الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (117) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (117) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 16-3-2023                                  

السنة السادسة عشر

العدد: 5675

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (117)

الفصل‏ ‏الثانى

  فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

الأصداء

‏117- ‏شهر‏ ‏الضحك‏ ‏علينا‏

شهدنا‏ ‏مجلس‏ ‏السمر‏ ‏بالحديقة‏ ‏على ‏أتم‏ ‏ما‏ ‏نكون‏ ‏من‏ ‏المودة‏ ‏والمرح‏، ‏ينتقل‏ ‏بنا‏ ‏الحديث‏ ‏من‏ ‏شأن‏ ‏إلى ‏شأن‏ ‏كالنحل‏ ‏بين‏ ‏الزهور‏، ‏والجو‏ ‏الرطيب‏ ‏يضج‏ ‏بضحكاتنا‏، ‏فى ‏تلك‏ ‏الجلسة‏ ‏نسينا‏ ‏الدهر‏ ‏ونسيناه‏، ‏وإذا‏ ‏بأحدنا‏ ‏يقول‏ ‏فجأة‏ ‏ودون‏ ‏مناسبة‏ ‏ظاهرة‏. “تصوروا‏ ‏أين‏ ‏وكيف‏ ‏نكون‏ ‏بعد‏ ‏نصف‏ ‏قرن‏!” ‏الجواب‏ ‏أيها‏ ‏الصديق‏ ‏غاية‏ ‏فى ‏البساطة‏ ‏وإن‏ ‏يكن‏ ‏فى ‏الوقت‏ ‏نفسه‏ ‏غاية‏ ‏فى ‏التعقيد‏، ‏ولكن‏ ‏لماذا‏ ‏تذكرنا‏ ‏بذلك؟‏ ‏اليوم‏ ‏يمر‏ ‏على ‏تلك‏ ‏الجلسة‏ ‏ربع‏ ‏قرن‏ ‏فقط‏ على ‏ذاك‏ ‏لم‏ ‏يبق‏ ‏من‏ ‏سمارها‏ ‏إلا‏ ‏اثنان‏، ‏ويذكر‏ ‏أحدهما‏ ‏الآخر‏ ‏بقول‏ ‏العزيز‏ ‏الراحل‏، ‏ويتنهدان‏ ‏ويتخيلان‏ ‏أين‏ ‏وكيف‏ ‏ما‏ ‏حلا‏ ‏لهما‏ ‏التخيل‏. ‏هل‏ ‏حقا‏ ‏عاش‏ ‏أولئك‏ ‏جميعا‏ ‏وتبادلوا‏ ‏المودة‏ ‏والأمل؟‏!‏

 أصداء الأصداء

يتبادل‏ ‏الأصدقاء‏ ‏الأنخاب‏ ‏والحديث‏ ‏الذى ‏ينتقل‏ ‏بهم‏ ‏وبينهم‏ ‏كالنحل‏ ‏بين‏ ‏الزهور‏ ! ! ‏ما‏ ‏أجمل‏ ‏السفر‏، ‏ويتطلعون‏ ‏ببعد‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏احتمال‏ ‏الفراق‏، ‏ويأتى ‏الموت‏ ‏العظيم‏ ‏فيؤكد‏ ‏وجهة‏ ‏نظرهم‏ ‏ويعلو‏ ‏التنهد‏ ‏ويطل‏ ‏التوقع‏ ‏الآسى، ‏ثم‏ ‏فجأة‏ ‏يشككنا‏ ‏محفوظ‏ – ‏وهو‏ ‏الرفيق‏ ‏الودود‏ – ‏فى ‏لمحة‏ ‏خاتمة‏ – ‏فيما‏ ‏كانوا‏ ‏يتبادلونه‏ ‏من‏ ‏مودة‏ ‏وأمل‏،‏بل‏ ‏فى ‏أنهم‏ “‏كانوا‏” ‏أصلا‏، وربما فى حقيقة عمق ما كان بينهم.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. كيف حالك يا مولانا ؟!
    المقتطف : ثم‏ ‏فجأة‏ ‏يشككنا‏ ‏محفوظ‏ – ‏وهو‏ ‏الرفيق‏ ‏الودود‏ – ‏فى ‏لمحة‏ ‏خاتمة‏ – ‏فيما‏ ‏كانوا‏ ‏يتبادلونه‏ ‏من‏ ‏مودة‏ ‏وأمل‏،‏بل‏ ‏فى ‏أنهم‏ “‏كانوا‏” ‏أصلا‏، وربما فى حقيقة عمق ما كان بينهم.
    التعليق : الشك فى الوجود أصلا ؟! مسألة فلسفية شديدة العمق ،لا أريد الدخول فيها ،لكننى أعرف أن كل لحظة حب تحمل المودة والأمل ،أعيشها وأتذوقها ،واستشعر حلاوة طعمها فى خلايا جسدى ، هى وعى لا يخضع لأبعاد الزمان والمكان ،ولا يقاس بالوجود واللا وجود طالما استشعرها وأتذوقها ،هنا والآن ،فهى حق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *