الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / المستحيل .. والممكن!

المستحيل .. والممكن!

“يوميا” الإنسان والتطور

16-12-2007

العدد: 107

المستحيل .. والممكن!

من (ما) الذى يقرر أن هذا الأمر مستحيل، وأن ذاك هو الممكن؟

 الواقع؟ الخبرة السابقة؟ القياس بالغير؟ قراءة التاريخ؟ حسابات المكسب والخسارة؟ العلم الثابت؟ الفتاوى الجاهزة؟

الأجوبة حاضرة محكمة، لكنها ليست كافية.

يقاس المستحيل –عادة- بالسقف الذى لايمكن تخطيه بالحسابات المسبقة،

 وبالبعد عن المُجمْعَ عليه من الجميع،

وبالقياس بالسائد الجاثم طول الوقت …، …. و… و..،

مع أننا – فى واقع الحال اليومى، وعلى مسار التطور الممتد معا –  نمارس المستحيل طول الوقت وحين ننجح نتجاوز كلا من: السقف، والحسابات والسائد!! وغير ذلك

قيل وكيف كان ذلك؟

لا أستطيع أن أطرح فى يومية واحدة، كل ما خطر ببالى إلا بصفة عناوين قد انتقى منها واحداً أو اثنين، ثم أعرض لما يتيسر عرضه تلقائيا

 أو حسب الطلب فيما بعد.

وبما أنها عناوين فأرجوكم لا تحاسبونى عليها الآن

 فقد يأتى تحتها غير ما يصلكم – من ألفاظها – لأول وهلة.

 لكن الدعوة مطروحه لكل من أراد بنفسه أن يتصور لنفسه ما يوحى به العنوان على مسئوليته،

 كما أن العناصر تحت العنوان التى أمامها نقط سوداء؛ ليست إلا أمثلة ليست جامعة ولا مانعة. ثم إنها هى عناصر تحت العنوان، بمثابة فهرس لكتاب، فهى ليست بالضرورة مرادفة للعنوان، وإنما تقع ضمن ما سيتناول.

أولاً: المستحيل الواقع

  • الشعر
  • الثورة
  • الإبداع العلمى

ثانياً: المستحيل المراوِغ

  • التاريخ
  • الحلم
  • الحب
  • الكدح إليه

ثالثاً: الممكن المستحيل

  • الموت / الفناء
  • الإيمان الكامل
  • الحب / مكرر

رابعاً: المستحيل المجهول (الموجود)

  • القدرات الخارقة
  • عمق اللحظة: “الهنا والآن”
  • الثروات المجانية

خامساً: المستحيل الحقيقة

  • الله سبحانه وتعالى
  • “الآن” الممتد المتجدد
  • “العلاقة بينهما”

أكتفى بهذه العناوين وأكرر التوصية التى أوردتها فى المقدمة قبل رصد العناوين والعناصر مباشرة

آخر لحظة

عدلت عن طرح أية تفاصيل لأى من هذه العناصر السالفة الذكر، وفضلت أن أعرض نموذجا حيا متواضعا لجلسة من جلسات العلاج الجمعى يمارسها مصريون ومصريات، متوسطو الحال دون أية خلفية معقلنة، أو حتى ملفظنة، لكنهم بالنسبة لى – وخلال 37 سنة – يمثلون مصدرا هائلا للتعرف على بعض أبعاد ما يأتينى منهم ومنى من “فروض”

الفرض المبدئى هنا الذى وصلنى أريد توصيله من هذا المقطتف المتواضع هو

 “إن المستحيل ليس بالضرورة مستحيلاً”

خاطر آخر

خطر ببالى خاطر آخر أورده فورا قبل أن يهرب منى، هذا الخاطر يقول:

 إن الحياة الحقيقة هى حركة دائبة بين المستحيل والممكن

 وبالعكس: بين الممكن والمستحيل

 وهى ليست مجرد حركة فى المحل بل إنها فى صورتها الحيوية، مصممة طول الوقت أن تجعل المستحيل ممكنا،

 وفى نفس الوقت أن تحول دون أن يتحول الممكن إلى مستحيل.

قيل وكيف يكون ذلك؟

فأقول إيش عرفنى؟

سوف نرى

ولندخل إلى المقتطف:

لمحات من العلاج الجمعى (قبل المقتطف):

فى العلاج الجمعى – كما ذكرنا- نطرح عادة أمام وعى المشارك أو المعالج (مدرِّباً ومتدرِّباً)، أن ثم احتمالا آخر، وفى معظم الأحيان يكون الرد الجاهز هو رفض أى احتمال آخر، غير ما قيل فى البدء، ثم يتمادى الرفض لدرجة وصف الاقتراح البديل بأنه مستحيل.

 مثلا يقول أحدهم: أنا لا أعرف الحقد أبدا،

البديل: هل يجوز أنك تحقد أحيانا،

 المقاومة: أبدا؟

طيب: هل تجرب، ولو تمثل، أنك تحقد،

لا: هذا مستحيل،

وهكذا….

المقتطف:

بدأ هذا الجزء من التفاعل مع طبيب زميل وليس مع مريض.

فى نظام التدريب الذى يجرى فى قصر العينى كل أسبوع منذ أكثر من خمسين عاما، يشارك الطبيب المتدرب، مع الطبيب الأكبر “المدَرِّب”، فى إدارة المجموعة العلاجية ويمنح استثناءً – كما ذكرنا فى يومية 2-10-2007 ” يا خبر اسود، دانا لو اتجننت، يمكن … ” – هو ألا يشارك فى التفاعل (بما فى ذلك الدراما والألعاب) إلا حين يطمئن بعد أسابيع أو شهوراً (أو أبدا) أنه أصبح مستعداً أن يسرى عليه ما يسرى على سائر المرضى، وهو هو الذى يسرى على المعالج الرئيسى، وعندما يطمئن الزميل المتدرب إلى ما يجرى، يعلن أنه تنازل عن حقه فى هذا الاستثناء، وبالتالى فقد صار مثله مثل المرضى ومثل المعالج الرئيسى، وهو الآن – فى الوقت الذى اختاره – قرر أن يعبَّر عن ذلك بأنه قد “أضاء النور الأخضر“، الأمر الذى يجعله ليس من حقه بعد ذلك أن يعتذر عن المشاركة (طالما هو يكمل التدريب)

د. مصطفى فى هذه المجموعة كان استثناءً، لأنه، وحتى نهاية السنة لم يضئ النور الأخضر،

هذا لم يحدث طوال 36 سنة إلا نادرا مع متدرب أو اثنين آخرين.

المهم

 فى هذه الجلسة من جلسات العلاج الجمعى تطرق التفاعل مع د. مصطفى إلى استحالة أن يضئ النور الأخضر فى هذه المرحلة، مع تلميح بأن هذه الاستحالة قد تستمر إلى نهاية العام (وهذا حقه)(1)

الذى طُرِحَ فى هذه الجلسة بداً من هذه النقطة ، حين اعترض المتدرب د. مصطفى وأعلن استحالة التعجيل بإضاءة النور الأخضر، وتمسك بحقه فى تفعيل هذه الاستحالة، فتخلقت “لعبة” للتعامل مع هذا الموقف على الوجه التالى:

اللعبة:

يقول من عليه الدور، موجها كلامه لشخصٍ بذاته

يا فلان ، أنا مستحيل إنى (يقول أى كلام يخطر على باله، ثم يستدرك بعد ذلك قائلا)، ولكن (ثم يكمل بأكبر قدر من التلقائية بأى كلام أيضا …..)

ثم إن اللعبة تطورت عند بعض المشاركين بطرح “اختيار” أو إضافة توجيه الاستحالة إلى الآخر (المخاطب) بمعنى مستحيل إنك …..الخ.

عينات مما جرى

أولاً: د. مصطفى

بعد مقاومة متوسطة، وتدخل من المريض “محمد طه”، قَبِلَ د. مصطفى أن يلعب مع ثلاثة، منهم الأستاذ المدرِّب قال.

أ- د. مصطفى: يا د. يحيى أنا مستحيل أقدر أتخانق معاك لكن أنا أحيانا بابقى عايز اتخانق معاك.

ب – د. مصطفى: يا عاصم أنا مستحيل اقدر ابقى زيك لكن أحيانا بابقى عايز ابقى زيك

ج – د. مصطفى: يا اسماعيل انا مستحيل حاسيبك لكن مش عارف حاقدر اعملك ايه

التعليق

 ( أ ) نلاحظ هنا أنه بالرغم من مقاومة د. مصطفى إلا أنه بمجرد أن أدخل لفظ “أحيانا“، ولفظ “عايز” خفَّتْ حدة المستحيل، وهو يخاطب الأستاذ الدكتور المدرب

( ب ) ثم أنه حين خاطب عاصم، وهو مريض هادئ، مبتسم معظم الوقت، متفرج، منتظم برغم أن مرضه جسيم (فصام) وبه هلوسة شمية تظهر فى أوقات معينة لكنها لا تعيقه عن العمل والتكيف. د. مصطفى يعرف كل ذلك عن عاصم وبالتالى رأى أنه لايستطيع أن يكون مثله أصلاً، “أقدر أبقى” زيك، وهذا يحمل معنى أن التقمص العلاجى اقترب من الطبيب بالرغم من مقاومته ذلك،

أما الاستدراك لكن، فقد أظهر الإرادة الخفية – مثل أىٍّ منا – فى التفكير فى الحل المرضى من جهة، كما أظهر إرادة رفض المرض فى نفس الوقت.

( ج )  فى الاستجابة الثالثة غلب موقف مسئولية التطبيب على د. مصطفى، فالتزامه بدوره الطبى يجعل التخلى عن  أى مريض  (اسماعيل) فى مرتبة المستحيل، أما الاستدراك بـ “لكن” فقد أظهر أن مجرد عدم التخلى لم يحل الاشكال لصعوبة الحالة فعلاً.

ثانياً: محمد طه

أ- محمد طه: يا دكتور يحيى انا مستحيل إنى اخف، لكن انا عندى إحساس ان انا حاخف،

ب- محمد طه: يا دكتور محمد انا مستحيل حأسيبك لكن انا حافضل معاك مش حاسيبك

التعليق

( أ ) نلاحظ أن محمد طه لعب مع الأطباء دون المرضى،

وفى حين أنه خاطب الاستاذ أولا معلنا يأسه من الشفاء تماما، نجد أنه حين استدرك (لكن) ظهر الاحساس الذى يناقض ذلك، كأنها دعوة للاستاذ أن يساعده بفضل هذا الاحساس الإيجابى وبرغم يأسه المبدئى.

( ب)  أما فى خطابه للزميل الأصغر، فكان بمثابة طلب الاستمرار فى التعاون للعلاج ، مما سهل بعد ذلك اتخاذ القرار باستمرار العلاج، وكأنه بعد أن تحرك التفاؤل الحذر مع الاستاذ فى النهاية، فضل الصحبة مع الزميل الأصغر، حتى أن الاستدراك بـ “لكن” لم يكن استدراكا بل تأكيدا.

ثالثاً: عاصم

عاصم: يا دكتور يحيى انت من المستحيل انك تفهمنى لكن لازم تفهمنى

التعليق:

لم يلعب عصام إلا مع الاستاذ، ربما لإدراكه أن حالته صعبة، وهى التى أوضحنا بعض أبعادها حالا، كما أنه لم يقل مستحيل “أنى” بل مستحيل “أنك”، يمكن أن نرى فى هذا الموقف: الحاجة الملحّة بداخل أغلب المرضى النفسيين خصوصا فى خبرة الذهان (الفصام) أن يفهمهم، يسمعهم، يقرأهم أحد، فهم يعيشون فى عالمهم الذى ابتدعوه سرا بمعرفتهم، والذى يكون له لغته النابضة الغامضة بما لها من قوانين خاصة، فيصبح من البديهى أن يفترض المريض أن أحداً لن يفهمه أصلا ، ولا الاستاذ ، هذا بالاضافة إلى عدم رغبتهم أن ينكشفوا أمام من لايقدر معنى تجربتهم، وفى نفس الوقت يكون المريض مثل عاصم هنا حريص كل الحرص على أن يجد من يفهمه (لا من يحكم عليه، أو يصنف أعراضه، أو يعلق لافتة تشخيصه) ومع رؤية صعوبة أن يجد عاصم من يفهمه يأتى الاستدراك هنا بعد “لكن” ليظهر الإصرار على حقه أن يجد من يفهمه، وتحديدا أن يجد الفهم من نفس هذا الشخص الذى افترض أنه لن يفهمه.

هنا (كما فى أغلب الباقى) تهتز قيمة المستحيل بمجرد إضافة “لكن“.

النداء اليائس طلبا للفهم صورْتُه تحديدا فى ديوانى سر اللعبة على الوجه التالى:

يا‏ ‏أسيادى ‏

يا‏ ‏حفاظ‏ ‏السقر‏ ‏الأعظم‏ ‏

يا‏ ‏حمَلَةَ‏ ‏سر‏ ‏المنجم‏ ‏

يا‏ ‏كهنة‏ ‏محراب‏ ‏فرعون‏ ‏

يا‏ ‏أفخم‏ ‏من‏ ‏لاك‏  ‏الألفاظ‏ ‏تموء‏ ‏كقطط‏ ‏جوعى ‏فى ‏كهف‏ ‏مظلمْ‏ ‏

يا‏ ‏أذكى ‏من‏ ‏خلق‏ ‏الله‏ ‏وأعلمْ‏ ‏

يا‏ ‏أصحاب‏ ‏الكلمة‏ ‏والرأى ‏

هل‏ ‏أطمع‏ ‏يوما‏ ‏أن‏ ‏يُسمع‏ ‏لى؟‏ ‏

هل‏ ‏يُسمح‏ ‏لى؟‏ ‏

هل‏ ‏يأذنُ‏ ‏حاجَبكم‏ ‏أن‏ ‏أتقدم‏ ‏

لبلاطكمو‏ ‏التمس‏ ‏العفو‏ ‏

أنشر‏ ‏صفحتى ‏البيضاء‏ ‏

أدفع‏ ‏عن‏ ‏نفسى ‏

أتكلم‏  ‏

أحكى ‏فى ‏صمت‏ ‏عن‏ ‏شئ ‏لا‏ ‏يحكى ‏

عن‏ ‏إحساس‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏اسم‏ ‏

إحساس‏ ‏يفقد‏ ‏معناه، ‏إن‏ ‏سكن‏ ا‏للفظ‏ ا‏لميت‏ ‏

……..

…….‏

وصرخت‏ ‏بأعلى ‏صمتى ‏

لم‏ ‏يسمعنى ‏السادة‏ ‏

وارتدّت‏ ‏تلك‏ ‏الألف‏ ‏الممدودة‏ ‏مهزومة‏ ‏

تطعننى ‏فى ‏قلبى ‏

وتدحرجت‏ ‏الهاء‏ ‏العمياء‏ ‏ككرة‏ الصلب‏..، ‏

داخل‏ ‏أعماقى.

يبدو أن علاقة عصام بالمجموعة وبالمعالج الرئيسى سمحت له أن يكسر اليأس قليلا بهذا الالزام بعد الاستدراك “لكن لازم تفهمنى”

رابعاً: محمد لطفى

( أ ) يا دكتور مصطفى من المستحيل أنك حتولع النور الأخضر لكن من المستحيل انك ماتولعهوش

( ب )  يا دكتور يحيى من المستحيل انى انا اكرهك لكن مش من المستحيل إنى اسيبك

التعليق:

( أ ) تساوت الاستحالة مع عدم الاستحالة فى خطاب محمد لطفى متوجها إلى د.مصطفى بالذات، وكان لذلك دلالته فى هذه الجلسة، ذلك لأن د. مصطفى بدا قبيل بداية اللعبة مقاوماً تماما فكرة إضاءة النور الأخضر فى هذه المرحلة، وهذا هو سبب إنشاء اللعبة، وقد استلمه محمد لطفى بسخرية خفيفة بالاشارة لإحجامه وتردده

 ( ب ) أما حين خاطب محمد لطفى الأستاذ المدرب، وكانت علاقته به منذ بدء الجروب علاقة نسميها “الاعتمادية الرضيعية(2)، وكانت تتزايد باستمرار، حين خاطب محمد الأستاذ انتقل من موقف الناقد الساخر من الزميل الأصغر، إلى إعلان اعتماده الصريح المتمادى على الأستاذ ، لدرجة إعلان استحالة كراهيته، ثم يأتى الاستدراك بـ “لكن” ليحدد ثمن هذه الاعتمادية، وأنها سلبية الطفيلية الدائمة، والتى تمادت أيضا حتى نهاية عمر المجموعة الذى طال استثناءً إلى سنتين.

خامساً:

د. وفاء: يا محمد طه أنا من المستحيل ان انا اتغير لكن بدأت أشك فى المستحيل ده

التعليق:

هى زميلة متدربة مع د. مصطفى، معالج مساعد مثله، فى نفس الوقت.

 ومن علامات التدريب  -عموما – هو أن ينجح المتدرب فى أن يسمح بتغيرٍ ماَ، فى نفسه شخصيا مع زيادة الخبرة واضطراد النمو، تماما مثلما يتغير المريض.

 يستشعر ذلك كل متدرب بلا استثناء،

 التغيير – أى تغيير – هو مرفوض ومن البداية، حتى لو أعلن المتدرب غير ذلك من خلال حماسه، وربما من خلال ما شاهده فى السنة السابقة التى أمضاها مشاهدا من خارج المجموعة لما يجرى فى المجموعة السابقة السنة الماضية.

د. وفاء هنا تقولها صريحة إذ تعلن عن حقها فى أن تتمسك “بما هى” دون تغيير لدرجة الاستحالة

 وفى نفس الوقت بعد الاستدراك بـ “لكن” هى تعترف أن التغيير  يتسحَّب إليها رغما عنها حتى راحت تشك فى هذه الاستحالة.

سادساً:

نختتم هذه اللقطة بما قاله المعالج الأستاذ المدرب

( أ ) د. يحيى: من المستحيل ان اللى فى مخى يتحقق لكن مستحيل انى أبطل

هذا الموقف يعلن درجة من البصيرة، كما يعرِّى مدى الاصرار على اختيار هذا النوع من العلاج الذى يتضمن مغامرة التغير، والتعرية، والغوص إلى القاع (ممارسةً لا تأويلا)،

هذا الموقف الصلب قد يكون الدافع الأساسى لاستمرار الأستاذ فى هذه الطريقة التى اختارها، والتى تبدو أحيانا أبعد مما يتحمله الواقع،

ومع هذه البصيرة تأتى محاولة هز المستحيل الذى أعلنت اللعبة أنه فى “مُخ” الأستاذ أكثر منه فى الواقع، وحين يهتز الموقف هكذا ، يلحقه الاستدراك و”لكن” بإعلان مستحيل آخر ينفى أىّ تراجع،  إذ هو يعلن استحالة التوقف.

التعقيب النهائى:

نلاحظ عموما أن البداية من إعلان الاستحالة هو أمر جاهز وسهل.

ثم نلاحظ بعد ذلك أن كل مستحيل – تقريبا- هو قابل للمراجعة والاهتزاز

أما بالنسبة للعبة:

فنلاحظ  – بصفة عامة- كيف أن هذه اللعبة بكل ما بدا فيها من بساطة أدت عدة وظائف معا:

  • وظيفة علاجية (راجع موقف المرضى مع التعليق تلو الآخر)
  • وظيفة تدريبية حيث أظهرت موقف كل من المدرّب والمتدربَيْن بشكل مفيد لهم ولغيرهم
  • وظيفة معرفية ربما تسمح بمراجعة ما ألفناه عن فكرة “الممكن والمستحيل

وبعـد

هل سأتمكن من تنظير ما جاء بالمقدمة، والذى هربت منه بهذا المقتطف؟

[1] ملحوظة: ليست مزية ولا من صالح أى متدرب أن يبادر بإضاءة الضوء الأخضر (السماح بالمشاركة الكاملة) مبكراً (خلال أول أسابيع مثلا) فقد ثبت أن هذا يكون عادة من باب الحماس والتصفيق للجارى، أكثر منه دليلا على ما وصله من طمأنينه للمشاركة الآمنة .

[2] – Infantile Dependency

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *