الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (124) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (124) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 4-5-2023                         

السنة السادسة عشر

العدد: 5724

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (124)

 الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

‏124- ‏مأمور‏:‏

وجذب‏ ‏انتباهى ‏شخص‏ ‏لا‏ ‏مثيل‏ ‏لنشاطه‏ ‏فى ‏خدمة‏ ‏الإخوان‏، ‏فسألت‏ ‏عنه‏ ‏فقال‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏: ‏له‏ ‏حكاية‏ ‏فاسمعها‏. ‏

ما‏ ‏ندرى ‏ذات‏ ‏ليلة‏ ‏إلا‏ ‏وقد‏ ‏اقتحم‏ ‏علينا‏ ‏خلوتنا‏ ‏ويقول‏:‏

‏- ‏صدر‏ ‏الأمر‏ ‏بإغلاق‏ ‏الخمارات‏ !‏

فقلت‏ ‏له‏ : ‏

‏- ‏شرابنا‏ ‏النجوى ‏فاشرب‏ ‏هذه‏ ‏الكأس‏.‏

وقدمت‏ ‏له‏ ‏شرابا‏. ‏وكان‏ ‏سحر‏ ‏المكان‏ ‏قد‏ ‏شاع‏ ‏فى ‏جسده‏ ‏وروحه‏ ‏فشرب‏. ‏ثم‏ ‏تركنا‏ ‏وذهب‏. ‏وفى ‏ليلة‏ ‏تالية‏ ‏رجع‏ ‏مرتديا‏ ‏ملابس‏ ‏عادية‏ ‏وقال‏ ‏باستسلام

‏- ‏تركت‏ ‏الخدمة‏ ‏وجئت‏ ‏إليكم‏..‏

فهللنا‏ ‏وكبرنا‏. ‏ومن‏ ‏ساعتها‏ ‏وهو‏ ‏مندمج‏ ‏فى ‏مودتنا‏. ‏وفى ‏المواسم‏ ‏يغنى ‏ويرقص‏ ‏حتى ‏مطلع‏ ‏الفجر‏.‏

أصداء الأصداء

يصل‏ ‏التصالح‏ ‏قمته‏ ‏حين‏ ‏يفرض‏ ‏نفسه‏ ‏حتى ‏على ‏النذير‏ ‏الذى ‏جاء‏ ‏يـغـلقها‏ ‏فأصبح‏ ‏منهم‏ ‏وقد‏ ‏استبدلوا‏ ‏بالخمر‏ ‏شراب‏ ‏النجوى‏، ‏والعنوان‏ ‏يوحى بأنه‏ ‏كان‏ ‏مأمور‏ ‏(القسم)‏ ‏فصار‏ ‏أحد‏ ‏المريدين‏ ‏بل‏ ‏وكاد‏ ‏يسبقهم‏ ‏فى ‏الرقص‏ ‏والغناء‏ – ‏فى ‏المواسم‏ – ‏حتى ‏مطلع‏ ‏الفجر‏. ‏ومحفوظ‏ ‏يضيف‏ ‏هنا‏ ‏بعدا‏ ‏آخر‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏نضج‏ ‏حقيقى‏، ‏فعندما‏ ‏يكتمل‏ ‏النضج‏ ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏محل‏ ‏لتأنيب‏ ‏الضمير‏، (‏المأمور‏)، ‏بل‏ ‏إن‏ ‏الضمير‏ ‏نفسه‏ ‏يصبح‏ ‏صاحب‏ ‏حظ‏ ‏مسئول‏، ‏وهذا‏ ‏يلفت‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏أنه‏ ‏فى ‏كل‏ ‏الأصداء‏، ‏لم‏ ‏نلاحظ‏ ‏مغالاة‏ ‏فى ‏الشعور‏ ‏بالذنب‏، ‏أو‏ ‏تأنيب‏ ‏الضمير‏، ‏رغم‏ ‏وجود‏ ‏الندم‏، ‏وبعض‏ ‏الأسى ‏لضياع‏ ‏الفرص‏.‏

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. فينك يا مولانا ؟!
    المقتطف :‏ ‏فى ‏كل‏ ‏الأصداء‏، ‏لم‏ ‏نلاحظ‏ ‏مغالاة‏ ‏فى ‏الشعور‏ ‏بالذنب‏، ‏أو‏ ‏تأنيب‏ ‏الضمير‏، ‏رغم‏ ‏وجود‏ ‏الندم‏، ‏وبعض‏ ‏الأسى ‏لضياع‏ ‏الفرص‏.‏
    التعليق : فروق دقيقة بين كل واحدة منهما يا مولانا ،لكن صياغتك هنا تضع كل منها فى فئة مستقلة عن الآخر ،أظن صعب على من لم يعى منشأ ومآل كل منها فى داخله أن يفرق بينها ،ليتهم يتبعون إشاراتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *