الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أحلام فترة النقاهة “نص على نص” حلم‏ 65 & 66

أحلام فترة النقاهة “نص على نص” حلم‏ 65 & 66

“يومياً” الإنسان والتطور

19-6-2008

العدد: 293

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”

نص اللحن الأساسى (حلم‏ 65)

انقضى العام الدراسى وأعلن عن يوم الامتحان. ولم نكن فتحنا كتابا ولا حفظنا جملة توجب التفكير فيما ينبغى عمله. وثمة قلة كانت ما تزال تحتفظ بشئ من الاحترام لما هو معقول فقررت الامتناع عن حضور الامتحان.

 أما الاخرى فكانت مولعة بالعبث واللامعقول فانتهزت الفرصة المتاحة وعزمت على حضور الامتحان.

 وفى الصباح الموعود انتظمنا فى الصفوف ولبسنا أقنعة الجدية والاهتمام. وإذا برئيس اللجنة يقوم ويقول بصوت جهورى إنه سيوزع علينا ورقتين إحداهما تحوى الأسئلة والأخرى تحوى الإجابات الصحيحة. وذهلنا حقا فلم نكن نتصور أن بين اساتذتنا من يفوقنا فى حب العبث واللا معقول.

التقاسيم

…أمسكت بورقة الإجابات الصحيحة، واكتشفت أنها خدعة، ذلك أنه مكتوب على رأس كل ورقة إجابة “ضع سؤالا آخر لهذه الإجابة، غير السؤال الذى ورد فى ورقة الأسئلة” وسيكون التقدير على درجة ذكاء السؤال،

 وصحنا معا: يا خبر أسود، ما هذا؟

فقال المراقب وهو يقهقه، حتى تتعلموا أنكم لستم أسياد الموقف وإن لكل أجابة أكثر من سؤال، وهذا يسرى على من حضر الامتحان أو من تصور أن الأكثر احتراما لما هو معقول ألا يحضره.

انبريتُ أنا نيابة عن زملائى محتجا أن المقرر لم يكن فيه تدريب على وضع أسئلة لإجابات هكذا، فقال المراقب إن المقرر يتعامل فقط مع المعقول، وأن التقدير سوف يكون على درجة اللامعقول فى أسئلتكم.

 فقلت له:

وما ذنبنا نحن؟

فقال:

وما ذنبى أنا.

نص اللحن الأساسى (حلم‏ 66)

تم التفاهم بينى وبين المالك ودعانى الرجل لمعاينة ما تم التفاهم عليه أرانى شقة ممتازة وزوجته الحسناء وابنها وهو طفل فى الثالثة. وطابت نفسى بما رأت وتحدد موعد الساعة التاسعة من صباح اليوم الثانى للتسليم والتسلم. لكنى فى الحقيقة لم أستطع صبرا.

ودفعتنى قوة لا تقاوم للذهاب إلى الشقة. وكان الذى فتح لى الباب هو المالك نفسه. ولما رآنى ثار غضبه وصفق الباب فى وجهى بغضب ارتجت له الجدران، وبت ليلة مسهدة أتساءل بقلق بالغ عن الصفقة والمصير..

التقاسيم

عدت فى الصباح حسب الموعد فى الساعة التاسعة تماما، وأنا أعرف أننى بما فعلت ليلة أمس قد أكون قد أفسدت الصفقة كلها، وأقنعت نفسى – لا أعرف كيف – أننى لم أذهب، وأنه لم يفتح لى، ولم يصفق الباب فى وجهى، وأن كل ذلك كان حلما من فرط حرصى على استلام الشقة بالشروط الرائعة التى حَصلُت عليها.

حين طرقت الباب فتحت لى إمرأة غير زوجته الحسناء التى عرفنى عليها ليلة أمس، لكن الطفل الذى كانت تمسك بيده كان هو نفس طفل أمس، عرفتها بنفسى وأنى على موعد مع المالك وذكرت اسمه وأنى جئت لاتمام ما اتفقنا عليه أمس، قالت المرأة، أنها هى الساكنة الجديدة، وأن الذى قابلنى أمس لم يكن إلا الساكن القديم الذى رحل وأجّر لها من الباطن شقته مفروشة، فقلت لها أنى لا أعنى هذه الشقة لكن الاتفاق كان على شقة أخرى فى عمارته الجديدة، فابتسمت ابتسامة إشفاق، كل ذلك والطفل يتابع حديثنا، وفجأة ترك يد السيدة وراح يجرى إلى الداخل وهو يصيح “بابا إْلحَقْ”، تمنيت أن يلمحنى أبوه أو ألمحه فيحضر، حتى أتأكد أنه ليس هو، وحين حضر عرفت أنه هو، لكنه أنكرنى تماما واحتد الكلام بيننا، والسيدة تقهقه والطفل يبكى.

وحين علت أصواتنا أكثر هددنى باستدعاء البوليس.

فانصرفت

وبتُ ليلة مسهدة أتساءل بقلق بالغ عن الحق والحقيقة والموت والجنس والخلود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *