الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60) الحالة: (55) “… ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام”

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60) الحالة: (55) “… ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 20-4-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5345

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (55) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (55)

... ضبط جرعة التدخل المهنى، ومعنى الاحترام ([1])

د. منتصر فوزى: صباح الخير، يا دكتور يحيى، هى عيانه عندها 33 سنة معاها بكالوريوس كلية كويسة، متجوزه ومخلفه بنتين 3 سنين و7 سنين،  هى متجوزه ولمّا كان عندها 21 سنة، كانت لسه طالبة، والدتها ووالدها بيشتغلوا فى مناصب أكاديمية عالية، وهما من طبقة مثقفة وغنية وكويسة.

د.يحيى: عندها أخوات؟

د.منتصر فوزى: آه هى الاولى من ثلاثة اخواتها الاتنين متجوزين، بنت وولد، جوازات ناجحة وكل حاجة.

د.يحيى: هى بتشتغل ؟

د.منتصر فوزى: أيوه، بس مش فى التخصص بتاعها، لكن فى سفارة كده، إنما بتحب شغلها ده أكتر من التخصص، ومرتبها كويس جدا.

د.يحيى: وهى معاك بقالها قد ايه معاك؟ وكانت جايه ليه؟

د.منتصر فوزى: معايا بقالها 3 شهور، وهى كانت جايه لحضرتك بأعراض إن هى مخنوقه ومتضايقة، وفيه مشاكل مع جوزها، جوزها مسافر من حوالى ست شهور، وبيدرس برضه حاجة غير تخصصه، مع إنه عنده أربعين سنة، وناجح فى تخصصه جدا

د.يحيى: وانت بتشوفها من قد ايه ؟

د.منتصر فوزى: من 3 شهور

د.يحيى: وانت بدأت تشوفها بعد ما جوزها سافر ؟

د.منتصر فوزى: آه بـعد ما سافر بتلات شهور

د.يحيى: ووصلت معاها  لحد فين؟

د.منتصر فوزى: هى كانت جايه بأعراض اكتئابيه وخنقه ومتضايقه وان هى عايزه تتطلق من جوزها ومش عايزه تكمل معاه

د.يحيى: من 21 لـ33 يعنى 12 سنه جواز !!

د.منتصر فوزى: آه فى خلال الـ12 سنه دول علاقتها بيه كانت غريبة، يعنى علاقتها بيه كانت علاقه ضعيفه خالص، هو طول الوقت بره فى شغله، ممكن يقعد باليومين بره فى الشغل ما يقولهاش هو فين

د.يحيى: قلت لى هو بيشتغل ايه ؟

د.منتصر فوزى: هو معاه دكتوراه وبيشتغل شغلة كويسة

د.يحيى: ناجح فى شغله ؟

د.منتصر فوزى: أيوه، قوى، على المستوى الوظيفى، وعلى المستوى الخاص كمان، لكن انا مش عارف ساب ده وده، سافر بره يدرس حاجة تانية خالص

د.يحيى: حاجة تانية غير تخصصه اللى هوه ناجح فيه ده !!؟

د.منتصر فوزى: ما هو ده برضه أنا مستغرب له،  انا مش عارف النقله دى هو عملها ليه، هو حتى فى قراراته ما بيقولّهاش أى حاجة، ما بيشاورهاش، يعنى هى فوجئت بسفره ده زى أى حد غريب بالظبط، هو كل قراراته بتبقى مفاجأة بالنسبه لها، يعنى لما يبيع شقه تعرف من بره ان هو باعها، ما بيشركهاش فى أى حاجه،  وطول الوقت بره البيت، ممكن تتصل بيه تقوله إنت حاتيجى إمتى ما يردش عليها،  فى خلال الفتره اللى قبل ما تيجى لحضرتك على طول،  هو كان على علاقه مع البنت اللى كانت شغاله عنده، ومراته عرفت الكلام ده وسجلته له وأعلنته فى العيله، ما قالتشى حاجة له مباشرة

د.يحيى: والعيلة عملت إيه؟ 

د.منتصر فوزى: ولا حاجة،  هو موقفه قوى شويه فى عيلته، لكن هى لما قالت  لعيلتها، وشاورت على إن كده مش نافع، وإنها عايزة تتطلق، بس هو والدها ضعيف شويه، ووالدتها قالت لها ما عندناش حد بيطلق، وكلام من ده،  والعلاقه كمّلت مع جوزها أى كلام، ما حدش وقف جنبها أو وافقها.

 د.يحيى: كملت ازاى؟ 

د.منتصر فوزى: أصل هى نفسها كانت مشيت مرتين مع واحد أصغر منها،  كان بيتدرب عندها، وبرضه الموضوع اتعرف على مستوى العيلة، بس هى بعد كده وقـّـفت. 

د.يحيى: وجوزها عرف؟

د.منتصر فوزى: تقريبا، وزى ما يكون بيقول  لها، مادام انتى عملتى كده ، يبقى انا أعمل زيك أنا كمان.

د.يحيى: هى العلاقات دى كانت كاملة ولا إيه؟

د.منتصر فوزى: لأه، مش عارف، هى كل إللى قالته لى إنها عندها أدله على مستوى التليفون، وهى عرفت من الرسايل والنمر إللى على المحمول. 

د.يحيى: إنت متأكد إنها تليفونات بس؟

د.منتصر فوزى: ده اللى وصلنى، ما اعرفشى غير كده.

د.يحيى: انا اسف، بس انا فاكر إن البنت لما حولتها لك، ما كانشى فيه كلام من ده

د.منتصر فوزى: هى البنت انطوائية خالص،  يعنى مالهاش أى علاقات تذكر، وماكانش لها أصحاب خالص غير بنت واحده و حتى البنت دى سافرت كمان، وحتى علاقتها بوالدتها علاقه سيئة

د.يحيى: فيه تاريخ مرضى إيجابى فى العيلة؟ 

د.منتصر فوزى: حاجة بسيطة  من ناحية الاب،  بس هى ماقدرتش تحدد لى حاجه واضحه، بس الزوج نفسه عنده تاريخ إيجابى فى عيلته للمرض النفسى، وهما مش قرايب هى وجوزها، الزوج يعنى أخوه الظاهر انتحر، وفيه حد تانى فى عيلته ما اتجوزشى، وساب شغله وقاعد معزول فى بيته سنين.

د.يحيى: طيب، ما هو ده مهم برضه يفسر بعض غرابة سلوكه، قصدى صعوبة عمل علاقة حقيقية مع آخر

د.منتصر فوزى: أيوه، هوه ممكن يقعد مخاصمها مثلا اسبوع أسبوعين من غير كلام خالص، ويمكن ساعات من غير سبب.

د.يحيى: وعلاقتهم الجسدية شكلها إيه؟

د.منتصر فوزى: هى مارضيتشى تتكلم بالتفصيل فى ده، بس الغريب إنها قالت لى إنه فى الفترات اللى كان فيها مرتبط بالبنت التانيه دى كانت العلاقة اتحسنت  بينهم، بس كان خلاها تشرب حشيش معاه، بس بعد كده رجع الفتور تانى.

د.يحيى: فتور فى العلاقة دى بس، ولا فى كله  

د.منتصر فوزى: فى كله، ما هيه زى  ما تكون مش موجوده فى حياته خالص،  هو حاطتها كده على جنب، وبيتحرك لوحده كأنه مش متجوز، عشان كده هى طلبت الطلاق لما اتأكدت إن كده ماينفعشى.

د.يحيى: ما انت بتقول إنها من الأول جاية تتكلم فى الطلاق.

د.منتصر فوزى: أيوه، بس انا زقيت موضوع الطلاق ده بعيد شوية، واشتغلت معاها فى حاجات تانية، وقلت لها نخلى حكاية الطلاق دى لما اعرف معلومات كفاية.

د.يحيى: حاجات تانية زى إيه؟ إيه اللى اشتغلتو فيه؟

د.منتصر فوزى: هى أصلها وهى معايا، اشتغلتْ شغلانة جديدة، وهى مبسوطة منها، وبتقبض كويس، وحياتها ماشيه من غيره كويس.

د.يحيى: وابوها وامها؟ إنت بتقول ناس أكاديميين، ومثقفين وتمام التمام، رأيهم ايه فى الطلاق كاحتمال واقعى وارد؟

د.منتصر فوزى: أنا قلت إن هم كانوا رافضينه قبل كده، وهى سمعت كلامهم،  بس فى الفتره الحاليه، زى ما يكون شغلها كبّـرها، أو خلاها تستغنى، وبدأت تستقل عنهم شويه، او بدأت تحس ان هى بتدفع تمن حاجات كتير همه مش واخدين بالهم منها، هى يعنى بدأت تستقل عنهم، فبقى  يعنى قرار الطلاق حايبقى قرارها هى

د.يحيى: السؤال بقى ؟؟؟

د.منتصر فوزى: السؤال إنى أنا ركنت موضوع الطلاق على جنب وبدأت اشتغل معاها فى حاجات تانيه، فى لبسها، فى شغلها فى اهتمامها ببناتها وكده، وهى ما عادتشى بتفتح موضوع الطلاق بالإلحاح القديم، يا ترى أتنى مطنش كده أنا برضه لحد ما تفتحه هى مع إنها كان ماعندهاش غيره؟

د.يحيى: إنت يا أخى بتشتغل فى اللى هى بتطرحه أولا، مش فى اللى انت بتقرره، ما هو أما الحاجة تلح عليها، وتطلع فوق السطح هى حا تفتح الموضوع لوحدها

د.منتصر فوزى: هوه أنا لاحظت إنى  لما باحاول يعنى أشاور على موضوع الطلاق كده، زى ما يكون هى وصلت لحاجة واضحة بالنسبة لها، واستغنت عن رأيى، حاجة زى كده.

د.يحيى: هى كانت جايه فى الاول عشان الطلاق، ولا عشان حاجة تانية؟

د.منتصر فوزى: لأه مش كده مباشرة، يعنى هى كان نومها مش مظبوط، ومزاجها وحش،  ومش مبسوطه، وحضرتك اللى جرجرتها فى موضوع العلاقة الزوجية، فظهر على الوش، فحولتها لى عشان ده كله، فأنا دلوقتى لما بيتفتح موضوع الطلاق تانى، باحس إنها  مقرره تتطلق وخلاص، وإن المسألة مسألة وقت، وحتى هى مش قابله خالص تتكلم معاه فى التليفون من أصله.

د.يحيى: طيب، ما دام هى استقرت على اللى هى عايزاه، إنت مالك بقى تقعد تنخور تانى وتفتح الموضوع  من عندك ليه؟

د.منتصر فوزى: خلاص ماشى ما انا راكنه على جنب برضه

د.يحيى: مش باين، مش هى يا إبنى قررت تتطلق قرار نهائي؟

د.منتصر فوزى: آه ، الظاهر كده.

د.يحيى: طيب إنت مالك بقى؟

د.منتصر فوزى: ما هى جيه لنا عشان الحكاية دى، أنا  مش عارف دورى أصبح إيه  فى الموضوع ده؟

د.يحيى: يا أخى، يا أخى! مش هى  قالتلك تقريبا مالكشى دعوه بقى سيينى أتصرف، وانتهى الامر، زى ما يكون هى فى الأول كانت محتاجة  منى أو منك، حد يمضى لها على اللى حاتعمله، يعنى غالبا هى  كانت جيالى انا امضى لها،  وبعدين لما انا حولتها لك، تصورت إنك حا تمضى لها بدالى، قال إيه عشان تخفف عن نفسها مسئولية اتخاذ القرار، حتى قدام بناتها لما يكبروا، ده مش ضرورى كان موجود ظاهر كده قوى فى وعيها، وبعدين استقلت واشتغلت والبركة فيك، ويمكن كبرت شويه، راحت مقرره إنها تستغنى عن الإمضا بتاعتى وبتاعتك، وفى نفس الوقت أهلها ابتدوا يحترموا موقفها،  دخلك انت ايه بقى فى الموضوع دلوقتى؟ شاغل نفسك بيه ليه من غير ما هى تفتحه؟ هى ما عادتشى محتاجه لحد يمضى لها لا أنا ولا انت، أهلها زى ما يكون مضوا غصب عنهم، لكن أهم  مضوا وخلاص،  انتهت القصه دى بالنسبة لنا، لكن هى لسه  عيانه وبتتعالج، ما دام لسه بتيجى. 

د.منتصر فوزى: يعنى ما افتحشى الموضوع تانى خالص؟

د.يحيى: يعنى يا إبنى هوه عشان إنت مش موافق، عايزها ترجع فى كلامها ولا إيه؟

د.منتصر فوزى: آه، ما انا خايف من ده، وبعدين 13 سنه هى ضيعتهم بفرصهم،  وبعد كده حاتعمل إيه ومعاها بنتين؟

د.يحيى: يا إبنى انت بتتكلم زى حكاية سياسة السوق، ضيعتهم إيه وفرص إيه؟ صحيح ده كلام فيه واقع صعب، لكن إحنا مش بنسوق بضاعة، دى بنى آدماية لها حقوق قبل بناتها، وقبل جوزها، ضيعت إيه وبتاع إيه؟  إحنا “هنا ودلوقتى”، هى قادرة تعيش زى ما ربنا خلقها لها كيان وحقوق ولا لأه، محترمة ولها دور ولا لأه، حد شايفها ولا لأه، عملت اللى عليها وانت عملت اللى عليك ولا لأه، وبعدين الجواز ده تجربة زى كل التجارب، بس ناخدها جد حبتين، لأنه صعب تلات حبات.

د.منتصر فوزى: مش قصدى فرصها فى الجواز بس، قصدى فرصها فى الحياه نفسها برضه.

د.يحيى: لا يا شيخ! ما هى شغاله شغله كويس ، وفرحانة بشغلها، وناجحة وبتربى بناتها فى حدود المتاح، والأشيا رضا، لأه إنت مركز على الجواز كأنه هو ده كل حاجة دلوقتى.

د.منتصر فوزى: بصراحة ، آه

د.يحيى: إنتَّ مالك يا جدع انت خايف كده ليه؟ ما هى زيها زى أى واحده عندها 33 سنة، بعيال،  او مش بعيال،  اذا جت فرصه حاتتجوز، ما جاتش فرصه أهى زيها زى اللى ما بيتجوزوش، هى تكبر وتعيش فى ظروفها الخاصة، وتتحمل مسئولية قرارتها، واحنا معاها فى حدود خبرتنا ومهنتنا، من غير ما نتدخل أكتر من كده، يعنى هى جت تاخد إمضا منى وبعدين منك عشان تتطلق، وبعدين كبرت وفهمت بسرعة، وباين إنها استغنت عن الامضاء، وقررت إللى قررته، وحتى استغنت عن إمضاء أهلها، فوافقوا على موقفها، وكانوا أجدع منك ومنِّى، وهى بتكمل عشان لقت حاجة فى العلاج عايزاها، وإلا حاتكمل علاج ليه بعد ما قررت واستغنت كده؟

د.منتصر فوزى: ما هو انا سألت نفس السؤال ده يعنى

د.يحيى: إنت تقول لها كده، بس مش بشكل مباشر، يعنى من خلال العلاج والصنعة، تقول لها إنتى كنتى جايه عشان كذا،  يعنى مش حاتقولها إمضا ومش إمضا، لأه ، إنت زى ما تكون بتعمل اللى احنا بنقول عليه “إعادة تعاقد”، يعنى بعد ما استقرت هى ومش عايزة موافقاتنا وكانت جاية أساسا عشان كده، يبقى يعاد ترتيب الأوراق، لدرجة إن يجوز تطرح عليها توقف العلاج ولو شوية، وتقول لها لما تعوزى حاجه محددة إبقى تعالى، أو تجيبها وتجيلى، مش انا اللى محولها لك يا ابنى، وانا مش حاقول حاجة زيادة، بس هى تتطمن إن احنا سوا سوا

د.منتصر فوزى: ما انا فكرت فى ده

 د.يحيى: ..وبرضه إنت لازم تتطقس تشوف يمكن حد يكون ظهر فى حياتها،  ما هىّ بتشتغل وبتشوف ناس، وجوزها مقرطسها للدرجة اللى انت قلت عليها، يبقى هى مش حا تغمض عنيها وتلغى مشاعرها لحد ما سيادته يتعطف عليها، مش معنى كده إنها تسيب نفسها، إنما تحترم إنسانيتها واحتياجها، لحد ما ربنا يسهل.

د.منتصر فوزى: ما هى طول الوقت بتعمل ده يعنى العلاقتين، اللى هى ارتبطت بيهم كانت بتدور بره البيت على إنها تروى احتياجها

د.يحيى: أيوه ، بس مش معنى كده إن احنا نشجع ده وبس، احنا نضيف جرعه من الموضوعيه فى الاختيار الجديد، لأن الخوف فى الحالات دى إنها من كتر ما استحملت، واتهانت، تكرر النص نفسه (الاسكريبت)، يعنى ” احتياج، فإعجاب، فارتباط، فإحباط“، وهات يا كلاكيت تانى وعاشر مرة، فهنا يبقى لك دور محدد انك تساعدها فى تحسين رؤيتها، وقدرتها على الحكم على الناس، وعلى البديل، يعنى عشان ما يبقاش احتياج فقط، تيجى تنتقم من اللى جرى لها، تلاقى نفسها بتنتقم من نفسها، وبرضه ما تبقاش العلاقة الجديدة مجرد تعويض فقط، الكبران بيخلى مقاييس جديدة تظهر، والعلاج كبران، مفروض يعنى، فإنت دورك تقف معاها عشان ما تستعجلشى، إحنا ساعات بنعتبر إن المعالج زى كوبرى بيعدى العيان عليه لحد ما يوصل للشط التانى، ويلاقى اللى يلاقيه على الشط التانى، وده معناه إن دورك ما انتهاش، يعنى  لو تختفى من حياتها كده مرة واحدة  وهى فى الظروف دى، يمكن تروح مندفعه إلى أى اختيار يمكن يطلع ألعن من الأولانى، وخلى بالك برضه، برغم إنها استقرت وكلام من ده، إحنا ما سمعناش حاجة من الطرف التانى، صحيح ما فيش فرصة، بس تحط ده فى الاعتبار طول الوقت.

د.منتصر فوزى: هو انا طلبت منها إنه لما ييجى أجازه أنا لازم اشوفه، انا كنت واخد موقف من كلامها بصراحه لحد ما اقابله، و قلت لها انا ما اقدرش احكم فى أى حاجه إلا لما اشوفه

د.يحيى: عندك حق بس احنا فى النهاية بنشتغل فى المتاح، نعمل إيه لو هى ما قدرتشى تقنعه، أو هوه ما جاش؟ مش حا نتخلى عن مسئوليتنا وحانشتغل برضه.

د.منتصر فوزى: آه ما هو ده اللى خلانى متردد إنى أستسلم لقرارها وخلاص.

د.يحيى: عندك حق نسبى، صحيح إنت من حقك تشوفه، قصدى تطلب تشوفه، عشان نبقى اكثر موضوعيه، إنت كل ما حصلت على معلومات صحيحة، حا تلاقى حكمك أصح، وتتجنب على الأقل تكرار “النص” (الاسكريبت)، إنت عارف الحالة اللى فى الكتب اللى بيضربوا بيها المثل لتوضيح تكرار السكريبت، الست اللى تتجوز واحد مدمن، وتقول لنفسها أنا حا خليه يبطل عشان باحبه، وتفشل، وتتطلق، وماتتعلمشى، وبعدين تروح متجوزة مدمن تانى، وتفشل، وتتطلق، وما تتعلمشى، وهكذا، وتقعد تكرر فى الحدوته دى زى ما هى لحد ما تضيع، لازم تعمل حساب إنك تحاول تكسر الحلقة المغلقة دى إذا كانت موجودة، أو محتمل إنها تتوجد.

 د.منتصر فوزى: إزاى؟

 د.يحيى: إنت عارف إنى مش حاقول لك ازاى، دى صنعة، وكل الإيجابيات اللى حصلت، وإنها رجعت الشغل، وإنها وقفت العلاقات اياها، ما هو ده حصل عشان لقت مصدر تانى للفهم والاحترام، ما هو العلاج بيشتغل لوحده لما نكون واخدينها جد، من غير ما نعرف ازاى. ما دام لسه عايزه تيجى يبقى خير وبركه، ويعاد التعاقد فى الظروف الجديدة أيا كانت، وهى عندها من القوة اللى تسمح لها إنها تلاقى اللى هى عايزاه، مش هى قدرت تسيب تخصصها وتشتغل فى حاجة تانية وتنجح من غير ما حد يشور عليها ولا تندم؟

د.منتصر فوزى: أيوه

د.يحيى: يبقى ده “نص” تانى (سكريبت)، بس سكريبت إيجابى بقى الناحية التانية، يعنى هى تقدر تعمله فى مجالات تانية وتالتة وتنجح بيه برضه، إحنا لازم نحترم قدراتها اللى هى عملتها لوحدها، حتى من غير علاج ، واللا إيه.

د.منتصر فوزى: ده صحيح

د.يحيى: طيب يا أخى،  إنت من حقك تتعلم منها زى ما هى بتتعلم منك، وده بيبدأ بالاحترام الحقيقى، يعنى مش تقول لها “أنا بحترمك”، لأه، إنت مجرد إنك تشارك، وما تفرضشى رأيك قوى طول ما هى ممشية حالها، ده بيوصل لها بهدوء وطيبة وجدية، وده عكس اللى انت قلته عن اللى كان جوزها بيعمله معاها، حتى كان مابيقولشى لها هوه رايح  فين، وما تنساش إن هى برضه نشأت فى أسرة لها مميزاتها وإنجازاتها، وإن أمها، ومش بس أبوها، بتشتغل، ووصلت لإنجازات أكاديمية ووظيفية محترمة زى ما انت قلت.

د.منتصر فوزى: آه صحيح

د.يحيى: عايز حاجة تانية ؟

د.منتصر فوزى: لا . شكرا

****

التعقيب والحوار:

أ. يوسف عزب

هل لو نفس الحالة امام هذا الدكتور ولم يطمئن الى النضج او الكبران شوية اللى حصل ووجد انها استبعدت موضوع الطلاق نهائيا هل له الحق أن يتدخل ام لا.

د. يحيى:

كل شىء جائز حسب الحالة، خاصة إذا كان تحت إشراف.

د. عمرو دنيا

أعتقد أننا فى مهنتنا هذه قد نتدخل “مهنيا” فى ديناميات المريض وعلاقاته بطريقة قد يصعب فهمها حتى من زملائنا فى نفس المهنة، وفى نفس الوطن والثقافة، ناهيك عن العالم الغربى وأعتقد أن هذه خبره لم نكن لنكتسبها سوى هنا فى هذا المكان فشكراً.

د. يحيى:

لا أظن أن من حق أحد أو مؤسسة أن تحتكر اكتساب خبرة ما، ومع ذلك اقدر تقديرك، وأواكب تطورك، وأشكرك، وأرجو أن نتعلم معا معنى الاختلاف وإتاحة الفرص للتعلم من أكثر من مدرسة واتجاه.

 د. أسامة فيكتور

هى بتحب شغلها اكثر من تخصصها وجوزها بيدرس حاجة غير تخصصه، ويا ريت نتعلم من الست دى إزاى نشغل النصوص الايجابية عندنا.

د. يحيى:

يعنى!! أنا شامم ريحة إنك عايز تشتغل فى غير تخصصك، بصراحة هذا شعور طيب حين تأخذ المسألة جد، والأطيب هو أن تستمر وتنمو بغض النظر عن التخصص بشكل محدد.

 د. ناجى جميل

أرى انه من صعوبات ممارسة العلاج النفسى كيفيه التعامل مع الاحكام الشخصية الجامدة أو اسقاط معوقات ومخاوف المعالج على المريض. اعتقد ان موقف المعالج الذى يكون المريض قد تعداه وسبقه حركة او نمواً يعد شديد الصعوبة والتحدى فى العلاج، أشكرك يا د. يحيى على ما تقدمه عن خبره فى الاشراف على العلاج النفسى

د. يحيى:

أنا الذى أشكرك وأحيل من يريد التفاصيل إلى أنواع الإشراف، وبالذات، “المريض مشرفا”([2]).

د. محمد شحاتة

أراجع نفسى مئات المرات قبل أن أتقبل رغبة المريض – المريضة غالباً- فى الطلاق، أعترف ان ذلك قد يكون راجعاً لأسباب اجتماعية تربوية لدىّ فى الاساس. لكننى أراه فى الغالب قراراً يعود بالخسارة على جميع الاطراف ولا يوجد فيه رابح أبداً.

د. يحيى:

ليس دائما!!

صحيح أنك قلت “غالبا”، لكن ما وصلنى هو أكثر من ذلك.

د. رضوى العطار

المقتطف: “إنت يا أخى بتشتغل فى اللى هى بتطرحه أولا، مش فى اللى انت بتقرره، ما هو أما الحاجة تلح عليها، وتطلع فوق السطح هى حا تفتح الموضوع لوحدها”

التعليق: مهم جدا ده وكتر خيرك

د. يحيى:

العفو.

د. رضوى العطار

المقتطف: “يا إبنى انت بتتكلم زى حكاية سياسة السوق، ضيعتهم إيه وفرص إيه؟ صحيح ده كلام فيه واقع صعب، لكن إحنا مش بنسوق بضاعة، دى بنى آدماية لها حقوق قبل بناتها، وقبل جوزها، ضيعت إيه وبتاع إيه؟  إحنا “هنا ودلوقتى”، هى قادرة تعيش زى ما ربنا خلقها لها كيان وحقوق ولا لأه، محترمة ولها دور ولا لأه، حد شايفها ولا لأه، عملت اللى عليها وانت عملت اللى عليك ولا لأه، وبعدين الجواز ده تجربة زى كل التجارب، بس ناخدها جد حبتين، لأنه صعب تلات حبات”

التعليق: محترم جدا فهمك للمريضة بالطريقة دى … بصراحة نفسى أفهمهم إنشالله ربع الفهم ده!

د. يحيى:

إن شاء الله.

د. رضوى العطار

المقتطف: “إحنا ساعات بنعتبر إن المعالج زى كوبرى بيعدى العيان عليه لحد ما يوصل للشط التانى، ويلاقى اللى يلاقيه على الشط التانى، وده معناه إن دورك ما انتهاش”

التعليق: تقصد حركية النمو بخطوات محسوبة؟

د. يحيى:

تقريبا

لكن: ليس تماما.

أ. رباب حمودة

المقتطف: د.يحيى: طيب، ما هو ده مهم برضه يفسر بعض غرابة سلوكه،

التعليق: هل المرض النفسى فى العائلة يفسر التصرفات الغريبه والعكس؟

د. يحيى:

ابتداءً، أنت تعلمين يا رباب مدى اهتمامى بالتاريخ العائلى سواء كان مرضا أو إبداعا أو سلوكا، وبالتالى فكثيرا ما يساعد تعرفنا عليه فى فهم ما طرأ على المريض.

وعلى الجانب الآخر فإن فكرة العلاج الأسرى هى اعتبار احتمال أن تكون الأسرة هى المريضة، ويكون الفرد (الأفراد) مجرد أعراض لهذا المرض المركزى

وتطبيق هذا المبدأ ربما يسرى حتى بعيدا عن العلاج الأسرى.

أ. رباب حموده

كنت عاوزه اعرف اكتر عن اخواتها عشان اعرف ان النص المكرر ده عنها وعند اخواتها ولا لأ جالى الإحساس ده من توريث النجاح والفشل عند العائلات.

د. يحيى:

تنبه مكرر أن باب الإشراف على العلاج النفسى غير باب “حالات وأحوال”، الذى يقدم كل المعلومات المتاحة معاً.

 ___________________

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 9-2-2010  www.rakhawy.net

[2] – نشرة الإنسان والتطور” 1/2/2009: “مستويات وأنوع الإشراف على العلاج النفسى” www.rakhawy.net

 

تعليق واحد

  1. المقتطف إنت من حقك تتعلم منها زى ما هى بتتعلم منك، وده بيبدأ بالاحترام الحقيقى، يعنى مش تقول لها “أنا بحترمك”، لأه، إنت مجرد إنك تشارك، وما تفرضشى رأيك قوى طول ما هى ممشية حالها، ده بيوصل لها بهدوء وطيبة وجدية، وده عكس اللى انت قلته عن اللى كان جوزها بيعمله معاها، حتى كان مابيقولشى لها هوه رايح فين..
    التعليق : رسالة الاحترام دي لما بتوصل للعيان حقيقي بيختلف .. اظن العيانه دي فعلا محتاجه احترام لوجودها..لاعتراضها علي المفروض ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *