الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الحياة قصيرة، والفرصة هرابة

الحياة قصيرة، والفرصة هرابة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء2-9-2015

السنة التاسعة

العدد: 2924

الحياة قصيرة، والفرصة هرابة

كتبت فى نشرة أمس ما يلى:

ما زلت هنا، وما زلت أنا لا أعرف كيف أشكرك – يا جمال – إلا بالتعهد بالاستمرار ما دمت قادرا، وما دام هناك من يتلقى ويشهد وينقد ويضيف.

حين قرأت هذه العبارة من جديد، حضرنى مقال قصير كنت قد كتبته منذ عشرة أعوام فى الأهرام اليومى بتاريخ 17 أكتوبر 2005، قبل صدور هذه النشرة، بعنوان “الطريق طويل… والفرصة هرّابة! وقد بدأته مقتطفا أبو قراط فى قوله:

“الحياة  قصيرة،

والمعرفة ممتدة،

والفرصة هرّابة،

والتجربة تحتمل الصواب والخطأ،

والحكم على الأمور من أصعب الأشياء”. 

وهى ترجمتى بتصرف لما وصلنى عنه بالإنجليزية وهو ما أريد أن أثبته بالنص لأن بعض تلاميذى اعترض على ترجمتى هذه، والنص بالإنجليزية يقول:

     Life is short

     Art is long

     Opportunity fleeting

     Experience fallible

      and

    Judgment difficult

هذا القول كنت قد صدّرت به موقعى الالكترونى الخاص منذ إنشائه، لكننى بحثت عنه اليوم، فافتقدته، وحين سألت سكرتاريتى أفادونى أن الموقع تحت “التحديث”، وأنهم لم ينتبهوا إلى أهمية هذا التصدير لهذه الدرجة فاستغنوا عنه بما تسبب فى غضبى وعتابى، ووعدونى أن يعيدوه إلى الموقع مع تمام التحديث.

وبعد

هل تصدقون “أصدقائى وصديقاتى” أن هذا الكلام – كلام أبو قراط – قيل منذ خمس وعشرين قرنا؟ وهو كلام فى الطب أساسا، قاله أبوقراط، أبو الأطباء، وقد وصلنى عبر كتاب عن الغدد الصماء وأنا أحضّر لدبلوم الأمراض الباطنة العامة سنة 1958، وهو كتاب من تأليف  المرحوم الأستاذ الدكتور بول غليونجى أستاذ الطب الباطنى فى جامعة عين شمس، وقد تعجبت أنذاك، لماذا يصدّر هذا الأستاذ الفاضل كتابا صغيرا فى الغدد الصماء وأمراضها بهذا المقتطف، ثم رحت سنة بعد سنة أكتشف قوة هذه الكلمات، وكيف أنه لم يختفِ، أو يقل إشعاعها خلال خمس وعشرين قرنا، لكل من ألقى السمع وهو شهيد، أما عن ترجمتى فقد رفض بعض تلاميذى الأحذق فى اللغة الانجليزية دون العربية أن أترجم كلمة “art” إلى “الفن”، قد اخترت ترجمتى مع مخاطرة التحوير خشية أن أربط لفظ “الفن” بفن اللأم art of healing الذى يفيد التطبيب فحسب، فهذا قول يصلح لكل معرفة وكل خبرة، وكل علم، وكل مسئولية.

المهم:

المسألة يا جمال هى فيما تبقى لى من أيام لا يعلمها إلا الله، وإذا كانت النشرة قد دخلت عامها التاسع، فأنا بعد شهرين سوف أدخل عامى الثالث والثمانين، وإذا كانت الحياة قصيرة قبل عشر سنوات، وقبل خمسين سنة (حين قرأت هذه العبارة لأول مرة)، فهى أقصر الآن كثيرا، وهى قصيرة دائما أبدا منذ وجدت الحياة.

أريد أن أستشيرك ، وكل من يهمه الأمر كما يلى:

  • هل أنتهزها فرصة مع بداية العام التاسع، وأستأذن من الكتابة اليومية هكذا، لأتفرغ لتسجيل خبرتى وفروضى ورؤيتى فى كتب ورقية وصلت حتى الآن إلى أكثر من مائة، بصفة مبدئية؟
  • هل ألزم نفس بألا تزيد “يومية” الإنسان والتطور عن عشرة أسطر، مما يخطر لى حديثا ، أو مما أحب أن أذكِّرُ به مما سبق أن سجلته من قبل، مع إشارة إلى الأصل برابط لمن شاء أن يستزيد ليجد الأصل كاملا فى الموقع؟
  • هل أرجع لاقتراحك الذى تفضلت به منذ السنة الأولى لظهور النشرة وأقلبها نشرة أسبوعية أو نصف أسبوعية ؟
  • هل أواصل كما أنا الآن على حساب بقية ما أحمل من أمانة لم تصل إلى أصحابها ؟

وثَمَّ تساؤلات كثيرة أخرى ، لا أريد أن أشغلك أو أشغل أصدقائنا بها

دعنى أدعو الله أن يعطينى ما شاء من وقت ، وأن يلهمنى كيف أملؤه بما هو أحق به

فإن إراد سبحانه غير ذلك، فلا راد لمشيئته

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر

إدع لى يا جمال، أنت وليلى، وكل من يهمه الأمر

هذا تكريم آخر أنا فى أشد الحاجة إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *