الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

9-1-2009

السنة الثانية

العدد: 497

حوار/بريدالجمعة

مقدمة:

القتل يضطرد بشعا قبيحا غائرا داخل داخلنا مثلما هو فى الخارج،

الأمل لا يتراجع،

الكلمات تدور حول نفسها،

والصور تُرعب وتتوالى حتى نكاد نعتادها،

آن الأوان لتحدى كل ذلك لننطلق إلى “الفعل”.

الكلمة لا تصبح لها “معنى” إلا إذا حركت متلقيها إلى “فاعل”،

آمل أن نتواصل أكثر، “لنفعل”

هذا هو غاية الممكن لمن لم يستشهد بعد،

وهو ليس “الآن” فى ساحة القتال.

****

التدريب عن بعد: المؤسسة الزواجية (1-2)

د. ناجى جميل

تعجبت فى هذه الحالة من قبول الزوج ورضاه عن قيامه بكل أعمال المنزل ومسئوليات الزوجة أثناء شدة المرض، والعكس صحيح بعد بداية التحسن، لذا تساءلت عن احتمال افتراض أن الزوج كان على ما يبدو مستفيداً بأداء هذا الدور الشامل اللاغى للمريضة، وبالتالى فقد كان داعما للمرض والدور السلبى للزوجة، وعند بداية التحسن، وتوقف الاعتمادية فقد دوره هذا، بدأ يفكر فى الانفصال.

د. يحيى:

إضافة مهمة، أتصور أنها يمكن أن تفيد المعالج الزميل، وكل متدرب.

د. مدحت منصور

عندما نبدأ فى تأسيس المؤسسة الزواجية يكون السن أصغر وكذلك كل من الخبرة والثقافة وعمق النظرة، فحتى الاختيار والذى يتم على مقاييس غير المقاييس التى تتطور طول الوقت، والأغلب أن الطرف الآخر لا تصله رسالةالتغيرات طول الوقت أو يرفض أن يصدق أو يرفض أن يتطور فتكون النتيجة هى مؤسسة جامدة باردة قامعة غالبا أو على الناحية الأخرى وهذا نجده كثيرا كما قلت حضرتك مبنية على الكذب والتلصيم فإذا توقف الكذب أو سقط التلصيم غرقت معه المؤسسة فى الابتعاد والبرود. يعنى (مسئولية ممتدة ممتدة ممتدة) و (ونعرف إن الصعوبات ممكن تستمر حتى الموت بصراحة، نبقى مش واخدين الحكاية جد، أنا مش عايز أبالغ، لكن الجواز قصدى إن ما كانشى فيه حركة وشغل طول الوقت، طول العمر، حايبقى يا تلصيم يا كذب، أنا مش قصدى يبقى فيه حركة يعنى صراع، لأه، أنا قصدى تخبيط جاد، ومرة تصيب ومره تخيب) يعنى معاناة ومكابدة طول الوقت ووقت كتير مر ولحظات حلوة تقضيها وأنت تنتظر! لا تستطيع التراجع وتتذبذب بين التفكير فى التخلى وعدم فعله، يا نهار أبيض وعلشان إيه ده كله، طيب أقولها صراحة علشان حاجات ثانية منها الونس والذى قد تجده فى لحظة، تقعد تحسبها يا ترى لحظة صدق أو كما قبله، الحقيقة أنا اتلخبطت.

د. يحيى:

ليس تماما

لكنك لقطت ما ينبغى التقاطه غالبا

د. عمرو دنيا

ما قدرتش أفهم موقف الزوج والتغيير اللى حصل له وشفت كده إنه ما صدق ورمى الحمل اللى كان شايله ويمكن تكون هى دى الحركة أو التخبيط اللى حضرتك شاورت على ضرورته وأهميته فى الزواج بدلا من الجمود والضحك على الدقون والتمثيل.

د. يحيى:

لا أعتقد أننى كنت أقصد ذلك.

أ. عبد المجيد محمد

فهمت ضرورة مراعاة عدم جعل حساباتى كمعالج وصية على خبرتى، وأيضا كيف أن التفكك الخفيف ضرورى فى عملية إعادة التشكيل لدفع عملية النمو التى هى هدف العلاج اللى بحق وحقيقى.

د. يحيى:

هو كذلك

أ.عبد المجيد محمد

استفدتت كثيراً من تعليق حضرتك على دور الأدوية (ستيلازين- أنفرانيل)، فى هذه الحالة.

د. يحيى:

لكن “بتوع” الدواء لا يريدون أن يصدقوا أى فرض غير ما يروّجونه بأقل قدر من الممارسة الاكلينيكية الفعلية والإبداع، مكتفين بالأرقام، والمقارنات المستحيلة، والتقييم الكمىّ السطحى.

أ. محمد اسماعيل

ما معنى (وصف المؤسسة الزواجية بـ) “المغلقة القامعة الباردة”؟

د. يحيى:

برجاء قراءة تعليق الصديق مدحت الذى ورد قبل قليل

لا تخف،

فهى ليست كذلك كقاعدة

أ. محمد اسماعيل

حضرتك طول الوقت بتحذرنا من التعميم رغم كده عممت على كل المؤسسة الزواجية اللى فى مصر.

د. يحيى:

عندك حق، إلا قليلا

أنت على “وش” زواج كما أعلم

 “تزوج وعش سعيدا”،

أظن أن هذا كان عنوان كتاب تصفحته منذ أربعين سنة.

وأنا شخصيا لا أمانع

ما أمكن ذلك

أ. محمد المهدى

هو المعالج من حقه إنه يزهق من عيان؟! يعمل إيه لو حس بالزهق ده وإيه هىَّ المعايير اللى يقدر بيها ياخذ قرار عدم إكمال العلاج لأسباب قد ترجع إلى عدم التزام المريض دون إن يكون موقف المعالج هو تخلى من ناحيته عن المريض؟ أرجو الإفادة.

د. يحيى:

لكل حالة حساباتها، وقد سبق أن تناولنا مناقشة مشاعر المعالج فى هذا الباب، أكثر من مرّة وأظهرنا كيف أن احترامها واجب مهما بدت سلبية، وإلا فإنها سوف تصل إلى المريض رغما عن المعالج، وسوف تكون النتيجة فى غير صالح الاثنين غالبا.

أ. محمد المهدى

يبدو لى أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى الوسواس القهرى، والشغل فيه بدلاً من أن ينصب اهتمامنا على دفع المريض فى اتجاه عدم التحدث عن الأعراض.

ذكرت حضرتك علاقة الوسواس بالجنس، فما موقف الدين من هذه العلاقة؟

د. يحيى:

أنا أشرت فقط إلى علاقته بالجنس مجرد إشارة، وأنّ هذا كان شغل فرويد الشاغل.

أما علاقته بالدين فقد أثبتت معظم الأبحاث التى أجريت لدينا أن أغلب “محتوى الوساوس” هى محتويات دينية، وأعتقد أن هذا قد يرجع جزئيا إلى مغالاة بعض رجال الدين فى التأكيد على طقوس الطهارة مثلا، أو سوء تفسير الآيات الكريمة أو الأحاديث الشريفة المتعلقة بكلمة “وسواس” لست متأكدا.

د. على الشمرى

هذا الموضوع ومن وجهة نظرى المتواضعة فى غاية الأهمية لأن الوسواس القهرى مرهق للمعالج كما هو الحال بالنسبة للمريض بطبيعة الحال وله افكار متسلطة وافعال قهرية كما يعلم الراسخون فى هذا العلم، وكما اشار استاذنا لاهمية الادوية والطرق الأفضل لاستخدامها من حيث الكم والكيف والتوقيت وغيره، قد يواجه بعض المعالجين النفسيين مشكلة عدم تركيزالمريض كثيرا على ما يقدمه المعالج من تقنيات واساليب علاجية قد تعمل على تخفيف أعراض المرض، والنقطة الاكثر أهمية بالنسبة للمعالج والمريض هى بالطب” مآل المرض”، وشكرا.

د. يحيى:

العفو

أ. رامى عادل

ان يحتمى كل منهما بالاخر: استشارة، واسترشاداَ، وتلقيا. فتنبعث الحرارة بأوصالهم. يحفزهما الالهام. وتسبقهم الاماني.

د. يحيى:

تمام التمام

*****

حالة سامح: عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام

 نشرة (3 من 4) –  نشرة (4 من 4)

د. أميمة رفعت:

سعدت بجملتك الأخيرة فى اليومية عن إحتمال الربط بين “حالة سامح” وحالة “التدريب عن بعد”، فعندى حالة أعالجها منذ ما يقرب من شهر هى مزيج من الحالتين …،…الخ… الخ….

(أرجو المعذرة  للتأخر فى التعليق فما زال عندى مشكلة فى إستقبال النت)  .

د. يحيى:

حمدًا لله على السلامة

واستسمحك فى تأجيل مناقشة حالتك الآن للظروف التى نعيشها الآن، وربما رجعنا إليها مع مناقشة الحالتين اللتين أشرتِ إليهما، وربما نناقشها فى باب “استشارات مهنية” متى سنحت الفرصة.

د. مروان الجندى

رداً على سؤال: ماذا يمكن أن تثيره حالة هذا الصبى. هكذا فى نفسك؟

“الحيرة، والفضول لمعرفة “ماذا” بعد كل ما حدث له؟”

لا أنكر أنى أشفقت عليه أو أننى أحببته، ولم أدرى ماذا أفعل “عندما حاولت أن أتقمص شخصيته”؟

أن أحاول البحث عن بداية جديدة تمنحه “الاعتراف”، ولعلى كنت أخشى من ثقل المسئولية.

د. يحيى:

أولا: أرجو أن أكون قد نجحت فى أن أفرق بين الشفقة وبين الحب، وإن تداخلا أحيانا، مثلما تقول غالبا.

ثانيا: بصراحة ليس مطلوبا أن تتقمصه، وقد عجزتُ أنا أيضا عن ذلك، على ما أعتقد.

ثالثا: خوفك من ثقل المسئولية، خصوصا فى مثل هذه الحالات مفهوم ومقبول وبداية طيبة.

رابعا: أرجو أن تنتظر حتى نكمل مناقشة الحالة، لعله يصلك ما يعين.

د. محمد عزت

إن المقترحات العلاجية الخمس الأولى واردة وشائعة وسيقوم بها 97% من الأطباء والمعالجين لأنها الأسهل ولأنها المتاحة فى ظل الجهل والعجز والتعجيز.

 أما الاقتراح الأخير فهو الأصعب والاكثر طلباُ للجهد من المعالج والمريض على حد سواء ولكنه طريق الشفاء بل طريق الوجود الحقيقى لمن يرى ثم يريد تفعيل رؤيته تلك لو أمكن.

 بالنسبة لى ليس أمامى إلا أن احاول فى هذا الطريق والأجر على الله.

د. يحيى:

أنا متأكد أن الله يكافئ من يحاول، بأن يشفى المريض، ويحفز خطو نمو المعالج فى نفس الوقت.

الحمد لله

د. محمد شحاته فرغلى

مثل هذا التأنى فى عرض الحالة ودراستها لا يتسنى لنا مع قلة الخبرة وقصر الممارسة. لكنها مع ذلك أكدت لى ضرورة الحوار مع المريض – أى مريض- بشكل إنسانى واعٍ.

د. يحيى:

هذا صحيح

إياك أن تتصور يا محمد أننى أمارس هذه الطريقة بهذا النصّ مع كل مريض، صحيح أننى لطول الخبرة أستطيع أن أصل إلى بعض العمق أكثر فأكثر، لكن هذه الحالات تعرض هكذا للتدريس والتعلم والبحث والعلاج معاً، فهى نموذج لا أكثر، وكل حالة تصل أهميتها أحيانا إلى درجة يمكن أن نعتبرها بحثا علميا مستقلا.

د. محمد شحاته فرغلى

صعب هذه الجملة: “ويقظة المعالج بكل حواسه ليتمكن من التقاط أدنى حركة فى وعى المريض وبصيرته”.

لذلك أتعجب لقدرة المريض – فى مثل هذه الحالة – على استقبال معنى الاحترام الذى تحدثت معه فيه بشكل أقرب للتجديد وهو بعد لم يحصل على الدبلوم. أحسست للحظة أن الحوار بهذا المستوى ربما يكون أعلى بكثير من حدود استقبال المريض المعرفية لكن المريض بدرجة ما خيب ظنى وأدهشنى.

د. يحيى:

أوافقك.

ولعلك لاحظت أنه أدهشنى أنا أيضا، لذلك كنت أكرر كثيرا اعتراضى على موافقته السهلة، وخوفى من استهوائه، وكذلك خوفى من أن تكون سرعة تصديقه لما أقترحه وأراه (التى غلبت تصديق نفسى أحيانا) هى من قبيل الاستسهال.

لذا أوافق على الحذر من التسرع فى قبول موافقته.

د. محمد شحاته فرغلى

ملاحظات أخرى: لكنى مع ذلك قلق. ومبعث ذلك عدم استطاعتى التفكير فى وسيلة للحفاظ على هذا “الشئ” الذى تحرك بداخله خلال المقابلة، وعدم السماح له بالتراجع عنه، وإقناعه بأن ذلك هو الأفضل له ولحركيته.

د. يحيى:

المسألة- كما تعرف- ليست مسألة إقناع،

أما الاحتفاظ بما يحدث فى مقابلة واحدة على هذا المستوى فهو صعب جدا.

لكن أى تحريك هو جيد ومقبول ويمكن أن يتنامى ولو ببطء، لو أتيحت الفرصة.

د. نرمين عبد العزيز

الاسبوع الماضى قرأت فى يومية المريض الذى شفى سريعاً عن فكرة أنه كان يحتاج أن يجد من يتقبله ويسامحه وعندما وجد ذلك مع طبيبه، شفى سريعاً، فتساءلت عند قراءة يومية سامح (وصعوباته فى أن يشعر بذاته وبوجوده وبالتالى فى أن يشعر باحترامه) تساءلت هل سامح أصلا يريد لنفسه الاحترام والتقبل، وهل سيكون ذلك كافٍ بالنسبة لعلاجه؟ لقد أنكر على نفسه وذاته حق الوجود وذهب يختفى منها باختياره للمرض…

هل سيكفيه أن نوصل له فكرة “أنت محترم وتستحق الحياة”، وهو لا يريدها.

د. يحيى:

أولا: نحن لا نوصل فكرة ما، لكننا ناعيشها هنا والآن، ما أمكن ذلك ليخلق محيط يمكن أن نصل من خلاله.

ثانيا: لماذا حسمتَ الأمر أنه لا يريد لنفسه الاحترام، علماً بأن أصل حقنا فى الاحترام، وهو ما طرحناه علينا وعليه، أننا “خِلقة ربنا” أليس هو كذلك أيضا؟

ثالثا: الربط بين الحالتين وارد، وسوف أعود إليه غالبا فى التعقيب الختامى.

د. أسامة فيكتور

المريض بيقول “يمكن لو والدى شد علىّ مكنتش رحت

وصلنى من ذلك وكأن الجنسية المثلية ممكن أن تعوض وجود الأب؟ وأن المريض استغنى عنها فى الدبلوم لاحتمال وجود مدرس يُعوض وجود الأب: .. احتمال.. الله أعلم.

د. يحيى:

احتمال فعلا

د. أسامة فيكتور

الاحترام الذى تحدثت عنه حضرتك بهذا المفهوم كنت أدركه من سنين وعندما أتعامل به مع الناس أجد أغلبهم لا يفهمونه ولا يفهمون سوى الاحترام بالسن والمركز والمال والعائلة … إلخ

د. يحيى:

أوافقك .

د. محمد الشاذلى

نكران الحق أمام الكبير/ الأقوى / السلطة هى قيمة تنمو معنا منذ الطفوله ويسقط معها الحق فى القبول والاحترام لصالح ميزان الأقوى والأقدر.

وهذا يجعلنا أسهل فى التنازل عن حقوقنا

 وعلى العكس، نحن نصرخ ونحارب أحيانا للاستحواذ على ما هو “ليس من حقنا”.

د. يحيى:

نعم

أ. علاء عبد الهادى

قرأت هذه الحالة أكثر من مرة وما أثارنى بها أكثر هو: بساطة الحوار مع المريض رغم محدودية الوقت.

د. يحيى:

ربنا يسهل

أ. رامى عادل

أن يتحمل إنسانه سداد قيمة هذا النضج، يملأ وجود سامح، فيُملأ به، فيمتزجا سويا. ربما يكون غراما مستحيلا، يستميل قلب هذا الفتى الشجاع، يغيبا معا قليلا، ويتخففا.

د. يحيى:

ياليت

*****

تعتعة: “غزة” وقود لتشكيل المخ العالمى الجديد

د. مدحت منصور

“الدم، فالعمل، فالإبداع”

هذا ما وصلنى

وأيضا أنه آن الأوان كى نحمل المسئولية معا من ضمنها مسئولية تغيير عقولنا و مسئولية تغيير عقول من نحن مسئولون عنهم الأولى فالأولى، عندما قرأت قصيدة “من هناك إلى هنا” و”بالعكس” جيدا لم أشأ أن أعلقفأحيانا يكون الصمت تعليقا ولكن وجدت أن التعليق واجب ها هنا عن “بلاد تركبها الفيَلهْ، بلاد الواق الواق”، “فاصطدم الطائر بجدار الوهم” “وبالتكفير”، “وباللذة اللزجة” “وأساليب الكسب” “وفض بكارات العقل” “وبالتجميد” “وبالوعيد”.

معجزة غزة هى فى كل عقل سيتغير أو يحاول أن يتغير أو يتقدم ليغير أو يتقهقر ليعيد النظر، معجزة غزة ستكون فى كل عقل سيحاول أن يستنير بشمعة، بكل دمعة تنجب كلمة قادرة على التغيير، معجزة غزة فى إنسان يستفيق أو حتى يحاول ويناضل فى الكل، معجزة غزة أن تشعر أنك لست وحدك هنا أو هناك بل هناك شئ يجمعنا و قد جد الجد.

د. يحيى:

كل هذا صحيح

ولكن لا ينبغى أن يلهينا الكلام عن “معجزة غزة”، عن ما يجرى “حالا” فى غزة، وقد نقدت نفسى فى نشرة أمس حين شككت أن هذا التعميم والتأجيل قد يكون نوعا من الهرب.

أ. إسراء فاروق

احترمت جدا حيرة حضرتك فيما يتعلق بالكتابة عما يحدث فى غزة فى ظل هذا الطوفان مما كتب ونشر وعُرض فى وسائل الإعلام المختلفة ورغم كل هذه الضجة الإعلامية واللى أعتقد إنها تحرك الجبال مش البشر، كتير جدا بحس انها حركة كاذبة ذى فقاعات الهواء سرعان ما سوف تتلاشى وسيبقى الوضع على ما هو عليه .. بجد حاسة بتشاؤم وضيق .. وحاسة إن الإنسان بتاع اليومين دول فيه حاجة ناقصاه عشان يبقى إنسان بجد.

د. يحيى:

كل ذلك جائز

الكارثة مروعة، وتسمح بأن تغمرنا هذه المشاعر السوداء،

لكننى أرجو أن يكون السواد مجرد بداية لها ما بعدها لو كان الحديث عنها صادقا،

ومن ثَمَّ فالانطلاق منها هو فقط الذى يبرر قبولها مرحليا.

أ. إسراء فاروق

تقول حضرتك: ….. “أليس الأوْلى أن يتواصل جهد كل الناس كل الوقت للسعى لاستعادة عقل البشرية معا  فى تشكيل  شبكى جديد يمثل أنواعا أرقى من التواصل البشرى  تصحح خلل التعصب، وجلطات الحروب، ونزيف استغلال البشر للبشر؟”

 سامحنى يا دكتور يحيى، لمّا قرأت هذا الجزء ده غصب عنى لقيتنى باقول .. “أنا مت ولا وصلت للفلسفة؟”

د. يحيى:

رحم الله صلاح جاهين

وهل هناك فرق؟

أ. إسراء فاروق

المخ البشرى يقبل التحدى ويقاوم وقد يستطيع أن يتجاوز الجلطات والأنزفة لأن كل خلية تقوم بدورها على أكمل وجه حتى يقضى الله فى أمرها .. ولكن فى المقابل هل يقوم كل فرد (خلية إنسانية) بدوره على أكمل وجه لكى يأتى اليوم الذى يمكن للمخ البشرى العالمى أن يتجاوز الجلطات والأنزفة.

أعتقد إن أمكن ذلك لن ترى ما نراه اليوم فى قطاع غزة؟

د. يحيى:

دعينا نأمل يا إسراء

لكن أذكرك أننا لا نحتاج لكل الخلايا البشرية لننمو أو نتطور.

بل إننا لا نحتاج لأغلب “الخلايا البشر”،  أكثر من 50%

أحيانا يصل تفاؤلى أن استلهم قوانيين الفيزياء لأقول إن 10 % من الخلايا (البشر) التى تتوجه فى اتجاه القانون الصحيح قادرة على توجيه بقية محتويات الحقل البشرى كله.

ياليت.

أ. محمد المهدى

كيف أن البشر على وشك أن يتجاوزوا الجلطات التى سببتها القوى التدهورية (المفترسة)؟ لا أعلم من أين أتى هذا التفاؤل لحضرتك فى حين يدل على ما يحدث من استغلال البشر لبعضهم وتحوصلهم داخل أفكار منغلقة وأساليب اغترابية أنه فى إزدياد يناقض قيمة الاحساس بإنسانية الآخر!

د. يحيى:

هذا هو مرضى المزمن كما اعترفت

وهو – بما يستتبعه من مسئولية – مُبَرّرٌ استمراره،

  كما أذكرك أن بديل التفاؤل هو شىء سخيف لا فائدة منه إلا النعيب (وكلمة أخرى لن أذكرها، أحسن عيب).

أ. محمد المهدى:

هل ترى حضرتك مؤشرات ودلائل على تحسن الوضع بما يدعو لهذا التفاؤل؟

أرجو من سيادتك إيضاح بعض هذه المؤشرات التى قد تفيدنى فى تصحيح رؤيتى.

د. يحيى:

يكفى أن ما تفعله أنت الآن، وما أحاوله، وما يجرى من بطولات وتضحيات على أرض الشهادة والشرف، كل ذلك لا يفسره إلا قدر هائل من حب الحياة، والإصرار على تنقيتها مما شابها مهما بلغت غطرسته.

أ. هيثم عبد الفتاح:

حاسس إن الناس الخلايا أصبحوا خلايا ضعيفة غير قادرة على التصدى لأى  فيروس، وما أكثر الفيروسات فى هذا العالم. ومش عارف إزاى نقوى مناعة الخلايا دى علشان تقدر تواجه هذه الفيروسات أو على الأقل تقدر تتعامل معاها.

د. يحيى:

أرجو أن تتابع صيحاتى المتتالية هذه الأيام، لنعرف سويا بعض ذلك.

د. عمرو دنيا

دائما ما أخاف من اعتماد تلك الأجيال القادمة على التكنولوجيا كما أنشى دماراً كبيراً سيحدث فى مصادر الطاقة اللازمة لإدارة كل مناحى الحياة، فتتوقف الحياة وتصاب بالشلل لنعود على الخيل والوسائل البدائية للحياة وقد يزاد هذا الخوف بعطل شبكة الإنترنت والعجز الشديد الذى بليت به عديد من المؤسسة الهامة والتى تكبدت الكثير من الخسائر جراء ذلك العطل. فما بالنا إذا كانت المشكلة أكبر وأطول زمنا.

د. يحيى:

أنا أخاف من التكنولوجيا كما أخاف على التكنولوجيا،

 لكن يبدو أن هذا هو قدر الإنسان المعاصر وعليه أن يقبل التحدى.

أ. منى أحمد

الدور جاى علينا وساعتها ما حدش حا يهتم بينا زى ما أحنا مش بنعمل حاجة دلوقتى لغيرنا يا رب احمينا جميعاً.

د. يحيى:

أولا نحن نحاول أن نعمل لغيرنا ما نستطيع – نحن الناس لا الحكومات – والدعوة عامة لنعمل أكثر فأكثر.

ثم ينبغى أن نواصل ما نعمل حتى لو تصورنا أن أحداً لن يعمل لنا شيئا حين يأتى علينا الدور.

أ. هالة حمدى

العنوان صعب فهمه جداً.

د. يحيى:

أنصحك أن تقرئى النشرة مرة أخرى فقد يتضح العنوان، أو اقبلى ما وصلك وانسى العنوان كلية.

أ. نادية حامد

إلى متى سوف نظل فى انتظار التغيير ألم يأت الآوان للفعل الجاد فى إتجاه هذا التغيير المنشود وهل يكفى الإستعانة فقط بالحرب والإبداع والألم والصبر بعد كل المجازر البشرية الحالية أطمع فى فعل مسئول قريباً.

د. يحيى:

الحرب والإبداع والألم والصبر“!!!

طبعا يكفى ونصف على شرط أن تعنى كل كلمة معناها الحىّ،

لا الخطابى

يا خبر يا نادية!!!

إن وُجد ذلك فعلا، فهم كفاية وزيادة!

أو اقترحى ما تشائين وأنا تحت أمرك

د. محمد الشاذلى

أظن أن إعادة تشكيل هذا المخ العالمى الجديد لا يمكن أن تتم ما دامت تلك الخلايا السرطانية موجودة، فهى تتوحش وتكبر دون أى قواعد أو نظام وتهدم أى محاولة للتواصل.

د. يحيى:

لا …!!، حتى السرطان له علاج، وسوف نبتدع له علاجات أنجع،

وإن لم يحدث ذلك، تكون أنت وأنا عملنا ما علينا.

د. محمد الشاذلى

نحن جميعاً شركاء فيما يحدث بالتخاذل والتراجع والشجب حتى الغثيان، نعم سيحاسبنا الله على ما فعلنا وعلى ما لم نفعل.

د. يحيى:

نعم

د.أسامة فيكتور

وصلنى: غير ما أثارته فىّ التعتعة من ألم وفرح وحزن وصلنى معنى: المعنى الذى أشرت إليه من: أن ما هو موت وما هو انتقال من وعى لوعّى، من عبارة “ثم رحل راضيا مرضياً”، وخاصة فعل “رحل”، مش عارف ليه.

د. يحيى:

ولا أنا

لكننى أوفقك

أ. رامى عادل

ينتزع القلم، تنكفىء الكلمة، وتغوص ابتسامة جامحة، تختفى بين ثنايا أحجية السرد، لتوقد شعرا.

د. يحيى:

شعر آخر

****

حوار/بريد الجمعة: (2-1-2009)

د. أسامة عرفة

وما نتيحة الحراك القومى:

قرر المجتمعون بالجامعة العربية وتحت الضغط الشعبى الهائل توجية ضربة جوية محدودة للقوات البرية الاسرائيلية المحتشدة على غزة وضرب المستوطنات على أرض فلسطين المحتلة بعد 67 (!!) وضرب الجدار العازل

 … اللهم أجعله خير

فى تعليقى الأسبوع السابق كان لدى الأكثر لكنى تراجعت لعلمى بقدر حبك للأمة وحراكها الحقيقى وكنت مستحضرا لغضبتك على نزار قبانى يوم القصيدة اياها وتعليقك بأن من يبصق بصقة لأعلى تقع على وجهه ..

عذرا ..

عدونا بتبجحه بنى حساباته على الاستجابة العربية صفر

عظم الله أجرك فى شهداء غزة

ورحم الله أخاكم الحبيب وأسكنه فسيح جناته

د. يحيى:

شكرا

برجاء المتابعة

*****

رب ضارة نافعة (2-2)

“بعض الافتراضات الأساسية للفكر النفسى التطورى”

د. طلعت مطر

تحية طيبة وتهنئة برجوع الموقع الى كامل كفاءته فقد أفزعنا غيابة المؤقت حتى عرفنا بالبث فى موقع الشبكة العربية. اما بعد

فلقد قرات مقالتكم عن الفكر النفسى التطورى وبعض الافتراضات التى جاءت بها وقد أردت – إن سمحت لى – إن إعلق على بعض ماجاء بها :

لقد علمتنا ياستاذى الفاضل أن الأحدث يحتوى الأقدم بالضرورة وهذا هو جوهر الفكر التطورى علمتنا أيضا جدلية التطور كما عند هيجل وأن الولاف الأعلى هو نتاج تفاعل الفرض أوالفكرة مع الفكرة المضادة ومن هنا لايمكن أن يكون هناك أحدث معلقا بلا جذور بل هو نتاج حتمى لتفاعل الأقدم وتطوره. وإن ما أسميته بالفكر المعقلن ماهو الا نتاج التطور الطبيعى للفكر البشرى. وإن هذا الفكرالمعقلن هو الذى علمنا تاريخ البشرية وتاريخ الاديان وجذور الفكر الدينى وهو الذى علمنا تركيب المخ البشرى وعمل الأجزاء المختلفة وكل مااوردته من أمثلة فى مقالكم. وإنه بدون اللجوء الى هذا الفكر لما تسنى لنا معرفة عمل النيورونات وبيولوجية الخبرة الدينية التى ذكرتها .

وحتى ما أوردته عن أريتى فى سيكولوجية الإبداع والولاف السحرى بين المستويات المختلفة من النشاط الفكرى لا يمكن أن ينتج عنه إبداعا الإ تحت وصاية النشاط الأرقى أو ما يمكن أن نسميه الفكر المعقلن وإلا أصبح هذيانا وهذا ما تعلمناه أيضا منك فى الفرق بين الإبداع والجنون. وحينما أورد فرويد ما أورده عن الكيانات المختلفة سواء وجد قبولا أو لم يجد من معاصريه أو لاحقية فإن أكثر ما أضعفها هو عدم خضوعها فى حينها لما يسمى بالعلمالتجزيئى الذى يخضع الظاهرة للقياس والمشاهدة ورصد النتائج أو ما يسمى بالفكر المعقلن وإن حدس فرويد وحده لم يكن كافيا لقبول كل فرضياته أو صمودها ولقد أتبع فرويد كثير من تلاميذه الذين ساروا على نهجه وبالرغم من إسهامهم جميعا فى معرفة جوانب كثيرة من  النفس البشرية إلا انه لا يستطيع أحد أن يدافع عن أى من نظرياتهم إلا بمقدار ما تقدر هذه النظرية أو تلك على شفاء المرضى بطريقة مقاسة ومقننه .

والفكر المعقلن هو الذى علمنا الفرق بين عمل الدماغ الايسر والايمن بحيث يمكن التنبوء الى حد كبير بسلوك الانسان عند إصابة أيهما بعطب ما، وحتى التجربة الدينية لم يرفضها العلم الجاد بل حاول فمهما كما أوردتم ,

أستاذى الفاضل: أعرف تماما أنك تعلم كل ذلك تمام العلم بل واكرر أنك من علمتنا ذلك إلا أنى أردت أن أسوق هذه التعليقات من أجل زملائى الأصغر مخافة أن يكتفوا بما عندهم من حدس ومخافة إهمالهم لمتطلبات العلم الحديث والتفكير العلمى المنهجى فلا يستطيعون بعد ذلك الصمود أمام مكتشفاته المذهلة

ولكم جزيل الشكر

د. يحيى:

لا تعليق

حالتى لا تسمح،

 دعنا نواصل

****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (4)

أ. فاطمة

هو ينفع إننا نحن البشر نتحاور مع الله إزاى وبأى لغة أو أسلوب

د. يحيى:

طبعا ينفع

الإيمان نور

والله نور السماوات والأرض

ونحن بعض ذلك

إذن: ينفع

****

يوم إبداعى الشخصى: من هنا إلى هنا

د. عمرو دنيا

طيب شوفنا القاتل تخلياً والقاتل متسللاً فماذا نحن فاعلون؟

 أنا فعلا حاسس بالشلل بس باحاول أعمل اللى علىَّ فعلا وأتقى ربنا فيما أسلك لعل الله يفك الغمة، ولكنى مازلت لا أستطيع أن أستوعب ما يحدث ولا أتخيله وأعنى أن يكون كابوساً، نعم مازلت لا أستطيع تخيل أن ما يحدث واقع فعلاً فى الحقيقة.

د. يحيى:

ولا أنا …!!

لكننى أحاول أن أواصل كما ترى

فهيا معاً

د. محمد عزت

أفهم عنتريات رؤسائنا وملوكنا ومالكينا ولكنى أشتعل غضباً وحنقاً من الموقف الغربى لأنى لا أستطيع فهمه، كيف ولماذا؟ هل الخلل فينا أم فيهم أم فى التواصل مع الآخر أم فى ماذا؟ لا أعرف؟.

د. يحيى:

فى الاثنين معا يا سيدى

د. محمد عزت

كتبت هذه القصيدة منذ أكثر من ربع قرن ومازلنا بلاد تركبها الفيله، ومازال الشيخ يفض بكاره عقل الأطفال السذج، مازلت حتى الآن أخاف أن أسأل (أحيانا)، اللهم إلا إذا سألت نفسى، فأتردد أكثر وأؤجل أكثر.

د. يحيى:

معك حق

د. أسامة فيكتور

عبارتان أعجبت بهما:

(1) وكأن تعدد التجليات والعدم واحد (فى المقدمة)

(2) فى عصر التكفير عن التفكير بدسِّ بقايا المعنى فى أى كلام (للنص)

د. يحيى:

شكرا

****

“متواطئــون!!!”

أ. رامى عادل

لا، لا، لن ادعك تتمادي, وانت ايضا، لم_ ولن_ تسمح لي بان انسي  محمد صلي الله عليه وسلم، وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا..

د. يحيى:

الحمد لله

د. محمد أحمد الرخاوى

لم اتابع النشرة في الاسبوعين الاخيرين لظروف خاصة منها وفاة والدي الذي احببته ميتا-كمًّا وكيفاً اكثر منه حيا– بعد يقيني برحمة الله به وعلمي برضاه عنه بعد ان رضي ابي عنه فعجل اليه ليرضي

ثم عدت لاتابع فغشيني ما يغشي أى انسان  فيشعر ان من اكبر مآسي انسان 2009 هي ضياع الحدود بين الخيط الابيض و الخيط الاسود .

الخيط الابيض هو ان ما يحدث هو “من قتل نفسا    (…..)فكأنما قتل الناس جميعا”

ويجادل الكثيرون ان هناك وجهات نظر، مثلا ان اسرائيل تدافع عن نفسها ومنها ان احنا مش قدهم ومنها ان “عيش ندل تموت مستور”!!!!!!!!

اذا قدر للانسان ان يستمر كنوع فكل ما يحدث هو بُشْري له !!!!!!

فليتراكم القهر ولتتراكم قوي البطش والغباء والسحق ليقف الانسان امام هذا التحدي .

 أهو يستطيع ان يوقف هذا الزحف ام ينجرف ومعه نوعه كله!!!!

فإذا انجرف معه: هذا هو التواطؤ

الحل هو الحرب الشاملة بقوي الحق تبدأ في ميادين القتال ولا تنتهي في ميادين الحياة

لا اري سبيلا الا الحرب حتي لو تأجلت مئات السنين

هناك حق وهناك باطل وهناك خيط ابيض وهناك خيط اسود

وهناك فجر قادم لا محالة

انا الذي ارسلت الرسالة القصيرة وسورة الفتح تقول “ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء”

ظن السوء بالله هو ما يولد المنافقين ويولد المشركين الذين يثقون بقوي العدم ويشركونها مع الله

وتقول سورة الفتح ايضا ” ليظهره علي الدين كله”

اليقين بالله واليقين بالحق هو الذي سيظهر علي الدين كله

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله

د. يحيى:

حمد الله على السلامة يا محمد

الله يسامحك يا شيخ

 الرمز الذى وصلنى من سورة الفتح على المحمول، وقد حسبت أنها من المقاومة الإسلامية، أساء إلى صورة هذه المقاومة يا شيخ حرام عليك، لماذا تذكر اسمك، أساء إلى صورة المقاومة وليس إلى سورة الفتح

إذا عملتها ثانية فاذكر اسمك يا رجل!!

أحمد أخى – والدك– حضر أكثر بغيابه فعلا،

أنا أدعوه أن يذكرنا عند ربه، أكثر مما أترحم عليه، عند ربنا، رب الأرض، رب السماوات، رب المشرقين، ورب المغربين، ورب العالمين.

أرجو أن تتابع غضبى واقتراحاتى فى الأيام القليلة المقبلة ….

…. إن أردت، أو استطعت، أو غامرت.

أو كل ذلك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *