الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (130) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (130) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 15-6-2023                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5766

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (130)

الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

‏130- ‏السمع‏ ‏والطاعة‏:‏

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏: ‏

قلت‏ ‏له‏ ‏بخشوع‏ ‏وعيناى ‏لا‏ ‏تفارقان‏ ‏طلعته

‏- ‏لم‏ ‏أر‏ ‏احدا‏ ‏فى ‏مثل‏ ‏بهائك‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏فقال‏ ‏باسما‏.‏

‏- ‏الفضل‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين‏.‏

‏- ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أعرف‏ ‏من‏ ‏تكون‏ ‏يا‏ ‏سيدي‏،

‏فقال‏ ‏بهدوء‏ ‏وكأنه‏ ‏يتذكر

‏- ‏أنا‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يوقظك‏ ‏من‏ ‏النوم‏ ‏قبل‏ ‏شروق‏ ‏الشمس

أصغيت‏ ‏باهتمام‏ ‏فواصل

‏- ‏أنا‏ ‏الذى ‏ناصرتك‏ ‏على ‏الكسل‏ ‏فانطلقت‏ ‏مع‏ ‏العمل‏.‏

فكرت‏ ‏بعمق‏ ‏فيما‏ ‏قال‏ ‏واستمر‏ ‏هو

‏- ‏أنا‏ ‏الذى ‏أغراك‏ ‏بحب‏ ‏المعرفة

فهتفت

‏- ‏نعم‏، ‏نعم

‏- ‏وجمال‏ ‏الوجود‏، ‏أنا‏ ‏الذى ‏أرشدتك‏ ‏إلى ‏منابعه

‏- ‏إنى ‏مدين‏ ‏لك‏ ‏إلى ‏الأبد

وساد‏ ‏صمت‏ ‏متوتر‏، ‏وشعرت‏ ‏بأنه‏ ‏جاء‏ ‏يطالبنى ‏بشيء‏ ‏فقلت

‏- ‏إنى ‏طوع‏ ‏أمرك

فقال‏ ‏بهدوء‏ ‏شديد

‏- ‏جئت‏ ‏لأضع‏ ‏فوق‏ ‏عملى ‏نقطة‏ ‏الكمال‏.‏

أصداء الأصداء

فى ‏محاولة‏ ‏للتعرف‏ ‏على ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏أكثر‏، ‏نجد‏ ‏السائل‏ ‏هنا‏ ‏قد‏ ‏سأله‏ ‏نيابة‏ ‏عنا‏ ‏عدة‏ ‏أسئلة‏ ‏أجاب‏ ‏عنها‏ ‏إجابات‏ ‏مرشدة‏ ‏ومحيـرة‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏، ‏فالذى ‏أيقظ‏، ‏وحفز‏ ‏ضد‏ ‏الكسل‏ ‏وأغرى ‏بحب‏ ‏المعرفة‏ ‏وأرشد‏ ‏إلى ‏منابع‏ ‏جمال‏ ‏الكون‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏شيخا‏ (‏والدا‏) ‏هاديا‏ ‏وجدا‏ ‏جاهزا‏ ‏فقط‏، ‏وبالتالى ‏لابد‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏مجرد‏ ‏شيخ‏ ‏والد‏، ‏وأن‏ ‏الشيخ‏ ‏الذى ‏يلبسه‏ ‏يمثل‏ ‏فطرة‏ ‏إيجابية‏ ‏سابقة‏، ‏تجلت‏ ‏فيه‏ (‏فى ‏داخل‏ ‏النفس‏ ‏وخارجها‏، ‏

وهنا‏ ‏فى ‏داخلها‏ ‏أساسا‏)، ‏وأن‏ ‏هذه‏ ‏الفطرة‏ ‏الإيجابية‏ ‏لا‏ ‏تبتعد‏ ‏كثيرا‏ ‏عما‏ ‏يسمى ‏فى ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏الإنسانى (‏أبراهام‏ ‏ماسلو‏ ‏مثلا‏) “‏الوجود‏ ‏شبه‏ ‏الإلهى”God-like existence، ‏بمعنى ‏أنه‏ ‏التكامل‏ ‏بين‏ ‏كل‏ ‏الذوات‏ ‏مجتمعة‏ (‏ما‏ ‏يقابل‏ ‏الناضج‏ ‏المتكامل‏ ‏عند‏ ‏إريك‏ ‏بيرن‏) ‏وهو‏ ‏احتمال‏ ‏حفزى ‏ليس‏ ‏للتحقيق‏، ‏وإنما‏ ‏للجذب‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏، ‏ذلك‏ ‏لأنه‏ ‏غاية‏ ‏دائمة‏ ‏الدعوة‏ ‏لتحقيقها‏، ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏مرتبط‏ ‏باللحن‏ ‏الكلى ‏للفطرة‏ ‏السليمة‏ ‏التى ‏تهدى ‏إلى ‏كل‏ ‏ما‏ ‏قال‏، ‏فهو‏ ‏وجود‏ ‏لا‏ ‏يتحقق‏ ‏أبدا‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏التوجه‏ ‏إليه‏ ‏يكفى ‏لاعتباره‏ ‏قد‏ ‏تحقق‏.‏

إذن‏ ‏ما‏ ‏العمل‏ ‏وكيف‏ ‏النهاية‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏الدفع‏ ‏الحسن‏، ‏وأيضا‏ ‏بعد‏ ‏الاعتراف‏ ‏بالجميل‏ ‏هكذا‏.‏ لم‏ ‏تبق‏ ‏إلا‏ ‏نقطة‏ ‏الكمال‏ ‏يضعها‏ ‏فوق‏ ‏عمله،‏ ‏ولعلها‏ ‏الموت‏ ‏النبيل‏ ‏إلى ‏أعلى‏. ‏

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *