه فى الأول هى عيانه حضرتك فاكرها، هى اللى بتمشى  بعكاز عشان روماتزم مزمن متدهور، “روماتويد” متأخر ومشوه مفاصل إيديها ورجليها.

د.يحيى: أيوه أيوه مش هيه اللى بنتها اللى اتقدمت هنا حالة فى الإشراف من أ. “دلال”؟

د.فتحية: أيوه هيه، وانا فى الفتره الأخيره إبتديت أفتـّح معاها فى موضوعات تانية، لكن هى بتزوغ، وبتكتفى بأنها  تقعد تحكى عن حياتها مع الأدوية وكده، بس انا اكتشفت كذا مشكله، أهمها إنها مش بتقول لى الحاجه بصراحه، اكتشفت  ده بالصدفة لما بنتها بتحكى للأستاذة دلال (المعالجة لابنتها فى نفس المؤسسة) حاجات مختلفة عن لما الأم بتحكى عن نفس الحاجات.

د.يحيى: بتقول الحاجات ناقصه؟ ولا غلط؟

د.فتحية: ناقصه ومش هيه، يعنى بتزينها يعنى،  مابتقوليش عن موضوع معين غير لما بنت من البنات تكون مع دلال فى جلسه، وبعد كده الأم بتكتشف إنها حكت حاجة لدلال عن الموضوع الفلانى،  فبتضطر الجلسه اللى وراها تيجى تحكيها لى بطريقتها، وحتى بتقول لى إن بنتها قالت لها إنها قالت للأستاذه دلال كذا كذا ، فأنا قلت أقول لك وتحكى بطريقتها حاجة تانية خالص عادة، فأنا بقيت مش عارفه هى مكمله معايا ليه برغم إنها مش بتقول لى الصراحة، دايما حاسة إنها مخبية حاجة، أو مستخبية ورا حاجة، فى الفتره الاخيرة قالت لى إن الأعراض بتزيد عليها جامد.

د.يحيى: الأعراض النفسية،  ولا آلام الروماتزم

د.فتحية: لأ ألاعراض أغلبها نفسيه، بتحس بصهد فى جسمها كله وحاجات كده، يعنى الأعراض نفسجسدية Psychosomatic

د.يحيى: طيب، وبعدين؟

د.فتحية: وبتشتكى برضه  من الدوا، يعنى قاعده على طول الوقت عاوزانى أغير الدواء،  هى كانت ماشيه لمدة سنتين على المهدئات المسكنة اللى حضرتك ما بتحبهاش، زناكس Xanax،  وكلام من ده، لما جت لحضرتك حضرتك وقفت ده  تماماً وابتديت أدويه تانيه، بقت تقول لى إن الأدوية دى مش مريحاها زى اللى كانت بتاخدها، وإن حضرتك قلت لها أنا ما باريحشى، أنا باعالج. 

د.يحيى: ده صحيح، مع إن الست دى بالذات، عشان سنها، وعشان الروماتويد المزمن اللى عندها من حقها ترتاح شوية، بس بالحساب

د.فتحية: .. فأنا حاولت أفهمها كده بس صعب

د.يحيى: وبعدين؟

د.فتحية: وبعدين من أسبوع أو أكتر حصل لها حاجه زى هبْوْ وصهد،  وبعدين بروده ورعشه جامده أوى وخوف،  ده كان بعد عيد ميلادها بيومين

د.يحيى: أنا فاكر انها قالت لى إن العادة اتقطعت من زمان، يبقى  الصهد ده ما نقدرشى نرجعه للحكاية دى وخلاص، وبرضه حكاية عيد ميلادها دى ترجح إنها نفسية، إنت بتشوفيها فى عيادة  المستشفى، مش كده؟ إيه المشكلة بقى؟ السؤال يعنى؟

د.فتحية: أنا دلوقتى بقيت مش عارفه أعمل معاها إيه،  أنا إمبارح هى كانت معايا، رحت داخله فيها جامد، ودى كانت أول مرة أشد عليها، قعدت أقول لها إن احنا بقالنا شهرين ما بنتقدمشى عشان هى ما بتلتزمشى بأى حاجه نتفق عليها: لا بالخروج ولا بإنها تروح النادى،  ولا النوم فى ميعاد،  وإن سبب اللى البنات فيه يرجع ليها برضه، ولو جزئيا، عشان هى مخلياهم يعيشوا فى دايرة مقفولة عليهم ، ما فيش كلام ولا اهتمام إلا عن المرض والأعراض، وده زاد، وده نقص، فأنا اضطريت بعد شهرين أخش فيها شمال، واقول لأ مش كده، بس انا حسيت إن الدخلة دى كانت بدرى شوية، لأنى ما كنتش عملت معاها علاقة متينة كفاية، مش عارفة هو أنا عملت كده فى الوقت المناسب بعد فترة شهرين يعنى ولا استعجلت؟ 

د.يحيى: إنتى بتشتغلى علاج نفسى بقالك قد إيه ؟ 

د.فتحية: شهرين

د.يحيى: السنه اللى بعد الجايه حارد عليكى،  أصل الشغلانه دى شغلانه ملعبكة، عايزه صبر وعلام كتير، إنتى بقالك شهرين، يعنى تمان تسع مرات، أخدتى فيهم معلومات قد إيه؟  ومعلومات زى ما بتقولى مهزوزة، وناقصة، ومتلخبطة، وبنتها بتتعالج مع زميلتك فى نفس الوقت، ففيه فرصة للتحقق من بعض المعلومات، ولو إننا مش حانعرف بشكل أكيد مين فيهم أللى بتقول الحقيقة، إنتى عارفة مسرحية بيراندللوا “لكلٍّ حقيقته”، كان فيها حمَا وجوز بنتها، وكل واحد منهم يطلع على المسرح لوحده ويحكى بصعبانية عن إن التانى هو المجنون، وإنه نـِفسه يساعده، لحد ما نصدق، الحَمَا مثلا، وبعدين تختفى الحَما من على المسرح يطلع جوزبنتها يقول نفس الحكاية من وجهة نظره، وإنه صعبان عليه حماته ونفسه إنها تتعالج من غير ما يجرح شعورها، أنا شفت المسرحية دى  شخصيا فى باريس، وما كنتش باعرف فرنساوى كويس، لكن التمثيل ما كانشى محتاج فرنساوى ولا عربى بصراحة، قصدى يعنى حكاية إنك تسمعى الرواية من مصدرين مختلفين، من غير اتهام ولا حاجة، كل مصدر يحكيه بطريقته، ده جزء لا يتجزأ من طبيعة شغلتنا يا بنتى، وأظن إنك لازم تستحملى وما تستعجليش فى الحكم مين الصح ومين الغلط، ده حا يفيدك مش بس فى العلاج النفسى، وإنما فى موقفك عموما فى الحياة، بتبقى أقل حسما ووثقانية، Dogmatic ، ساعات بنقعد مع العيان سنين وبعدين نفاجأ إننا كنا بنعمل علاقة على أساس غلط، الست دى بالذات مع الروماتزم اللى عندها، ووظيفتها المهمة فى نفس الوقت، والعكاز اللى ماسكاه طول الوقت ويا ترى بيسندها ولا لأه، من حقها إنها تقول اللى هى عاوزاه، لو انتى تقمصتيها كلها، بالآلام والوحدة، والطموح، والإعاقة، أظن مش حاتستعجلى نهائى، يعنى مش حاتخشى فيها لا شمال ولا يمين بعد شهرين كده. هى بتيجى بانتظام؟ مش كده؟

د.فتحية: أيوه ، بتيجى بانتظام ؟

د.يحيى: أهو  ده أهم من إن هيه اتحسنت ولا لأه،  الست دى من حقها فى الظروف دى إنها تلاقى حد يسمعها ويرعاها مهما زرجنت، مجرد إنها بتيجى بانتظام ده معناه إنك نجحت تعملى معاها علاقة هى عايزاها، أمال يعنى بتييجى ليه ؟ أنا أقول لك بصراحة، أنا من ساعة ماشفتها أول ما كشفت عليها قبل ما أحولها لك أو أحول بنتها للأستاذة دلال، وشفتها وهى داخله بالعكاكيز أنا استغربت يا عينى هى  عايشه ازاى رايحة جاية كده، وأنا فاكر كانت ساعتها بتضحك، وأول ما قعدت وسألتها عن العكاكيز، قالت لى لأ ما يهمكشى،  دا روماتيزم وعلق وهوه مصاحبنى ومش عايز يفارقنى، وانا اتعودت عليه ما يهمكشى، بصراحة زى ما تكون شافت انزعاجى،  أو شفقتى عليها، ورفضتها عشان تخش على الحالة  النفسية اللى هى جيه عشانها، وياريت الحكاية كانت عكاكيز وبس، دا الروماتويد مشوه مفاصل إيديها بشكل واضح، أنا مش عارف بتكتب ازاى، وهوه شغلها مهم، ومحتاج كتابة وكده، فى الحالات الإنسانية الصعبة دى المعالج ما بيحسبهاش بكلام العيان والأعراض، بيحسبها بحقها فى الرعاية، والاحترام، وكتير بَتَراجع عن حكاية إنى مش مريَّحاتى، وأقول لأه ما هو لازم تستريح حتى لو توقفنا عند مرحلة الراحة وبس، يمكن نخطى منها نحو العلاج الحقيقى بعد ما تاخد حقها فى الراحة. إحنا حقنا نسأل زميلتنا دلال عن رأيها ما دام هى بتشوف بناتها فى نفس الوقت. إيه رأيك يا دلال؟

أ.دلال: وهو أنا باكمل مع بنتها، ومستغربة على اللى جارى فى العيله دى، هو أنا بقى عندى مشكله برضه،  الشغل مع البنات ماشى بصعوبة برضه، أنا شايفه إن الخناقات بينهم بتزيد مش بتنقص.

د.يحيى: إنتى بتتكلمى مع الدكتورة فتحية ولا لأه؟

أ.دلال: قليل قوى، مش زى الإشراف هنا، هى الدكتوره فتحية بتجيلها الأم دلوقتى، و أنا باشوف البنتين، وانا حاسة إن الجميع عايشين زى ما يكونوا فى نظرية المؤامرة، والتخبية، وتحوير الحكى عن المواقف كل واحد بطريقته اللى تبرر موقفه وخلاص،  فلما ابتدى يحصل حركه مع البنات، وبالذات البنت اللى أنا دخلتها لحضرتك أستشيرك فى حالتها فى العيادة، وهى اللى ابتدت تتحرك وتشوف نفسها بطريقة تانية، ابتدى يبقى فيه خناقات مع أختها طول الوقت

د.يحيى: أظن الربط بين الحركة أثناء العلاج، وظهور آثار لها بالشكل ده، ولو كانت خناقات، ده دليل على إن العلاج نشط، وغالبا ماشى صح، دليل على إنك ما بتلصميش. 

أ.دلال: فهوه اللى  حاصل دلوقتى إن الأم مسئولة عن كتير من اللى بيحصل،  فيعنى مثلاً فى رمضان عاملين عزومه لقرايبهم، راحوا شقتهم القديمه وعملوا تمثيلية إن هما عايشين فيها،  علشان ما يقولوش لقرايبهم إن هما شاريين شقه جديدة،  هوه  فعلاً الأب كان معاه فلوس كتير، وسابها لهم الله يرحمه،  فالأهل كانوا باصين لفلوسهم قوى،  وخدوا منهم فعلاً شوية، كل اللى كان مكتوب باسم الاب شاركوهم فيه عشان البنات مالهومشى أخ  ذكر،  فهما بيخافوا يظهروا الفلوس مع إن الأمور اتسوت بقانون الميراث  100%ـ  لكن البنتين والأم بالذات لسه عايشين فى الدور، فلما ابتديت أشتغل معاهم وافهمهم إن المسألة انتهت، وإن فلوسهم دى بتاعتهم مش سارقينها من حد، ولا حد له فيها حاجة بحكم القانون، لقيت إن عملية التخبية دى بتمتد لحاجات كتير غير الفلوس، البنات صدقوا، وبدأت الحركة، اللى من مظاهرها الخناقات الجديدة دى، لكن على مستوى تانى، يعنى فيه بنت منهم مخلصه كلية ألسن، وانا ابتديت أزقها  على الشغل، والأم مش متحمسة، حتى إنها بتشتكى للدكتوره فتحية من إصرارى على شغل البنت قوى كده، وتقول إحنا مش محتاجين، وكلام من ده.

د.يحيى: أظن آن الأوان إن احنا نفكر فى اللى بيسموه العلاج الأسرى، ولو بالتبادل، العلاج الأسرى ده غير العلاج الجمعى، ولو إنه بيستخدم بعض آلياته، يعنى كل الأفراد يقعدوا مع معالج أو أكتر، يا إما كده وخلاص، يا إما يستمر العلاج الفردى فى نفس الوقت، وده أظن الدكتورة نهى صبرى، ومنى بنتى كانوا اشتغلوا فيه شوية كتار، ونجحوا نسبيا على حد علمى، وتقدروا تسألوهم إن كان يصلح للأسرة دى دلوقتى، ولا نستنى شوية ، ولا إيه، بس مش متأكد الأم حاتوافق ولا إيه.

 أ.دلال: لأ هما موافقين كلهم، إحنا عرضنا الحكاية دى، أنا والدكتورة فتحية ،وتقريبا  اتفقنا معاهم، وقالوا بعد رمضان يعنى

د.يحيى: عموماً أنا شاورت على الحكايه دى لما انتى قدمتى البنت يا دلال، المرة اللى فاتت. فاكره؟

أ.دلال: آه، بس مأجلين البدء فيه  لبعد رمضان بس أنا مش متأكده الأم حاتستمر فى الموافقة ولاّ لأه، أنا اللى قالقنى إن الست فعلاً مش بتستحمل حاجه تكون حاتغير العلاقات بحق وحقيق،  يعنى أنا شايفه إن اللى بتحكى عليه الدكتوره فتحية ليه علاقه بالشغل مع  البنات وإنهم بيتحركوا بجد، عشان كده أنا مش عارفه الأم حاتستحمل ده معانا ازاى، أو لمدة قد إيه.

د.يحيى: ما تستحمل ولا ما تستحملشى، إحنا مش حانضحى بحد عشان التانى، الست فى العقد السادس، والبنتين لسه يا دوب بيبتدوا حياتهم العملية، لازم الأم تعرف إن خففان البنات واستقلالهم هوه فى النهاية لصالحها أساسا، بينى وبينكم ماحدش بيتحسن تحسن حقيقى على حساب حد، اللى بيتحسن بيعـْدِى، يعنى اللى بيتحسن بجد، بيساعد غيره، حتى اللى كان مستفيد من مرضه، ممكن يبقى عنده فرصة إنه يتحسن هوه راخر، هوه ده صحيح مش مضمون، لكن بيبقى علامة إن العلاج ماشى صح، ما هو زى ما المرض النفسى مُعدى أحيانا، الصحة معدية برضه، وده بنشوفه فى العلاج الجمعى: ساعات  تبص تلاقى بعد زرجنة من معظم الأفراد مدة كبيرة، يروح واحد متحسن، يروح التانى محصله، من غير أى حاجة جديدة، يروح هـُبْ كمان واحد، وهكذا، زى ما يكون فيه موجة تحسن حركت الرسائل العلاجية اللى وصلت وتراكمت، وأصبحت جاهزة لظهور آثارها بالشكل ده واحد ورا التانى، وده عكس اللى بيحصل ساعات فى الاتجاه المعاكس، يعنى لما يتحسن أحد أفراد الأسرة ، تبص تلاقى  التانى يقلق ويعيا، وده اتكلمنا فيه قبل كده عدة مرات على ما أذكر.

أ. دلال: بس أنا أظن إن فى الحالة دى، إحنا لسه على الناحية السلبية، يعنى تحسن البنات بيخلى الأم تتعب وتقاوم، مش تتحسن.

د.يحيى: الظاهر كده، بس لازم نعتبر دى مجرد مرحلة، خصوصا واحنا بنحضر للعلاج الأسرى بشكل أو بآخر، وبعدين عايز أنبه بوضوح إن احنا ما نظلمشى الأم فى ظروفها دى، لأن زى ما تكون هى معتمدة على اعتمادية البنات عليها، برغم مرضها، يمكن الحكاية دى تختلف لما ياخدوا فرصة إنهم يقعدوا مع بعض فى نفس الجلسة لما يبدأ العلاج الأسرى اللى شاورنا عليه.

أ .دلال: بس هما دول بيقعدوا مع بعض كتير يا دكتور يحيى، دى هيا دى مشكلتهم أنهم مقفولين على نفسهم جداً

د.يحيى : لا لا لا، ده شىء وده شىء، هما لما بيقعدوا مع بعض دلوقتى بيغذوا إمراضية بعض، لكن لما يبقى فيه عامل علاجى يتحط فى وسط المجموعة، بيبقى فيه مسئول نشط مشارك: الدنيا بتختلف، زى العلاج الجمعى، هو مش مجرد قاعدة مع بعض، وإلا كان كل القهاوى بقت جلسات علاج جمعى، دى قاعدة لها قواعد، ومعايير، وخطوات، أنا ماليش خبرة فى العلاج الأسرى، لكن بيتهيألى فيه قواعد مشتركة بينه وبين العلاج الجمعى.

أ .دلال: طيب بالنسبة للبنت بقى الحكاية اللى كنت عرضتها قبل كده وحضرتك قلت نأجلها، خصوصا إن البنت دخلت معانا العلاج الجمعى أنا والدكتور محمود، البنت كانت جاية بمشكلة أساسية إنها مش بتقدر تقول لأصحابها إن باباها متوفى بعد ما قعدت مخبية عليهم سنين بسبب إن أمها كانت مخبية، وقايله لهم  إنهم ما يقولوش لحد

د. يحيى: آه افتكرت، دى حكاية غريبة جدا، هوه ده يا ترى اللى خلاكى تقولى إنهم عايشين مع بعض نظرية المؤامرة ، هى الأم اقترحت التخبية دى ليه يا ترى، ولمدة سنين؟ حاجة غريبة جدا !!

أ. دلال: مش عارفة قوى، لكن فى الغالب عشان الحسد والميراث، واللى عملوه قرايبهم إكمن ما عندهومشى أخ ولد، وكده

 د. يحيى: برضه مش كفاية، هى ساعات الحكاية تبتدى بكدبة بسيطة كده، وبعدين تعـلـّق، وما يعرفوش يتراجعوا عنها.

أ. دلال: يمكن ده اللى حصل

د. يحيى: بس انا مش فاهم، يعنى هم يخبوا على اصحاب البنت ليه، هما اصحابها دخلهم إيه فى الحسد والميراث؟

أ. دلال: مش عارفة، الظاهر برضه تعليقة، ويمكن لما عاشوا اللى انا سميته نظرية المؤامرة، لقوا نفسهم جوه حكاية سر ما يعرفوش حد، فاستحلوا اللعبة من غير مايدروا

د. يحيى: شطورة، بس برضه غريبة، طيب وانا قلت إيه المرة اللى فاتت عن الحكاية دى؟

أ. دلال: حضرتك المرة اللى فاتت قلت لى إحنا حنأجل ده شوية، فاحنا بقالنا شهرين، وبعدين أنا والدكتور محمود حسينا فى العلاج الجمعى إن  البنت دلوقتى بقت جاهزة إنها تعمل ده، يعنى إنها تقول لصحابها من غير ما تستأذن الأم، بس هى خايفة تخسر أصحابها

د. يحيى: تخسرهم ليه؟ وازاى؟

أ. دلال: بتقول إنهم حا يعرفوا إنها كذبت عليهم كل المدة دى، وبالتالى زى ما تكون ما بتثقشى فيهم، وكمان هى نفسها زى ما تكون مش حا تقدر تكمل معاهم بعد ما عاشته طول المدة دى  بالكذبة دى

د. يحيى: وانتو عرضتوا عليها إنها تقول لهم أثناء التفاعل فى الجروب (العلاج الجمعى)

أ. دلال: أيوه، وهى طبعاً خايفة تخسرهم ، وعمالة تحملنى مسئولية أنها ممكن تخسرهم، وإن ازاى حا يقبلوها وهى كانت بتكذب عليهم طول السنين دى، بس الدكتور محمود شايف طول الوقت إنه آن الأوان، وإن التأجيل ما عادشى له لازمة، وأنا شايفة إن لازم نحضّر أمها للموضوع ده

د. يحيى: وأمها دخلها إيه فى اصحابها

أ. دلال: ما هى بتقول إنها لو قالت لأصحابها، تبقى خالفت الاتفاق اللى اتفقته مع أمها، وعشان كده لازم تقول لها إنها قالت

د. يحيى: تقول لها، ولا تستأذنها

أ. دلال: إحنا اقترحنا عليها إنها ما تستأذنهاش، تقول لها بعد ما تقول لأصحابها

د. يحيى: ماهو يبقى على الدكتورة فتحية إنها تحضر الأم لفتح الأودة الضلمة اللى اتلموا فيها كلهم كده من غير أى فايدة، ولا هدف، بس الظاهر إن الضلمة ربطتهم ببعض أكتر وخلاص، وكأنهم عاملين عاملة، وأظن علاقة الدكتورة فتحية بالأم لمدة شهرين، وبالشكل اللى هى عرضت بيه الحالة النهاردة، مش كفاية للتحضير اللى بنقول عليه، زى ما يكون فيه إمراضية أكتر من مجرد الأعراض اللى جت بيها البنت أو الأم، يمكن لعبة “الاستغماية” دى، اللى من غير هدف فعلا، هى الأصل، أما الشكوى والأعراض فهما مجرد إعلان عن إن فيه وضع مش طبيعى لازم ينتهى، وعشان كده لازم الحسابات تاخد حقها، والتوقيت ينضبط بحيث العلاج ما يتفركشى لا هنا، ولا هنا

أ. دلال: يعنى نأجل إنها تصارح صاحباتها؟

د. يحيى: أظن كده، بس مش لأجل غير مسمى، عايزين بس العلاقة تتوثق مع الأم حبتين أكتر من كده، وعلى فكرة مهما أجلنا، لا بد حا تبقى فيه صدمة للأم بدرجة ما، مع إن مش حايترتب على الأم أى أضرار مباشرة ، إلا إنها يمكن تتفقس قدام نفسها إن كل ده ما كانشى له لازمة، أو كان بيخدم حاجة غامضة، يمكن هى نفسها ما تعرفهاش

أ .دلال : الدكتور محمود  شايف إن البنت مش حتتنقل نقلة تانية من غير ما تقول لأصحابها وصاحباتها، وإن التأجيل ما لوش فايدة، وإن الصدمة لو حصلت، يبقى نعالجها حسب اللى يظهر ، وهوه شايف إن ده أحسن ما نقعد خايفين من حاجة يمكن ما تحصلشى،  بس أنا قلقانة برضه، لإنى حاسة إن الأم حا تشعر زى ما تكون بالخيانة إن البنتين فتشوا السر، وإنهم  بالشكل ده بيسيبوها لوحدها، وهى ماعندهاش غير البنتين دول،  وفيه بنت أقرب لأمها من البنت التانية،  وهى قاعدة مع أمها طول الوقت

د.يحيى : هى دى البنت للى امها قلقت لما انت كنتى بتزقيها على الشغل؟

أ .دلال : أيوه

د.يحيى : أنا برضه باقول نستنى شوية، مش كتير، يعنى أسابيع مثلا، ونشوف العلاقة توثقت مع د. فتحية قد إيه،

أ .دلال : أنا ما أظنش إن فيه حاجة حا تتغير فى الأسابيع دى؟ وده رأى الدكتور محمود زميلى فى الجروب

د.يحيى : ما هو برضه شهرين قليل جداً ، إنتى زى ما تكونى بتنزعى من الأم لعبة كانت مسلياها بشكل غريب مش واضح لها معالمه، وهى ظروفها زى ما سمعتى من الدكتورة فتحية مش مستحملة، حتى لو كانت بتلعب استغماية مع الناس باستعمالها بناتها بالشكل الغريب ده، الظاهر المسألة طلعت أكبر من العلاج الأسرى والكلام اللى احنا قلناه فى الأول، بس سواء كده أو  كده البداية لازم تكون بإننا نرجع للواقع بأى تمن، وهو ده إللى حا يهدينا للخطوة الجاية

أ. دلال: يعنى البنت تقول، ونشوف؟

د. يحيى : إيه رأيك يا دكتورة فتحية؟

د. فتحية: أنا ميالة لرأى الأستاذة دلال، ما فيش داعى للتأجيل

د. يحيى: طيب وإذا انقطعوا كلهم عن الجلسات؟

د. فتحية : ما أظنش

أ. يحيى: وانتى يا دلال

أ. دلال: برضه ما أظنش، وبعدين يبقى إحنا عملنا اللى علينا، واللى يحصل يحصل

د. يحيى: أنا ابتديت أقتنع برأيكم، إن كده أحسن برضه

أ. دلال: أنا مستريحه لحضور البنت للجروب، أكتر من حضور الأم للدكتورة فتحية

د. يحيى: عندك حق ، واستمرار البنت حتى لو الأم قطعت، أظن حا يجرجر الأم تكمل، وفى الغالب  حاتكمل على مستوى تانى

د. فتحية: يارب يكون ده صحيح

د. يحيى: إنتى وشطارتك بقى

أ. دلال: أنا شايفة إن مهمة د. فتحية أسهل

د. يحيى: التساهيل على الله

أ. دلال: ربنا يوفقكم.

****

التعقيب والحوار:

د. رضوى العطار

المقتطف : حضرتك قلت لها “أنا ما باريحشى، أنا باعالج”. 

التعليق: الجملة دى صائبة جداً وحقيقية جداً ومؤلمة وواقعية، شكراً لك ولتعبيراتك الحقيقية.

د. يحيى:

شكرا لك انت

مع التذكرة أن الراحة تناوبا مع التعب هى ضمن المسيرة الحياتية والعلاجية،.. فقط هى ليست غاية المراد

د. رضوى العطار

المقتطف : بس انا حسيت إن الدخلة دى كانت بدرى شوية، لأنى ما كنتش عملت معاها علاقة متينة كفاية، مش عارفة هو أنا عملت كده فى الوقت المناسب بعد فترة شهرين يعنى ولا استعجلت؟ 

التعليق: أنا لا أعلم سن المعالجة، بس الداخله جامدة فى سن المريضة (52 سنة) وفارق السن بين المعالجة والمريضة محتاج تحضير كتير وقبول واحترام وحب، مشوار طويل يعنى مش شهرين!

د. يحيى:

هذا صحيح

د. رضوى العطار

المقتطف : “لكلٍّ حقيقة”

التعليق: بحب الجملة دى جداً فيها تلخيص كتب طب نفسى كتير!!

د. يحيى:

شكرا لبيراندللو

 د. رضوى العطار

المقتطف : إحنا حقنا نسأل زميلتنا دلال عن رأيها ما دام هى بتشوف بنات الست دى فى نفس الوقت. إيه رأيك يا دلال؟

التعليق: لا مش موافقة وميصحش ومينفعش ولازم نحترم خصوصية الاثتنين يجوز فقط بعد استئذان المريضة يحدث أمامها. غير كده يبقى اختراق للخصوصية!

د. يحيى:

الخصوصية على العين والرأس، لكن الحصول على المعلومات اللازمة المساعدة والضرورية للعلاج هى أبجدية تكوين جملة مفيدة فى علاج الحالتين: الأم والابنة، ولابد أن تعرف كل منهما أن هذا وارد، وبإذن مسبق من كل منهما.

د. رضوى العطار

المقتطف : د.يحيى: أظن آن الأوان إن احنا نفكر فى اللى بيسموه العلاج الأسرى

التعليق: بالظبط، مادام فى دينامية مشتركة يبقى ندخل فى علاج أسرى مش كل معالجة تاخد تفاصيل على جنب عن مريضة!

د. يحيى:

هذا صحيح وأنا أحيله إلى زميلاتى وبناتى للاختصاص: أ.د.نهى صبرى أو أ.د. منى الرخاوى إذا وافقت الأطراف وتم الاتفاق، علما بأن العلاج الأسرى قد يشمل أفراد الأسرة الأسوياء أيضا: بعضهم أو كلهم إذا لزم الأمر، باعتبار أن مرض بعض أفراد الأسرة هو مجرد أعراض لإمراضية الأسرة كوحدة مجتمعة.

ويمكن الرجوع إلى أ.د. منى أو أ.د. نهى.

د. رضوى العطار

المقتطف : أ. دلال: بس أنا أظن إن فى الحالة دى، إحنا لسه على الناحية السلبية، يعنى تحسن البنات بيخلى الأم تتعب وتقاوم، مش تتحسن.

التعليق: هو ليه فيه استعجال شديد من المعالجين، حاسه ان انفاسى نفسها بتتحرك بسرعة وانا بقرأ الحالة، مش كده؟ بالراحة!

د. يحيى:

حاضر

د. رضوى العطار

المقتطف : أ. دلال: مش عارفة قوى، لكن فى الغالب عشان الحسد والميراث، واللى عملوه قرايبهم إكمن ما عندهومشى أخ ولد، وكده

التعليق: يا دكتور ما يمكن ده إنكار لألم الفقد، الموضوع أعمق من ميراث وغيره!

 د. يحيى:

يمكن

د. رجائى الجميل

الكذب المقفول وخداع النفس من اكثر الحيل النفسية انتشارا وتعويقا .

بس السؤال كم واحد وواحدة بيمرض فى صورة اعراض كإعلان عن رفض ده وطلب تغييره . اظن مش كثير فى تقديرى ان المصيبة مش فى الكذب فى حد ذاته برغم قبحه طبعا انما فى حكاية الكذب لمجرد الكذب. يعنى زى ما يكون الواحد مستحلى حاجة قبيحة وملونة حياته كلها بزيف متحجر.

أظن أن ده شائع جدا فى كل الثقافات فى العالم كله، ولكن بيبان قوى عندنا نظرا لتمادى النفاق الاجتماعى والاهتمام بالظاهر أكثر من أى باطن، والله اعلم

د. يحيى:

لا أوافق على تعميم هذه الاستنتاجات عن بُعْد هكذا

التفاصيل تــُـلزِمنا بضرورة التعمق والتفرد

د. نجاة انصوره

فى البداية أًحب أن أعطى الأمر نصيبه من العرفان بالجميل وأًسدى الفضل لصاحب الفضل، والذى كان ولازال يُغدق علينا من وافر كرمه الكثير والكثير دون كلل أو ملل .

إن خطوة سمحة كهذه لم يسبق عليها الدكتور يحيى الرخاوى أحداً فيما أعلم، فأخرما يمكن أن يجود به المنظرون فى هذا المجال ” خاصة وهم يتكلمون من واقع خبراتى ” هو نظريات عامة فى الإشراف تعتمد على السرد الفلسفى العام له، أما وإن نجد ذلك وأكثر من ذلك فى تفصيلات نُقلت عن جلسات ” حية ” تم فيها الإشراف وبمنتهى الحرفية والدقة فى النقل وأخذت من واقع تصوير وتسجيل حى وفُرغت فى سرد كتابى بكل موضوعية بالضبط كما لو كنا جالسين نستمع لحلقة الإشراف فهذا وبحق مجهود خالص لوجه الله تعالى تجاه كل من يقع فى يده هذا الكنز الزاخر فبارك الله للأب المعطاء حياته ومجهوداته وقدراته وجزاه الله عنا جميعاً وافر الجزاء .. اللهم آمين .

د. يحيى:

يا نجاة، يا نجاة

بارك الله فيك، ونفع بك، وأدام فضلك

شكرا لقد اكتشفتُ أن هذا العمل – وكأنى لست صاحبه – اكتشفت أن به ما ينفع الناس (المعالجين والمرض وربما الأسوياء) أكثر من أى تنظير بحت فعلا ، عليك نور.

د. نجاة أنصوره

المقتطف: د.يحيى: هى كانت بتشتكى من إيه ؟

د.فتحية: هى كانت جايه أصلاً بتشتكى من خنقه، وضيقة،

التعليق: لم تصلنى مشكلة الأم بدقة غير ما قيل فى عبارات إنها جاية تشتكى من خنقة، وضيق، تفضفض يعنى! وإلا لما قُدمت للإشراف!

ولا أعلم المحك الذى جعل المعالجتان يتصوران بالفعل بأن ما تقوله البنات هو الأصدق عن ما تقوله الأم فى جلسات العلاج!  ولذا كان يفترض إستخدام تكنيك “المواجهة” للوقوف على أى حيل مستخدمة من الطرفين بدلاً من التحبط فى “المحاولة والخطأ” .

د. يحيى:

عندك حق،

مع التذكرة أن “المواجهة” هي لمزيد من التحقق من مصداقية المعلومات، وليست تحقيقا في اتهام!!

د. نجاة أنصوره

أعتقد ولست واثقة من إن حالات الخوف والقلق من الأقارب  مبررة وقد يكون أخذها على محمل نفسى فيه نوع من المبالغة وهذا يبعدنا عن جوهر الموضوع لمناحى أخرى إذ إن مشاكل الميراث دائماً متوقعه وطبيعى تثير هذه الدرجه من القلق والمخاوف “مبررة” وإن ركزنا عليها فهى لم تخرج فى اعتقادى عن القلق وما يستثيره من مخاوف عن كونه ” حالة ” ويحتاج تعديل سلوك وفى اقصى الحالات “توجية وارشاد “لم أقف على أعراض يمكن أعتبارها “أمراض أو أضطرابات” نفسية بالمعنى الأدق  ربما مثل هذه الشكاوى ما تجعل (التوجيه والإرشاد) يأخذ حقه بالمهنة ويتم الإعتراف به كإحدى أهم المنطلقات فى مساعدة ومساندة بعض العملاء الذين لايمكن أعتبارهم مرضى بالمعنى الحصرى .

د. يحيى:

نحن لا نتناول فى باب الإشراف بالتفصيل – كما تعلمين – إلا نقطة محددة عادة فى شكل إشكال أو تساؤل خطر للمعالج فى حالة بذاتها.

فعذرا.

د. نجاة أنصوره

المقتطف: د يحيى : لا لا لا ده شئ وده شئ، هما لما بيقعدوا مع بعض بيعذو إمراضية بعض، لكن لما يبقى فيه عامل علاجى فى وسط المجموعة بيبقى فيه مسؤول نشط مشارك: الدنيا بتختلف، زى العلاج الجمعى، هو مش مجرد قاعدة مع بعض وإلا كان كل القهاوى بقت جلسات علاج جمعى، دى قاعدة لها قواعد ومعايير وخطوات انا ماليش خبرة فى العلاج الأسرى لكن بيتهيألى إنه فيه قواعد مشتركة بينه وبين العلاج الجمعى .

التعليق: عظيم إن حضرتك تطرقت للعلاج الأسرى فهو بالفعل فعال جداً بالنسبة للأسرة الواحده وأعتقد إن حضرتك تستخدم  فى هذا التكنيك العلاجى بشكل أو بأخر عندما ترى بأن تستدعى بعض أفراد الأسرة ” الفاعلين ” المحوريين بحياة المريض وتتحاور معهم كجماعة وقد علمنا ذلك فى أكثر من معرض حديث حول إستخدام حضرتك لتكنيكات العلاجات السلوكية ربما دون ان تتفطن فاستخدامك له وبجدارة من فرط العادة والحرفنة .

 د. يحيى:

أنا لا أميل إلى تسمية العلاجات المختلفة بأسماء نظرية محددة حتى لا يختنق المعالج فى التنظير على حساب طلاقة الوعى البينشخصى والوعى الجمعى فالجماعى، كل ما ينفع المريض هو ما ينفع المريض وهو يصل إليه من كل وعى محيط، فما بالك من وعى مسئولٍ مشاركٍ معالجٍ مواكبْ، مدعوما طبعا بكل ما يحصل عليه من تقنيات وتنظير تتناسب مع كل حالة حسب الاختلافات الفردية، ومهارة التدريب.

أ. رانيا

فى حاجات كثير ناقصة ومش مفهومة وخصوصا علاقة الام بالزوج قبل الوفاة وعلاقة البنات بابوهم وعلاقة ابوهم بالعيلة زى ما يكون الشعور بالفقد اثر على اتزانهم وطريقة تفكيرهم هما محتاجين يشعروا بالآمان واعتقد ان دة وصل للبنات فى العلاج الجمعى بس لسه ماوصلش للأم وعلشان كدة انا مش مع المواجهه وانهم يقولو لاصحابهم دلوقتى لغاية ما حالة الأم تستقر ولو بشكل بسيط

د. يحيى:

عندك حق، مع التذكرة – مرة أخرى- أن هذا “إشراف محدود الهدف، وليس عرض حالة كما في باب “حالات وأحوال”.

“الوقت” و”التوقيت” من أول أساسيات العلاج النفسى

أ. إسلام نجيب

رغم إنه تحدى صعب آخر…كون الإمراضية متغلغلة فى الأسرة…لكن مجيئهم بإنتظام علامة ودلالة مبشرة وجيدة..

د. يحيى:

أعتقد ذلك

أ. محمد الحلو

المقتطف:  “دايما حاسة إنها مخبية حاجة، أو مستخبية ورا حاجة”

التعليق: فى ظل الإحساس ده هل من الأفضل ترك المريض حتى يتكلم من تلقاء نفسه أم أسعى لمعرفة ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟؟

د. يحيى:

هذا هو فن العلاج، وكل خطوة تحسب فى سياق العلاقة، والوقت، والتوقيت مثل أى فن تلقائى

أ. مريم عبد الوهاب 

المقتطف :د. يحيي:  فى الحالات الانسانيه الصعبة دى المعالج مابيحسبهاش بكلام العيان والاعراض بيحسبها فى حقها فى الرعايه والاحترام وكتير يتراجع عن حكايه “انى مش مريحاتى” واقول لأه ماهو لازم يستريح ..يمكن نخطى للعلاج الحقيقى بعد ما تاخد حقها فى الراحه 

التعليق: سبحان الله ..فعلا  ..يمكن يكون العلاج هو فى الراحه ..بعد الراحه .. أو معاها …الحق فى الرعايه والاحترام ..الله ينور عليك وليك يا استاذى

د. يحيى:

وعليك يا ابنتى.

أ. مريم عبد الوهاب 

المقتطف: أ.دلال: يعنى فيه بنت مخلصه كليه الألسن وانا ابتديت أزقها على الشغل والام مش متحمسه حتى أنها بتشتكى للدكتوره فتحيه وتقولها احنا مش محتاجين 

التعليق: كأن الام بتستمد امانها ونفسها من وجود البنات جنبها وتوقفهم عن الحياه ..كأن التوقف ده بيمدها هيه بالحياه 

د. يحيى:

هذا جائز

أ. مريم عبد الوهاب 

المقتطف: د.يحيى: وده عكس اللى بيحصل ساعات لما يتحسن أحد أفراد الاسره تبص تلاقى التانى يقلق ويعيا 

التعليق: الاسر المتواطئه …اللى بتكون قايمه على أدوار ثابته وبيتعايشوا على ادوارهم دى … واحد عيان والتانى سنيد والتالت بينظر والرابع والخامس ..كل واحد مكلبش فى الكرسى ومش عاوز يقوم ومستريح كده ..نقوم لما نحرك حد الباقى يخاف  أن  هييجى عليه الدور …

د. يحيى:

تعليقك مناسب، لكن أرجو أن نحذر ونحن نستعمل تعبير “الأسر المتواطئة”، لأنه تعبير فيه اتهام وتجريح، وما يحدث عادة يحدث بدوافع لا شعورية أكثر.

 علما بأن تحرك أحد الأفراد قد يهز التماسك المرضى للوحدة الأسرية دون فكرة “تيجى عليه الدور”.

  أ. مريم عبد الوهاب 

عجبنى جدا فكره أدوار المعالجين فى الحاله ومدى تعاونهم لمساعده الاسره دى

كمان عجبنى اوى اوى ديمقراطيه حضرتك فى التراجع  عن فكره التأجيل والاقتناع برأى المعالجتين إن مافيش داعى للتأجيل 

هكذا يكون العمل ..هكذا يكون النجاح ..والله المعين

د. يحيى:

سبحانه وتعالى.

أ. أسماء أحمد

لاحظت انه حضرتك فى معظم الحالات بتشير انه العيان لما يجى بانتظام ده مؤشر ايجابى بس السؤال هنا 

انا هعمل ايه بعيان بيجى بانتظام لمده شهور ومسببلى احباط لانه مش عايز يتقدم وكمان بيكذب وبيخبى عليا؟

د. يحيى:

الإحباط جزء هام فى مهنتنا، ومن خلاله ننمو ونتعلم. السبب الوحيد للإقلال من أهمية انتظام المريض هو أن يكون قد توقف تماما عن محاولة التحسن أو أصبح حضوره مضرا له أو لغيره.

____________________________

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 9-3-2010  www.rakhawy.net

 

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا مولانا: يارب عيد سعيد على حضرتك وعلى حضورك الطيب بيننا ،أدامه الله وأبقاه ما بقيت الحياه :
    المقتطف : العلاج الأسرى قد يشمل أفراد الأسرة الأسوياء أيضا: بعضهم أو كلهم إذا لزم الأمر، باعتبار أن مرض بعض أفراد الأسرة هو مجرد أعراض لإمراضية الأسرة كوحدة مجتمعة.
    التعليق : هذه واحده من إبداعات للطبنفسى الايقاعحيوى التطورى ،وقد بينتها حضرتك بشكل واضح فى ما كتبته عن المقابلة الكلينيكية ،وقد أثارت اهتمامى وجعلتنى أتساءل : لماذا لم يتم تناولها بشكل منفصل ،ويتم التعامل مع مسألة العلاقة الإمراضية فى الأسرة بشكل ممنهج ومعلن ،لدرجة أنى فكرت أستأذن حضرتك فى أنى أقوم بإجراء بحث تحت إشراف مباشر من حضرتك لرصد ” الإمراضية فى الأسرة التى يمرض أحد أفرادها ” ،يمكن نقدر نطلع بتكنيك واضح ومباشر يفيد المرضى وأسرهم فى نفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *