الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة 28-11-2008

حوار/بريد الجمعة 28-11-2008

“نشرة” الإنسان والتطور

28-11-2008

السنة الثانية

العدد: 455

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

فعلا:

ضاقت دائرة الحوار فأتسعتْ …!!

الحمد لله

وهذا هو

****

أن تملأ الوقت بما هو أحق به (2)

د. عمرو دنيا

مش فاهم كيف أن هذه الغريزة الأولية (الإيقاعية التوازنية) ليست خاصة بالجنس البشرى، وكيف يتعدى حضورها العالم الحيوانى إلى عالم النبات وغيره؟

د. يحيى:

 اسمح لى يا عمرو أولا أن أعلمك كم أنا حذر فى تسمية هذه الحركية الايقاعية التوازنية الطبيعية بالغريزة، حيث أنك بمجرد أن تنطق كلمة “غريزة” تقفز إلى الأذهان مباشرة ما شاع حول الكلمة، فدعنا نتكلم عن برمجة حيوية، أو حركية برنامج أساسىّ جوهرى أعمق، (أنظر نشرة “عن الفطرة والجسد وتصَنْيم الألفاظ”).

ثم إننى – ثانيا – أحذر تماما من الاستشهاد بنصوص مقدسة، خوفا من مظنة إدراجى تحت ما اسميه الجهل المتعالم الشهير بالتفسير العلمى لهذه النصوص، لكن ماذا أفعل والتسبيح هو أقرب ما وصلنى إلى هذه الهارمونية؟ فإذا رجعت بنفسك إلى القرآن الكريم مثلا ولاحظت “من” الذى يسبح “لمن”، وإلى أين يتوجه تسبيح الطير والجبال والسماء والأرض وما بينهما، فربما عرفت الإجابة على سؤالك وحدك.

د. عمرو دنيا

رغم خوفى من طرح ذلك الفرض جداً… “بأن‏ ‏دراية‏ ‏وعى ‏بعض‏ ‏من‏ ‏رحم‏ ‏بهم‏ ‏الحق‏ ‏تعالى ‏المسيرة‏ ‏البشرية‏ ‏بهذا‏ ‏الدفع‏ ‏الغريزى الحيوى ‏دراية‏ ‏واعية‏ ‏مبدعة،…. أتاحت لهم استقبال الوحى….!!”

إلا أنه فرض ظل يراودنى فى أغلب الأحيان حين أبدا التفكير فى هذه المنطقة.

د. يحيى:

أنا أفرح حين تلتقى الفروض هكذا حتى قبل أن تثبت، إن ذلك فى حد ذاته نوع من الإثبات الذى أحب أن اسمية “المصداقية بالاتفاق”

أما خوفك من طرح هذا الفرض، فهذا يؤكد لى أنك جاد، وأنه قد وصل بعض ما أقصد على الأقل، علما بأنه يخيفنى أيضا، فأوْغِلْ فيه برفق.. ربنا يستر.

أ. عبده السيد

مش فاهم ليه دائما بتقول أنك بتكره الاعتذار؟

د. يحيى:

ربما يا عبده لأنه نوع من التصرف المشكوك فى فاعليته (غالبا)، أنا أشعر فيه بنوع من التراجع وليس الرجوع إلى الحق، أشعر من خلاله بأنه محاولة لمحو الخطأ بلا جهد كافٍ، الذى يتعلم من خطئه لا يتراجع، وإنما يمضى إلى صواب يحتويه (يحتوى الخطأ)

 فما فائدة الاعتذار، إلا المجاملة المطلوبة أحيانا.

أ. عبده السيد

مصدق تماما وجهه نظرك فى ماهية لفظ “البيولوجيا” بس مش عارف ازاى ادافع عنه فى الدارسة مع المشرفين، ومش قادر أضيفه فى فرض،

 على إيه؟ أخليه سر،

 ولا أعمل بيه بره الشغل؟

د. يحيى:

مع كل احترامى للمشرفين النفسيين، دعنا ندعهم يشرفون على ما يشرفون عليه،

 ثم إنه يوجد على الناحية الأخرى من يختزل البيولوجيا إلى الكيمياء والطبيعة، مع أن Bio تعنى حياة، فالبيولوجى هو علم الحياة، لكن استعمالى يمتد إلى ما بعد ما هو علم، ولعله يعنى عندى “جسد الحياة النابض وعياً وحركة” وبهذا أزيدها صعوبة.

أ. عبده السيد

وصلنى أن الفطرة حركية جماع برمجة بيولوجية ناتجة عن تاريخ طويل منذ خلق الحق سبحانه تعالى الحياة وهى ممتدة وأنها صفحة بيضاء مكتوب فيها “لا إله الا الله محمد رسول الله”.

د. يحيى:

ربما كان ذلك بعض ذلك، مع التذكره بأنها ليست صفحة بيضاء إلا إنْ كنت تعنى أن البياض هو جماع كل الألوان، وأيضا أن محمد (صلى الله عليه وسلم) هو رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه هو الذى أوصل لنا قوله تعالى “لا نفرق بين أحد من رسله”

 كذلك لعله من المفيد أن أبلغك رأيى فى ما وصلنى من “لا إله إلا الله” وأنها فكرة محورية ترفض الشرك جملة وتفصيلا فلا تقتصر معناها على مجرد التوحيد بمعنى أن الله – سبحانه – “واحد”،

 فرق بين أن تقول “الله واحد” وأن تقول “لا إله إلا الله”!

 هل وصلك الفرق؟.

(أيضا أنظر نشرة الفطرة “عن الفطرة والجسد وتصَنْيم الألفاظ”).

د. نعمات على

تخوفت كثيراً من السؤال وفكرت فى نفسى

أى الأمور أحق أن أملأ بها وقتى؟

ولكن كيف أملأ وقتى للآخرين، وأين وقتى لنفسى؟

د. يحيى:

إن من ينسى نفسه فلا يخصها بما تستحق، يضع عطاءه موضع الشك،

 كل ما هو صادق حقيقى لابد أن يمر بنا أولا،

 من لا يحب نفسه (ليست الأنانية) لا يحب غيره، أو إن حبه لغيره مردود عليه، مشكوك فيه،

 كذلك من لا يعطى أولوية لنفسه فى حقها فى وقته، فإن ما يخص به بقية الوقت يصبح مهزوزا مقولا بالتشكيك أيضا.

د. إسلام أحمد

شعرت وأنا أقرأ هذه اليومية أنى اقرأ ما ذكرنى بالفلسفة الوجودية التى تظهر للقارئ العابر أنها لا يجب الاقتراب منها، إلا أن القراءة بعمق فيها هو معنى الحياة وأصل الأديان؟

د. يحيى:

هذا هى بعض مضاعفات ما تناولت به العامة الوجودية بكل العجلة والتسطيح،

 أشكرك أنك انتبهت لضرورة مراجعة ما يصلك،

 وإن كنت لا أحب أن أندرج تحت فلسفة بذاتها، ولو كانت الوجودية العظيمة.

د. إسلام أحمد

أعجبنى قول أينشتاين أن الغموض هو مصدر كل الفنون، فالغموض هو مصدر كل المشاعر وكل تحركات البشرية، ومصدر الإبداع والاختراع وهو ما يعطى للحياة الاستمرارية.

د. يحيى:

الناس تخلط بين الغموض وتحمله، وبين البلبلة والحيرة السلبية، الغموض ليس حيرة وإنما هو تحمل الشىء، ونقيضه، دون اللجوء إلى تسوية مائعة، وإنما بصبر خلاّق.

د. إسلام أحمد

أعتقد أن التأمل هو احتياح لكل إنسان وحق له أحيانا يضيع مع سرعة وتيرة الحياة.

د. يحيى:

معظم الناس يتصورون أن التأمل هو حالة السكون الرائق، مع أنه حركية الغموض الهادئ.

ما رأيك؟

هل يكفى هذا؟

 أ. هيثم عبد الفتاح

وصلنى: غيظ فظيع من نفسى عندما رصدت وقتى وكيف أقضيه وطرحت على نفسى السؤال هل فعلا أنا أملأ الوقت بما هو أحق به؟

وجاءت الإجابة بالنفى وحملت معها استياء ورفضا للإستمرار فى هذا الاتجاه، وطلبت من الله أن يغفر لى ويساعدنى فى كل وقت قادم على أن أحترم هذا الوقت وأحاول أن أقضيه فيما هو أحق به.

د. يحيى:

تصور يا هيثم أن المصيبة تبدأ حين لا أعرف كيف أميز ما هو أحق من غيره، وما هى المعايير التى يمكن أن أقيس بها هذه الهيراركية، وما هى الوحدة الزمنية التى تطمئننى أن قياساتى صحيحة.

فلنجتهد، ولنخطئ، ونصحح باستمرار.

 هذا هو غاية ما يمكن لأى كائن بشرى.

****

تعتعة الزمن والتاريخ، ومعنى ما هو “أوباما”

د. محمد الشاذلى

أتأمل حالنا، وأتساءل.. هل نحن نحتاج أيضا إلى ثلاثمائة سنة لكى يصحح تاريخنا أخطاءه فى الوقت المناسب؟!…

د. يحيى:

كيف تحسبها هكذا يا محمد؟

ثلاثمائه أو ثلاثة آلاف، ما الفرق، الاطمئنان إلى قدرة الزمن (وليس التاريخ) أن يصحح الأخطاء هو الذى يحافظ على الأمل،

 وكل ما على الفرد منا هو أن يسهم فى الإتجاه الصحيح ولا ييأس أبدا مهما طال الزمن!

د. محمد الشاذلى

إننا الآن فعلاً – داخل هذا الوطن – أنواع مختلفة تصارع بعضها بعضاً فى اتجاه السحق والإبادة فى ألعن من الحروب، والمجازر، لا أريد أن أرى الصورة بهذه القتامة لكننى لا أستطيع أن أغمض عينى عن تفاصيل الحياة اليومية التى تثير فىّ التساؤل عن هذا الحال الذى وصلنا إليه، أزمتى الحقيقية أننى عندما أفتش فى ذاكرتى… أفقد أى أمل.. لا عودة..

د. يحيى:

لا.. لا.. لا.. لا..

ارجع، ليس من حقك مثل ذلك، ليست منك أنت!

أشرت مرارا إلى بشاعة ما أسميه “رفاهية اليأس”.

ثم إن الأنواع المختلفة المتصارعة هى عبر العالم وليست داخل وطننا فقط يا شيخ.

 صحيح نحن متخلفون أكثر، وربما هذا يجعل الصراع بأدوات أقل فتكا، أما صراع العمالقة فهو بأسلحة الانقراض الشامل والعياذ بالله.

إنك إذْ تفقد الأمل هكذا تضيف إلى رصيدهم ما قد يجعلك منهم

فاحذر

د. ناجى جميل

لا أوافق على تحميل أمريكا مسئولية تهديد البشرية وحدها فقد تعلمنا أن كل الأطراف مسئولة مشاركة، وربما نكون أكثر مسئولية حيث أننا لا نحاول أيه حركة تجاه التقدم، ولا نفعل شيئا اللهم سوى النقد والانغماس فى التخلف والجهل… “اللهم قونا على تخلفنا وعلى نفسنا”.

د. يحيى:

لا أظن أننى حمّلت أمريكا (ولا أى وطن غير أمريكا) مسئولية تهديد البشرية، البشرية مهددة بغبائها الاغترابى التراكمى الجشعى الأعمى ممثلا – للمرة الألف – فى الشركات العملاقة والتكاثر الأعمى، وغياب العدل،

 ونحن مشاركون فى كل ذلك إما بالعمى، أو الاستسلام، أو الاكتفاء “بوضع اللوم” كما تقول.

د. نرمين عبد العزيز

وإيه رأى حضرتك إنى ميالة أكثر لرأى “الظواهرى” الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، بأن أوباما هو عبد أسود لخدمة البيض فى البيت الأبيض، وسبب تأييدى لذلك هو أن الشعب الأمريكى لم ولن يتحول فجأة لشعب ملائكى ينبذ العنصرية ويدافع عن السود، ويرفعهم لأرقى المناصب، لكن هو شعب بتاع مصلحته، بيفكر بعقله فقط معظم الوقت.

د. يحيى:

“هذا شعب بتاع مصلحته” هذا صحيح، وفيها ماذا؟ لكن وصف الظواهرى هذا هو من أقبح ما قيل، فبلال رضى الله عنه كان عبداً أسودا فى خدمة الحق.. الخ، هذا سباب وليس نقدا، ماذا يعيب شعبا أن يركز على مصلحته أولا؟ أما أن يكون هذا التركيز على حساب المستضعفين وأصحاب الحق، فهذا ما ينبغى أن يذود عنه المستضعفون وأصحاب الحق.

 ثم إن الشعب الأمريكى لم يتحول إلى شعب ملائكى، فـ 48% من الأصوات كانت ضد أوباما، الشعب الأمريكى تحول إلى مصلحته هو مؤقتا، ونحن نأمل أن ينتبه يوما ما، أن مصلحته (ومصلحة أى شعب مفرد) هى هى مصلحة البشر كافة، بالعدل والوعى والمعرفة.

د. إسلام إبراهيم أحمد

فكرة الأجناس موجودة على مدار التاريخ وهى أحد أهم أسباب الحروب وهدم الحضارات فهل ما حدث فى أمريكا يكون آخر ذلك أم أن التاريخ يعيد نفسه بعد فترة؟؟

د. يحيى:

الأجناس ليست أهم اسباب الحروب، بل هى حفز “الاختلاف الخلاق” ودفع التعارف بالبناء “شعوبا وقبائل لتعارفوا” أما اسباب الحروب فانظر ردى سابقا على د.ناجى

والتاريخ ليس غبيا حتى يعيد نفسه حرفيا كما نحب أن تصوره الحياة هى التاريخ الحى، والحياة حركية لا تهمد إلا لتنهض.

د. إسلام إبراهيم أحمد

أمريكا شعب صحح أخطاءه ونحن العرب بدأنا نتكلم على الأجناس فيما بيننا

 البعض فى مصر بدأ يتكلم كطوائف،

 إلى أين نحن ذاهبون؟

د. يحيى:

لم يصحح شعب أمريكا خطأه بالمعنى المطلق، وإنما هى خطوة صحيحة على الطريق قد تتبعها خطوات أصح أو تراجع كارثىّ.

أما خيبتنا الجديدة فهى ليست فى الحديث عن الأجناس، وإنما عن الأعراق والفِرَقْ.

وإذا استمرت الحال على هذا المنوال فنحن ذاهبون إلى ما نستحق أن نذهب إليه!!

أ. محمد إسماعيل

لماذا أسمى أوباما بظاهرة ولماذا تتمنى أن تكون ذلك؟

د. يحيى:

ظاهرة أوباما هى “فرصة تصحيح الخطأ التطورى بواسطة التاريخ نفسه إذا ما سار فى ظروف حسنة”

 وهى ليست “ظاهرة” بعد، إلا إذا تكررت، وتأكدت، فهى مجرد بداية،

أما أننى أتمنى ذلك، فهذا يعنى أننى أتمنى أن يواصل التاريخ (والزمن) تصحيح أخطائه.

أ. محمد إسماعيل

معترض على فكرة انقراض الإنسان، وإن كنت أوافق على فكرة تغيير الانتخاب والتجديد.

د. يحيى:

لا مانع أن أقبل اعتراضك؟ لكن ماذا أفعل فى د. مصطفى فهمى حين ترجم كتاب الانقراض[1] ليصلنا أن 999 من كل ألف من الأحياء عبر تاريخ الحياة قد انقرضت،

 هل هو جاء بهذا الرقم من عنده؟

 وهل نحن أفضل من كل الأحياء التى انقرضت؟

 للأسف العلامات تشير إلى أننا أغبى.

 ونحن وشطارتنا.

أ. عبده السيد

ليه حضرتك بتشكك  وبتحذر، وتكشف سذاجة الناس فى فرحتهم بفوز أوباما، وفى الآخر أعلنت فرحتك بعمر أمريكا الــ 300 عام.

د. يحيى:

التحذير واجب، أما التشكيك فأنا لا أميل إليه.

ثم إنى لم أعلن فرحتى بعمر أمريكا الـ 300 عام، بل أننى تعجبت –  وفرحت مؤقتا – أن يصحح شعب خطأه فى هذا الزمن القصير، مع أننى غير واثق من أنه – أو أننا – سنواصل تصحيح الأخطاء.

أ. عبده السيد

إزاى بتعرف تصدق فى الشىء ويكون جواك إيمان أن عكسه يمكن أن يصح، ده صعب صعب صعب.

د. يحيى:

هو صعب، لكن الأصعب منه أن تتمسك بجانب واحد من الحقيقة حتى ترتاح، وخلاص،

 ثم تخفى الجانب الآخر فى الأعماق داخلنا فنعيش أنقص وأغبى.

د. محمد شحاته

لم أستطع أن أتفهم حالة التفاؤل والبهجة التى عمت الكثير من شعوب العالم الثالث بوصول هذا الرجل الأسود إلى البيت الأبيض. ذلك أننا نعلم أن أمريكا بلد شهادات بصحيح، فلا هو سيحرر العراق ولا هو سيعيد الأمور إلى نصابها فى فلسطين، ولا أتصوره بهذه المثالية التى يتحدثون عنها بوصفه داعية العدل والسلام.

د. يحيى:

الأقلية (أو الندرة) هم الذين زعموا أنه داعية العدل والسلام، وإذا كان ليس هو الذى سيحرر العراق، ولا سيعيد الأمور إلى نصابها فى فلسطين (وهذا صحيح) فعلينا أن نفعلها نحن،

 التفاؤل والبهجة للفكرة، وليس لفروسية فرد لم يُختبر.

د. محمد شحاته

أوباما – أو  غيره – مجرد رجل أمريكى يسعى لتحقيق رغبات شعبه ومصالحه دون أى اعتبارات أخرى ليس إلا.

د. يحيى:

وهو لا يعيبه أن يسعى لتحقيق رغبات شعبه ومصالحه، وإلا فلماذا انتخبه شعبه؟

على كل فرد  فى أى وطن أن ينتخب رئيسا يراعى مصلحة شعبه (ما أمكن ذلك). مرة أخرى، يا حبذا ليس على حساب الشعوب الأخرى، وهذا غير وارد مرحليا ما لم يدافع كل شعب عن حقوقه بضراوة كافية.

د. مدحت منصور

“يسرى بين النوع شعور بالتهديد الحقيقى لبقائه أصلا”

 هذا ما أحسسته يا أستاذنا والقوات الأمريكية تدخل بغداد, ربما ليس على المستوى الواعي وليس بذلك الوضوح كان عندي أمل أن العراق سوف يقاوم وينتصر بداخلي رغم أن حساباتي كانت أنه لو صمد شهرا فهذه بطولة في حد ذاتها كأنه بداخلي كنت أريد أن ينتصر الخير على الشر والحق على العدوان وقد كانت الأمور مختلطة بداخلي لأن العراق بلد عربي فكنت أظن أنها النعرة القبلية والتي لا أنكرها.

أذكر نفس الشعور صغيرا عندما كنت أرى جنود أمريكا ينسحقون في فيتنام, كنت أراهم يذهبون لآخر الدنيا ليتحكموا بشعب آخر  ولا أنسى منظر الفتاة الفيتنامية التي كانت تجلس في الغابات مختبئة خلف مدفعها الرشاش مضاد للطائرات تصيد به طائرات أمريكا وعندما انسحبوا كنت فخورا بنفسي وكأن شعبي هو من انتصر ولكن يبدو أنه كان انتصارا صحح الأوضاع وقتها بداخلي.

د. يحيى:

أظن أن العراق مازال صامدا، حتى الآن، هو صامد حتى وهو يقتل بعضه بعضا، ليكن، لكنه يأخذ معه – بالمرة – ما تيسر من هؤلاء الغزاة الأجلاف.

أما ما بعد ذلك وما قبل ذلك، فأنا أوافقك

 مع التحذير من الاكتفاء بالفرجة، واجترار الذكريات أو إصدار الأحكام.

آسف، أنت لم تفعل ذلك!.

د. محمد أحمد الرخاوى

برضة عمال تشتمني ( انا الوحيد)!!! أنا لي رأى تاني في حكاية معني انتخاب اوباما وهو أنه كفايانا من الاهبل ابن الاهبل واتباعه) بوش).

د. يحيى:

أنا لاأشتمك يا محمد، مع أنك تستأهل، بالعكس

 إقرأ حوار الأسبوع الماضى تجد أغلبه موافقة وتصفيق، مع أنك لا تستأهل،

ماذا أفعل بالله عليك؟

 أنت الذى لا تكف عن سباب الغرب والشرق والمتخلف والمتقدم وكل من له موقف غير موقفك.

د. محمد أحمد الرخاوى

أنا لا اعتقد انه تغيير نوعي عايزين حد بس يصلح الخراب  اللي بوظه دبليو بوش.

د. يحيى:

ومن قال أنه تغيير نوعى؟!

 ثم أننا علينا نحن أن نصلح هذا الخراب فنحن مشتركون فى إرسائه.

د. محمد أحمد الرخاوى

 الحكاية كلها: عيش في الغرب و شوف هما بيفكروا ازاي و بعدين أحكم إذا كان انتخاب اوباما يعني كل اللي انت قلته دة ولا لا.

د. يحيى:

أنا لم أقل إلا أن البشرية والتاريخ قادرين على التصحيح الذى تم بعضه ولو مؤقتا.

د. محمد أحمد الرخاوى

 اليهود وقوي الانقراض أصلا قدروا عليه قبل ما ينتخب و بعدين اخرجوا لنا التمثيلية الوسخة بتاعة الديمقراطية عشان نصدق ) اين كانت الشعوب الديمقراطية بقالهم 50 سنة بيتفرجوا علي اسرائيل وهي عمالة تعربد وعمالين يسقفوا لها قبل حكاية الاهبل بوش(

د. يحيى:

التاريخ لا يقاس بالخمسينات من السنين، وإنما بحسابات البقاء عبر ملايين السنين، ونحن مسئولون دائما أبدا.

د. محمد أحمد الرخاوى

تنكُّر اوباما  للإسلام مالوش علاقة بالإسلام، بس يعني انه بيتنكر لحاجة ممكن تكون بجد. وكأن الإسلام حاجة الواحد يتبرأ منها. الإسلام غير المسلمين.

د. يحيى:

أوباما لم يتنكر لأى إسلام، ولا هو كان مسلما أصلا، هو قال حقيقة تاريخه فقط، وهذا لا يعيبه، بل هو حقه.

د. محمد أحمد الرخاوى

أخر حاجة هى انه كل خطواته هي بالضبط نفس خطوات الغرب من 50 سنة وانا مش شايف اي جديد بصراحة.

د. يحيى:

طيب!! وبعدين؟ نشتم وخلاص؟!

د. محمد أحمد الرخاوى

كريم شوقي وآخرين قالوا نفس الكلام بتاعي وما شتمتهمش. عشان انا يعني زي ابنك؟ ماشي! بس بالراحة علىّ لو سمحت.

د. يحيى:

ماشى!!

ولكن برجاء إعادة قراءة بريد الجمعة الماضى، وحاول أن تعد كم مرة قلت لك “موافق”، و”أنا كذلك” وكلام من هذا.

يا شيخ هل فيه راحة أكبر من هذا.

د. عمرو دنيا

مش فاهم هو المفروض إن فيه قوى الانقراض دائما موجودة ومتحضرة وجاهزة للانقضاض على الجنس البشرى لإعادته وأن أحنا دايما موجودين تحت هذا التهديد طول الوقت، وأحيانا بابقى مرعوب فعلا، وأحيانا أطنش وأكبر دماغى،

بلا قوة انقراض ولا بتاع إحنا ناقصين رعب

د. يحيى:

لا توجد قوى للانقراض جاهزة للانقضاض على أى جنس، البشرى أو غير البشرى، كتاب الانقراض عندى إن كنت تريد تصويره لقراءته، ثم إن أسباب الانقراض لم تستقر الآراء العلمية عليها بعد، هل هى كوارث طبيعية، أم “جين” سىء، أم خطأ تطورى.

الجديد فى أمر الجنس البشرى هو أنه يبدو أنه يشارك فى الإسراع بانقراض نوعه بكل هذا الظلم والجبروت والغباء: بالإبادة والدمار والاغتراب.

د. عمرو دنيا

أتمنى أن يكون أوباما تغييرا حقيقيا وهو كذلك بالفعل

 لكنى أعتقد أنه سيكون أسوأ من سابقه وأنه مجرد واجهة أو حايكون طريق لمصالح وعلاقات اخطبوطية، ولن يكون له أى دور أو ثقل فى توجيهها وأعتقد أن الأمور ستكون أسوأ عن ذى قبل  ربما أكون متشائما ولكننى خائف.

د. يحيى:

ليكن ولنستعد لذلك (علما بأنى كما تعرف لا أفرح ولا أفخر بالتشاؤم) أحاول أن أتحمل مسئوليته مثلما أتحمل مسئولية التفاؤل.

أ. منى فؤاد

أنا مواقفة أن رئيس أمريكا مجرد منظر وأن خلفية ما يحركه من قوة سياسية وأحزاب تحركه إلى اتجاه محدد.

د. يحيى:

وأنا كذلك

أ. منى فؤاد

أين دورنا فى ذلك وهل لنا أى دور؟

د. يحيى:

دورنا هو دورنا فردا فردا، وجماعة جماعة، ووطنا وطنا، طول الوقت.

أ. هالة حمدى

هل تقصد بقوة الانقراض الشركات العملاقة العابرة.

د. يحيى:

ليس تماما، برجاء قراءة ردى على د. عمرو حالا

أ. هالة حمدى

ما معنى اغتالوه من داخله؟

د. يحيى:

إن لعب الشركات داخل العلماء الأفذاذ فى مجال الدواء وغير الدواء هو أخطر من كل تصور.

وعلى هذا القياس فأنا لا أتصور أن فردا واحدا مهما بلغت صلابته، قادر على ان يحمى نفسه من برمجة خبيثة تقتمحه وتسخره لمصالحها، وهو يحسب أنه يحسن صنعا،

 هذا ما أعنيه.

أ.رامى عادل

ندعو لاوباما بجرعات  طيفيه مدهشه مذدهرة الالوان   تسري بدمائه, يزدان  بها نصوعا  السحاب  الامريكي ومختبراته, لتحيل اركانه موطئا رحبا، ومسرحا مضيفا عطرا, مكيفا لنبرته واجواءه راعيا للسجال والالف والسلام, ليكون اوباما سفيرا لوميض  شعبا, ومظلته الامنه, ممتحنا بالمبادره وبالمسعي الاخاذ.

د. يحيى:

أدعُ يا رامى كما تشاء،

ولكن الأرجح عندى – أن الله سبحانه لن يستجيب لدعائك – فقد وصلتنى سلبية هذا الدعاء بدرجة لم أقبلها.

أ.إيمان طلعت

كثيرا وانا أقف أفكر فى كل مرة يحدث فيها انتخابات بأمريكا لأرى ماذا يحدث، فأرى خروج جميع الناس للانتخاب، واتلهف النتيجة، وطبعا كل هذا لم أعيشه فيكى يا مصر وممكن أن أموت دون أن اجربه.

د. يحيى:

سوف يحدث (حايحصل) ولن نجرب مثل ذلك فى المدى القريب.

* * * *

الحرمان من الحق فى الألم، والرفاهية المسامحة

أ. أنس زاهد

أشكرك جزيل الشكر لأنك نبهتني إلى وقوعي في العديد من الأخطاء المنهجية كالتعميم والبدء بالاستبعاد (أولا وقبل كل شيء)، وإصدار الأحكام الجاهزة. وهي أخطاء كنت أظن أنني تجاوزتها لكن ها أنت تكشف أمامي أنني ما زلت متورطا في ممارستها.

د. يحيى:

أنا الذى أشكرك لكرم تلقيك وموضوعية وعيك، ومن ذا الذى يتجاوز – طول العمر – ما عليه أن يتجاوزه!

أ. أنس زاهد

أوافقك تماما في أننا يجب أن ننتبه إلى خطورة محاولة ترتيب أولويات ما على السطح. مسألة الإدمان مسألة معقدة بالفعل وناتجة حسب اعتقادي عن تداخل العديد من التعامل كما أشرت أنت ، لكنني أعتقد بأن تراجع البعد أو العامل الروحي في ثقافتنا المعاصرة كبشر ، له دور كبير في انتشار هذه الظاهرة. هذا عن النقطة الأولى.

د. يحيى:

بالرغم من أن معظم برامج الإدمان تتبع ما يسمى برنامج الأثنى عشرة خطوة، والتى تبدا بالتسليم بالعجز الذاتى، واللجوء إلى قوى أعلى مليئة بالروحانيات، ثم تسير الإثنى عشرة خطوة خطوة بطقوس كأنها دين بديل (نشرة 12-5-2008 “الله: فى الأثنى عشرة خطوة”) وبالرغم من الصراع القائم فى الغرب بين الكنسية التقليدية والروحانية العلاجية، فإننى أتجنب بإصرار إدخال كلمة “الروح” فى أى طرح علاجى أو نظرى.

 أنا أتحجج فى ذلك بأنه هذا منهى عنه “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً” وأنا أستعمل بديلا عن ذلك تعبيرات مثل “الوعى الخاص” و”الوعى العام” و”الوعى الكونى”.

 أما علاقتى بالجسد فهى تزداد توثقا يوما بعد يوم، وخبرة بعد خبرة، وقد ساعدنى فى ذلك العلم المعرفى الأحدث ثم خبراتى الخاصة العلاجية والشخصية: الجسد ككيان مفكر، محاور، يتجلى فيه كل ما هو حياة وحيوى من أو انبثاق الإبداع حتى الحوار الجنسى الخلاّق.

وقد استقبلت افتقارك لما أسميته العامل الروحى فى ثقافتنا المعاصرة كبشر استقبالا طيبا، لأنها حقيقة فى العالم المتقدم مثلما هى كذلك فى العالم المتخلف (المتدين أو الذى يتصور أنه كذلك).

أ. أنس زاهد

بالنسبة للنقطة الثانية أوافقك أنه لم يعد لدينا ثقافة واحدة. هذا خطأ كبير وقعت أنا فيه. وإن كنت قد تكلمت عن عدم احترام قيمة الفرد في مجتمعاتنا ، فقد كان الأولى بي أيضا أن أشير إلى انسحاق الفرد في الواقع الغربي.  ربما أنت لا تشاركنيهذه القناعة وتعتقد أن قيمة الفرد في الغرب تحتل حيزا مهما من الثقافة الاجتماعية هناك ، وأنا أعتقد أن العكس هو الصحيح. فالنظام الرأسمالي أفرز نوعا من الثقافة الاستهلاكية ، وثقافة الاستهلاك حولت البشر إلى قطيع يجري وراء عدة غايات ، وهي بدون ترتيب: إشباع نزعة التملك، الرفاهية ، اللذة. النظام الرأسمالي يؤكد على قيمة الفرد كشعار.. يعني لزوم ترويج بضاعة الديمقراطية المرتبطة بالليبرالية الاقتصادية. أي أنه ليست هناك قيمة حقيقية للفرد داخل منظومة رأس المال التيتتعامل مع الفرد باعتباره ترسا في ماكينة. هذا رأيي.

د. يحيى:

وأنا أوافقك أيضا، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك تحديدا فى ردى السابق وأنا أقول “إن التأكيد على قيمة الفرد فى مجتمعات متقدمة جدا، وحرة جدا، لم يمنع من انتشار ظاهرة مثل الإدمان كما هى منتشرة عندنا وألعن”،

 ويمكنك الرجوع إلى موقفى من مجتمعات التراكم والرفاهية فى نشرة (“أكون وأصير” مجلة سطور فبراير 2000) عن الأزمة العالمية الحالية لتطمئن إلى أنى أوافق على ضرورة نقد هذه اللعبة الغربية الآيلة للسقوط.

أ. أنس زاهد

فيما يخص النقطة الثالثة فإنني وقعت في خطأ التفلسف والبحث عن أسباب خفية تصلح لتحليل شخصية درامية أو روائية. وهذا خطأ كبير ، فالدراما لها قواعدها وقوانينها والواقع لديه قوانين مختلفة.

د. يحيى:

لم أفهم تماما ضرورة التأكيد على هذه التفرقة لأننى أعتبر أن الدراما هى واقع آخر، واقع إبداعى، واقع أوقع من الواقع أحيانا.

أ. أنس زاهد

بالنسبة لمسألة الجنس أعتقد أنني فشلت في إيصال فكرتي الأساس. لقد أردت التأكيد فقط على أن البشر لديهم احتياجات في الجنس تفوق مستوى الإشباع الغرائزي فقط. لكن نسبة – لا أستطيع تحديدها – من البشر تكتفي بهذا الجنس المسطح الذي لا يشهد حضورا على مستوى الوجدان والعقل والروح مما قد يلحق بالإنسان – بالذات المرأة – ضررا قد يكون الكبت أحد نتائجه. لقد قصدت أن أقول أن الممارسة الجنسية العميقة، أو غير التقليدية كما حاولت أن أعبر عنها ولم أوفق في رسالتي السابقة ، هي السبيل الوحيد للنوعين (الذكر والأنثى) للوصول إلى حالة من التوحد ، وبالتالي الإحساس  بالاكتمال و ربما الكمال أيضا. أعتقد أن الجنس يمكن أن يوفر للبشر تحققا وجوديا يرتفع بهم من خلال الحياة الأرضية إلى مستوى الحياة الأبدية ، حيث يخفت تأثير الوعي أو ربما ينحرف عن مساره التقليدي ، وينشط الوجدان بشكل هائل، حيث يساهم هذا النشاط المصحوب بأعلى مستويات الشعور باللذة ، في فقدان السيطرة أو الكونترول تماما كما يحدث في حالات التجلي الصوفية. هنا يبدأ الإنسان في الإنفصال الجزئي عن الزمكان، أو بمعنى آخر الانفصال عن الواقع. لكن يبقى الإحساس باللذة منقوصا طالما لم يصل المرء لمرحلة النشوى أو مرحلة اللذة الكاملة، مما يساهم في خلق نوع من المعاناة أو الألم النفسي اللذيذ. وهنا تنفجر الرغبات المكبوتة وتتدفق ، فيتصرف المرء بشكل قد يكون غير مألوف خارج فراش الحب. حتى يصل المرء إلى حالة كمال اللذة ( النشوى). هناك يحدث الإنفصال الكامل عن الواقع بكل معطياته ، لكن هذا الإحساس للأسف لا يدومأكثر من ثوان قليلة هي فقط التي تلقي بالإنسان إلى ضفاف الخلود المنشود ، حيث يصبح من خلالها  إلها ، و لكن للحظات فقط. أرجو أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري عما أطلق عليه: الجنس التقليدي، وهو ذاك المرتبط بإشباع الجانب الغريزي في المقام الأول.

د. يحيى:

أحسب أننى فى ردى السابق أشرت إلى مثل ما تقول، بما أوافقك عليه أيضا، وإن شئت تفصيل ذلك فيمكنك أن تجده فى  أطروحتى الموجودة فى الموقع “الوظيفة الجنسية من التكاثر إلى التواصل”، كما أذكر أنك تناولته بإبداع فائق فى كتابك عن زوربا وزارادشت، وهذا ما طمأننى إلى أنك لم تكن تقصد تحديدا تلك الجزئية التى جاءت فى تعقيبك السابق قبل هذا.

أ. أنس زاهد

أما بالنسبة للنقطة الرابعة والأخيرة ، فإنني أوافقك تماما. لقد أصدرت أحكاما بكل اطمئنان أو بعبارة أكثر صراحة ، بكل غرور. نعم.. قد تكون ظروف العلاقة معقدة ، لكن كل العلاقات الإنسانية معقدة كما أعتقد ، وهذا مبرر كاف لكي لا يعطيأحد لنفسه الحق في تصنيف العلاقات على هذا النحو المعلب الجاهز.. فإما صحية وإما مرضية ، إما سعيدة وإما تعيسة ، إما ناجحة وإما فاشلة.. إلخ إلخ

أشكرك دكتور يحيى جزيل الشكر لأنك جعلتني أعيد ترتيب أوراقي من جديد.

د. يحيى:

مرة أخرى، بل أنا الذى أشكرك لرحابة تلقيك، وأرجو أن يكون عندك الوقت والرغبة لتتابع ملف الإدمان، وبعض الحالات الأخرى التى يبدو أنها أوْلى أن تأخذ المساحة الأكبر من هذه النشرات وسوف تجد فيها محاولات للإلمام ببعض هذه الأبعاد المتداخلة المتكاثفة بلا نهاية.

أ. محمد سيد

استاذنا دكتور يحيى الا ترى معى أن هذه الرفاهية التى تحياها هذه الاسرة قد نشأت منعزلة عن بيئتها أو أنها قصد لها ذلك بمعنى أن الاسرة مصرية تعيش فى بلد ملىء بالمشاكل والآلام ومع ذلك  وجد الاب (المتدين) فرصة للحياة السهلة النموذجية الناجحة وسط الاشواك التى لا يراها ولا يحس بها وفى رأيى أن هذه الاسرة قد تأثرت بموجة التدين (الثرى) والذى يقنع الدعاة فيه الأثرياء المتدينين بأن الدين لا يتعارض مع الاستمتاع بالحياة الدنيا دون التأكيدعلى مجاهدة النفسى وحرمانهامن لذاتها والشعور بالاخوة الدينية والتألم الحقيقى للمظلومين والمعذبين (فلسطين والعراق و..)،

هكذا بنى كل شىء على الانانية (يظهر ذلك أيضا فى تدين البنت ) فالشاب هو ضحية هذه الأنانية حيث صارت ذاته هى مركز الحياه ارضاء لها بتحصيل اللذات ودفع الألم عنها بكل طريق.

د. يحيى:

لا أوافق على هذا الاختزال بهذا الشكل، أرجو أن تقرأ رد الصديق أنس زاهد، وربما تحتاج للرجوع إلى النشرات الثلاثة  (نشرة 11-11-2008 الحق فى الألم: ضد الرفاهية)، (نشرة 12-11-2008 الحق فى الألم 2 الوفرة والرفاهية من الظاهر)،(نشرة 25-11-2008 الحرمان من الحق فى الألم 3: والرفاهية المسامحة)، وأيضا لمتابعة ملف الإدمان لاحقاً، فالمسألة أعقد من كل ذلك، وأنا أرفض حكاية إن هذا الشاب ضحية هذه الأنانية … إلخ

أعتقد أن الجدية والإحاطة والتأنى سوف تساعدك كما ساعدتنى وساعدت الصديق أنس.

ربما ….

**** 

المقامة السادسة: بركة دم

د. مروان الجندى

عندما قرأت اليومية لأول مرة أحسست بشئ من الحزن، وعندما أعدت قراءتها للمرة الثانية فكرت أنها  تعنى الموت والبعث والسعى إلى الله وصولاً للكمال، وعندما قرأتها للمرة الثالثة وصلنى منها شئ ما يدعو إلى الإصرار على هذا الشئ الذى لا أعرفه تحديدا،

أعتقد أننى لم أستطع أن أفهمها ولم أفهم عنوانها “بركة دم” إلا أننى أشعر أنه وصلنى منها شئ ما،

سيدى أبقاك الله لنا وأعانك بنا علينا وبك وبنا على ثقل حِملك.

د. يحيى:

وصلتنى رسالتك، ما قالتْهُ وما لم تقله، وأدعو الله أن يعيننى على ما وصلتى منها، ويعينك معى، معنا.

* * * *

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”: (حلم‏ 109)،  (حلم‏ 110)

د.وليد طلعت (حلم 109)

إن‏ ‏ما‏ ‏يهم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏هو‏ ‏التأكيد‏ ‏على ‏الجدل‏ ‏والإيقاع‏ ‏الحيوى ‏طول‏ ‏الوقت، ‏وذلك‏ ‏لتحقيق امتداد ‏الذات‏ ‏بإبداع‏ ‏مضطرد‏ ‏متناوب‏ ‏مستمر،‏ ‏فى ‏اتجاه‏ ‏تحقيق‏ ‏التكامل‏ ‏مع‏ ‏التناسق‏ ‏الكونى ‏المفتوح‏ ‏النهاية‏.‏

هذا المقطع شديد الإتساع وأعتقد أنه يتضمن جزئيا على الأقل خلاصة ما تشبعت به من خلال تواصلي المحظوظ(ماهي كانت ضربة على لوحة المفاتيح ولقيت عالم  كامل بينفتح عليا وبانفتح عليه) معكم خلال الأشهر السابقة، النهارده تسلمت النسخ الخاصةبي من ديوان \”مسكنات الروح \” وانشاء الله ينطبع \” لمجرد الفرجة \” قبل معرض الكتاب، وشغال دلوقت  ف \” أحزان المهنة \” بعد ما سبت الرواية شوية عشان أشوفها من مسافة… تخيل يا أستاذي كل ده فالكام شهر دول والفضل فالحركة الهايلة دي (الإيقاظ من الثبات المميت) لكم ولموقعكم.

د. يحيى:

أهلا وليد … سامحنى أن شطبت السطر الأخير لما تعرفه عن تحفظى فى السماح بنشر ما يتفضل به الأصدقاء على شخصى

د. محمد الشاذلى

التقاسيم:

ثم فجأة تلاشى صوتها.. وعادت السماء تعلن عن غضبها/ سخريتها من جديد، أحسست بخيبه الأمل.. وبدأ الندم يتسلل إلىّ وإلى اختيارى..

اخترت العشق.. وهذى هى النهاية إذن؟!!

أحسست أنى خُدعت فى هذا الاختيار..

ربما لو اخترت الخلود.. لكانت فرصة أخرى أن أراها.. ربما…

د. يحيى:

ربما

*****

حوار/بريد الجمعة 21-11-2008

د. مروان الجندى

أقتبس قول وكلمات أ. عبده السيد فى حيرته الشديدة وفى قوله “هو ده” “لأ مش ده”، فأنا أشعر أنى أعيش هذه الحيرة عند قراءة اليوميات، أفكر فى حياتى المهنية والشخصية سواء مع أصدقائى أو مع زوجتى وطفلتى ذات السبعة أشهر لم أعد أدرى أين “هو” أحيانا أشعر أنى أمسكه بيدى وكثيراً لا فأيأس ثم أعود فأتذكر ضحكه صغيره من طفلتى ليس إلا أنها فعلاً مبسوطة دون أن تدرى شئ فأتعجب وأتمنى أن أصبح مثلها.

د. يحيى:

لا أريد أن أحرمك من ابتسامة طفلتك التى وصلتنى حتى من بين سطورك، لا أريد أن أعرض عليك قراءة النشرة التى هجوتُ فيها البراءة،(حوار/بريد الجمعة عن التواصل والطفولة والبراءة) حتى لو كانت براءة طفل، لا أريدك يا مروان أن تُسقط طفلك الداخلى على طفلتك، هذا لصالحك ولصالحها، الطفل مشروع نحن مسئولون عنه، أكثر منه بديلا جميلا يلهينا عن شقائنا … إلخ (ولى عودة معك ومعنا).

د. مدحت منصور

أشير إلى أن النص أدناه ليس كلامي نهائيا و لم أكتبه و لم أرسله نظرا لأني لم أعلق على النشرة (أن تملأ الوقت بما هو أحق به 2) من أساسه

وجب التنويه و شكرا.

عن قولك أو تساؤلك

\”أى الأمور أحق أن أملأ بها وقتى وقد بدأتُ الربع الأخير من قرن من الزمان؟\”

والله يا دكتور يحيي ما نى عارف اقولك إيه لأنه سؤال صعب وغالبا مش حتلاقي له إجابة,

أقول لحضرتك…انسي السؤال ده، واعمل الي بتعمله كل يوم، ويبقي هو دا الأحق انك تملا بيه وقتك…

\”ذاتك\” عارفة سكتها اوتوماتيكى، ولو بصيت لرجليك تقع…ربنا ينفع بك الناس…آمين.

د. يحيى:

أعتذر لك، فهو نص “إسراء”، وهى ليست غلطتى بشكل مباشر والسكرتارية، وها نحن معا نقدم لك الاعتذار.

د. وليد طلعت استطراد

سلام علىّ
سلام عليكم
سلام على القادمين
على الذاهبين
على المانحين لنور الصباح الوجود اليقين.

د. يحيى:

سلامْ

****

الحوار يتواصل حول حالة “جاذبية غير مفهومة ” (4)

أ. عبير محمد رجب

سأقول‏ ‏لكم‏ \”‏كيف\” ‏ كيف‏ \”‏يكون\” ‏الإنسان‏ ‏الحر، ‏ يترعرع‏ ‏فى ‏أمن‏ ‏الخير/‏ ‏ ينمو‏ ‏فى ‏رحم‏ ‏الحب‏..

حب‏ ‏لا‏ ‏يسألُ‏ ‏كم‏… ‏أو‏ ‏كيف‏… ‏ أو‏ ‏حتى ‏منْ؟‏ ‏ حبّ‏ ‏يقبل‏ ‏خطئِى ‏قبل‏ ‏نجاحى/ ‏ حب‏ ‏يقظٌ ‏يمنعنى ‏أن‏ ‏أتمادى/ ‏ يسمح‏ُُ ‏لى ‏أن‏ ‏أتراجعْ‏ ‏ حب‏ ‏الأصْل، ‏لا‏ ‏حب‏ ‏المظهر‏ ‏والمكسب‏ ‏وبريقُ‏ ‏الصنعهْ، ‏ حبٌّ‏ ‏يبنى ‏شيئاً‏ ‏آخرّ‏ ‏غير‏ ‏هياكل‏ ‏بشريةْ،‏ تمشى ‏فى ‏غير‏‏هدى.

أعجبتنى هذه الكلمات بدون تعليق.

د. يحيى:

شكرا

أ.رامى عادل

زيزى مبارزة, فارسه مجنحه, بغير شعله تضيء طريق, تنشد( ز) فيض نابع, همزة وصل لضمير, تنكوى حياء, تفرزعروقها رحيقا نقيا, براعتك د اميمه حين يطل اشعاع زيزى الخافت, تحتضنيه, فينبت برعما مائلا وفيا, غصب عن الصخورالمدببه.

د. يحيى:

لماذا لم تر بقيتها يا رامى؟

أنت بذلك ظلمتها

وظلمت نفسك.

د. مدحت منصور:

تساءلت عن اختيار حضرتك للفظة (الجسارة) تحديدا بدلا من الجرأة مثلا ووجدت في الأسطورة اقتران الجسارة بكثير من النبل والصدق مع النفس والآخرين ما يقشعر له شعر الرأس و تذكرت مقولة الزوج الثالث(إنها لا تكذب أبدا).

د. يحيى:

ربما الجسارة النبيلة هى نوع من الاقتحام الواعى،

 ربما أيضا أن الجسارة المختلطة بالجنس والطفولة بأقل  قدر من المسئولية تتجلى أكثر جذبا، لكنها أيضا أخطر وأصعب إحاطة.

د. مدحت منصور:

السؤال الأول: هل هناك فرق بين حالة وجود “الطفولة,الجنس,الجسارة” ومرض من يملك هذا الوجود مشوها؟ فالطفل مدللا و اليافع ناقصا أو مضروبا و المسئولية ضائعة؟

د. يحيى:

لو كنت تتابع تطور موقفى من هذا التركيب الثلاثى، لوصلك أننى لم أعد أتوقف عنده، ولا أبالغ فى تفسير الحالات من خلال هذا الثالوث.

إن بداخلنا عشرات أو مئات من الأطفال والوالدين، أما الناضج (اليافع) فلعله الذات الوحيدة التى تستحق أن تعامل كواحد صحيح، لأنها حاسوب واقعى محدد المعالم.

حالة الوجود تلك “الطفولة/الجنس/الجسارة” هى موجودة فى الأحوال العادية مع أنها ينبغى أن تكون موجودة ضمن أحوال تحيطها ولا تلغيها،

 أما فى حالة المرض – كما هى حالة “ز” – فالعواقب السلبية تغلب فى النهاية نتيجة لانفصالها، وتجليها تكاد تكون مستقلة، وضعف أو إنعدام مسئوليتها.

د. مدحت منصور:

السؤال الثاني: هل غلبة الطفل الذى بداخلنا يهدد دائما بعلاقة مشوهة من اعتمادية وأخذ بلا عطاء مع أني لا أربط شخصيا بين حب الطفل البسيط جدا و الواضح النقي جدا و بين اعتمادية سببها أنه حال كونه طفلا  يعني ليس معه يافعا و حالة كونه معافى من كثير من المسئوليات اجتماعيا و قانونا؟

د. يحيى:

أظن أنك لمست الجوانب السلبية للطفولة إذا انفصلت، ويمكن أيضا – بعد أسفى واعتذارى – أن ترجع لقصيدة “فى هجاء البراءة”.

د. مدحت منصور:

السؤال الثالث: ألا تكون تلك الحالة من الوجود “الطفولة، الجنس, الجسارة” آسرة مقتحمة بشكل مزعج للآخر -كذلك أراها- فأنت تخاف أن تقع في أسرها كما أنها تقتحم خزائنك فترى الكنوز كما ترى الأشلاء التي بداخلها و مستعدة أن تتحمل بنبل  يجعلك تهرب منها, قد تجذبك أولا و لكن إذا واجهتها بوعيك فقد تجد أن الابتعاد أسلم؟ كيف تمسّك بها هؤلاء الرجال؟ ألأنهم لم يروها كما ينبغي أم لأنها مريضة و مشوهة بشكل أو بآخر؟

د. يحيى:

الأرجح عندى انك لمست عمق طبيعة ما كنت أعنى حين نحتُّ هذا التعبير،

 فكثير مما قلتَ يكاد يكون قريبا مما قصدت.

شكراً.

أ. فاتن الحداد

الفلسفة اتت بالبرهان ضد الاسطورة؟

د. يحيى:

رجاء الإيضاح

لم أفهم

[1] – دافيد م روب (مؤلف) – مصطفى إبراهيم فهمى (مترجم) – المجلس الاعلى للثقافة – المشروع القومى للترجمة 1998

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *