الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (85) الحالة: (25) الذات: البيت الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس

الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (85) الحالة: (25) الذات: البيت الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء:  8-8-2018

السنة الحادية عشرة

العدد:  3993

الأربعاء الحر:

أحوال وأهوال (85)

اعتبارا من اليوم، وبعد نشر حلقه الاشراف القديمة على العلاج النفسى مع التعقيبات فى بريد الجمعة السابق، قررت أن أقوم بتجربة إعادة نشر إحدى حلقات الاشراف السابقة دون التعليقات التى وردت عليها منذ عشرة سنوات، وذلك لأتحقق من معنى ومدى العزوف عن المشاركة فى الحوار التدريبى الذى اعتبره جوهريا فى تكوين الطبيب والمعالج النفسى

هذه النشرة ظهرت منذ عشر سنوات بالتمام

الحالة: (25)

الذات: البيت

الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس (1)

د.الشافعى: هى عيانة عندها 37 سنة، وعندها ولد وبنت، 11 و 9 سنين، حضرتك حولتها لى من أربع شهور تقريباً.

د.يحيى: أيوه، خير ان شالله؟

د.الشافعى: هى معاها بكالوريوس صيدلة لكن مابتشتغلش، ربة منزل يعنى، حضرتك حولتها لى من أربع شهور، كانت الشكوى الأساسية ساعتها إن هى بيجيلها خوف فظيع، رعب، لما يكون فيه برق ورعد، أو لما ينزل مطر جامد، وكانت بقالها تقريباً على الحالة ديه عشر شهور قبل ماتيجى، حضرتك حولتها فى الأول وكتبت “تؤجل الأدوية حاليا”، كانت واخدة أدوية لما شبعت وما فيش فايدة، فى البداية الأمور كانت صعبة، فأنا إديتها دوا بعد استئذان حضرتك، بدأت الدنيا تهدى شوية.

د.يحيى: بس دلوقتى، قصدى اليومين دول، لا فيه مطرة ولا فيه رعد ولا برق؟

د.الشافعى: أيوه، بس الأمور بانت إنها مش بس كده، دى عندها رهابات متعددة من كل حاجة تقريبا. عموما: كل ده إبتدا يهدى من ناحية الأعراض، لكن مع الشغل معاها ظهر إن فيه مشكلة فى علاقتها بجوزها جامدة شويتين، وبرضه فيه حكايات ومشكلات فى علاقتها بأمها.

د.يحيى: إيه دى وإيه دى؟

د.الشافعى: نمسك حكايتها مع أمها الأول، كانت وهى صغيرة كانت دايماً أمها سايباها، كانت بتشتغل ومشغولة عنها خالص، ولحد دلوقتى بعد ماكبرت برضه، زى ما يكون ما لهاش دعوة بيها، لا هى حاسة بمرضها، ولا بيها كلها، ولا حاجة.

د.يحيى: طيب وجوزها؟

د.الشافعى: جوزها راخر مشغول جدا طول الوقت، هو عنده شركة تجارية ومش فاضيلها، ومشغول طول الوقت، ومستريح إنها بتتعالج، زى ما يكون حد قام عنه بالواجب، وخلاص.

د.يحيى: يعنى هوه معترف إنها عيانة، وعايزة علاج، ولا شارى دماغه وخلاص وانت؟، ما حاولتش تحرك فيه أى حاجة فى الاتجاه ده؟

د.الشافعى: بصراحة هو يعنى جوزها أى تحريك له صعب جدا، يعنى دايما يقول إنه مش فاضى، وبيصرح ساعات إن اللى هى بتعمله ده مجرد نوع من التفاعلات العادية، وإنه مش فاضى علشان يقعد جنبها ويطبطب عليها، لأنه لازم يشقى علشان يعرف يأكلها هى والعيال.

د.يحيى: وأمها؟

د.الشافعى: أمها متمركزة حوالين نفسها، وعندها مشاكلها، هى إتجوزت بعد وفاة والدها جوازة قصيره كده، كام شهر واتطلقت.

د.يحيى: اتجوزت بعد الوفاة بقد إيه؟

د.الشافعى: بعد وفاة والد العيانة بكتير، بخمس سنين مثلاً، يعنى بعد ما طلعت على المعاش، يعنى فضلت مكملة شغل لحد ماطلعت على المعاش لقت نفسها وحيدة، إتجوزت كده كام شهر، وبعد كده إطلقت.

د.يحيى: ودا أثرعلى بنتها إزاى؟

د.الشافعى: ما فرقتشى، المهم إحنا وصلنا دلوقتى فى العلاج لمرحله مش حلوة، المخاوف رجعت، وساعات بتزيد قوى لدرجة مابتستحملهاش، وبيترتب على ده قلق لأسرتها كلها.

د.يحيى: هى بتييجى جلسات العلاج بانتظام؟

د.الشافعى: هى بشكل عام كانت منتظمة خالص طول الأربع شهور دول، بس الأمور طالعة نازلة، وفجأة قالت لى إنها ماعديتش تستحمل أكتر من كده، وإنها مش حا تقدر تكمل علاج، عشان باين مافيش أمل خلاص إنها تتعالج، وإنها الظاهر حاتفضل كده بالصورة دى، وخلاص.

د.يحيى: وموقف الأهل من ده إيه؟

د.الشافعى: بصراحة هو جوزها شايف إنها بمجرد ما بتروح لدكتور وبتقعد تتكلم معاه، باين ده عمل يعنى حاجة، يعنى حصل فيه فرق شويه، هو كان فى الأول معارض إنها تروح لطبيب نفسى يعنى وبيقول لها ده شوية دلع ومش لاقية حاجة تعمليها، فتروحى نازلة رايحة لدكاترة، بعد شوية بقى هو اللى بيضغط عليها، وهو اللى بيجيبها فى الميعاد ويستناها طول وقت الجلسه قاعد فى العربية فى الشارع لغاية ماتخلص، يروح مرجعها البيت، أظن ده معناه إنه هو حاسس إن الدنيا متحسنه شوية.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.الشافعى: السؤال أنا مش عارف أعمل إيه بقى؟ مش عارف أكمل إزاى؟

د.يحيى: هى مش عايزة تيجى زى ما بتقول، حاتكمل إيه بقى؟

د.الشافعى: هى مش رافضة من الناحية العملية، هى بس بتصرح لى باللى هى حاسة بيه، يعنى بتقول مثلا ” خلاص، كده كفاية”، لكن بتييجى.

د.يحيى: بيبقى واقع الحال بيقول إن فيه علاقة علاجية؟

د.الشافعى: أيوه، فيه علاقة كويسة.

د.يحيى: أصل إنذارات الانقطاع، غير الكلام فى الانقطاع، غير الانقطاع الخايب، وكل ده غير الانقطاع بدون إنذار أصلا، يعنى فيه واحد مش عايز ييجى، يقوم مايجيش من سكات، زى مايكون يقولك: هيه! أنا كويس جداًّ، أنا خفيت، سلاموا عليكوا، وإنت تبقى حاسس إنه هوه زى ما هو، أو يكون يئس منك ومكسوف يقول لك، لكن لما واحد بيكون بييجى، وبانتظام، وبيقول أنا مش عايز، ده بيبقى أحسن، يبقى العلاقة فيها حركة ومصارحة، ممكن نعمل حاجة، يعنى لحد دلوقتى أنا مش شايف إن فيه حاجة تهدد استمرار العلاج، أنا شايف إن مشاعرها تجاهك، وتجاه العلاج إيجابية من واقع اللى حاصل.

د.الشافعى: أنا مش باسأل عن مشاعرها فى حد ذاتها يادكتور يحيى، أنا باسأل عن الشغل معاها نفسه، أنا بسأل إنى بقيت مش عارف أتحرك خلاص، زى ما يكون وصلنا لمرحلة وقفة كده رخمة، محلك سر.

د.يحيى:  أنا مش قصدى مشاعرها يعنى عواطفها، أنا قصدى تطور العلاقة، والتعاقدان التحتية، إنت قلت إنها ما بتشتغلشى، مش كده؟

د.الشافعى: أيوه، هى مابتشتغلش، هى معاها بكالوريوس، بس مابتشتغلش.

د.يحيى: مابتشتغلشى ليه؟

د.الشافعى: هى متجوزه بقالها 13 سنة، إشتغلت فى أول الجواز 3 سنين وبعد كده قعدت فى البيت.

د.يحيى: مافيش احتمال إنها تشتغل من أول وجديد؟

د.الشافعى: أنا حاولت أزق فى ده عشان العيال كبروا، وما عادوش عايزينها قوى قاعدة طول الوقت فى البيت.

د.يحيى: بصراحة فيه شغلانة للجماعة دول أنا ما باحبهاش، إنما أهو خروج، وناس، وكلام من ده، قصدى شغلة مندوب دعاية للأدوية،هى البكالوريوس بتاعها صيدلة، يسمح بده، صحيح هى شغلانة كلها اغتراب وسخف، وبيقعدوا يكرروا كلمتين زى الإسطوانة المشروخة، إنما برضه مساء الخير، مساء النور، الدوا دا ما اعرفشى إيه، والدوا ده أحسن من الدوا دكهه، وكلام من ده أنا علاقتى بالناس دول صعبة، همّه بيصعبوا علىّ لما بيمرّوا علىّ، فباقعد أهزر معاهم وهم عارفين كويس إنى ما باسمعشى كلامهم من أصله، إنما فيه علاقة، فيها ناس، خروج ودخول، والسلام.

د.الشافعى: أنا مش متأكد، لكن هى بتتعلل بظروف أولادها ومكان سكنها، وحاجات كده.

د.يحيى: أنا مش عارف، يعنى هى اللى مش عايزة تشتغل؟

د.الشافعى: تقريبا، عموما أنا حاولت أديلها شوية واجبات فى البيت، وكراسات وتلخيص، وحاجات كده عشان أشوف الالتزام، وعشان تحرك مخها شويه بعيد عن التركيز على المشاكل والأعراض.

د.يحيى: طب ما هو ده كويس، السؤال إيه بقى؟

د.الشافعى: بصراحة أنا مش عارف أعمل إيه تانى يادكتور يحيى.

د.يحيى: ما انت عملت كل حاجة معاها أهه، حاتعمل إيه تانى؟

د.الشافعى: ما هو لسه الأعراض نشطة.

د.يحيى: أعراض نشطه يعنى إيه؟

د.الشافعى: هى فى الشتا تحديداً، فى الوقت اللى يحصل فيه مطر أو برق أو رعد بتتخض جداً، وتقوم واخده العيال وتنزل تجرى فى الشارع.

د.يحيى: بس إنت ما قلتلناش كده من الأول، ماجبتش سيرة عن الجرى فى الشارع ده بالصورة دى.

د.الشافعى: أنا عايز أقول لحضرتك حاجه كمان، أصل الأعراض ديه بتحصلها لما تكون فى شقتها هى بس، لو فى بيت أمها أو فى بيت حماتها ما بتحصلش، حتى لو هى فى الشارع ما بتحصلشى، يعنى مابتحصلش إلا فى شقتها بس.

د.يحيى: لا، لا،لا، دى تبقى عايزه شغل تانى، وفهم تانى، دى رهابات موقفية محددة لها دلالة، يعنى تبقى شقتها، شقة جوزها ده بالذات، هى اللى بتقلب الهوا رعد، وبتخلى المطرة طوفان، زى ما تكون بتحرك الرعد اللى جواها، زى ما تكون أرضها الداخلية وهى جوّه الشقة بالذات بتغلى برغم سكون السطح، تييجى أى هزة براها، من الطبيعة، تروح مسمّعة جواها، وهات يا خوف، ثم هى بتنزل جرى فى الشارع، وكإن الشارع أأمن من البيت، واخد بالك؟ مع إن المفروض العكس، إنها تجرى من الشارع تحتمى بالبيت، يبقى لازم تعيد ترتيب أوراقك وتشتغل فى المنطفة دى.

د.الشافعى: أنا فعلا حاسس إن الموضوع له علاقة بجوزها وبعلاقتها القديمة بأمها اللى يمكن اتنقلت معاها لما اتجوزت.

د.يحيى: على فكرة ساعات الشقة، وساعات العربية، تبقى امتداد للذات بشكل أو بآخر، الجسد بتاعنا ده بيت، ساعات بيبقى هو والبيت اللى إحنا ساكنين فيه، وبرضه العربية، ساعات لما يبقى الفانوس اليمين الورانى مخدوش أو مكسور، وانت راكب العربية تبقى عايز تمد إيدك تهرش فى الخدش، الحكاية بقت عايزة دراسة تانية بهدوء، الشقة عند الست عموما، خصوصا الست اللى ما بتشتغلشى، بتبقى امتداد للذات من غير ما نعرف، بس أنا مستغرب ليه ما بتجيش المخاوف فى شقة أمها مع إنك بتقول إن الإهمال واحد، وإن فيه امتداد لعلاقتها بأمها، يمكن كان عندها أمل إن انتقالها لشقة جوزها حا يديها أمان واهتمام غير شقة امها وهى صغيرة، ويمكن هى خدت – نتيجة لطول المدة – إن الاهتزاز الداخلى أمام إهمال أمها ثبت إنه مش خطر بمرور الزمن، لكن باين الجواز، وبيت الزوجية، لا عمل أمان غير اللى كان عند أمها، ولا عمل حاجة أحسن منه، زى ما يكون الرعد بيهز السقف الهش اللى ما قدرشى يغطيها، لما انتقلت لبيت جوزها لقت السقف فوقها مخوخ أكتر، مافيش حماية، مافيش رعاية، دا يمكن مافيش رؤية من أصله، يبقى المطر ممكن يغرقها من شقوق السقف الخايب ده، دا غير الرعد اللى جواها اللى بيتحرك زى ما قلنا مع الرعد اللى براها، المسألة عايزة دراسة تفصيلية شوية، بس إوعى تاخد كلامى ده قضية مسلمة، أو تقوله لها بطريقة مباشرة، إنت ترجع تفحص علاقتها بجوزها من كل ناحية، سيبك من حكاية الشغل بتاع جوزها وانشغاله ده، هو الوقت مهم صحيح، لكن ساعات الأمان بيوصل فى نص ساعة، وساعات ما يوصلشى لو هو قاعد فى البيت أربعة وعشرين ساعة، لازم تفحص المنطقة دى بالراحة معاها، تتدحلب يعنى واحدة واحدة، ويا ريت مع جوزها برضه، إنت كده يمكن تلاقى نفسك بتشتغل على مستوى جديد خالص.

إحنا اتكلمنا وبنعيد ونزيد فى حكاية المؤسسة الزواجية دى، بصراحة دى عايزة شغل طول الوقت، ويا ترى، وماخبيش عليك، لازم ما تنساش العلاقة الحميمة، الجسد ساعات بيقول اللى ما نعرفشى نسمعه من غيره يا شيخ، والكلام فى المنطقة دى مش صعب قوى بعد أربع شهور علاج، وثقة، وانتظام فى الحضور للعلاج، واهو جوزها إبتدا يهتم، وبيستناها فى العربية ساعة بحالها، ومع إنها بتقول ما فيش فايدة، إلا إن انتظامها بالشكل ده بيقول إن فيه فايدة ونص، إنت عملت شغل كويس، وبتعمل شغل كويس، وحا تعمل شغل كويس.

 

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 14-12-2008  www.rakhawy.net

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *