الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (55) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (55) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 6-1-2022

السنة الخامسة عشر               

العدد: 5241

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (55)

الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!‏

مقدمة:

لست‏ ‏متأكدا‏ ‏من‏ ‏سلامة‏ ‏المنهج‏، ‏لكننى ‏ممتلئ‏ ‏باستمرار‏ ‏المحاولة‏، ‏وحين‏ ‏قرأت‏ ‏قراءتى ‏للفقرات‏ ‏الثلاث‏ ‏التالية‏ 55، 56، 57، ‏ووجدتنى ‏قد‏ ‏وصفتها‏ ‏جميعا‏ ‏بالفتور‏، ‏تساءلت‏، ‏فلماذا‏ ‏إذن‏ ‏أثبتها‏ ‏أصلا؟‏ ‏لكننى ‏عدت‏ ‏وتذكرت‏ ‏تأكيدى ‏على ‏ضرورة‏ ‏إثبات‏ ‏هذا‏ ‏التراوح‏ ‏بين‏ ‏الاختراق‏ ‏المبدع‏، ‏وبين‏ ‏التراخى ‏الفاتر‏، ‏وأن‏ ‏ذلك‏ ‏فى ‏ذاته‏ ‏علامة‏ ‏دالة‏ ‏تستأهل‏ ‏إشارة‏ ‏نقدية‏، ‏فقد‏ ‏دأبنا‏ ‏على ‏تصور‏ ‏المبدع‏ ‏بما‏ ‏نريد‏، ‏أو‏ ‏بما‏ ‏نتوقع‏، ‏أو‏ ‏بما‏ ‏ينبغى، ‏حتى ‏يصل‏ ‏بنا‏ ‏الأمر‏ ‏إلى ‏نوع‏ ‏من‏ ‏التقديس‏ (‏أو‏ ‏التفويت‏)، ‏وخاصة‏ ‏إذا‏ ‏أضيف‏ ‏عامل‏ ‏عاطفى ‏شخصى ‏مثلما‏ ‏هو‏ ‏الحال‏ ‏معى ‏حالا‏، ‏وبالتالى ‏فإننا‏ ‏قد‏ ‏نرى ‏حسنا‏ ‏ماليس‏ ‏بالحسن‏، ‏ولن‏ ‏يضير‏ ‏مبدع‏ ‏أن‏ ‏يفـتـر‏ ‏هنا‏ ‏أو‏ ‏يخمد‏ ‏هناك‏، ‏فمازلت‏ ‏أذكرنى ‏وأنا‏ ‏أقرأ‏ ‏حديث‏ ‏القس‏ ‏زوسيما‏ ‏فى ‏الأخوة‏ ‏كرامازوف‏ ‏وأنا‏ ‏محتج‏ ‏على ‏ديستويفسكى ‏أشد‏ ‏الاحتجاج‏، ‏محتج‏ ‏على ‏هذا‏ ‏الإطناب‏ ‏الممل‏، ‏وهو‏ ‏أمر‏ ‏تكرر‏ ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏أعماله‏، ‏ثم‏ ‏إننى ‏أنوى ‏الرجوع‏ – ‏فى ‏الدراسة الشاملة‏ – ‏إلى ‏الأصداء‏ ‏مكتملة‏، ‏آملا‏ ‏حينذاك‏ ‏أن‏ ‏الفقرات‏ ‏التى ‏زعمت‏ ‏أنها‏ ‏فاترة‏، ‏أو‏ ‏التى ‏وصلتنى ‏فاترة‏، ‏قد‏ ‏تنبض‏ ‏فى ‏سياق‏ ‏آخر‏، ‏فإذا‏ ‏لم‏ ‏تنبض‏ ‏فلن‏ ‏يضار‏ ‏العمل‏ ‏كله‏ ‏بداهة‏.‏

‏آمل‏ ‏بصدق‏ ‏أن‏ ‏يتحملنى ‏القارىء‏ ‏مهما‏ ‏اختلف‏ ‏معى.

الأصداء

‏55 – ‏النصيحة

‏”‏كان‏ ‏لنا‏ ‏جار‏ ‏من‏ ‏المريدين‏، ‏وكان‏ ‏يدعو‏ ‏شيخه‏ ‏كل‏ ‏ليلة‏ ‏خميس‏ ‏لإقامة‏ ‏الذكر‏ ‏والإنشاد‏. ‏وكنت‏ ‏واقفا‏ ‏مع‏ ‏الصبية‏ ‏المتجمعين‏ ‏وراء‏ ‏المدعوين‏ ‏المتربعين‏ ‏على ‏الأبسطة‏، ‏وكان‏ ‏الذكر‏ ‏يمتعنا‏ ‏والإنشاد‏ ‏يطربنا‏، ‏ومرة‏ ‏سأل‏ ‏الشيخ‏ ‏سائل‏ ‏من‏ ‏المريدين‏ “‏نراك‏ ‏وجيها‏ ‏فى ‏منظرك‏، ‏بادى ‏الصحة‏ ‏والعافية‏، ‏تحب‏ ‏الأكل‏ ‏والشرب‏ ‏ولست‏ ‏كالشيوخ‏ ‏الزاهدين؟‏ “‏فقال‏ ‏الشيخ‏ ‏بصوت‏ ‏سمعه‏ ‏الجميع‏”: ‏نحن‏ ‏قوم‏ ‏نعمل‏ ‏لنرتزق‏، ‏ولا‏ ‏نتسول‏، ‏نقبل‏ ‏على ‏دنيا‏ ‏الله‏ ‏ولا‏ ‏نعرض‏ ‏عنها‏، ‏قرة‏ ‏أعيننا‏ ‏فى ‏العشق‏ ‏والسكر‏ ‏وسياحتنا‏ ‏الليلية‏ ‏فى ‏التأمل‏ ‏والذكر‏.‏

أصداء الأصداء

فجأة‏ ‏وجدتنى ‏أمام‏ ‏صوت‏ ‏فاتر‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏زينة‏ ‏الدنيا‏ ‏ليست‏ ‏فقط‏ ‏حلالا‏ ‏زلالا‏ ‏إنما‏ ‏هى ‏سبيل‏ ‏آخر‏، ‏أو‏ ‏سبيل‏ ‏أول‏، ‏للوصول‏، ‏نعم‏ ‏كان‏ ‏الصوت‏ ‏فاترا‏ ‏ولم‏ ‏ينقذنى “‏العنوان‏” ‏إذ‏ ‏جاءنى ‏أكثر‏ ‏فتورا‏: ‏مجرد‏ “‏نصيحة‏” ‏وتمنيت‏ ‏لو‏ ‏لم‏ ‏أقف‏ ‏عند‏ ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏أصلا‏، ‏ورحت‏ ‏أطـُمـْئـِنُ‏ ‏نفسى ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏حقى.‏

   ‏ 

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

النشرة التالية 1

admin-ajax

3 تعليقات

  1. استاذى الفضل
    ربما وكما استقبلتها أنا هو نقد لحال المتكسبين من الدين أو المتدينين الظاهريين ,بينما جاءت كلمة النصيحة على سبيل السخرية . ,اشاركك مشاعرك من ديسيوفسكى فى خطاب القس زوسيما فى الأخوة كرامازوف وفى اعترافات هيبوليت فى الأبلة . حتى اتهمت ديستويفسكى بالاطناب من أجل كسب العيش حيث كان ينشر رواياته مسلسلة فى مجلة الرسول الروسية . زإنى لأتجاسر وأقول إن هذى من نقاط الضعف عند ديسوفسكى الذى أحبه كثيرا.

  2. تبقى ‘النصيحة’ وصفا لما كان من “ليلة خميس”!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *