الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الثلاثاء الحرّ: قصة جديدة: ثورة يعنى إيه؟

الثلاثاء الحرّ: قصة جديدة: ثورة يعنى إيه؟

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 10-3-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2748 

الثلاثاء الحرّ:

قصة جديدة

ثورة يعنى إيه؟

قالت البنت لأمها:

– ثورة يعنى إيه يا أمى

قالت الأم:

– نعم؟!! نعم؟!! ثورة يعنى ثورة

قالت البنت:

– أنا باقول لك بصحيح هى ثورة يعنى إيه

قالت الأم:

– وبعدين بقى! ما انا قلتلك ثورة يعنى ثورة

قالت البنت:

– هوّا انتى مش عارفة ولا إيه؟

قالت الأم:

– لأ، عارفة ونص

قالت البنت:

– طب يعنى إيه؟

قالت الأم:

– يعنى اللى جارى ده

قالت البنت:

– هوّا اللى جارى ده إيه؟

قالت الأم:

– يا خبر أسود ما انتيش دارية اللى جارى ده إيه؟

قالت البنت:

– لا دارية وكل حاجة، بس هىّ إيه؟

قالت الأم:

– روحى اسألى أبوكى

دخل الأب فجأة وهو يبتسم وقد سمع آخر جملة، فبدا مزهوّا أنه المرجع، وبشهادة الغريم

قال الأب للأم:

– تسألنى فى إيه؟

قالت الأم:

– اسألها شوف جرالها إيه؟

قال الأب:

– خير يا بنتى فيه إيه؟

قالت البنت:

– الظاهر إن أمى مش عارفة حاجة خالص!

قال الأب:

– عليكى نور، هى فعلا مش عارفة، مشغولة كان الله فى عونها، بس انتى قصدك إيه وسأليتها فى إيه؟

قالت البنت:

– سألتها فى الثورة: يعنى إيه؟ لقيتها مش عارفة.

قال الأب:

– يعنى انتى اللى عارفة

قالت البنت:

– طبعا

قال الأب:

– طب لما انتى عارفة طبعا كده، امال بتسأليها ليه، بتمتحنيها؟ مش عيب

قالت البنت:

– أبدا والله، أنا كنت عايزة أعرف

قال الأب:

– تعرفى إيه ما انتى بتقولى إنك عارفة

قالت البنت:

– أيوه طبعا عارفة بس كنت عايزة أعرف يعنى إيه

قال الأب:

– لأ بقى، ماتعمليش زى أمك وتلخبطينى

قالت الأم:

– أنا اللى بالخبطك برضه؟ ولاّ انت اللى متلخبط جاهز

قال الأب:

– كده كده قدام البنت؟ الله يسامحك

قالت البنت:

– هيا أمى ما قالتشى حاجة، ما هو كل الناس متلخبطبين

قال الأب:

– آه، كده معلش

قالت البنت:

– معلش إزاى؟ والبلد حاتمشى إزاى؟

قال الأب:

– هوّا احنا اللى حانمشيها؟ آهى ماشية

قالت البنت:

– لأ مش ماشية

قال الأب:

– وبعدين بقى؟ عايزة تروحى تانى تمشيها من ميدان التحرير، روحى يا ستى ورينا شطارتكم

قالت البنت:

– تانى؟ احنا كنا بنغير الزيت بس، طلع الموتور كله مفوت، وخايفة نستورد موتور مضروب من بلاد بره

قالت الأم:

– موتور إيه وزيت إيه، إنتى بتقولى إيه؟

قالت البنت:

– ما هو عشان كده كنت باسألِكْ يا أمى ثورة يعنى إيه؟

قال الأب:

– يا بنتى أنتى صغيرة، بلاش تحملى الهم ده كله

قالت الأم للأب:

– ما تحمله انت بدالها يمكن تعرف تجاوبها على الأسئلة البايخة بتاعتها

صمت الثلاثة مدّة طالت أكثر من المتوقع قطعتها البنت بصوت عالٍ مفاجئ:

– لكن أنا باحب مصر أكتر

قال الأب بعد فزع بسيط من صوتها العالى المفاجئ:

– أكثر من مين بقى؟ انتى بتلقحى بالكلام ولآ إيه؟ ما كلنا بنحب مصر، دا أنا حتى مشترك مع الجماعة بتوع “فى حب مصر”

قالت البنت:

– وادّوك كارنيه فيه درجة الحب ولأ إيه

قال الأب:

– انتى بتتريقى؟

قالت البنت:

– لأ والله مش قصدى، بس دى مصر

انصرفت الأم بسرعة دون أن تستأذن، وتبعها الأب مطأطئا رأسه، وتمتمت البنت:

–       طب والمصحف الشريف “أنا مصر”، ولا يمكن ابطّل….

دخل أخوها عليها وسمعها تقسم فقال:

– تبطلى إيه؟

قالت البنت:

–       إنت مالك؟

قال أخوها:

– يبقى ما ترجعيش تقلبيها غم وتعايرينى

 

قالت البنت:

– أعايرك إيه؟ انت بتقول إيه؟ دى مصر، انت عارف مصر يعنى إيه؟

قال أخوها:

– حاضر حاضر، بس السكة صعبة قوى

قالت البنت:

–       ما هو عشان كده لازم، ولاّ عايزنا نستورد ناس من الصين يسهلوها

دخلت الأم عليهما مسرعة دون توقع، وهى تقول للبنت:

–       ولا يهمك أنا شفت رؤيا دلوقتى

قالت البنت:

– رؤيا إيه يا أمى دا انتى ما نمتيش

قالت الأم:

–       من غير ما انام، شفتها وأنا صاحية

قال أخوها:

– رؤية إيه يا أمى

قالت الأم للبنت:

–   شفت سيدنا الخضر بيطبطب على الريس ويقول له معلش حاتفرج، جيت جرْى عشان أقول لك ثورة يعنى إيه

قالت البنت:

– هيا دى بقى الثورة؟

قالت الأم:

–       مش عارفة، بس خير والنبى، ولا تحملى هم

نظرت البنت لأخيها، فنظر أخوها لأمه، فنظرت الأم للباب وهو يفتح ودخل الأب صائحا:

– مش قلت لكم!!

قال الثلاثة فى نفس واحد:

–       قلت لنا إيه؟

وسقط الأب مغشيا عليه ولا أحد يعرف هل أفاق أم ماذا حدث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *