الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (70) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (70) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 21-4-2022                                  

السنة الخامسة عشر

العدد: 5346

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)  [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (70)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

الأصداء

‏‏70 – ‏البلياردو

‏”‏جلست‏ ‏فى ‏ركن‏ ‏المقهى ‏الذى ‏تقوم‏ ‏فيه‏ ‏مائدة‏ ‏البلياردو‏ ‏وجاء‏ ‏رجل‏ ‏نشط‏ ‏وراح‏ ‏يلاعب‏ ‏نفسه‏ ‏فيرمى ‏الكره‏ ‏مرة‏ ‏ويرد‏ ‏فى ‏الأخرى. ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏بأدب‏: “‏هل‏ ‏تسمح‏ ‏لى ‏أن‏ ‏الاعبك‏ ‏فهو‏ ‏أجلب‏ ‏للمتعة‏” ‏؟‏ ‏فقال‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏ينظر‏ ‏إلى:” ‏بل‏ ‏المتعة‏ ‏أن‏ ‏ألعب‏ ‏وحدى ‏وأن‏ ‏يتفرج‏ ‏الآخرون‏. ‏ونظرت‏ ‏حولى ‏فرأيت‏ ‏جميع‏ ‏الزبائن‏ ‏يغطون‏ ‏فى ‏النوم‏”‏

أصداء الأصداء

ما‏ ‏هو‏ ‏الأسلم‏، ‏أن‏ ‏يلاعب‏ ‏الانسان‏ ‏نفسه‏، ‏يحاور‏ ‏نفسه‏، ‏يحاول‏ ‏مع‏ ‏نفسه‏ ‏مقسمة‏ ‏إلى ‏ذواتها‏، ‏أم‏ ‏أن‏ ‏يحاول‏ ‏مع‏ ‏آخر‏ ‏ويعترف‏ ‏به‏ ‏إذ‏ ‏يتبادلان‏ ‏المغامرة‏ ‏والتفاعلات؟

العرض‏ ‏هنا‏ ‏رجـَّح‏ ‏الاختيار‏ ‏الأول‏: ‏أن‏ ‏يلاعب‏ ‏الواحد‏ ‏نفسه‏، ‏ولكن‏ ‏بشرط‏ ‏ألا‏ ‏ينفصل‏ ‏عن‏ ‏الآخرين‏، ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏إن‏ ‏يروى ‏حاجته‏ ‏إلى ‏الشوفان‏ ‏إذ‏ ‏يتفرج‏ ‏الآخرون‏ ‏عليه‏، ‏حتى ‏تتأكد‏ ‏وحدته‏ أكثر، ‏لكن‏ ‏الآخرين‏ ‏ليسوا‏ ‏رهن‏ ‏إشارته‏، ‏وهو‏ ‏يرفض‏ ‏أن‏ ‏يلعب‏ ‏معهم‏، ‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يطلب‏ ‏أن‏ ‏يروه‏، أن ‏يشوفوه‏، ‏أن يعترفوا‏ ‏به‏، ‏فجاء‏ ‏رفضهم‏ ‏بأنهم‏ ‏ناموا‏، ‏انسحبوا‏، ‏رفضوا‏ ‏التوقيع‏ ‏على ‏عقد‏ ‏تعيينهم‏ ‏شوافين‏ ‏محترفين‏ ‏مهمتهم‏ ‏أن‏ ‏يؤكدوا‏ ‏وجود‏ ‏لاعب‏ ‏ذاتوى ‏منغلق‏، ‏فى‏ ‏الملعب‏ ‏الذاتى ‏المنغلق‏، ‏والنتيجة‏ ‏هى ‏أن‏ ‏يخسر‏ اللاعب ‏اللعب في كل حال، فالمنتصر هو هو الخاسر، والجميع يغطون في النوم‏.‏

___________________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

 

4 تعليقات

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : ….رفضوا‏ ‏التوقيع‏ ‏على ‏عقد‏ ‏تعيينهم‏ ‏شوافين‏ ‏محترفين‏ ‏مهمتهم‏ ‏أن‏ ‏يؤكدوا‏ ‏وجود‏ ‏لاعب‏ ‏ذاتوى ‏منغلق
    التعليق : أعجبنى التعبير جدا ،لكن لدى تساؤل : هل نومهم رفض ،أم انسحاب ؟!يخيل لى كأن نومهم يعبر عن غفلتهم هم أيضا عن ذواتهم ،ويبدو لى كانى قبلت ذلك الذى يلاعب نفسه ،أكثر من أولئك النائمين الغافلين عن أنفسهم ،الواقع أن لدى أكثر من قبوله ،لقد دعوت له أن يقبل دعوة الداعي إلى ملاعبته ،ودعوت الله أن يفتح عليهما معا ،أما النائمين ،فليتولهم الله برحمته

  2. متعة الإعتراف بالآخر و متعة تبادل التفاعلات معه هي من الفطرة السليمة و الانسلاخ من الفطرة عذاب ؛ مش عارفة ليه تذكرت شىء لاحظته في أية
    ” و يخلد فيه مهانا ” حيث جاءت الصورة فردية و ليست جماعية وكأن من صور العذاب الحبس الانفرادي و اعتقد أن هذا ما يحدث فى تغليظ العقوبة فى السجون فالحرمان من الأخر عقاب و تعذيب .. . هي خاطرة خطرت ببالي حبيت اشاركها معك مولانا الحكيم
    دمت معلمنا و مولانا الحكيم و دامت حكمتك نور على نور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *