الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التطور الحيوى يتحدى المستحيل

التطور الحيوى يتحدى المستحيل

“يوميا” الإنسان والتطور

17-12-2007

العدد: 108

التطور الحيوى يتحدى المستحيل

ورد هذا الخاطر فى مقال أمس بالحرف الواحد:

إن الحياة الحقيقية هى حركة دائبة بين المستحيل والممكن

 وبالعكس: بين الممكن والمستحيل

 وهى ليست مجرد حركة فى المحل بل إنها فى صورتها الحيوية، تسعى طول الوقت أن تجعل المستحيل ممكنا،

 وفى نفس الوقت أن تحول دون أن يتحول الممكن إلى مستحيل.

قيل وكيف يكون ذلك؟

وفى هذا نقول اليوم:

أليس طلب المستحيل دون حسابات، هو الجنون نفسه؟

ليس تماما.

الجنون هو نتاج التعجل فى تحقيق المستحيل، ثم تفعيله بعيدا عن أرض الواقع، فى وحدة زمنية أقصر مئات (أو آلاف) المرات التى يمكن أن يتحقق فيها؟ ومن ثمَّ تحقيق ما يشبهه، وليس هو.

إرادة المستحيل فى ذاتها ليست جنونا، بل لعلها أرقى أنواع الوجود، متى أمكن ترويضها فِعْلاً يوميا، لا مجرد خيال مرسوم.

فى الفترة الأخيرة، وأنا أتعرف على الموت، وعلى الطريق إلى الحق سبحانه وتعالى، وعلى محاولات التواصل المتعدد المستويات (الحب المتكامل)، وعلى حركية الفطرة، إزددت تمسكا بأنه يستحيل ضمان تواصل حركة التطور (التى أنتمى إليها وأحاول تنميتها فى تنظيرى العلمى وممارستى المهنية) إلا باحترام: إمكانية المستحيل.

 هل من الممكن أن يتصور نوع من الأحياء أنه يمكن أن يصبح نوعاً آخرا؟

طبعا لا.

 يبدو هذا مستحيلا، بدليل أن الأنواع التى نزعم أننا تطورنا منها مازالت موجودة.!

هذه إجابة مغلوطة

الأنواع المتبقية حالا ليست هى هى الأنواع التى تطورت عبر ملايين السنين لتحقق المستحيل فيظهر ما هو “إنسان” هكذا بإذن الله.

أعرف وأتابع الهجوم الأحدث على نظرية داروين، حتى بلغنى أنهم منعوا تدريسها فى بعض ولايات أمريكا، وأحلوا محلها نظرية “العقل الذكى”، متصورين أنهم بذلك يشيرون إلى الله عز وجل، وهم بهذا التراجع التجهيلى لا يضيفون شيئا حقيقيا إلى معرفة الدين، ولا معرفة الكون، ولا معرفة الله، هذا اختزال بشع ليس فقط للعلم، وإنما لحركية التوجه إلى الحق سبحانه وتعالى،

 لا أعرف أى دين حقيقى يتعارض مع تطور الأحياء، (دع جانبا رجال الدين، إن كان للدين رجالا غير كل خلق الله جميعا)،

 فرحت مؤخرا (منذ عامين) فرحا شديدا بفيلسوف رائع هو دانييل دينيت Daniale Dennet يعود بنظرية التطور إلى موقعها مع مناقشة ناقدة، وتحديث هادف. كان ذلك من خلال كتابه الذى أرجو أن تتاح الفرصة لمناقشته فى هذه النشرة هنا يوما بعد يوم. هو كتاب “أنواع العقول” Kinds of Minds الذى قام بترجمته د. مصطفى فهمى[1] ترجمة جيدة إلا العنوان الذى ترجم إلى تطور العقول بغير وجه حق.

من خلال هذا الكتاب وغيره استعادت نظرية التطور حيويتها وعادت تحتل مكانتها اللائقة بها فأطمأننت،

 مجرد أن تصدق الخطوط العريضة لهذه النظرية سوف تعرف مباشرة أن المستحيل (أن يتنازل نوع عن وجوده ليصبح نوعاً آخر) هو هو الذى حدث (أكرر التذكرة بأن قرود اليوم التى رضيت بالممكن ليست هى أجدادنا الذين عبروا إلى المستحيل: نحن!).

ثم حدثت الكارثة الرائعة الواعدة. حين بزغ ما يسمى الوعى، ثم الوعى بالوعى، الورطة البديعة للجنس البشرى دون ما نعرف من أحياء.

 وبدلا من أن يحترم هذا الوعى قوانين هذه المسيرة، احتواه العقل الأحدث وراح يصنف الأحداث والتخطيط والأحلام والآمال إلى “ممكن” و”مستحيل“،

 فى أول الأمر، وربما من حيث المبدأ: بدا ذلك إضافة جيدة، المفروض أن تدعم مسيرة التطور.

لمْ تجرِ الأمور هكذا تماما، إذْ لم نُحسن استخدام هذا الوعى والوعى بالوعى، لدعم مسيرة اختراق الممكن وتجاوزه واستيعابه لتحقيق المستحيل، راح ما يسمى “العقل” يمارس أغلب نشاطه بديلا عن الواقع المحيط، وعن الأصل الكامن معاً، بشكل أو بآخر، وقد أنجز بذلك إنجازات رائعة، لكن على حساب ضمور إمكانيات أساسية مازال يمتلكها الكائن البشرى، وهى الإمكانات التى كان أجداده يحققون بها المستحيل.

ننتقل بعد هذه المقدمة التى أحسبها ضرورية إلى إشكالة الإنسان المعاصر فى علاقته بهذه المسألة من منظور التطور.

الفرض وتداعياته

من هذا المنطلق نبدأ فى طرح أهم فروض هذه المداخلة، وبعض ما يترتب عليها.

الإنسان، مهما بلغ غروره وهو يتربع على قمة الهرم الحيوى، ومهما بلغ اعتزازه بعقله، له وعى ظاهر، تتحرك فيه وظائف سلوكية بالغة الحذق، ووعى كلى  أقل ظهورا يستوعب كلا من تاريخه، وقوانين توجهه، وهذا الوعى الكلى يتجاوز اللاشعور الجمعى لكارل يونج (وطبعا لا شعور فرويد) وهو يقترب من أنواع العقول “لدانييل دينيت”

 انطلاقا من هذا الفرض يترتب ما يلى:

أولا: من خلال هذا الوعى الكلى الممتد، يعى الكائن البشرى تلك الحقيقة التى أوردناها فى المقدمة، دون الحاجة إلى داروين أو دنيت، تلك الحقيقة التى تقول إن التاريخ الحيوى لا يعترف بالمستحيل.

ثانيا: نفس هذا الوعى يلتقط ماهية الفطرة التى وصفناها قبلاً فى فرض يقول: إنها حركية وليست كيانا، وأنها توجُّهٌ مضطرد، وليست بداية نتجاوزها، ثم أضفنا أن هذا التوجه يتجه بهذه الحركية إلى ما “ماهى إليه”، (مما لا تعرف ولا نعرف)، وبالتالى علينا أن ندرك، قوانينها، التى من أهمها ما جاء فى “أولاً”.

ثالثا: إن هذا “الوعى” الذى ينفى المستحيل نتيجة لليقين من حركية النمو والتطور، يصطدم بوصاية العقل (الظاهر) من جهة (بكل معطياته المحكمة الضرورية من قوانين وعلوم وتقنينات) كما يصطدم بسكون الواقع الأقرب (لا الواقع الطبيعى) من جهة أخرى.

 رابعا: يظل هذا الوعى حاضرا يحتوى التاريخى ويشير إلى “الآتى” فى نفس الوقت: هنا والآن.

فما الحل؟

تنوعيات الحلول:

يتم التعامل مع هذا الوعى الأعمق بطرق متعددة نوجز أهمها كما يلى:

أولا: قد يتم إنكار هذا الوعى الحقيقى بإمكانية المستحيل بكل الحيل والتبريرات الموضوعية والدفاعية، وبالتالى يتم القبول بنوع من الرضا الدائم “بالممكن حتى لو سكنت الحركة تماما، حتى لو سُلِّمت مفاتيحه لغير أهله (العلم الوصى الأيديولوجى أو الدين الجامد اللفظى، أو التسليم المائع التكيفى، أو الانشقاق الجانبى التفريغى، أو التنظير البديل المعقلن).

ثانيا: قد يتم إطلاق هذا الوعى الأعمق تفعيلا متسارعا ليكسر “كل” أو “أغلب” الحواجز التى تفرض عليه الخمود أو الإلغاء، بما يشمل كسر الغطاء والقفز فوق الحواجز دون أى حساب للعواقب، وأيضا يشمل ذلك تحقيق المستقبل الذى تعد به حركية هذا الوعى، يشمل تحقيقه (تفعيله) هنا والآن تحقيقا شائها مرضيّا بأقرب رمز متاح، وما معتقدات المهدى المنتظر، أو ضلالات النبوة والألوهية إلا بعض ذلك.

ثالثا: قد يختفى هذا الوعى فى الاغتراب فى خيال منسوج، لا يتجاوز مستوى الخيال، وقد يظهر فى صورة مرضية، أو يتجلى فى بعض الانتاج الفنى المتواضع، أو حتى فى ما يسمى أحلام اليقظة.

رابعا: قد يحدث السماح (الطبيعى) بأن تستوعب هذا الوعى الحركية الإيقاعية للنشاط الحالم، فلا يظهر من آثار هذا الوعى إلا الحل اليومى التراكمى الذى لا نميزه عادة (اضطراد النمو المستمر) إلا بعد فترة طويلة

 خامسا: قد يتم استيعاب هذا التحدى لتحقيق المستحيل فى قفزات (أزمات) النمو بين مرحلة ومرحلة.

سادسا: فى عدد قليل ممن تتاح لهم الفرصة يمكن تحمل مسئولية الوعى بنفى المستحيل فى وعى فائق، وليس مجرد وعىٍ كامن، ثم يتواصل السعى إلى تحقيقة، مع الرضا – فى نفس الوقت – بأى قدر من الممكن الذى يتحقق لفترة، تمهيدا لانطلاق جديد لمعاودة السعى لكسر المستحيل، وهكذا.

 هذا هو الحل الابداعى وله تجلياته المختلفة فى مجالات الإبداع سواء إبداع الذات، أو الابداع الخالقى (حركية الوجود وتجليات الإبداع)، أو الابداع الثورى،

 ويمكن أن يكون الناتج الإبداعى بمثابة تخطيط واعد لمستقبل قادم يهز استحالة المستحيل.

هذا المسار الأخير (سادسا):

 يعرف أنه يطلب المستحيل ويعمل موضوعيا لتحقيقه،

 لكنه يرضى بالممكن الذى يتحقق منه أولا بأول،

 لينطلق منه من جديد استكمالا للمسيرة لتحقيق المستحيل التالى

 الذى لا يتحقق منه إلا ممكنا محدودا،

 وهكذا تستمر الحركة ويتواصل الإيقاع.

استدراك

* يبدو هذا التنظير بعيدا عن التطبيق اليومى لكنى أظن الأمر غير ذلك، ولسوف أورد مثاليين عمليين على الوجه التالى.

مثال من الممارسة المهنية:

فى كثير من الأحيان يبدو شفاء مريض ماَ مستحيلا (خاصة أولئك الذين يتناثرون وهم يكسرون حواجز  المستحيل، ويحطمون سقفه، فتتفسخ ذواتهم ويتمادى تراجعهم وتدهورهم)، حين يبلغنا مدى هذا الخراب الذى انتهى إليه المريض حتى استتب التدهور، وتجمّد فى هذا السكون الخامل، نعلن العجز، ونبالغ فى التمادى فى التسكين بالمهدئات الجسيمة طول الوقت طول العمر، لأن هذا هو الممكن،

البديل المزعج الرائع لهذا الاستسلام للمستحيل هو تبنى “نفى المستحيل“، وذلك باحترام اندفاعة المريض إلى تحقيق وعيه بإمكانية كسر المستحيل، مع تبصرته بخيبة أسلوبه، وحين تصل الرسالة (غير لفظية عادة) إلى المريض أنه فعلا المهدى المنتظر، (مثل أى واحد فينا) لمجرد أن التطور مستمر، وأنه يسميه المهدى،  فى حين يسميه نيتشه الانسان الأعلى كما يسميه بونج التفرد، ويسعى أغلب المتصوفة إليه بأسماء وصفات رائعة أخرى، حين يبلغه – ممارسة – أن هذه هى طبيعتنا وأنه لم يفعل شيئا إلا أنه أعلنها مبكراً، حالاً، شطحا:ً بما تيسر له من ألفاظ وصور، فترجم هذا النزوع الطبيعى إلى أنه “المهدى المنتظر أو النبى أو الله” حينئذ تبدأ مسيرة العلاج بتوجه مختلف وإيقاع مختلف.

مثال (2) عن استحالة التواصل المتكامل:

فى عمق الوعى اليقظ يبدو مشروع التواصل المتكامل (يسمى أحيانا الحب)، المتعدد المستويات مع آخر حقيقى، مستحيلا ولقد أشرنا إلى مثل ذلك فى مواجهة هذه الإشكالة مثلا فى نشرة “من يحب من” يومية 8-10-2007 هذه الاستحالة تفرض نفسها إذا حضر التواصل مَطْلباً بدَْئيا بكل حجمه هذا ومواصفاته تلك، فتقفز الحلول والبدائل والتأجيلات وربما التشوية بنفس الأساليب التى أشرنا إليها حالا فى حديثنا عن التعامل مع “الوعى بنفى المستحيل”:

 إما بالإنكار والتسليم للاستحالة أو بالتفعيل الشاطح أو بالانشقاق أو باللجوء إلى الخيال أو بالانسحاب أو – نادرا – بالإبداع والاستمرار.

ويتوقف تجاوز هذه الاستحالة إلى الممكن بقدر ما يبذل الطرفان من جهد لمواصلة إبداع وتجديد العلاقة على أرض الواقع فى تحدٍّ متواصل، يستلهم هذا القانون الحيوى الأساسى القائل بإمكانية المستحيل.

تعقيب

ما أصعب كل هذا التنظير، وأسخفه.

كل ما أود الخروج به من كل هذا هو التوصية بعدم التنازل عن حقنا فى تحقيق المستحيل.

وفى الوقت نفسه عدم التعجل لتحقيقه

مع استمرار الوعى (ربما السرِّى) بموضوعية إمكانية المستحيل، طول الوقت.

لا أعرف هل هذا ممكن؟

أم أنه لا سبيل أمامنا إلا الاستسهال أو الاستسلام؟

استشهادات قديمة

التحدى القائل بإمكانية، المستحيل باعتبار ذلك طبيعة حيوية، هو جارٍ طول الوقت، بشكل تلقائى ودون قصد عادة، ويبدو – مرة أخرى – أنه لا يحتاج لكل هذا التنظير.

 ضبطتُ نفسى أنهى كثيرا من أعمالى بتقرير قبول هذا التحدى: أن المستحيل هو الممكن بقدر ما نقرر ذلك.

 اكتشفت بعض ذلك فى نهاية قصيدة أو نهاية رواية بشكل مباشر أو غير مباشر

 وفيما يلى بعض ما خرج منى كأمثلة:

 

ديوان “سر اللعبة”

(ص 108 – 109)

لا‏.. . ‏

يا‏ ‏من‏ ‏ترقبُ‏ ‏لفظى ‏العاجز‏ ‏

بعيون‏ ‏الفن‏ ‏المتحذلق‏ ‏

أو‏ ‏تفهم‏ ‏روح‏ ‏غنائى ‏

بحساب‏ ‏العلم‏ ‏الأعشي

لا‏ ‏تحسب‏ ‏أنى ‏أكتب‏ ‏شعرا‏ ‏

بخيال‏ ‏العجز‏ ‏الهارب

أو‏ ‏أنى ‏أطفئ ‏ناري

بدموع‏ ‏الدوح‏ ‏الباكى

لا‏ .. ‏لا‏ .. ‏لا‏.. ‏لا‏ ‏

هذا‏ ‏قدرى ‏

…………….

…………….

فليحترقْ‏ ‏المعبدْ

ولتذرُ‏ ‏الريحُ‏ ‏رماد‏ ‏الأصنام

ولتُسْأَلُ نفسٌ‏ ‏ما‏ ‏كسبت

وليُعْلَنْ‏ ‏هذا‏ ‏فى ‏كل‏ ‏مكان‏: ‏

‏’‏فشل‏ ‏الحيوان‏ ‏الناطق‏ ‏أن‏ ‏يصبح‏ ‏انسانا‏’

أو‏ .. .. .. ‏

فلنتطور‏ ‏

إذ‏ ‏يصبح‏ ‏ما‏ ‏ندعوه‏ ‏شعرا

هو‏ ‏عين‏ ‏الأمر‏ ‏الواقع‏.‏

خاتمة ديوان “سر اللعبة” سنة1978

الناشر: دار الغد للثقافة والنشر

 

ديوان “أغوار النفس”

………

توتا‏ .. ‏توتا‏ ..،‏

واهى ‏خلصت‏ ‏منى ‏الحدوته‏.‏

لو‏ ‏حلوه‏ .. ‏حاتقول‏ ‏غنوه‏:‏

‏{“‏هوه‏ ‏دا‏ ‏يخلص‏ ‏من‏ ‏الله‏ :‏

اللى ‏غمّضْ‏ ‏ماتْ‏ ‏غبى، ‏

واللى ‏شاف‏، ‏خاف‏ ‏واترعب‏،‏

مابـقـاش‏ ‏نبي‏. }‏

لو‏ ‏ملتوته‏،‏

حاتقول‏ ‏حدوته‏:‏

‏{ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏زمان‏،‏

‏ ‏واحد‏ ‏رفض‏ ‏عيشة‏ ‏الهوان‏،‏

قال‏ ‏إيه‏ ‏وحاول‏ ‏يبقى “‏خلقـة‏ ‏ربنا‏”‏

مع‏ ‏إنه‏ ‏زيه‏ ‏زيـنا‏،‏

‏ ‏يعـنى : ‏بشر‏.‏

قالـو‏ ‏لـه‏ ‏حاسب‏ ‏مــا‏ ا‏لقدر‏،‏

‏ ‏قام‏ ‏راح‏ ‏عاملــها‏، ‏وقال‏: “‏فـشـر‏”}.‏

خاتمة “أغوار النفس”، سنة 1978

الناشر: دار الغد للثقافة والنشر

نهاية قصيدة “صالحتنى شيخى على نفسى”

وسمعت‏ ‏ضحكا‏ ‏خافتا‏. ‏لا‏،.. ‏ليس‏ ‏سخرية‏  ‏ولكن‏.‏…..

‏…. ‏وسمعت‏ُُ ‏صوتاً‏ ‏واثقا‏ ‏فى ‏عمق‏ ‏أعماقى ‏يقول‏:  ‘‏المستحيل‏ ‏هو‏ ‏النبيل‏ ‏الممكن‏ ‏الآن‏ ‏بنـا‏’. ‏

لمست‏ْْ ‏عباءتــكَ‏ ‏الرقيقة‏ ‏جانبا‏ ‏من‏ ‏بعض‏ ‏وعيي‏، ‏فـعـلـمـت‏ ‏أنـــك‏ ‏كـنـتـه‏’.‏

وصحوت‏ ‏أندم‏ ‏أننى ‏قد‏ ‏كنت‏ ‏أحلم‏.‏

نشرت فى الاهرام

بتاريخ 15-12-2003

 

نهاية رواية “ملحمة الرحيل والعود”

(الجزء الثالث من ثلاثية: المشى على الصراط)

‏ـ ‏هه‏، ‏يا‏ ‏منال‏.‏

‏ـ ‏هه‏ ‏يا‏ ‏جلال‏.‏

ـ‏ ‏إذن‏ ‏ماذا؟‏.‏

‏ـ ‏إذن‏ ‏هذا؟‏.‏

‏ـ ‏الله‏ ‏يخيبك‏! ‏.

‏ـ ‏الله‏ ‏يخرب‏ ‏بيتك‏.‏

‏ـ ‏نعملها‏؟.

‏ـ ‏لا‏ ‏طبعا‏.‏

‏ـ ‏نبقى ‏هكذا؟.

‏ـ ‏لا‏ .. ‏طبعا. ‏

‏ـ ‏يعنى؟‏؟.

‏ـ ‏يعنى ‏موافقة‏. ‏

‏ـ ‏على ‏ماذا؟.

ـ ‏على ‏الممكن‏ ‏المستحيل‏.!!!‏.

_ ‏والله‏ ‏ما‏ ‏هى ‏نافعة‏!!‏.

‏ـ ‏أحسن‏.‏

‏ـ ‏فلماذا‏ ‏نستمر‏ ‏نحاول‏؟.

‏ـ ‏هل‏ ‏عندك‏ ‏بديل‏ ؟‏.

‏دهب‏: بتاريخ 7-2-2004

وبعـد

هذا ما كان من إرهاصات باكر،

هل يا ترى ثمَّ مجال لتناول بعض العناوين والعناصر التى أوردناها أمس فى مستهل النشرة، خاصة عن الشعر والغناء، و”الهنا والآن” ممتدا، والحق سبحانه وتعالى؟

ربما

 

[1] – “تطور العقول” Kinds of Minds  تأليف: داينيل دينيث، ترجمة د. مصطفى فهمى، والناشر: المكتبة الأكاديمية “سلسلة كراسات عروض” القاهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *