“نشرة” الإنسان والتطور
8-1-2009
السنة الثانية
العدد: 496
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 123)
هذا ميدان الأوبرا وفيه أسير متجها نحو مقهى الحرية فأدهشنى أن أجدها خالية من روادها اللهم إلا شخص منكب على قراءة أوراق مبسوطة بين يديه وسرعان ما تبين لى أنه أستاذى الشيخ مصطفى عبد الرازق فانشرح صدرى واندفعت نحوه مشتاقا إلى لقاء حميم غير أنه التفت إلىّ متجهما فهبط قلبى وأشار الأستاذ نحو الأوراق وقالى لى: آسف إنه قرأ اسمى بين شهود الإثبات فلم أدر ماذا أقول ولا كيف أعتذر.
التقاسيم:
..كله إلا الشيخ مصطفى عبد الرازق، هذه أوراق مدسوسة عليه، فأنا لم أكن قد ولدت بعُد أيام أنْ حدث الحادث، وفى نفس الوقت يستحيل أن أراجعه أو أخطِّئه، دخلت من الباب الخلفى للمقهى ناولت النادل ما تيسر فأعارنى معطفه الأصفر وسمح لى أن أحمل القهوة للشيخ، وحين اقتربت من منضدته تعثرتُ قصدا فانسكبت القهوة على الأوراق، وعجبت أنه لم يغضب، بل انحنى يجمعها ورقة ورقة ويمزقها دون أن ينظر فيها ويضعها فى سلة المهملات بجواره بهدوء دون أن ينظر ناحيتى، ولا أعرف كيف تأكد أننى أنا، وحين انصرفت من باب مطبخ المقهى الخلفى قابلت عباس العقاد وكأنه كان ينتظرنى، وبادرنى بمزيج من الفرحة والحسد قائلا: لم أكن أعرف أن شيخنا يحبك لهذه الدرجة.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 124)
كثيراً ما اجتمعنا بمكان يقع بين الحقول من ناحية والطريق العام من ناحية أخرى، حتى قال لى صاحبى إن هذا الموقع لا يضمن السلامة فى كل الأحوال ومن لحظتها سكن القلق فى صدرى حتى استيقظت ذات صباح على ضجة وصياح فقمت إلى النافذة فرأيت جموعا لا يحصرها حصر وجماهير لم أميز فيها سوى الغضب الأحمر.
التقاسيم:
دخلت بسرعة وهاتفته خائفا معاتبا، أنه مادام الأمر كذلك، وهو يعرف كل ذلك، فلماذا واصلنا الاجتماع فى نفس المكان لنفس الغرض؟ قال لى: أى غرض؟ قلت: أنت تعرفه جيدا. قال لى: لا تخف؛ فالغضب الأحمر لا يخصك أنت، وهذه الجموع لها وجهة أخرى، فانتظِرْ هادئا حتى تنصرف، ثم نرى. قلت له: نرى ماذا؟ قال: نرى إن كان هناك داع للاجتماع أصلا أم لا.