نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-8-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3993
حوار مع مولانا النفرى (300)
من موقف “ما تصنع المسألة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إن عبدتنى لأجل شىء أشركت بى.
فقلت لمولانا :
هذا يا مولانا تعميم أقصر وأبسط وأعم وأقدر اختراقاً،
وهو يؤكد ما وصلنى ويصلنى منه يا مولانا عبر ما يقوله لك وهو ما تتمحور حوله علاقة العبد بربه من حيث نفى الشرك طول الوقت ومن كل سبيل.
استشهدتُ مراراً، وانتبهت تكرار إلى الشرك الأخفى من دبيب النملة، ومع ذلك كنتُ ومازلت دائم التردد للتأكد من نفى الشرك.
فيخطر لى أن ذلك يكون:
-
بأن أعبده لأنى أعبده
-
بأن أعبده لأنه أهل لذلك
-
بأن أعبده لأنه “ربى كما خلقتنى”
-
بأن أعبده فأحيا به وأحيا له
-
بأن أعبده لأنه منه كل شىء وإليه كل شىء
العبادة العبادة ليست وسيلة لغيرها، هى غاية فى ذاتها،
قوله لك يا مولانا “لأى شىء” فيه تعميم رائع.
لو رحت أعدد الأشياء الظاهرة والخفية التى يمكن أن تخدعنى وهى تلوح لى هدفا من عبادته فتحول بينى وبينه، لما انتهت أبدا،
خطر لى على سبيل المثال لا الحصر أن أعدد بعض هذه الأهداف الوسيطة التى تشير إليها هذه العبارة مثل أن أعبده:
لأجل “الجنة”،
أو لأجل “النجاة من النار”،
أو لأجل “السعة فى الرزق”،
أو لأجل “إلتماس رحمته”،
أو لأجل “دوام الصحة”،
أو لأجل “الرضا المتبادل”.
كل ذلك وارد وعشم وحق، وهو بمثابة دعاء لى أكثر منه عبادته لا شريك له، لكن يظل الدعاء هو لتحقيق ما أصبو إليه أنا من أهداف، وليس بالضرورة مرحلة على الطريق إليه.
العبادة لأجله دون أى شىء سواه هى الوسيلة والغاية فى نفس الوقت.
وهذا وحده هو ما ينفى الشرك الأخفى من دبيب النملة.
وبعد
سبق يا مولانا أن استهلمت نفس العبارة فى حوارى معك(1) لكننى وجدتنى فى حاجة أن أنسخ ما فات بما وردنى الآن.
فاسمح لى يا مولانا،
واعذرنى
يرحمنا الله.
[1] – نشرة الإنسان والتطور، 21/3/2017، حوار مع مولانا النفرى (228)، من موقف “ما تصنع المسألة”