الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) ( 2 من ؟)

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) ( 2 من ؟)

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 28-1-2021                                  

السنة الرابعة عشر                 

العدد: 4898

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) ( 2 من ؟)  (1)

مقدمة (2) اكتوبر 1997 “التقاسيم”

وصل‏ ‏ما‏ ‏انقطع‏:‏

‏ ‏منذ‏ ‏كتابة‏ المقدمة‏ ‏الأولى (‏ابريل‏ ‏سنة‏ 1994) ‏حدثت‏ ‏أمور‏ ‏كثيرة‏ ‏كثيرة‏، ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏إغفالها‏ ‏وأنا‏ ‏أعاود‏ ‏المحاولة‏.‏ فقد‏ ‏تعرفت‏ ‏شخصيا‏ ‏على ‏الكاتب‏ ‏بشكل‏ ‏إنسانى ‏وثيق‏ ‏منذ‏ ‏نوفمبر‏ 1994 ‏حتى ‏بلغت‏ ‏صحبتى ‏له‏ ‏بعض‏ ‏الأحيان‏ ‏ستة‏ ‏أيام‏ ‏فى ‏الأسبوع‏، ‏ثم‏ ‏اختصرت‏ ‏إلى ‏ثلاثة‏، ‏فيومين‏، ‏ثم‏ ‏إلى ‏يوم‏ ‏واحد‏ ‏أسبوعيا‏ (قابل للزيادة)، ‏وكان‏ ‏هذا اليوم هو‏ ‏أوثق‏ ‏أيام‏ ‏الصحبة‏ ‏وهو مساء يوم الخميس‏، مع مَنْ ‏تبقى ‏من‏ ‏الحرافيش‏، بعد أن أصر هو شخصيا ثم الحرفوش الدائم توفيق صالح ‏أن‏ ‏أنضم‏ ‏إليهم‏، ‏ولهذه‏ ‏الفرصة‏ ‏وضع‏ ‏خاص‏، ‏يبدو‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏فى ‏متناول‏ ‏التسجيل‏، ‏لا‏ ‏منى، ‏ولا‏ ‏من‏ ‏أى ‏آخر‏ ‏منهم‏، ‏كما‏ ‏أتيحت‏ ‏لى ‏فى ‏بعض‏ ‏الأيام‏، ‏لظروف‏ ‏اعتذار‏ ‏بقية‏ ‏الحرافيش‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏وحدنا‏”‏هو‏ ‏وأنا‏” ‏لبضع‏ ‏ساعات‏” ‏المرة‏ ‏تلو‏ ‏المرة‏، ‏وكان‏ ‏من‏ ‏نتيجة‏ ‏ذلك‏ ‏أننى ‏توقفت‏ ‏تماما‏ ‏عن‏ ‏قراءته‏، ‏وإعادة‏ ‏قراءته‏، ‏قارئا‏ ‏عاديا‏، ‏وناقدا‏، ‏حتى ‏القصص‏ ‏القصيرة‏ ‏التى ‏تخرج‏ ‏فى “‏نصف‏ ‏الدنيا‏” ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏أقبل‏ ‏على ‏قراءتها‏ ‏بلهفة‏ ‏زمان‏، ‏وتوقف‏ ‏المشروع‏ ‏الكبير‏ ‏الذى ‏كنت‏ ‏أحلم‏ ‏به‏ ‏وهو‏ ‏أن‏ ‏أتفرغ‏ ‏له‏ ‏ولديستويفسكى ‏لأتعلم‏ – ‏وأوصّل‏ ‏ما‏ ‏أتعلمه‏ ‏للناس‏ -‏أتعلم‏ ‏عن‏ ‏ماهية‏ ‏الإنسان‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏أستطع‏ ‏أن‏ ‏أتعلمه‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏المتخصصة‏ ‏فى ‏علم‏ ‏النفس‏، ‏ومن‏ ‏أغلب‏ ‏كتب‏ ‏الطب‏ ‏النفسى‏، ‏فــمـصادرى ‏الحقيقية‏ ‏فى ‏معرفة‏ ‏النفس‏ ‏البشرية‏ ‏هى ‏مما‏ ‏تفضل‏ ‏ويتفضل‏ ‏به‏ ‏مرضاى ‏علىَّ من تـَعـَرِّ ‏‏وحوار‏، ‏ثم‏ ‏من‏ ‏حدس‏ ‏وإبداع‏ ‏الأدباء‏ ‏والشعراء‏، ‏ومن‏ ‏نفسى ‏حالة‏ ‏كونى ‏منصهرا‏ ‏بهذا‏ ‏وذاك‏، ‏ملموما‏ ‏بمعلوماتى ‏وقراءاتى. ‏وهكذا‏ ‏حرمتنى ‏معرفة‏ ‏الكاتب‏ ‏شخصيا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏آخذ‏ ‏راحتى ‏مع‏ ‏أعماله‏ ‏وخيالى، ‏ولكننى ‏لم‏ ‏أندم‏ ‏أبدا‏ ‏على ‏معرفته‏ – ‏هكذا‏- ‏مهما‏ ‏بلغت‏ ‏خسارتى ‏ناقدا‏ ‏أو‏ ‏قارئا‏، ‏بل‏ ‏لعل‏ ‏إبداعه‏ ‏المباشر‏ ‏الذى ‏أسميته‏ ‏مرة‏ إبداع: “‏حى <=> ‏حى‏” (2) (‏قياسا‏ ‏على ‏صواريخ‏ ‏جو‏ <=> ‏جو‏ ‏أو‏ ‏أرض‏ <=> ‏أرض‏)، ‏يلهمنى ‏ما‏ ‏لا‏ ‏تلهمنى ‏الكلمات‏ ‏المطبوعة‏، ‏لذا‏ ‏أحمد‏ ‏الله‏ ‏على ‏الحالين‏، ‏أطال‏ ‏الله‏ ‏عمره‏.‏

ولكن ‏كيف‏ ‏بالله‏ ‏عليكم‏ ‏تتموضع‏ ‏قراءتى ‏لهذا‏ ‏العمل‏ ‏بالذات‏ – ‏أصداء‏ ‏السيرة‏ ‏الذاتية‏ – ‏لو‏ ‏أنى ‏أخطأت‏ ‏فاعتبرته‏ ‏سيرة‏ ‏ذاتية‏ – ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تختلط‏ ‏بما‏ ‏أعايشه‏ ‏معه‏ ‏يوما‏ ‏بيوم؟ فأحجمت‏، ‏وتراجعت‏، ‏وترددت‏، ‏وأقدمت‏، ‏ورجعت‏، ‏وفكرت‏، ‏وهممت‏،‏ثم‏ ‏تراجعت‏، ‏وتحايلت‏، ‏وتقدمت‏، ‏فتورطت‏، ‏هكذا‏:

ثم‏ ‏إن‏ ‏ثمة‏ ‏تنبيهات‏ ‏منذ‏ ‏البداية‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏أخطر‏ ‏بها‏ ‏القارئ‏، ‏ و‏قد‏ ‏أضطر‏ ‏إلى ‏إعادتها‏ ‏فى ‏حلقات‏ ‏قادمة‏، ‏أوجزها‏ ‏فيما‏ ‏يلي‏.‏

أولا‏: مرة أخرى: ‏أقرأ‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏ليس‏ ‏باعتباره‏ ‏سيرة‏ ‏ذاتية – ما أمكن ذلك– ‏، ‏فما‏ ‏وصلنى ‏منه‏ (‏وليس‏ ‏بسؤال‏ ‏صاحبه‏) ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏كذلك أساسا‏، ‏بل‏ ‏إن‏ ‏عنوانه‏ ‏يعلن‏ ‏بهدوء‏ ‏ووضوح‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏أصداء‏ ‏تتردد‏ ‏بين‏ ‏جنبات‏ ‏وعى ‏صاحبها‏ ‏فيشرق‏ ‏هنا‏، ‏ويغنى ‏هناك‏، ‏يـَذْكر (3) ‏هنا‏، ‏ويسبـِّح‏ ‏هناك‏، ‏فتصلنا‏ ‏ريحه‏ ‏العطرة‏، ‏بما‏ ‏هو‏، ‏وما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏، ‏ويصير‏ ‏إليه‏.‏

ثانيا‏: ‏أحرجت‏ ‏نفسى ‏إحراجا‏ ‏متعمدا‏ ‏لكى ‏يخرج‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏هكذا‏ ‏الآن‏، ‏حتى ‏لو‏ ‏أعتبر‏ ‏مجرد‏ ‏مسودة‏، ‏وإنى ‏أرجـح‏ ‏أننى ‏سوف‏ ‏أعاود‏ ‏قراءتها‏، ‏ومراجعتها‏، ‏وما‏ ‏يكون‏ ‏حينذاك‏ ‏يكون.

ثالثا‏: ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏أننى ‏سبق‏ ‏أن‏ ‏قررت‏ ‏فى ‏قراءات‏ ‏نقدية‏ ‏سابقة‏ ‏أننى ‏لا‏ ‏أستطيع‏، ‏ولا‏ ‏يصح‏، ‏الفصل‏ ‏بين‏ ‏الراوى ‏شخصا‏ – ‏حالة‏ ‏كونه‏ ‏مبدعا‏ – ‏وبين‏ ‏ناتجه‏ ‏الإبداعى‏، ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏التوحد‏ ‏يختلف‏ ‏حتما‏ ‏عن‏ ‏بعد‏ ‏ثالث‏ ‏وهو‏ ‏الراوى ‏كما‏ ‏يبدو‏ ‏لنا‏ (‏وله‏) ‏سلوكا‏ ‏يوميا‏، ‏فإننى ‏لن‏ ‏أعرج‏ ‏إلى ‏شخص‏ ‏الراوى ‏لا‏ ‏فى ‏سيرته‏ ‏الذاتية‏، ‏ولا‏ ‏فى ‏سلوكه‏ ‏اليومى (‏اللهم‏ ‏إلا‏ ‏مضطرا‏ ‏اضطرارا‏ ‏لا‏ ‏مفر‏ ‏منه‏) ‏كما‏ ‏لن‏ ‏يكون‏ ‏الراوى ‏بشخصه‏ ‏الاجتماعى، ‏أو‏ ‏بحضوره‏ ‏اليومى ‏حاضرا‏ ‏أبدا‏ ‏بشكل‏ ‏مباشر‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يستحيل‏ ‏أن‏ ‏يغيب‏ ‏لحظة‏ ‏واحدة‏ ‏فهو‏ ‏أصل‏ ‏الصوت‏ ‏النشيد‏، ‏قبل‏ ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏تتردد‏ ‏الأصداء‏.‏

رابعا‏:‏ ‏لم‏ ‏أستطع‏ ‏أن‏ ‏أفصل‏‏ ‏بين‏ ‏الواقع‏ ‏الخارجى، ‏وهو‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏تجليات‏ ‏حوار‏ ‏الخارج‏ ‏فى ‏الداخل‏، ‏و‏ ‏الواقع‏ ‏الداخلى ‏بمستوياته‏ ‏المتداخلة‏ ‏التى ‏هى ‏بدورها‏ ‏تجليات‏ ‏الوعى ‏المبدع‏ ‏وهو‏ ‏يعيد‏ ‏إفراز‏ ‏ذاته‏ ‏فى ‏عالم‏ ‏خارجى ‏يعيد‏ ‏به‏ ‏صياغة‏ ‏الواقع‏ ‏الأول‏، ‏وبالتالى، ‏فقراءتى ‏هذه‏ ‏هى ‏تجوال‏ ‏دائم‏ ‏معِاود‏ ‏حتمى: ‏بين‏ “‏الداخل‏ ‏والخارج‏”، ‏واقع‏ ‏وواقع‏ ‏وواقع‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏فصلها‏،‏

***

مقدمة (3): بعض ما جرى (2004)

كتبت‏ ‏المقدمة (1)‏ ‏سنة‏ (2004) ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏قد‏ ‏نشر‏ ‏فى ‏الأهرام‏ ‏إلا‏ ‏بضع حلقات‏، ‏ثم‏ ‏عرفت‏ ‏صاحب‏ ‏العمل‏ ‏شخصيا‏، ‏وهو‏ ‏عازف‏ ‏عن‏ ‏نشره‏، مجتمعا ‏فتفضل‏ ‏مشكورا‏ ‏أن‏ ‏جعله‏ ‏فى ‏متناولى بخط يده ‏كاملا‏، (‏شاملا‏ ‏تصحيح‏ ‏ماصدر‏ ‏فى ‏الأهرام‏)، ‏ولعل‏ ‏عزوفه‏ ‏عن‏ ‏نشر‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏مكتملا‏، ‏والذى ‏لم‏ ‏يعدل‏ ‏عنه‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏ضغط‏ ‏شديد‏ ‏من‏ ‏محبيه‏ ‏وقرائه‏ ‏وأصدقائه‏، ‏يفسر‏ ‏لى ‏الصعوبة‏ ‏التى ‏أعانيها‏ ‏الآن‏ ‏وأنا‏ ‏أواجه‏ ‏قراءته‏ ‏ناقدا‏، ‏ذلك‏ ‏أنه‏ ‏عمل‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏تصنيفه‏ ‏بسهولة‏، ‏كما‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏الإحاطة‏ ‏بكل‏ ‏أبعاده‏ ‏المترامية‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يقع‏ ‏القارئ‏ – ‏والناقد‏ – ‏فى ‏مهاوى ‏السهو‏، ‏والتجاوز‏، ‏والشطح‏، ‏والتجزؤ‏.‏

من‏ ‏رؤيتى الباكرة لما تصورته طبيعة العمل (انظر مقدمة “1”)‏، ‏ومن‏ ‏نشر‏ ‏العمل‏ ‏فى ‏فقرات‏، ‏على ‏حلقات‏، ‏ومن‏ ‏إصرار‏ ‏الكاتب‏ ‏أن‏ ‏يعطى ‏كل‏ ‏فقرة‏ (‏قصة‏/رواية‏) ‏عنوانا‏، ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تبذل‏ ‏جهدا‏ ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأحيان‏ ‏حتى ‏تربط‏ ‏بين‏ ‏العنوان‏ ‏وبين‏ ‏مضمون‏ ‏الفقرة‏ /‏القصة‏/الرواية‏/‏القصيدة‏، ‏من‏ ‏كل‏ ‏هذا‏، ‏ولكل‏ ‏هذا‏ ‏فهمت‏ ‏فقدرت‏ ‏الصعوبة‏ ‏التى ‏واجهت‏ ‏المؤلف‏ ‏وهو‏ ‏يقرر‏ ‏نشرها‏ “‏مجتمعة‏” ‏فى ‏كتاب‏ ‏يُقرأ‏ “‏معا‏”!!‏

كتبت‏ ‏النص‏ ‏من‏ ‏خط‏ ‏يده‏ – ‏حتى ‏قبل‏ ‏نشره‏ ‏على ‏الكافة‏ – ‏على ‏الحاسوب‏ (‏المكمبت‏- ‏الكمبيوتر‏)، ‏لأتجول‏ ‏فيه‏‏، ‏أحاول‏ ‏أن‏ ‏أجمع‏ ‏ما‏ ‏خطر‏ ‏لى ‏من‏ ‏مواضيع‏ ‏خليقة‏ ‏بالربط‏ ‏فالدراسة‏ (‏مثل‏ ‏الموت‏- ‏الطفولة‏ – ‏الجنس‏.. ‏إلخ‏)، ‏وكيف‏ ‏وردت‏، ‏وكم‏ ‏تواترت‏ ‏ومتى، ‏وفى ‏أى ‏سياق‏، ‏لكننى ‏حين‏ ‏مارست‏ ‏هذه‏ ‏اللعبة‏ ‏الحاسوبية‏ ‏معتمدا‏ ‏على ‏نص‏ ‏لفظى‏، ‏أو‏ ‏عبارة‏ ‏محددة‏، ‏افتقدت‏ ‏كلية‏ ‏حضور‏ ‏النص‏ ‏بصورته‏ ‏المكثفة‏، ‏وصوره‏ ‏المتداخلة‏ ‏لحساب‏ ‏جمع‏ ‏الألفاظ‏ ‏المتشابهة‏، ‏والإحصاءات‏ ‏الخائبة‏، ‏كما‏ ‏افتقدت‏ ‏جمع‏ ‏المعانى ‏المستترة‏ ‏التى ‏جردتـها‏ ‏أنا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قراءتى ‏الخاصة‏، ‏فرفضت‏ ‏أن‏ ‏أشوه‏ ‏الأصداء‏ ‏بهذا‏ ‏التفكيك‏ ‏المخلخل‏.‏

ورجعت‏ ‏إلى ‏النص‏ ‏بكليته‏، ‏وكدت‏ ‏أجد‏ ‏مبررا‏ ‏للتراجع‏، ‏من‏ ‏منطق‏ ‏الكاتب‏ ‏نفسه‏، ‏وهو‏ ‏يعزف‏ ‏عن‏ ‏نشره‏ ‏معا‏ ‏بصورة‏ ‏مكتملة‏ ‏دون‏ ‏إبداء‏ ‏أسباب‏، ‏ولم‏ ‏ينفعنى ‏الهرب‏ ‏الجديد‏.‏

قلت‏ ‏أقرأ‏ ‏فقرات‏ ‏العمل – ابتداءً– ‏متباعدة‏، ‏وكأن‏ ‏كل‏ ‏فقرة‏ ‏هى ‏قصة‏ ‏أو‏ ‏رواية‏ ‏قائمة‏ ‏بذاتها‏، ‏وفرحت‏ ‏بهذا‏ ‏الحل‏، ومرت فترة حضانة وحيرة حتى‏ ‏انتهيت‏ ‏أخيرا‏ ‏إلى ما يلى:

‏1 – ‏أن أتناول‏ ‏العمل‏ ‏على ‏مراحل‏.‏

‏2 – ‏فى ‏المرحلة‏ ‏الأولى ‏أقرأه‏ ‏فقرة‏ ‏فقرة‏، ‏مسجلا‏ ‏ما‏ ‏توحيه‏ ‏إلى ‏كل‏ ‏فقرة‏ ‏بذاتها‏ ‏أساسا‏ بما استلهمه منها‏، ‏مرة‏ ‏شارحا‏، ‏ومرة‏ ‏مستلهما‏، ‏ومرة‏ ‏محاورا‏. ‏

‏3 – ‏فإذا‏ ‏ما‏ ‏انتهت‏ ‏هذه‏ ‏القراءة‏ “‏الدندنه‏” ‏التى ‏أوهم‏ ‏نفسى ‏أنها‏ ‏مجرد‏ ‏مرحلة‏ “‏ضبط‏ ‏الآلات‏” ‏أو‏ ‏اختبار‏ ‏الأوتار‏، ‏آلة‏، ‏آلة‏، ‏ووترا‏ ‏وترا‏، ‏فإنى ‏سوف‏ ‏أرجع‏ ‏لأنظر‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏انتهيت‏ ‏إليه‏ ‏لعلى ‏أخلص‏ ‏إلى ‏قراءه‏ ‏جامعة (4) ‏آملا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏أن‏ ‏تؤلف‏ ‏لحنا‏ ‏ما‏، ‏مهما‏ ‏بلغ‏ ‏تواضع‏ ‏قيمته‏.‏

وسوف‏ ‏تقسم‏ ‏الدراسة الحالية ‏إلى ‏أربعة‏ ‏فصول، ‏على ‏الوجه‏ ‏التالى:‏

 الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة، ويغازل الموت [من فقرة 1 إلى 54]

الفصل الثانى: فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب [من فقرة 55 إلى 119]

الفصل الثالث: طفل تائه يا أولاد الحلال [من فقرة 120 إلى 158]

الفصل الرابع: حتى رأى وجهه وسمع برهانه [من 159 إلى الآخر 224]

وبعد

كنت قد تمكنت من أن أقوم بالدارسة الجامعة الأولى وكنت قد أتممتها قبل الطبع وألحقتها بهذا العمل خشية ألا أستطيع أن أفى بوعدى بإنجاز بقية الفصول فى الوقت المناسب وجعلت عنوانها: الطفولة نبض دائم لكننى عدلت عن أن ألحقها بهذه الطبعة لعل في ذلك ما يحفزنى إلى اكمال بقية فصول الدراسة الشاملة.

****

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

[2] – مقال الأهرام: 30/1/2002أصداء‏ ‏شخصية‏: ‏نجيب‏ ‏محفوظ أو‏ [‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ : ‏السهل‏ ‏الممتنع‏]‏“.

[3] – من الذكر الصوفى الشعبى!! وليس من التذكر

[4] – وقد‏ ‏حاولت‏ ‏مثل‏ ‏ذلك‏ – فيما بعد- ‏فى ‏قراءتى ‏لبعض‏ ‏مواقف‏ ‏النفرى ‏والتى ‏نشرت‏ ‏فى كتاب بعنوان”‏مواقف النـفـّرى: بين التفسير والاستلهام” ثم واصلت مثل ذلك مع النفرى أيضا أسبوعيا فى موقعى www.rakhawy.net (من 10-11-2012 حتى الآن).

admin-ajax (1)

admin-ajax

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *