نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 9-8-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3995
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (83)
رأيت الكارتة مقبلة حاملة فاتنة درب قرمز ويجرها جواد مجنح، اتخذت مجلسى فيما وراءها وفرد الجواد جناحيه فابتدأت ترتفع حتى علت الأسطح والمآذن، وفى ثوان وصلنا قمة الهرم الأكبر وأخذنا فى عبوره على ارتفاع ذراع، فجازفت وقفزت إلى قمته وعيناى لا تتحولان عن الفاتنة وهى تعلو وتصعد، والليل يهبط والظلام يسود حتى استقرت كوكبا مضيئا.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
تمددتُ وحيدا على قمة الهرم لا أجرؤ أن أنظر إلى الكوكب الذى أصبحتْه، والذى ظلّ يغمرنى بنفس الدفء الذى كنت أشعر به فى حضنها، وقلت فى نفسى “هكذا أضمن”، اعتدلت ونظرت إلى أسفل وفوجئت أننى أرى حجارة الهرم حجرا حجرا منفصلة لا تجمعها كتلة واحدة، فتجسد القبح واختفى الهرم كأنه تشظى حجارة كيفما اتفق، حاولت أن أَنزل ولو درجة واحدة، فلم أستطع، وملأنى الرعب المثلج.
أرجعت بصرى إلى السماء، إليها، مازالت تضئ، وتأكدت أنها سوف تظل تضئ بنفس الوفرة، وأنها سوف تساعدنى فلا تنزلق قدمى أثناء الهبوط، قلت لها بعينى، ولماذا الهبوط؟ أليس الأسهل أن تشدينى إليك؟ قالت على العين والرأس، لكننى لا أعرف أين اضعك بعد أن أشدك وأنت لا تدور معنا.
قلت: سوف تعلميننى، وسوف ندور.
قالت: أنت لا تدور إلا حول نفسك.
قلت: ما أعرفه أن أى كوكب يدور حول نفسه ليدور مع غيره حول وفوق الكون.
قالت: أنت تحفظ كل قوانين الحب والفلك والرياضة، لكنك لا تمارسها.
قلت: دعينا من النقاش الآن وقولى لى إلى متى أظل هكذا وحيدا فوق قمة الهرم، أنا أخشى أن أموت جوعا لما لا أعرف هكذا.
قالت: فاقفز إلى السطح على بركة الغيب الجليل.