الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (203) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (203) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  3-9-2015

السنة التاسعة

العدد:  2925

mahfouz 2

ص 203 من الكراسة الأولى

3-9-2015_1

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

لست(1) قانعا وعلى الإنسان أن

يقنع بما قسم له. وأى خير تجود

به الدنيا هبه عظيمة إذا تذكرت

ما تموج به من شرور كثيرة

والإنسان يكون على أحسن حال متمتعا

بما حظى به من خير، وإذا به فى طرفة عين

يكون فى مثول يلتمس نسمة من الخير

لا يحيد عن السؤال، فأحمد الله

على غمر الخير ولا يحتج(2) مع بحر من السيئات

نجيب محفوظ

1/9/1995

    القراءة:

يوجد إشكال شكلى قبل قراءة هذه الصفحة اضطرنى لبعض – أو كثير – من التجاوز حتى يستقيم السياق، إذ وجدت فى أول السطر الخامس كلمة تقرأ لأول وهلة “لست” وبعدها “قانعا”، أى: “لست قانعا”، فوجدت أنه لا يمكن أن تسرى هذه الصفة عليه، وأنه لا يقصدها غالبا، فهل يا ترى هى زلة قلم، خطر لى أن أقرأها “بتِّ” راضيا بدلا من “لست”، لكن نشرة سابقة فى التدريبات أنقذتنى حين وصفته فيها مرة بالقناعة الراضية، وأخرى برفض القناعة طموحا وإبداعاً فاستخرت الله وقررت أن أقتطف المقطعين، وها هما كما يلى:

من نشرة 21 – 6 – 2012 صفحة 81 من الكراسة الأولى    

أولاً: “بتِّ قانعا”:

“..بعد اجتهاد فى البحث عن معانى القناعة، ثم تأمل فى ما وصلنى من شيخى فى هذه المنطقة خلال عشر سنوات تقريبا، بالإضافة إلى ما وصلنى عبر ابداعه وبطريق غير مباشر، اكتشفت من خلاله معان للقناعة غير التى وصلتنى من بحثى الاستقصائى سواء كلفظ فى المعاجم، أو حكمة أو فضيلة حسب تفسير المفسرين،

القناعة لا تكون كنزا لمن  لا يملك إلا القناعة، لكى تفخر بقناعتك لابد أن تختبر قدرتك، أو قدراتك أولا، هل حقا أنت “تستطيع” ثم “تتوقف”، وتقنع؟ أم أنك تعلن القناعة وهى ليست إلا استسهال أو عجز؟

مثلا: شيخى كان قادرا أن يقتنى سيارة وسائقا خاصا، وقد كان من أحوج الناس إليهما فى الفترة الأخيرة، لكنه لم يفعل، والشقة المتواضعة التى كان يقطنها وهى التى عرفته فيها، كان قانعا بها وكأنها قصر الرئاسة،… الخ، وغير ذلك مما لا أستطيع أن أعد أو أحصى، هذه قناعة ورضا حقيقيين.

ثانياً: لو أنها “لست” قانعا: وجدتنى قد كتبت فى نفس النشرة:

“..لكنه لم يكن قانعا بأى مستوى يصل إليه إبداعه، ونقلاته النوعية من مرحلة إلى مرحلة، هذا نوع آخر يرفض قناعة أخرى ليست الكنز الذى قصده شيخى هنا، كان شيخنا يفاجئنا دائما وربما يفاجئ نفسه بهذا الإبداع المتجدد شكلا وموضوعا، ويكفى اختراقه أولاد حارتنا بملحمة الحرافيش، ثم هذه الصورة العبقرية التى تفجرت فى “أصداء السيرة” لتكتمل “بأحلام فترة النقاهة”، وغير ذلك كثير، وأعتقد أنه لم يقنع بجائزة نوبل، صحيح أنه فرح بها ولها ولنا، لكنها أبدا لم تكن محل فخره الأول، ولم يصلنى أبدا أنه لاح له أن يقنع بها فيتوقف، هذا إذا كان سمح أصلا لفكرة الفخر أن تمر به، مع أنه كان من أصدق من عرفت وهو يوافق على فخر المتنبى وفخر العقاد بنفسيهما”.

ثم ننتقل إلى ما يلى فى هذه الصفحة وهو يقول:

    “وعلى الإنسان أن يقنع بما قسم له”

هذه قناعة طيبة ورضا بالقدر، وهى لم تصلنى منه أبدا تسليما سلبيا للمكتوب، فهو يضيف:

“وأى خير تجود به الدنيا هبه عظيمة إذا ما تذكرت ما تموج به شرور كثيرة”

هنا يقفز الخير كنعمة أقرب إلى المعنى الذى يصلنى من الآية الكريمة “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ”، وهو يؤكد نفس المعنى فى السطر التالى، يؤكد أنه يعنى هذا الخير فعلا.

“والإنسان يكون على أحسن حال متمتعا بما حظى به من خير”

هنا لمحة جديدة وهى التمتع بالخير، فهذا بُعد آخر أيضا يذكرنى بما يصلنى من الآية الكريمة “وأما بنعمة ربك فحدث” فأنا أفهمها على أن التمتع بالنعمة بحقها واستعمالها فى موقعها إنما يعنى أن علينا أن نستمع إلى عمق هذه الآية الكريمة، وها هو شيخنا يذكرنا أن مثل هذا الحديث عن النعمة وهذه المتعة بالنعمة بما تحمله من خير، هو نوع من الحمد المستزيد من فضل الله.

لكنه ينبهنا إلى بُعد آخر فى الفقرة التالية التى تخلخل منى سياقها حين يقول:

“وإذا به فى طرفة عين يكون فى مثول يلتمس نسمة من الخير”

ليكن!!!

وكأنى به يُنَبّه أنه من لا يتمتع بما حظى به من خير ربما يكون قد أخطا الطريق إلى ذلك وخلط بين حمد هذه النعمة شاكرا ليستزيد “ولَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ”، وبين الفرحة الزائطة الفخورة المغرورة الأبعد ما تكون عن التمتع بالخير والحمد.

فى هذه الحالة هو لا يشبع ولا يقنع، فإذا به فى طرفة عين يكاد “يتسول” نسمة من الخير الحقيقى الباعث للقناعة والرضا والحمد.

وبعد: نمضى فى محاولة القراءة

هذا الجزء الأخير يحتاج إلى توضيح كيف وصلنى:

أول كلمة فى السطر قبل قبل الأخير لم أستطع قراءتها ولا تقريبها فلم يتبق منها بعد المحو إلا شرطة أو اثنتين  فقرأتها (تعسفا) “لا يحيد …..عن السؤال” فأحمد الله.

ونفس الحكاية فى السطر التالى أسقطتُ ما تصورته على بقايا الكلمة فى أول السطر فقرأتها على أنها: “على غمر من الخير ولا يحتج على بحر من السيئات”

ولم أرض عن ذلك ولم يصلنى ما أستطيع أن أعقب عليه،

وهكذا أترك الأصل والمحاولات لكل من يجتهد ويعيننى على القراءة أفضل؟

بصراحة إن ما تجمع لدى فى هذه الأسطر بدا لى غير مسلسل تماما فاكتفيت بما كان من التصور تاركا ما صعب لغيرى.

أنا آسف

 هذا غاية جهدى وليسامحنى شيخى وأنا فى انتظار العوْن ممن يستطيع

[1] – اضطررت أن أرفض أن تكون أصل الكلمة بخطه هى “لست قانعا” فحذفت اللام الأولى لتصبح “بت” قانعا، لكننى تراجعت  وتناولت الاحتمالين بالقراءة انطلاقا من نشرة سابقة.

[2] – وأيضا هذه الكلمة أعجزتنى ولم أستطع تقريبها إلى أى كلمة تناسب السياق لا هى ولا ما قبلها فى أول السطر ومن عنده اقتراح يتحفنى به جزاه الله خيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *