الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أحلام فترة النقاهة “نص على نص” (حلم‏ 111)

أحلام فترة النقاهة “نص على نص” (حلم‏ 111)

“نشرة” الإنسان والتطور

27-11-2008

السنة الثانية

العدد: 454

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 111)

فى الجو غيم وفى الصدور قلق ويترامى إلينا من بعيد صوت لا يتوقف، وقال صاحبى وهو يحذرنى بأنهم يستهدفون حياتنا فقلت له إنى عرفت أخيرا سبيل الخلاص ولا أنكر أنه وعر كثير المقاومة ولكن ليس عندى خير منه فاتبعنى إن شئت وتفكر صاحبى طويلا ثم تبعنى وهو يقول إن الأعمار بيد الله وحده.

التقاسيم:

…. مضينا بخطى ثابتة، أنا فى المقدمة وهو يتبعنى، لكننى لا أسمع صوت خطاه بين الحين والحين، فأتمهل، فيعاود السير، فأمضى دون أن ألتفت إليه وأنا أتساءل لماذا ورطت نفسى هذه الورطة حتى صدقنى، وعلمت أنه لا مخرج من هذا المأزق إلا أن يلحقنا هؤلاء الذين كانوا يستهدفون حياتنا، وحين يتلهون بالانقضاض عليه سوف أطلق ساقى للريح ولن يلحقنى أحد، لكننى فوجئت بأننا وصلنا إلى شاطئ النيل والمكان خال، فلم أتردد أن أمضى بنفس الخطى حتى غاصت قدماى فى مياه الشاطئ، وأنا أمضى، والماء يعلو، وهو ورائى وسمعته ينادى: يا هذا إلى أين؟ ألم تعدنى بالخلاص؟ فقلت له: هذا هو الخلاص يا غبى.

****

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 112)

يالها من ضوضاء فثمة أصوات متضاربة وخطوات تهرول حيناً وتركض حيناً وصرخة هنا وصرخة هناك، طلقات نارية وامرأة تستغيث بالله .. أذهلنى التشابه بين صوتها وصوت المرحومة أمى ومن فورى هرعت إلى السطوح حيث اجتمع إخوتى وأخواتى وحدثت أخى الأكبر عن الاستغاثة والصوت فقال لى بتيقن بأن الصوت هو صوت أمنا دون غيره وليس آخر يشبهه.

التقاسيم:

قلت له فماذا ننتظر؟! فقال إسأل نفسك، فمضيت أنزل السلالم أربعا أربعا، وأنا أتصور أنه يتبعنى، إلا أن أحدا لم يكن ورائى، وحين انتهيت إلى الشارع سمعت أصواتاً جديدة وهرولة جديدة، لكن الصرخة هذه المرة كانت صرخة رجل سرعان ما تبينت أنه أخى، وحين وصلت إلى الشارع وجدت المرحومة أمى جالسة على الرصيف وهى تحتضن رأس أخى على صدرها وكأنها ترضعه، فاختلط على الأمر بين الفرحة بلقائها بعد كل هذه السنين وبين الأسى على أخى المصاب أو لست أدرى ماذا به، انحنيت وقبلت يدها فبللت دموعها خدى، وهى تنهنه وتردد: لماذا تعجّل أخوك هكذا! كانت أمامه فرصه! فنسيت كل شىء وقلت دون تفكير: آخذها أنا يا أمى بدلا منه، فزغرت لى زغرة هائلة، ولم تعقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *