الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (141) الإدراك (102) الإدراك والحلم والإبداع (3 من 5)

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (141) الإدراك (102) الإدراك والحلم والإبداع (3 من 5)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 30-12-2012

السنة السادسة

العدد: 19487-9-2011

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (141)

 الإدراك (102)

الإدراك والحلم والإبداع (3 من 5)

مقدمة:

توقفنا أمس عند البدء فى مناقشة مادة الحلم ثم لغته وأبجديته، بعد التنبيه بأن تحديث هذه الأطروحة اقتصر على الإشارة لعلاقة “الإدراك” بكل هذا، وأجد لزاما ما علىّ أن أعترف أن ما وصلنى من تعليق على نشرتىً الحلم وكان من صغار ابنائى وبناتى المتدربين معى طمأننى إلى ما أشرت إليه فى النشرة السابقة، وتذكرت لعبة تجريبية لعبناها ونشرنا بعضها منذ حوالى سنتين (نشرة 22-9- 2012  بعنوان “نعمل حلم” )، قام فيها أفراد العلاج بتأليف حلم فى وعى حاضر فرّق لنا بين هذه التجربة وبين ما يسمى أحلام اليقظة ولم أعقب بعدها على هذه التجربة، ولعل الفرصة تسنح الآن.

أما التحديث الأهم فقد يأتى من خلال هذا الربط المحتمل بين الإدراك والوجدان والوعى إلى معرفة الله واقعا خبراتيا دون حاجة إلى وصاية العقل المفكر الوصى الرمزى.

ونكمل الآن:

‏2-7 ‏مادة‏ ‏الحلم‏ (‏أبجديته‏)، ‏وظروف‏ ‏إبداعه‏، ‏ولغته‏:‏

النشاط‏ ‏الحالم‏ ‏الأساسى ‏يعلن‏ ‏حالة‏ ‏حركية‏ ‏من‏ ‏صور‏ ‏متداخلة‏ ‏وكيانات‏ مقلقلة ‏‏‏نشطة‏، ‏وتفكيك‏، ‏وتناثر‏، ‏ومستويات‏، ‏وتداخل.‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏هو‏ ‏المادة‏ ‏التى ‏ينسج‏ ‏منها‏ ‏الحالم‏ ‏موضوع‏ ‏إبداعه‏، ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏يخص‏ ‏نشاط‏ ‏الحلم‏ ‏أثناء‏ ‏حركة‏ ‏العين‏ ‏السريعة‏ نوم“الريم”‏ ‏دون‏ ‏نشاط‏ ‏الحلم الخطى المفهومى (إن صح التعبير)‏ ‏ ‏ ‏الذى ‏يحدث‏ ‏فى ‏غياب‏ ‏”الريم”.(1).

‏2-8 “‏أبجدية‏ ‏الحلم‏” ‏وطبيعتها‏ ‏البيولوجية‏ ‏والتركيبية‏.‏

يتطلب‏ ‏ذلك‏ ‏منا‏ ‏عددا من الاعتبارات أهمها‏:‏

1)   ‏‏ عدم اختزال‏ ‏الدال‏ ‏فورا‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏يدل‏ ‏عليه (2).‏

2)   ‏ العزوف عن معاملة‏ ‏المعلومة ‏((3) ‏باعتبارها‏ ‏رمزا‏ ‏لا‏ ‏كيانا‏.‏

3)   ‏ تجنّب تغليب‏ ‏العلامة‏ ‏على ‏الصورة‏ ‏المباشرة‏.

على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏صعوبة‏ ‏هذه‏ ‏المتطلبات‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏ضرورية ‏ ‏للتقدم‏ ‏لاستيعاب‏ ‏اعتبارات‏ ‏أساسية‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏من‏ :‏

1- ‏تعدد‏ ‏الكيانات‏/الذوات/مستويات الوعى/حالات العقل ((4)) (‏بلا‏ ‏حصر‏) ‏فى ‏كلية‏ ‏الوجود‏ ‏البشرى (5).‏ ثم أضيف إلى ذلك بعد كتابة أصل هذه الأطروحة ما وصلنى من كتاب دانيال دينيت “تعدد العقول” (نشرة 25-12-2008 “أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى).

2- ‏حضور‏ ‏المعلومات‏ ‏باعتبارها‏ ‏كيانات‏ ‏مُـدخلة‏ ‏من‏ ‏الخارج‏، ‏ومستثارة‏ ‏من‏ ‏الداخل‏، ‏قابلة‏ ‏للتمثيل‏ (‏الهضم‏ ‏فالولاف‏) ‏على ‏مراحل‏.‏

3- ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏هذه‏ ‏الكيانات‏/‏المعلومات‏ ‏من‏ ‏منطلق‏ “‏بيولوجى/نفسى/كيانى” ‏ ‏فى ‏آن‏.‏


30-12-2012_2

(شكل يبين حركة العين السريعة (العين الداخلية) أثناء النوم النقيضى REM

موجود بالتحريك فى الموقع Power Point   

 هذا‏ ‏المدخل‏ ‏يعلّـمنا‏ ‏كيف‏ ‏نتعامل‏ ‏مع‏ ‏الكيان‏ ‏البشرى ‏باعتباره‏ ‏جـُّمـّاعا‏ ‏حركيا‏ ‏من‏ ‏الكيانات‏/المعلومات‏ ‏فى ‏تشكيل‏ ‏مستمر‏، ‏كما‏ ‏يمكننا‏ ‏أن‏ ‏نتمثل‏ ‏المعلومة‏ ‏المُـدخلة‏ ‏والمستثارة‏، ‏باعتبارها‏ ‏فى ‏حركية‏ ‏جدلية‏ ‏نوابية‏ ‏متصلة‏ ‏بين‏ ‏الاستقلال‏ ‏من‏ ‏ناحية،‏ ‏ومشروع‏ ‏التلاشى ‏بالتمثل‏ ‏- ‏‏ولافيا ‏‏- ‏ ‏فى ‏الكل‏ ‏النامى (‏حالة كونه فى إبداع متصل تلقـِّـيا، فتمثـُّلا، فحركيَـة‏) ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى. يتم‏ ‏هذا‏ ‏فى ‏دورات‏ ‏الإبداع‏ ‏اليومى (‏اليقظة‏/‏النوم‏/‏الحلم‏)، ‏كما‏ ‏يتم‏ ‏بشكل‏ ‏أكثر‏ ‏إحاطة‏ ‏وأطول‏ ‏زمنا‏ ‏فى ‏دورات‏ ‏النمو‏ ‏الدورى(أشهرها الثمانى أزمات التى وصفها إريك إريكسون) ‏على ‏مسار‏ ‏النمو‏ ‏الفردى، ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏حركية‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏”الإيقاع‏ الحيوى” ‏والذى ‏تتكون‏ ‏دوراته‏ ‏معرفيا‏ ‏من‏ ‏طور‏ ‏يغلب‏ ‏عليه‏ ‏التزود‏ ‏بالمعلومات، هو طور التلقى أوالمل‏(6) ثم دور البسط، ‏ حيث‏ ‏يتم‏ ‏بسط‏ ‏هذه‏ ‏المعلومات – مع‏ ‏غيرها‏- ‏لإمكان‏ ‏تمثلها‏.‏

‏ ‏هذا‏ ‏التحريك‏ ‏الحيوى يتجلى فى نشاط‏ ‏الحلم‏ ‏الأقرب إلى  ‏طور‏ ‏البسط‏، ‏ذلك‏ ‏الطور‏ ‏الذى ‏يقلقل‏ ‏هذه‏ ‏الكيانات‏، ‏وينشط‏ ‏المعلومات‏ ‏التى ‏لم‏ ‏تُتَمثل‏ ‏تماما‏ ‏بهدف‏ ‏استكمال‏ ‏سعيها‏ ‏إلى ‏الاندماج‏ ‏التام‏ ‏فى ‏الكل‏ ‏الحيوى، ‏فيصبح‏ ‏المخ‏ ‏فى ‏طور‏ ‏البسط‏ ‏هذا عالَمًا ‏يموج‏ ‏بالناس‏ (‏ناس‏ ‏الداخل‏)، ‏والمفاهيم‏، ‏والموضوعات، والأجزاء‏، ‏والحروف‏، ‏واللغات‏.‏

هنا‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏ننبه‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏التحريك‏ ‏لا‏ ‏يتوقف‏ ‏على ‏المعلومات‏ ‏المكتسبة‏ ‏بالخبرة‏ ‏فحسب‏، ‏بل‏ ‏يمتد‏ ‏أيضا‏ ‏إلى ‏المعلومات‏ ‏الموروثة‏ ‏عبر‏ ‏تاريخ‏ ‏الفرد‏، ‏بل‏ ‏النوع‏، ‏فتصبح‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المادة‏ ‏الكامنة‏ ‏سابقا، ‏وإلى درجة أكبر كثيرا: المُـدخله‏ ‏حديثا، ‏ ‏فى ‏متناول‏ ‏مستوى ‏ما‏ ‏من‏ ‏وعى ‏الحالم‏ ‏فى ‏أثناء‏ ‏عملية‏ ‏الاستيقاظ‏.‏

يختلف‏ ‏كل‏ ‏شخص‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏ ‏فى ‏كيفية‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏‏ ‏المادة‏ ‏المستثارة‏ ‏فى ‏طور‏ ‏البسط (التنشيط) اختلافا هاما من حيث ما يلى‏:

1- حسب‏ ‏قدر‏ ‏تصالحه‏ ‏مع‏ ‏الداخل‏ (‏التصالح‏ ‏مع‏ ‏الداخل‏: ‏بمعنى ‏تناغم‏ ‏المعلومات‏، ‏معا‏، ‏مع‏ ‏تحمل‏ ‏الناشز‏ ‏منها‏ ‏سعيا‏ ‏للتقابل‏ ‏فالجدل‏)،

2- وكذلك :‏ ‏حسب‏ ‏قدرته‏ ‏على ‏قبول‏ ‏لغة‏ ‏أخرى ‏دون‏ ‏الإسراع‏ ‏بترجمتها‏ ‏إلى ‏اللغة‏ ‏السائدة‏،

3- وأيضا‏: ‏باختلاف‏ ‏نوع‏ ‏المادة‏ ‏المثارة‏، ‏ومدى ‏عمق‏ ‏انغراسها‏ ‏فى ‏تاريخ‏ ‏الشخص‏ ‏أو‏ ‏تاريخ‏ ‏النوع،.

30-12-2012_3

4وأخيراً: حسب‏ ‏ما‏ ‏تمثله‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏العمليات‏ ‏من‏ ‏تهديد‏ ‏لتماسك‏ ‏ذات‏ ‏الشخص‏ ‏الكلية‏، ‏سواء‏ ‏أثناء‏ ‏الحلم،‏ ‏أم‏ ‏أثناء‏ ‏النمو‏، ‏أم‏ ‏فى ‏خبرة‏ ‏الإبداع‏.

‏إن‏ ‏تناسب‏ ‏جرعة‏ ‏المادة‏ المتاحة بفعل البسط ‏مع‏ ‏قدرة‏ ‏السماح‏ ‏بمثولها‏ ‏فى مستوى ما من مستويات ‏وعى ‏اليقظة‏، ‏هو‏ ‏الذى ‏يسمح‏ ‏باستيعابها‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏حسب‏ ‏القدرة‏ ‏النمائية‏ (‏الإبداعية)‏ ‏للفرد‏ ‏فى ‏وقت‏ ‏بذاته‏ (أو مرحلة بذاتها أو ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏).‏

‏2-9 ‏لغة‏ ‏الحلم

اختلف‏ ‏المفسرون‏ ‏والحالمون‏ ‏جميعا‏ ‏على ‏”أبجدية و‏طبيعة‏ ‏لغة‏ ‏الحلم‏”، ‏ولكنهم‏ ‏اتفقوا‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏على ‏أن‏ ‏ثمة‏ ‏لغة‏ (‏مع لزوم تكرار‏ ‏أن‏ ‏اللغة‏ ‏غير‏ ‏الكلام‏، ‏فاللغة‏ ‏بنية‏، ‏والكلام‏ ‏بعض‏ ‏مظاهرها‏). ‏وقد‏ ‏كاد‏ ‏الاتفاق‏ ‏ينعقد‏ ‏على ‏أن‏ ‏لغة‏ ‏الحلم‏ ‏هى ‏لغة‏ ‏مصورة‏ ‏أساسا‏، ‏لها‏ ‏نحوها‏ ‏وبلاغتها‏ ‏الخاصة‏، ‏وأنه‏ ‏يمكن‏ ‏حل‏ ‏شفرتها‏ ‏نسبيا‏ ‏بجهد‏ ‏منظم‏.‏

هنا‏ ‏تثار‏ ‏قضية‏ ‏إنكار‏ ‏حق‏ “‏الصورة‏” ‏فى ‏المثول‏ “‏هكذا‏” ‏من‏ ‏حيث‏ ‏هى ‏كيان‏ ‏دال‏ ‏قائم‏ ‏بذاته‏، ‏كيان‏ ‏قادر‏ ‏على ‏التشكيل‏ ‏الحر،‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏يُـفِـد‏ ‏ما اعتدنا أن نستقبله باللغة المفهومية. ‏هذا‏ ‏الإنكار‏ ‏إنما‏ ‏يعلن‏ ‏قدرا‏ ‏هائلا‏ ‏من‏ ‏التحيز‏ ‏للرمز‏ “‏المفهومي‏”، ‏على ‏حساب‏ “‏المثول‏ ‏العيانى‏”؛ ‏الأمر‏ ‏الذى ‏حاول‏ ‏الشعر‏ ‏أن‏ ‏يعدله‏ ‏ويرد‏ ‏عليه‏، ‏حتى ‏وصل‏ ‏إلى ‏ماسمى ‏بـ ‏”‏الشعر‏ ‏العيانى‏”(7). على ‏أن‏ ‏الفرض‏ ‏المطروح‏ ‏هنا‏ ‏يتجاوز‏ ‏مجرد‏ ‏فهم‏ ‏أو‏ ‏احترام‏ ‏ما‏ ‏هو‏ “‏صورة‏” ‏إلى ‏اعتبار‏ ‏الصور‏ ‏المتاحة‏ ‏لتأليف‏ ‏الحلم‏ ‏ليست‏ “‏صورا‏”، ‏بل‏ ‏واقعا‏ ‏حيا‏: ‏كيانات‏ ‏متحركة‏ ‏مشحونة (8).

30-12-2012_4

 نحن‏ ‏ننفى ‏بذلك‏ ‏أن‏ ‏الحلم‏ ‏لكى “‏يقول‏”، ‏أى ‏لكى ‏يتشكل/يتألف،‏ ‏فإنه‏ ‏يتحتم‏ ‏عليه‏ ‏أن‏ ‏يقلب‏ “‏الأفكار‏” ‏إلى “‏هلاوس‏”، ‏لتكون‏ ‏صورا‏، ‏ومن‏ ‏ثـم‏ ‏لا‏ ‏يصح‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏نفعل‏ ‏نحن‏ ‏عكس‏ ‏الشئ ‏ونحن نتصور اننا نقوم  بتفسير‏ ‏الحلم‏، ‏أى:  ‏لا يصح أن‏ ‏نقلب‏ ‏الصور‏ ‏برمـتها‏ ‏إلى ‏أفكار‏ ‏ومفاهيم‏. هذا‏ ‏هو‏ ‏خطأ‏ ‏فرويد‏، ‏وابن‏ ‏سيرين‏ ‏معا‏ (‏كمثالين‏ ‏مختلفين‏). الصور‏ ‏كما‏ ‏تحضر‏ ‏فى ‏الحلم‏ ‏هى ‏كيانات‏ ‏قائمة‏، ‏هى ‏الأصل‏، ‏ويمكن‏ ‏التعامل‏ ‏معها‏ ‏بما‏ ‏هى ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏.

‏ ‏أسهمت‏ ‏الأبحاث‏ ‏الفسيولوجية‏ ‏الأحدث‏ ‏فى ‏تأكيد‏ ‏الطبيعة‏ ‏الأولية‏ ‏للصور‏ ‏المنشطة‏ ‏فى ‏الحلم‏ ‏حتى ‏أسمت‏ ‏النشاط‏ ‏الحالم‏ “‏نوم‏ ‏حركة‏ ‏العين‏ ‏السريعة‏” REM (‏نوم‏: ‏حرعس‏ = نوم الريم)، ‏الذى يعلن كيف‏ ‏أن‏ ‏العين‏ ‏تتحرك‏ أثناء هذا النشاط  ‏بسرعة‏ ‏فائقة‏، ‏كأنها‏ ‏تتابع‏ ‏حشدا‏ ‏‏من‏ ‏الصور‏ ‏المتحركة‏، ‏أمامها‏. ‏ولكن‏ ‏علينا‏ ‏ألا‏ ‏نتمادى ‏فى ‏الحماس‏ ‏لتأكيد‏ ‏حق‏ ‏الصورة‏ ‏فى ‏المثول‏ ‏تجسيدا‏ ‏عيانيا‏ ‏فى ‏الحلم‏، (‏وإن‏ ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏يرجحه‏ ‏منهج‏ ‏تسجيل‏ ‏الأحلام‏ ‏بالرسم‏) (9)، ‏لأننا‏ ‏عادة‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏لغة‏ ‏الحلم‏ ‏المحكى، (‏وليس‏ ‏الحلم‏ ‏بالقوة‏). ‏الحلم‏ ‏المحكى بمجرد أن يُحكَى ليس‏ ‏صورا‏ ‏كله‏. ‏وعملية‏ ‏نقل‏ ‏الحلم‏ ‏من‏ ‏معاينة‏ ‏حركة‏ ‏كيانات‏ ‏على ‏مسرح‏، ‏إلى ‏قصة‏ ‏تحكى ‏بألفاظ‏، ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تقلب‏ ‏بعض‏ ‏الصور‏، ‏إلى ‏مفاهيم‏، ‏فتتداخل‏ ‏الصورة‏ “‏كما‏ ‏هى‏” ‏بالصورة‏ ‏”الرمز”‏. ‏إن هذا‏ ‏الخلط‏ ‏والتكثيف‏ ‏بين‏ ‏ما‏ ‏هو‏ ‏صورة‏ ‏فعلية‏ ‏وما‏ ‏هو‏ “‏تعيين‏ ‏نشط‏”  ‏للمفهوم ‏(10)) هو‏ ‏من‏ ‏الأمور‏ ‏التى ‏تزيد‏ ‏من‏ ‏صعوبة‏ ‏فهم‏ ‏لغة‏ ‏الحلم‏.‏

وفيما يلى شكلان فى محاولة شرح العلاقة بين مستويات الحلم، وهى ضمن سلسلة من الشرائح على برنامج باور بوينت power point

أوضح وأكثر حركة طبعا، وأنصح من يهمه الأمر بالرجوع إليها إن كان معتادا على هذا البرنامح.

30-12-2012_5

30-12-2012_6

[1]- الأحلام‏ ‏التى ‏سجلت‏ ‏أثناء‏ ‏النوم‏ ‏العادى ‏دون‏ ‏نشاط‏ ‏حركة‏ ‏العينين‏ ‏السريعة‏ (‏نوم‏ ‏دون‏ ‏”ريم”‏ اقترح نوم “دريم”) ‏أقل‏ ‏علاقة‏ ‏بموضوع‏ ‏هذه‏ ‏المداخلة‏، ‏حيث‏ ‏تقترب‏ ‏من‏ ‏التسجيل‏ ‏المعاد‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تتصف‏ ‏بالتنشيط‏ ‏المبدع‏.‏

[2] – A Guide to Psychology and its Practice  Copyright © 1997-2005 Raymond Lloyd Richmond, Ph.D. San Francisco, California USA

أورد هذا المرجع تعليقا شديد الأهمية عن قراءة جاك لاكان لقصة إدجار ألان بو “الرسلة المسروقة ” وهى من أهم إضافات جاك لاكان فى سيميناره، وهو توضيح ضرورة وضع المدلول فى حجمه المتواضع مقارنة بالدال، ومن أهم ما جاء فى هذا التعقيب مقتطف شارح يقول: نحن نرقص فى دائرة ونفترض ما يعن لنا، لكن السر يكمن فى وسطها وهو الذى يعرف.

We dance round in a ring and suppose, but the secret sits in the middle and knows. Robert Frost

[3]- كلمة‏ “‏المعلومة‏” ‏فى ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏تعنى ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يصل‏ ‏إلى ‏الوجود‏ ‏البشري‏-‏المخ‏ ‏البشري‏- ‏من‏ ‏رسائل‏ ‏ومثيرات‏، ‏تاريخا‏ ‏أو‏ ‏حالا‏، ‏وما‏ ‏يختزن‏ ‏فيه‏، ‏علما‏ ‏بأن‏ ‏علاقة‏ ‏المخ‏ ‏بما‏ ‏فيه‏ ‏ليست‏ ‏علاقة‏ ‏الإناء‏ ‏بالمحتوى، ‏وإنما‏ ‏تركيب‏ ‏المخ‏ ‏نفسه‏ ‏ليس‏ ‏سوى ‏بنية‏ ‏معقدة‏ ‏من‏ ‏المعلومات‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏بعضها‏ ‏تُـتـَمـثـل‏ ‏تماما‏، ‏والبعض‏ ‏الآخر‏، ‏وهو‏ ‏الأهم‏ ‏فى ‏موضوعنا‏ ‏هذا‏، ‏مازال‏ ‏فى ‏سبيله‏ ‏إلى ‏التمثيل‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏النبض‏ ‏الدورى ‏المستمر‏ ‏بكل‏ ‏أنواعه‏، ‏فى ‏الحلم‏، ‏والنمو‏، ‏والإبداع‏.‏

[4]- كل هذه مصطلحات مترادفة، إلى أن اختيار إحداها دون الأخرى يتم حسب السياق المناسب، فاستعمال مصطلح “حالات العقل”  mental statesهو المناسب  فى العلم المعرفى العصبى فى حين أن استعمال مصطلح “حالات الذات” ego state هو المناسب فى التحليل التركيبى structural analysis والتفاعلاتى transactional analysis وهكذا.

[5]- يحيى ‏الرخاوى (1981) ‏الوحدة‏ ‏والتعدد‏ ‏فى ‏الكيان‏ ‏البشرى، ‏الإنسان‏ ‏والتطور‏، ‏المجلد‏ ‏الثانى ‏عدد‏ 4 (‏أكتوبر‏) ‏ص‏ 19-33

[6]- طور الملء هو أقرب ما يكون إلى ما يتميز به دور ملء القلب بالدم Filling phase   حتى إذا تناوب مع طور الدفق  Ejectionبانقباض عضلة القلب  Systoleوجد القلب ممتلئاً بما يدفعه، وهو الطور المقابل لما أسميناه هنا طور “البسط”‘Unfolding . هذا القياس كان أساسا مهما فى تطبيق مبدأ الإيقاع الحيوى فى فهم إمراضية الأمراض النفسية ، ودوريتها الأساسية ابتداء، وحتى فى فهم  بعض العلاجات النفسية والعضوية الفيزيقية. (أنظر صدمة بالكهرباء أم ضبط للإيقاع : يحيى الرخاوى: عدد أبريل 1982 – مجلة الإنسان والتطور).

[7]-  Concrete Poetry

[8] – (‏أنظر‏ ‏بعد‏ ‏فى‏علاقة‏ ‏هذا‏ ‏بمفهوم‏ ‏الواقعية‏).

[9]- كان‏ ‏ليونج‏ ‏الفضل‏ ‏أساسا‏ ‏فى ‏محاولات‏ ‏رسم‏ ‏الحلم‏ ‏كخطوة‏ ‏من‏ ‏خطوات‏ ‏تفسيره

[10]- التعيين النشط active concretization  هو ما قصد به سيلفانو أريتى أن اللغة المفهومية تنقلب إلى تجسيد عيانى فى صورة هلوسة صريحة، كأن يقلب مفهوم أن “الناس تأكل بعضها”، إلى تجسيد بصرى، مثلا: حين يقول مريض أنه رأى امرأة تلتهم ذراع امرأة أخرى تقف فى صف طابور الخبز، فهى الهلوسة البصرية. وفى السواء يعتبر فن النحت بالذات من أهم ما يقابل هذا التعيين النشط، حين يجسد الفنان معنى تجريديا مثل “الحرية”، أو “نهضة مصر” فى نحت مجسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *