الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تشكيلات من: الحضارة والمدنية والحاجة إلى مراجعة

تشكيلات من: الحضارة والمدنية والحاجة إلى مراجعة

“يومياً” الإنسان والتطور

 15-12-2007

العدد: 106

تشكيلات من: الحضارة والمدنية

 والحاجة إلى مراجعة

نحن‏ ‏نستعمل‏‏ ‏كلمتى ‏الثقافة‏ ‏و‏‏الحضارة‏ ‏بوفرة‏ ‏وافرة‏، ‏وإلى ‏درجة‏ ‏أقل‏ ‏كلمتى ‏المدنية‏ ‏والعمران، وسوف نقصر كلامنا فى هذه اللمحة عن الحضارة والمدنية، ونحن نقدم فرضا (كان جزءاً من مقال قديم)، يحتاج إلى مراجعة.

نبدأ‏ ‏بالتذكرة‏ ‏بالنقلة‏ ‏من‏ ‏البربرية‏ ‏إلى ‏المدنية‏ ‏حيث‏ ‏يرجح‏ ‏أغلب ‏المؤرخين‏ ‏والمفكرين‏ ‏أن‏ ‏المدينة‏، ‏وما تمتعت‏ ‏به‏ ‏واكتسبته‏ ‏من‏ ‏أدوات،‏ ‏هى ‏المسئولة‏ ‏عن‏ ‏تكوين‏ ‏المدنية‏ ‏التى ‏هى ‏مرادفة‏ – ‏فى ‏أغلب‏ ‏الأقوال‏ ‏والمراجع‏ ‏- ‏لما‏ ‏هو‏ ‏حضارة‏، ‏أى ‏أن‏ ‏التحول إلى التمدن‏، ‏بما يقدم‏ ‏من‏ ‏فرص‏ ‏وخدمات‏ وتنظيمات‏ ‏تقوم‏ ‏بها‏ ‏مؤسسات‏ ‏هو‏ ‏المسئول‏ ‏عن‏ ‏نشأة‏ ‏واستمرار‏ ‏الحضارات.

فإذا‏ ‏صح‏ ‏ذلك‏ ‏تاريخيا‏ ‏ولغويا‏، ‏وصحيح‏ ‏بعضه‏، ‏فإننا‏ ‏لا‏ ‏شك‏  ‏نحتاج‏ ‏إلى ‏وقفة‏ ‏مراجعة‏ ‏عصرية‏  ‏دقيقة‏  ‏نقف‏ ‏فيها‏ ‏الآن‏ ‏متسائلين‏:

 ‏هل ‏يصدق‏ ‏نفس‏ ‏الأمر‏ ‏فى ‏أيامنا‏ ‏هذه‏ “‏هكذا‏” ‏مباشرة‏؟، ‏بمعنى‏: ‏هل‏ ‏مجرد‏ ‏اكتساب‏ ‏أدوات المدنية‏ ‏هو‏ ‏أمر‏ ‏كاف‏ ‏لإنشاء‏ ‏حضارة؟‏ ‏من‏ ‏أهم‏ ‏أدوات‏ ‏المدنية‏ ‏الآن‏: ‏الحصيلة‏ ‏العلمية‏ ‏المتاحة‏ ‏للشخص‏ ‏العادى، ‏والحصيلة‏ ‏التكنولوجية‏ ‏فائقة‏ ‏المعاصرة‏ ‏الجاهزة‏ ‏لاستخداماته، بالإضافة إلى الثروة المعلوماتية فى ذاتها، والجاهزة للتطبيق‏، ‏هل توفر كل ذلك، يؤدى تلقائيا إلى إرساء القواعد اللازمة لبزوغ الحضارة؟ أم‏ ‏أن‏ ‏الأمر‏ ‏أصبح‏ ‏أكثر‏ ‏تعقيدا‏ ‏وأعقد‏ ‏إشكالية‏؟‏

 ‏الإجابة‏ ‏عندى ‏تميل‏ ‏إلى ‏فرض‏ ‏احتمالات‏ ‏أخرى ‏بديلة‏، لعلها‏ ‏مفيدة‏:‏

  الملاَحظ‏ ‏الآن ‏أن‏ ‏توفر‏ ‏أدوات التمدن‏ ‏لفئة‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏فى ‏أكثر‏ ‏المدن‏ ‏تقدما‏ ‏وأوفرها‏ ‏تقنية‏ ‏ومعاصرة‏  ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏كافيا‏ ‏لحسن‏ ‏استعمالها‏ ‏لصالح‏ ‏البشر‏، ‏يصدق ‏ذلك‏ ‏فى معظم ‏كبريات‏ ‏المدن‏ ‏الغربية‏ ‏التى ‏تضخمت‏ ‏أدواتها‏ ‏وتطاول‏ ‏بنيانها‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏تضاءلت‏ ‏علاقات‏ ‏أهلها فيما بينهم، إذْ تراجع تماسك‏ ‏أسرها.‏ ‏كما تواضعت الإبداعات التلقائية‏ لرجلها‏ ‏العادى، ‏‏يصدق ذلك‏ ‏فى ‏عوالم‏ ‏التضخم‏ ‏التكنولوجى لذاته، منفصلا عن إثراء وجود البشر.

أفلا‏ ‏يوحى ‏ذلك‏ ‏بضروة‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏التفرقة‏ ‏بين‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏حضارة‏ ‏وما‏ ‏هو‏ ‏مدنية‏، ‏بغض‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏ارتباطهما‏ ‏التاريخى‏، ‏وعن‏ ‏أصولهما‏ ‏اللغوية‏؟

 ‏نحن نأمل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏التفرقة المقترحة‏ ‏ما‏ ‏يساعدنا‏ ‏على ‏تحديد‏ ‏موقعنا‏ ‏وترشيد‏ ‏توجهنا:

‏ ‏نبدأ‏ ‏بإعادة‏ ‏تعريف‏ ‏المدنية‏ ‏بما‏ ‏يناسب‏ ‏العصر‏ ‏على ‏أنها‏: حالة‏ ‏تتوفر‏ ‏فيها‏ ‏وسائل‏ ‏العمران‏ ‏المدنى، ‏من‏ ‏أول‏ ‏أدوات‏ ‏الحياة‏ ‏الراتبة‏ ‏من‏ ‏مؤسسات‏ ‏وخدمات‏، ‏إلى ‏إتاحة‏ ‏المعلومات‏ ‏المختلفة‏ ‏والتقنيات‏ التواصلية‏ ‏على ‏مستوى ‏العالم‏ ‏المعاصر للشخص‏ ‏العادى. ‏

أما‏ ‏الحضارة‏ ‏فيجدر ‏أن‏ ‏يرتبط‏ ‏تعريفها‏ ‏بإضافات‏ ‏نوعية‏ ‏تحدد‏ ‏موقف‏ ‏الإنسان‏ ‏المستعْمِل‏ ‏لهذه‏ ‏الأدوات‏، ‏وفى ‏ذلك‏ ‏نقترح‏ ‏نقلة إلى ما يسمى حضارة على الوجه التالى‏:

 ‏إنما‏ ‏تسمى ‏المدنية‏ ‏حضارة‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏وعى ‏إنسان‏ ‏عصرها‏ ‏مسئولية‏ ‏امتلاك‏ ‏هذه‏ ‏الأدوات‏ ‏لدرجة‏ ‏تسمح‏ ‏بممارسة‏ ‏استعمالاتها‏ ‏لما‏ ‏يحقق‏  ‏تعمير‏ ‏الأرض ‏- لا‏ ‏خرابها‏، ‏وتطور‏ ‏البشر‏- ‏لا‏ ‏تشويههم‏ ‏أو‏ ‏تناثرهم‏ ‏وتمزقهم‏.

 ‏هذا الموقف الأخير يلزمنا أن ننتبه إلى أن نقيس‏ ‏تطور‏ ‏البشر‏ ‏ليس‏ ‏فقط‏ ‏بإنجازات‏ ‏الصفوة‏ ‏فى ‏مراكز‏ ‏البحث‏ ‏وعروض‏ ‏المتاحف‏ ‏وبراءات‏ ‏النشر‏، ‏ولكن لابد أن‏ ‏يدخل‏ ‏فى ‏التقييم‏ ‏والقياس‏ ‏نوعية‏ ‏تعامل‏ ‏الناس‏ ‏مع‏ ‏بعضهم‏ ‏البعض‏، ‏وعمق‏ ‏مشاعر‏ ‏الأخوة‏ ‏الإنسانية‏ ‏التى ‏ترسى ‏قواعد‏ ‏العقد‏ ‏الاجتماعى ‏السليم‏، ‏وكذلك‏ ‏القوانين‏ ‏العرفية‏ ‏التى ‏تحكم‏ ‏الفعل‏ ‏اليومى‏.

 ‏بل‏ ‏إن‏ ‏هذا الوعى (‏الحضارى) ‏قد‏ ‏يتم‏ ‏ويتنامى ‏بأقل‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏الأدوات‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏توفرت‏ ‏الأعراف‏ ‏والأخلاق‏ ‏والممارسات‏ ‏الإيمانية‏ ‏الإبداعية‏ ‏القادرة‏ ‏على ‏بناء‏ ‏الإنسان‏ ‏بأى ‏قدر‏ ‏متاح‏ ‏من‏ ‏أدوات‏ ‏المدنية.

نستطيع الآن أن نلقى نظرة‏ ‏على ‏ما‏ ‏هو‏ ‏نحن‏، ‏وعلى ‏ما‏ ‏حولنا ومن حولنا‏ ‏فى محاولة وضع فروض لتشكيلات‏ ‏من‏ ‏التباديل‏ ‏والتوافيق، ‏تقسّم‏ ‏عالمنا‏ ‏المعاصر‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏درجة‏ ‏توافر‏ ‏هذين‏ ‏البعدين‏ ‏وعلاقتهما ببعضهما البعض‏.

 ‏وفيما يلى بعض ذلك:‏

‏1-  ‏مدنية‏ ‏فائقة‏ ‏وحضارة ‏مترهلة ‏متراجعة‏ ‏

وهو‏ ‏ما‏ ‏نجده‏ ‏فى ‏دول‏ ‏فائقة‏ ‏التقدم‏ ‏محكمة‏ ‏القوانين‏ ‏صلبة‏ ‏المؤسسات‏، ‏تفيض‏ ‏بالجديد‏ ‏المحكم‏ ‏المنمّط‏ ‏بشكل‏ ‏عام‏، ‏يتبدى ‏ذلك‏ ‏فى ‏دور‏ ‏العلم‏، ‏ومعطيات‏ ‏الصناعات‏، ‏ومعارض‏ ‏الفنون‏، ‏ومراكز‏ ‏الأبحاث‏،  ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏أن‏ ‏ننتقل ‏إلى ‏الشارع‏ ‏بعد‏ ‏السابعة‏ ‏أو‏ ‏الثامنة‏ ‏مساء‏  ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏مدنها‏ ‏حتى ‏نجد‏ ‏الأمر‏ ‏مختلفا‏، ‏فالناس‏ ‏تتلفت‏، ‏وتخاف‏ ‏أن‏ ‏تحيى ‏بعضها‏ ‏بعضا‏، ‏وتغُتصب‏ ‏وتـُنتهك‏،

 ‏وثمة‏ ‏قوانين‏ ‏تحتية‏ ‏تتحكم‏ ‏فى ‏المشاعر‏ ‏والعلاقات‏ ‏والحياة‏ ‏مثل‏:

  • ‏قانون‏ ‏الرعب‏ ‏والقنص‏،
  • ‏قانون‏ ‏الكر‏ ‏والفر،
  • ‏ قانون‏ ‏البقاء‏ ‏للأخبث‏ ‏والأسرع‏،

 ‏إلى ‏آخر‏ ‏مواد‏ ‏الدستور‏ ‏السرى ‏للمافيا‏ ‏والإرهاب‏ الأحدث!!

 مثال‏: بعض المدن الكبرى فى ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏الأمريكية‏.

‏2- ‏مدنية‏ ‏وافرة‏ ‏‏مستوردة،‏ ‏و‏‏حضارة‏ ‏زائفة‏ ‏ومقلِّدة‏ ‏

‏‏وهو‏ ‏ما‏ ‏نجده‏ ‏فى ‏دول‏ ‏حديثة‏ ‏التمدن‏ ‏فائقة‏ ‏الثراء‏ ‏حصلت‏ ‏على ‏كل‏ ‏وسائل‏ ‏الدول‏ ‏المتقدمة‏ ‏السالفة‏ ‏الذكر‏، ‏وأكثر‏، ‏لما‏ ‏لها‏ ‏من‏ ‏إمكانيات‏ ‏مادية‏، ‏فرصفت‏ ‏الشوارع‏، ‏وأرست‏ ‏وسائل‏ ‏التوصيل‏ ‏والمواصلات‏، ‏وخططت‏ ‏المدن‏ ‏ووفرت‏ ‏كل‏ ‏وسائل‏ ‏الرفاهية‏ ‏لأغلب‏ ‏أفراد‏ ‏شعوبها‏، ‏لكنها‏ ‏لا‏ ‏تضيف‏، ‏ولا‏ ‏تبدع‏، ‏ولا‏ ‏تطور‏، ‏ولا‏ ‏يتحاور‏ ‏أبناؤها‏ ‏ندا‏ ‏لند‏، ‏بل‏ ‏إن‏ ‏آحادها‏ ‏الأقدر‏ ‏فالأقدر‏ – ‏مادة‏ ‏وأدوات‏ –  ‏قد‏ ‏قلبوا‏ ‏الليل‏ ‏نهارا‏، ‏وبالعكس‏، ‏وقد‏ ‏أصبحت‏ “‏الرفاهية‏” ‏فى ‏هذه‏ ‏المجتمعات‏ ‏هدفا‏ ‏فى ‏ذاتها‏ ‏لذاتها‏، ‏وليست‏ ‏وسيلة‏ ‏لإطلاق‏ ‏القدرات‏ ‏واختصار‏ ‏أوقات‏ ‏المعاناة‏ ‏لملئها‏ ‏بالإبداع‏ ‏والموضوعية

مثال‏: ‏بعض‏ ‏الدول‏ ‏السلبية‏ ‏الثراء‏ ‏مثل أغلب‏ ‏دول‏ ‏الخليج.

‏3-  ‏مدنية‏ ‏متسارعة‏، ‏وحضارة‏ ‏ممكنة‏ ‏

وهو‏ ‏ما‏ ‏نجده‏ ‏فى ‏دول‏ ‏لا‏ ‏تملك‏ ‏وفرة‏ جاهزة ‏فى ‏وسائل‏ ‏التمدن‏ ‏ابتداء‏، ‏لكنها‏ ‏تسارع فى خطى عملاقة ‏لامتلاك‏ ‏ما‏ ‏يلزم‏ ‏منها‏، بكل الوسائل‏، ‏وكلما‏ ‏ملكت‏ ‏وسيلة‏ ‏جديدة‏ ‏استعملتها‏ ‏فى ‏الفعل‏ ‏اليومى ‏والدفع‏ ‏العام‏ ‏والتنمية‏ ‏بأغلب‏ (‏أو‏ ‏كل‏) ‏طاقاتها‏، ‏وبذلك ‏تقفز‏ ‏فوق‏ ‏قمم‏ ‏التقدم‏، ‏وبرغم‏ ‏أن‏ ‏وسائل‏ ‏المدنية‏ ‏المتاحة‏ ‏لها‏ ‏هى ‏أقل‏ ‏من‏ ‏الفريق‏ ‏الأول‏ ‏والثانى‏، ‏إلا أن خطاها وإنتاجها ‏تعد‏ ‏بتأسيس‏ ‏حضارة‏ ‏موازية بشكل ما،‏ ‏لكنها معرضة‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏إلى ‏مضاعفات‏ ‏الفريق‏ ‏الأول‏ ‏مالم‏ ‏تقدم‏ ‏نوعية‏ ‏جديدة‏ ‏للتنمية‏ ‏البشرية‏ ‏والتطور‏ ‏الإنسانى

 مثال‏: ‏النمورالأسيوية‏ ‏الحديثة‏ ‏بما فى ‏ذلك‏ ‏أندونيسيا، وماليزيا.

‏4- ‏مدنية‏ ‏مغلقة‏ ‏ومتناثرة‏  ‏وحضارة‏ ‏شكلية‏ ‏

وهو‏ ‏ما‏ ‏نجده‏ ‏فى ‏دول‏ ‏تحصل‏ – ‏أو‏ ‏تحاول‏ ‏الحصول‏- ‏على ‏كم‏ ‏وافر‏ ‏وحديث‏ ‏من‏ ‏وسائل‏ ‏التقدم‏ ‏والمدنية‏، ‏لكنها‏ ‏توظف ما تحصل عليه‏ ‏فى ‏بؤر‏ ‏متناثرة‏، ‏تُستعمل‏ ‏من‏ ‏الظاهر‏ ‏فيما يشبه العلم دون إضافة‏ ‏فى ‏حدود‏ ‏بروتوكولات‏ ‏الأبحاث‏ ‏المغلقة‏ ‏والهامشية‏، ‏أى ‏التى ‏لا‏ ‏تصب‏ ‏لا‏ ‏فى ‏الفعل‏ ‏اليومى ‏ولا‏ ‏فى ‏الوعى ‏العام‏، ‏وفيما يشبه الإبداع بأقل قدر من الأصالة، فهى‏ ‏تدور‏ ‏حول‏ ‏نفسها‏ ‏بهدف‏ ‏النشر‏ ‏والمكافأة.

مثال‏: ‏مصر‏ ‏ودول‏ ‏مشابهة‏ ‏فى ‏العالم‏ ‏العربى ‏والثالث‏.

‏5- ‏مدنية‏ ‏ضعيفة‏ ‏وحضارة‏ ‏مُمَارسَة‏ ‏هادئة‏

وهى السائدة فى ‏المجتمعات‏ ‏ذات‏ ‏التقاليد‏ ‏الآمنة‏ ‏والأخلاق‏ ‏الغيرية‏، ‏عرفا‏ ‏أو‏ ‏تدينا‏ ‏وإيمانا‏، ‏وهى ‏مجتمعات‏ ‏تملك‏ قدرا متواضعا ‏من وسائل‏ ‏التمدن‏ ‏ورفاهيته‏، هى ‏مجتمعات‏ ‏ينقصها‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏معالم‏ ‏التمدن‏ ‏والحداثة‏، ‏وكذلك‏ ‏من‏ ‏أدوات‏ ‏الرفاهية‏ ‏ومعلومات‏ ‏العصر‏، ‏لكنها تحافظ‏ ‏على ‏تقاليد‏ ‏فائقة‏ ‏الرقى ‏من‏ ‏حيث‏ ‏دماثة‏ ‏الخلق‏، ‏أو‏ ‏إكرام‏ ‏الضيف‏، ‏أو‏ ‏التعاون‏ ‏التلقائى ‏الخلاق‏، ‏أو‏ ‏العقد‏ ‏الاجتماعى ‏المؤمِّن‏ ‏للجميع‏ ‏أهلا‏ ‏وضيوفا‏، ‏أو‏ ‏حيوية‏ ‏العلاقة‏ ‏بالطبيعة‏، ‏أو‏ ‏فعل‏ ‏الإيمان‏ ‏الكادح المسئول‏، ‏وتوصف‏ ‏هذه‏ ‏المجتمعات‏ ‏أحيانا‏ ‏بواسطة‏ ‏أهل‏ ‏مجتمعات‏ ‏الوفرة‏ ‏المدنية‏ ‏الظاهرة‏، ‏توصف‏ ‏بالبدائية‏ ‏والقبلية‏ ‏دون‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏نوع‏ ‏تماسكها‏ ‏وجوهر‏ ‏حضارتها‏.

مثال: مجتمعات‏ ‏الصيادين‏، ‏وزارعى ‏اللؤلؤ‏ ‏فى ‏الخليج‏، ‏وربما‏ ‏مجتمعات‏ ‏سكان‏ ‏الواحات‏ ‏والهنود‏ ‏الحمر وبعض‏ ‏قرى ‏جنوب‏ ‏سيناء‏، ‏والواحات.

وبعـد

ما رأيكم فى هذا التقسيم الذى وضعتُ خطوطه العامة منذ أكثر من عشر سنوات؟

 ثم عدت الآن لنشره فى اليومية وعدّلت بعض ألفاظه، وطوّرت بعض عناوينه ومحتواه؟

 لكننى مازلت أجد أنه يحتاج إلى مراجعة لا تراجع،

ما رأيكم؟

ربما كان إسهامكم فى التعقيب هاديا لتطوير أو تعديل أفضل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *