الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (41) ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ (العلاج النفسى: ضمير خارجى) (1 من 2)

كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (41) ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ (العلاج النفسى: ضمير خارجى) (1 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 5-1-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5240

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (41) إلى (60)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (41) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (41)

ثمنٌ غالٍ لجوعٍ غبىّ

(العلاج النفسى: ضمير خارجى) (1 من 2)  (2)

أ.هايدى: هى عيانة عندها 24 سنة بتشتغل فى شركة مهمة، الأولى من اتنين لها أخ أصغر منها والدها وأمها منفصلين مطلقين، دلوقتى كل واحد فيهم متجوز حد تانى وهى عايشه مع الأم، هى كانت جايه بتشتكى من أعراض اكتئابية وضيقة وخنقه وما بتنامش، ودى أول مرة  تشتكى أو تروح لدكاترة نفسيين

د.يحيى: مين اللى حوّلها لك؟

أ.هايدى:…هى جايه عن طريق عيانه كنت باشوفها، وبعدين هى كانت أول حاجة بتتكلم فيها إنها قرفانة من نفسها ومضايقة من العيشة اللى هى عايشاها، حاسة إنهم بيستغلوها جنسيا طول الوقت، مُستعملة على طول، الحكاية ابتدت من زمان قوى، من وهى صغيرة،  من أبوها ومن عمها مدة طويله يعنى حوالى 4 سنين

د.يحيى: أبوها بيشتغل إيه؟

أ.هايدى: هو متقاعد دلوقتى

د.يحيى: وأمها؟

أ.هايدى: أمها بتشتغل شغلة كويسة، …. وأمها متجوزه دلوقتى، هى اتجوزت قريب من شهرين كده،  وأبوها برضه متجوز قريب وهما قعدوا منفصلين 10 سنين وبعدين أطّـلقوا قريب، العيانة كانت جايه بتشتكى إنها قرفانه من نفسها عشان حكاية الاستعمال الجنسى ده على طول Abused

د.يحيى: يعنى واحده عندها 24 سنة بيستغلوها جنسيا ازاى يعنى؟ مش هى لازم تكون مشاركة برضه ولاّ إيه؟ يعنى ممكن نقبل التعبير ده وهى صغيره مثلا، بنقول مُستغله،  إنما لما تكبر ويبقى عندها 24 سنة، ليه نفضل نستعمل نفس الكلمة “استغلال”، إحنا كده بنختصر الموضوع إلى مُعتدِى وضحية، ويا عينى عليها، وخلاص. 

أ.هايدى: أنا واصلنى إن هى بتستغـِل اللى بيستعملها برضه، يمكن ده عشان تشبع احتياجها قصاد ظروف البيت وكده،  يعنى هى كانت جايه بتشتكى من إن ده بيحصل معاها وهى مش راضيه عنه،  بس مكمله فيه  وقرفانه من نفسها بسببه،  وهى ابتدت تحكى لى عن حكايه باباها وعمها، وإن ازاى إنها لما عاشت فى الوقت اللى كان باباها منفضل فيه عن أمها، عاشت معاه فى بيته،  يعنى لوحدهم فكانت بتنام معاه على نفس السرير، وأبتدى يستغلها يوميا تقريباً

د.يحيى: كانت علاقة كاملة ولا مش كاملة 

أ.هايدى: لأ مش كاملة

د.يحيى: وهى نايمة ولا صاحية

أ.هايدى: لأه وهى صاحية

د.يحيى: وكانت قابْله ولا مش قابله

أ.هايدى: كانت قابْله

د.يحيى: من سن كام لسن كام

أ.هايدى: يعنى وهى فى أولى جامعة كده، كانت مخلصه ثانوية عامة وهى رايحه أولى جامعة                 

د.يحيى: يعنى حوالى 17 – 18 سنه كده؟

أ.هايدى: أيوه، تقريبا

د.يحيى:…..، المهم، إيه اللى حصل بعد كده؟

أ.هايدى:… بعد كده بقى عمها، وبعد كده بقوا الاثنين مع بعض، أبوها وعمها

د.يحيى: كان بالدور واللا إيه!؟!!!،  الحكاية كده بقت صعبة قوى .

أ.هايدى: اللى كان بيحصل إنها كانت بتروح تبات فى بيت جدها وتبات فى نفس الغرفة مع عمها، وبعدين أبوها حس بحاجة مش مظبوطة، فهوه كان بيغير عليها، فقعد يزنق عليها فى الطلوع والدخول ويطقس على أى حد يكلمها، وبرضه هو حس بحاجة ناحيه موضوع عمها خلاها بطلت تروح هناك بيت جدها ده خالص، وعمها ده مش متجوز ومش بيشتغل

د.يحيى: هى حلوه

أ.هايدى: آه حلوه بس تخينه شويتين، وهى طولها معقول فمش مفشكلة يعنى. المهم إن هى كملت بالطريقة دى، وتعددت العلاقات وهى بتشتغل، وجت عشان العلاج وابتديت معاها، وهى مكملة

د.يحيى: كملت مع مين

أ.هايدى: هى أصلها اتنقلت من كام شركة لكام شركة، فده بيحصل مع المديرين بقى وكده

د.يحيى: وبعدين؟ وبعدين؟ مسكينه والله!! مش كده؟

أ.هايدى: هى مسكينة فعلا، على فكرة هى مش عايشه دور الضحيه، هى مش بتشتكى بالمعنى ده، أنا تصورت إن هى يعنى مش بتعرف تقول لأه، هى حاسة إنها من البداية ما خدتشى فرصة تقول لأه من أصله، وحتى وده بيحصل مابتاخدش بالها من التفاصيل الصغيره

د.يحيى: دينها إيه

أ.هايدى: مسلمة ومش محجبة، وهى تخينة وبتلبس قصير

د.يحيى: كده يبقى منظر مش هوّه

أ.هايدى: أه شوية، فاهىّ لما كانت جايه ماكنتش بتنام كويس ومزاجها وحش

د.يحيى: بقالها معاكى قد إيه

أ.هايدى: حوالى 4 شهور، فاللى حصل إن فيه ولد هى اتعرفت عليه فى السكه كده ، هو أخو صاحبتها، وسابته شوية ورجعت له تانى دلوقتى

د.يحيى: استعمال برضه؟

أ.هايدى: فى الأول  كانت علاقه عاديه، بس دلوقتى لما رجعت له بقت علاقة كاملة، دى أول مره تعملها كاملة،

د.يحيى: يعنى كل العلاقات اللى قبل كده ما كانتشى كاملة؟

أ.هايدى: آه

د.يحيى: ماشى ماشى، وبعدين

أ.هايدى: هى نشيطة قوى، ومجتهدة، وبتصرف على نفسها، وممكن تدى دروس بعد الشغل، وعندها عربيه، هى لما عرفت الولد ده، كان أثناء العلاج، فهى  بطلت تقابل فلان وعلان، والأعراض هديت ومزاجها اتعدل، وبقت مهتمه أكتر بالشغل

د.يحيى: عمر الواد ده كام؟

أ.هايدى: هو سنه 30 أو 32

د.يحيى: السؤال بقى؟!!

أ.هايدى: ما هو الفكرة دلوقتى أن العلاقة ديه زى ما تكون ظبـّتطها خالص زى ما قلت          

د.يحيى: كله بفضلـِك!!

أ.هايدى: لأه مش فضلى!!

د.يحيى: إمال بفضلى أنا

أ.هايدى: هى برضه ابتدت تهتم بشكلها، وراحت لدكتور رجيم، وخست  حوالى 4 كيلو

د.يحيى: هى عملت كده عشان ترضيه، ولا إيه، هى حكت لك عن الجدع ده كفاية؟

أ.هايدى: أنا قابلتـُـهْ وما اقتنعش بيه نهائى

د.يحيى: قلتِ لها؟

أ.هايدى: لمّحت لها، بس العلاقه مستمره، بتسافر معاه اسكندريه يباتوا يوم ، وهو برضه مستغلها مادياً كمان

د.يحيى: إزاى؟

أ.هايدى: هوه مامعهوش فلوس، أهله كويسين بس هو مامعهوش فلوس، بيشتغل بمرتب قليل، أقل منها بكتير، فهو بياخد عربيتها كتير، وبقى مستريح إنها بتصرف عليه، وهو بصراحة مش فى نيته إنه يتجوزها، ومـْـفـَـهّمها كده كويس

د.يحيى: ليه بقى؟ عشان تاريخها؟

أ.هايدى: ماقاليش عشان تاريخها، قال لى انا مش حمل الجواز دلوقتى

د.يحيى: هى قالت له على ماضيها

أ.هايدى: آه قالت له كل حاجه

د.يحيى: كل حاجه من أول أبوها وعمها؟

أ.هايدى:… يعنى، وهو اعتراضه على الجواز مش عشان كده، هو قال لى إنه ببساطة مش مستعد للجواز دلوقتى، وفى نفس الوقت بيقول لى ما بقيتش قادر استغنى عنها

د.يحيى: يعنى بيحبها ولا إيه؟

أ.هايدى: بيقول انا ما اعرفش انا باحبها ولا ايه، بس مش قادر استغنى عنها، هو معتمد عليها شويتين، يعنى كتير  بتوديه الشغل وتجيبه من الشغل بعربيتها، وبتصرف عليه وحاجات كده

د.يحيى: بيناموا مع بعض كل قد إيه

أ.هايدى: لأ، يعنى كل ما تتاح ليهم فرصة

د.يحيى: طب السؤال بقى؟

أ.هايدى: أنا مابقيتش عارفه اشتغل فى إيه معاها، انا أولا محتاسه معاها من الاول، فلما جت العلاقة دى بقيت محتاسة أكتر

د.يحيى: يا بنتى إنت دخلك ايه فى المواضيع دى، مش هى جت لك عندها أعراض، وراحت .

أ.هايدى: آه

د.يحيى: طيب، هى دلوقتى بتيجى ليه؟

أ.هايدى: ما هى بقت  دلوقتى بتتضايق لما بتيجى

د.يحيى: يعنى بتيجى عشان تتضايق؟ !!

أ.هايدى: دى حتى بتقول لى إن الأعراض  ما بتجيليش تانى غير لما باجيلك،  يعنى هى اتقطعت كام مره كده،  وبعدين رجعت فقالت لى أنا دلوقتى القعده معاكى هى اللى بتجيب لى اكتئاب

د.يحيى: اسم الله !!!، يعنى بتدفع لك فلوس قصاد إنك تجيبى لها اكتئاب

أ.هايدى: يمكن، أصل  انا مش موافقه على العلاقة دي، ويمكن هى بتيجى عشان كده

د.يحيى: والله فكرة، بتجيلك عشان ما توافقيلهاش بالنيابة عنها !!!

أ.هايدى: حاجة زى كده

د.يحيى: تقوم تضايق، زى ما الواحد يضايق لما ضميره، أو دينه يعترض على أى لذة أو استسهال، ويكّمل.

أ.هايدى: فى الغالب

د.يحيى: طب ولما توافقى مش يمكن تبطل تجيلك

أ.هايدى: إزاى يعنى؟  أنا مش موافقة

د.يحيى: هو احنا يا بنتى فى إيدنا نوافق أو ما نوافقشى، إحنا تحت أمر وإذن المريض ما دام بييجى، وبنحسب معاه إيه الأحسن، وإيه اللى عمره أطول، وبنقترح اللى نشوفه ، وخلاص ، إنت إيه شعورك نحو الولد ده؟

أ.هايدى: لا لا ، هو سىء، انا ما عجبنيش خالص، لما شفته حسيت إن هى احسن منه قوى قوى، هى شاطرة، وذكية، وبنت ناس، ولها حضور، لكن هو!! هو سئ ، بيضرب، وحشيش وكلام من ده

د.يحيى: أنا اسف انى اقولك ان العلاقه مع الولد ده فيها استعمال أكتر من العلاقات اللى قبل كده، خَلِّى علاقتها بأبوها وعمها على جنب، التانيين كان الواحد منهم بينام معاها، يحضنها وحاجات، ويمشى، وكانوا واضحين إنها تقضيةْ وقت، يعنى ياللا ونِجْرى، كل واحد يروح لحاله، فيه تعبير بالإنجليزى مش عايز أقوله، عارفاه؟

أ.هايدى: لأه

د.يحيى: حاجة كده زى الوجبات السريعة، مش فيه مسرحية اسمها ” خد الفلوس واجري”، أهو حاجة كده، إعمل اللى نِفسك فيه واجرى، فا يابنتى واضح الاستعمال فى العلاقة الأخيرة دى مش بس فى اللذة القوام قوام، لأ ده امتد للصرف عليه، وسلف العربية، يا ترى بيركـّب فيها مين غيرها، بس فى نفس الوقت البنت ما زالت مسئولة ونص. هى بتحبه ولا إيه؟

أ.هايدى: مش عارفه، الظاهر لأه

د.يحيى: مش ضرورى تكون بتحبه عشان الهباب ده يستمر، هى زى ما تكون بقت فعلا ضحية، بس  مش له، ولا لغيره، لأ ضحية للسكريبت (النص المعاد Script)  اللى اتكون جواها من صغرها، نمط العلاقات كان زفت من الأول لحد الآخر، والظاهر إن اللى جارى دلوقتى فيه تكرار لنفس النمط، بس متحور بشكل سمح باستمراره مدة أطول، زى ما تكون هى ما صدقت إنها تعرف واحد فيه بعض الاختلاف الظاهرى عن الاستعمال الصريح اللى كان قبل كده، خلى بالـِك باقول الظاهرى، لأن باين إنها مش واخده بالها من حجم الاستغلال الحقيقى مع الواد ده، فيعنى هى راحت شابطه فيه ومريـّـحه، فالأعراض اختفت زى ما تكون استقرت ان شالله على زفت، أنا رأيى إن الولد ده فيه ميزه برضه، إنه ما كذبش عليها وقال لها جواز وكلام من ده، بس دى مش ميزة قوى، زى  ما حد ييجى يقولك، أصل انا عارف نفسى انا وسخ ، يقولها وهوه مريـَّح ويكمـّل وساخته

أ.هايدى: طيب وإيه اللى غاصبها؟

د.يحيى: هى زى ما يكون هى عمرها ما عاشت إلا النوع ده من العلاقة اللى هى مافيش علاقة، وبعدين جه الجدع ده بعد مشوار الشحاتة والاعتمادية والتعود على الاستعمال اللى هىّ عاشته قصاد أوهام العلاقة، جه وقدم نوع محور من الاستعمال، بس صفقة برضه، صفقه أخطر هو واضح إنه كسبان فى العلاقة دى، وهى ما زنقتهوش خالص من الأول للآخر، يبقى هو خاسس عليه إيه، بس ما تنسيش إنها فى الغالب لاقطة الحتة اللى هو قال لك عليها بتاعة  “إنه مش قادر يستغنى عنها”، يبقى هنا يمكن هى بتراهن على تراكم التعوّد، يجوز .

أ.هايدى: تراكم إيه؟

د.يحيى:..التعوّد ، يعنى هو مهما قال لها مش حاتجوزك، تلاقى جواها احتمال انه ممكن يتجوزها من غير ما يصرّح حتى إن هوّا اللى اتخذ القرار، زى ما يكون حايتجوزها بحكم العادة يعنى

أ.هايدى: ازاى؟

د.يحيى: يعنى يقعدوا يتقابلوا وينبسطوا، ولاّ انشاالله ما انبسطوا، لحد ما يبقى صعب إنه يستغنى عنها زى أى سلوك مكرر،  التعود ساعات ينتهى إلى عادة، والعاده تبقى انتظام،  والانتظام لمّا يـٌـؤسـَّـسْ اجتماعيا ودينيا يبقى جواز

أ.هايدى: يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى: أظن دورك دلوقتى ممكن يكون أهم، إنت بتشتغلى دلوقتى زى ما تكونى بالنسبة لها ضمير خارجى من غير ما يكون الضمير ده  “أب” أو “قهر”، مجرد “عين أمينة”  بتكمل الرؤية لها، وتولع النور الأحمر يبقى ده دور أهم، وفى الحالة دى لازم تاخدى بالك إن الجنس هنا ممكن يكون “ضد العلاقة بالموضوع”، حاجة كده زى ما يكون كل ما ييجوا يقربوا من بعض، كل ما ييجوا يتعرفوا على بعض، تقوم الممارسة الجنسية تجهض الاحتمال ده، أصل  الجنس ساعات يبقى رشوة عشان العلاقة تكمل، وساعات يبقى هدف قريب بديل عن إن العلاقة تكمل، أنا فاكر أنا قلت تعبير “إن الجنس تكملة جملة مفيدة“، وإنه برضه ممكن يكون “بداية جملة مفيدة“، بس باضيف دلوقتى إنه ممكن يكون إجهاض، أو “قطم” جملة ما كملتشى، ما لحقتشى تبقى مفيدة“، دى الحكاية بقت فيها احتمالات مختلفة، ويمكن لو بقينا  بنى آدمين  بصحيح نقدر نميز ونختار ونوظف الجنس التوظيف البشرى المناسب،

أ.هايدى: مش فاهمة قوى

د.يحيى: يعنى أظن إن  الجنس الانسانى ما عادشى بيقتصر على حكاية التكاثر وحفظ النوع، والكلام ده، بقى نوع من الحوار الجسدى، وده أحد قنوات الحوار اللى مفروض بتكملها قنوات أخرى، وكده، فالعلاقات الجنسية السريعة التفريغية دى بتمنع نمو الحوار على بقية القنوات، بأقل احتمال لتكاملها مع بعضها، أنا مش قادر أشرح أكتر من كده لحسن المسألة تنقلب تنظير، أنا مش شايف هنا فى حالتك دى إن فيه أى محاولة واعية بين الاثنين دول  إنها تتطور فى اتجاه إنها تكون علاقة بحق وحقيق، بموضوع حقيقى، من الناحيتين، هوه معلن كده من الأول، ولو إن حكاية “مش قادر استغنى عنها” لو هى مش جنس وبس، بتشاور على احتمالات تانية مش واضحة قوى، وهى  مع إن الأعراض اختفت إلا إنها ما دام لسة بتجيلك برغم مضايقتها من الجلسة، إلا إنها بتجيلك عشان تشوف بعنيكى حقيقة الاحتمال ده، احتمال تكوين علاقة، أنا مش قصدى الجواز بالذات، كتير قوى الجواز نفسه بيجهض تطوير العلاقة لو كان مسألة تنظيمية من الخارج وبس، إنتوا مش ملاحظين إن شغلتنا دى بتعرضنا لتقليب البنى آدم بشكل يكشف زيف العلاقات من ناحية، وصعوبة العلاقات الحقيقية من ناحية تانية، فاكرين الحالة اللى نشرتها فى الموقع بتاع الرجل الفهد اللى قام يهجم علىّ أول ما حس إنى باحبـُّه، الصعوبة إذن مش قاصرة على الجنس ولا على الاستعمال وقلـّـته، الصعوبة فى عمل أى علاقة بشرية حقيقية على أى مستوى، وكل مستوى حقيقى ممكن يجرجر معاه مستوى آخر حقيقى أو غير حقيقى وهكذا، بس خلى بالك بلاش نحلم لحسن نتخرشم، ونصعّـب المسألة على العيانين واحنا نفسنا مش قادرين عليها، لا زم المسألة يبقى فيها واقع شديد الحضور، يعنى نفهَم مؤقتا العلاقات الخفيفة، والعلاقات التمهيدية، والعلاقات المؤقتة، بس ماتكونشى مؤذية أو بديلة عن الحياة الطبيعيه، أنا باتكلم على بوتيك العلاقات كلها، ونحاول ننتقل من أى علاقة قائمة، أو ناقصة، أو مهزوزة، إلى  أى مستوى أحسن قريب من اللى بنشاور عليه  ده يكون أصدق وعمره أطول، ثم ربما تأتى العلانية والالتزام، بعد ذلك.

أ.هايدى: يعنى أعمل إيه يعنى مع البنية دى؟

د.يحيى: مش هى بتييجى، ولما بتييجى بتتضايق أكتر وتظهر الأعراض اللى كانت اختفت، ومع ذلك بتييجى، يبقى هى محتاجة لك ولموقفك ده، يبقى تدى فرصة للزمن، وتسيبى نفسك يوصلْ لها رفضك للولد ده ما دام وصلنا إن موقفه ما فيهوش ريحة المحاولة، وحتى الجملة اللى قالها الجدع ده بتاعة “مش قادر استغنى عنها”، يمكن تطلع جملة خايبة مالهاش دعوة بالتعود الإيجابى، يمكن تطلع مجرد استسهال واستغلال سريع سريع، يعنى رفضك للولد هو من حقك حتى لو ما قلتيش لها حاجة مباشرة، رفضك حايوصل لها ، وباين هى عايزه كده

أ.هايدى: ما هو وصل لها

د.يحيى: بس هى المصيبه بقى بأمانة: إن ساعة ما يوصل لها أكتر من كده، وهى بتثق فيكى، يمكن يتحرك فيها رفض فِعْلى له، تبص يا عينى تلاقى نفسها مرمية فى اللى فات، من أول أبوها  وعمها وانت جاية، ما هى ما عندهاش حاجة تالتة، هى صحيح سنها 24 سنة، لكن نفس السلوك مستمر وفى اتجاه واحد، تعمل إيه، فواحدة واحدة عليها الله يخليكى

أ.هايدى: ما انا خايفة تستعملنى وتستمر فى العلاقة اللى انا حاسة إنها على حسابها مية المية، وكأن التأجيل برضه نوع من الموافقة

د.يحيى: عندك حق، أنا مش عايز أصعـّب المسألة عليكى، ما دام انت مش موافقة على العلاقة دى خليكى مش موافقة، أنا كل اللى طالبه منك إنك تدى الوقت فرصة مناسبة، وبعدين وانت بتقولى لأه، تبقى باصّه للبدائل اللى مستنياها، مش أكتر، علما بأن كل البدائل فى الحالة دى، الظاهر إنها صعبة برضه بما فى ذلك الجواز التقليدى واللى غير تقليدى، كل البدائل بتلوّح بعلاقة ما، ولا بتكملشى، فنيجى لواحده زى دى، بكل التاريخ ده، نلاقيها محتاجة حد يحترمها بالطول وبالعرض، مش يعنى يفوّت لها، أو يعذرها وكلام من ده، لأ باقول يحترمها، يحترم كل اللى عملته، واللى هى مشتركة فى مسئوليته، واللى بتعمله لحد دلوقتى، والاحترام لا يعنى الموافقة، زى برضـُه ماينفعشى نقف عند كده نتفرج أو نبرر أو نعذر، أنا شايف إن الحتة الأصيلة اللى فيها، اللى هى كيانها الأساسى، اللى هى حقها فى الوجود، ماخدتشى فرصة أبدا إنها تتشاف وتتعاز بصفتها  بنى آدماية من غير ما تُستعمل، الحتة دى مش حاتصدق إن فيه حد يقدر يعترف بيها ويحترمها قبل أى حاجة، يبقى العلاج هنا لو جـَـدّ جـَـدّ، ومسئول مسئول، حايخليها تصدق، بس المسألة عايزة تمشى واحدة واحدة، ويمكن تقدر تتعرف على نفسها من أول وجديد، يمكن لأول مرة، مين عارف، ربنا يسهل.

أ.هايدى: هو فيه حاجه كمان يا دكتور يحيى، البنت دى ما بيجيلهاش أورجازم (ذروة اللذة) خالص مع أى حد من كل دول، الحاجة الوحيدة اللى بتبسطها هى العادة السرية اللى بتعملها من زمان وبتستمتع بيها

د.يحيى: وبيجيلها أورجازم من العادة

أ.هايدى: آه

د.يحيى: اظن المسألة بقت واضحة أكتر دلوقتى، وبقت أصعب

أ.هايدى: إزاى بقى؟

د.يحيى: المسألة بانت إنها ما هياش لذة وبدائية وغريزة وتعود واستسهال وخلاص، لأه بقى، ده شرب ميـّـه مالحة تزوّد العطش

أ.هايدى: يمكن عشان كده انا سميتها استعمال، ما هى مش بتسمتع بحاجه مع الناس دى قد ما هى عايزه العلاقه بأى شكل وخلاص

د.يحيى: بس ما فكرتيش إمال بتروح لهم ليه مادام مابتستمتعشى

أ.هايدى: هى يعنى بتقول انها مابتعرفشى تقول “لأ”، وتبقى مجروره ناحية اللى يطلبها، دى كمان بتقعد تجيبلهم هدايا وتصرف عليهم كلهم، حتى الأغنيا منهم

د.يحيى: يا خبر!! هى اللى بتجيبلهم هدايا؟

أ.هايدى: آه

د.يحيى: أظن دى فرصة إن احنا نعيد النظر فى حاجات مهمة، أنا قلت لكم مرة إن الأرجازم مش هوه الدليل الوحيد أو الأهم بالنسبة للست، ولا حتى يمكن  بالنسبة للراجل، هو بصراحة ترمومتر مهم بس مش الوحيد، يعنى فيه ترمومترات تانية معاه، ويمكن أهم، المسألة يبدو عايزة فحص شوية، لأ شويتين،  أصل المسألة فيها لغوصة بلدى كتير، وبينى وبينكم فيها لغوصة شبه علمية كتير برضه

أ.هايدى: ازاى؟

د.يحيى: صعب تغطية المنطقة دى دلوقتى، خلينا فى البنيّة دى، البنت دى استلموها الرجالة واستفردوا بيها بمنتهى العمى والندالة من الأول للآخر، من أول أبوها وعمها، لحد الجدع الندل الأخرانى ده، مرورا برؤسائها ومديريها،  فعشان تجيبى واحد راجل فى مصر قادر على احترام كل التاريخ ده، والصبر عليه من غير اتهام لها أو شعوره هو بالنقص،  يكاد يكون مستحيل، فأصبحت فرصها محدودة، يا تخبى كل حاجة وكأنها مذنبة ومجرمة وكذا وكذا، يا تعلنها واللى يجرى يجرى، وشوفى مين بقى جدع يقدر يحترم ويستحمل بحق وحقيق، المفروض إن فرصة العلاج دى اللى ربنا أتاحها ليها وليكى، هو إنك ترافقيها صح من أول وجديد، يعنى تقومى بدور البنى آدم اللى قادر يشوف ويسمع ويحترم ويصبر،  قبل ما يحكم يعنى تبقى الرفيق اللى قد مسئولية إنه بنى آدم، وساعتها ما تفرقشى إن كنتى راجل ولا ست، إحنا عندنا فى المسيحية (ملحوظة: المعالجة مسيحية)  من كان منكم بلا خطيئه ، مش كده؟ بس خلى بالك الآية دى بتوصل لى إن  فيها احترام لحق الخطأ، أنا متصور إن المطلوب هنا احترام البنى آدم نفسه قبل وبعد ما يخطئ، أنا مش عارف الفرق قوى، لكن بيتهيأ لى فيه فرق، قصدى إن المطلوب مش إن احنا نفوّت عشان إحنا كمان بنغلط، لأ المفروض إننا نحترم البنى آدم أصلا زى ما ربنا خلقه، مش كفاية نفوت له الغلط،الاحترام ده مسئولية كبيرة ورائعة وصعبة، عشان كده المطلوب إن اللى بيدّعى إنه يقدر عليه، ياخد باله هو فيه مسافة حاططها بينه وبين اللى بيحترمه ولا لأ، ويا ترى هوه باصص له من فوق وبيفَوّت، ولا بيحتويه، بس خلـّـى بالك، فيه احتمال إن البنت دى تستعمل العلاج – ولو لاشعوريا – على أنه موافقة على الاستمرار فى اللى هيه بتعمله، ما هى عيانة بقى وغصبن عنها وكلام من ده، الحكاية صعبة والحذر واجب، المهم إنها تحس إن المعالج واقف جنبها وهو معاها وعارف وممكن يتألم معاها بصدق، بصراحة الظاهر انا صعّبتها حبتين، لكن  أنا أعمل إيه ، ما هو احنا  بنشتغل فى منطقه تحدى بصحيح، هى كده العلاقات البشرية، أنا أعمل إيه؟ 

أ.هايدى: طب الدواء يا دكتور يحيى يبقى ليه ضروره فى أى حاجه فى الحالة دى

د.يحيى: الله يخليكى، شوفى انت ازاى مع إنك مش طبيبة، ومع ذلك بتسألى عن الدوا، أهو ده الكلام ولاّ بلاش، ما هو برغم الحواديت دى كلها والاستعمال وقلته، نبص فى النهاية نلاقى إن احنا عندنا شوية مؤشرات بتقول إن البنيّة دى اللى كان كل كبرانها مقصور على الشطارة والدروس والفلوس، توقفت فى كل النواحى التانية بتاعة الأخد والعطا الإنسانى، والعلاقة بالآخر، فراحت راجعة عاجزة عن عمل علاقة إلا بالرشاوى والهبل ده، وهى ارتدّت نحو جسدها تلاعب نفسها وتستلذ منُّهْ/فِيهْ، ده اللى احنا استنتجناه من غياب الأورجازم إلا بالعادة السرية، إذن فيه نشاط حصل برضه جواها بيشد لورا، وده بيدل ولو بطريق غير مباشر على فرط نشاط منظومة المخ  الأقدم شويتين، هى عايشة بظاهر احتياجها اللى ما بْيِتْرَواش من أصله، وعشان كده بـِـتـِرْشـِـى، وبتهادى، وبتسلم من غير ما تاخد حاجة إلا اعتراف خايب زى قلته، الدوا المطلوب هنا غالبا مش دوا يخفف الاكتئاب أو يقلل مضايقتها لما تيجى الجلسة معاكى، المطلوب دوا يسد الخرم اللى بيسحبها لورا بعيد عن الموضوع الحقيقى، اللى ابتديتى تلوّحى بيه أو تمثلييه صحيح، هى ما لقيتش فرصة للاحتمال ده من أصله، إنما برضه هى انسحبت وقعدت تكرر الانسحاب ده من قلة مفيش، أعتقد إن جرعة صغيرة من النيورولبتات Neuroleptics تشتغل على المخ القديم تهدى من نشاطه شوية، تكون أحسن من أى مضاد للاكتئاب أو مزيل للتوتر، بس ندى ونبطل ونشوف، وندى ونبطل ونشوف ، طول الوقت

أ.هايدى: شكرا جزيلا

د.يحيى:..أنا اللى متشكر

اكتفيت اليوم بنشر الحالة دون تعليق الأصدقاء والرد عليهم، وتوجد ست صفحات كاملة تعليقا وردود.

والأمل أن تصلنا تعليقات وتساؤلات أخرى بعد نشر المتن اليوم حتى تكتمل الفائدة.

****

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 31-5-2009  www.rakhawy.net

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

2 تعليقان

  1. تعليق عام :
    وصلني شقاء العيانه في البحث عن مآوي “علاقه” تركن اليها ولو كان هذا المأوي خطرا .. ربما تبحث عن نهاية مختلفه في كل علاقة تدعم لها هويتها المهتزة ..
    كالعادة اتعلم ان للجنس خبايا اخرى ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *