“يومياً” الإنسان والتطور
13-10-2008
السنة الثانية
العدد: 409
يوم إبداعى الشخصى
غَصْبِ عنى…!!
بعد نشر يوميتى “برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. شىءٌ مـَا“ بتاريخ 24-5-2008، وما دار حولها فى (حوار/بريد الجمعة بتاريخ 30-5-2008)، ويومية (حوار/بريد الجمعة بتاريخ 4-7-2008) وغيرهما من نقاش ثم يوميتى “الحق فى الفرحة“ بتاريخ 4-10-2008، ويومية (كل عام وأنت فرحان “أحيانا” بتاريخ 1-10-2008) وما دار حولهماّ من نقاش فى (حوار/بريد الجمعة بتاريخ 10-10-2008)، واستلهاما من تعليق د. سيد الرفاعى فى بريد الجمعة الماضى أول أمس، وهو يقول:
الفرحة اللى حضرتك بتتكلم عنها فى اليومية هى فرحة ممزوجة بالشجن والنكد وشيل الهم، ومع ذلك عندك حق ما هو لازم إنى أفرح أحياناً.
وقد رددت عليه قائلا:
فاكر يا أبو السيد أغنية: “ما هو لازم إنى أزعل” التى لحَّنتها أنتَ تلحينا جميلا
تصور أنه قد خطر لى الآن من تعقيبك أن أكتب أغنية مقابلة “ماهو لازم إنى أفرح”، يارب أقدر.
اكتشفت أننى نشرت هذه النشرة التى تبرر الحزن (الزعل) حتى الضجر، بعد أسبوع واحد من بدء ظهور نشرات الإنسان والتطور هذه، وكنت قد كتبتها قبل ذلك بأسابيع ، كانت يومية 7-9-2007 وكان عنوانها الأصلى “ما هو لازم إنى أزعل”، لكنها نشرت بعنوان “بدال ما تثور تفِنّ”.
رحت أقرأها من جديد، وإذا بها – فيما عدا بعض نهايتها – تكاد تكون عكس ما جاء مؤخرا النشرات التى ذكرتها فى المقدمة، وخاصة نشرتى “شىء ما”، “والحق فى الفرحة “، تساءلت: يا ترى: هل أنا تغيرت، هكذا خلال عام وبعض عام، أم أن هذا هو من أثر تطور الحوار هكذا مع زوار الموقع الطيبين الذين أثروا وجودى برغم كل تحفظاتى.
تناولت النشرة القديمة الساخطة الحزينة، ورحت أنقدها فقرة فقرة، بنفس الأسلوب، (شعرا كان أم رجزا)، وأنا فرح بهذا التغير، فخرجتْ كما سترون حالا.
ثم قدّرت أن كثيرين قد لا يكونون قد اطلعوا على النشرة الأولى، أو قد يكونون قد نسوها، وفى الغالب سوف لا يعنون بالرجوع إليها بالرابط، Link وبما أنى أريد أن ابيّن لهم ولنفسى، كيف يمكن أن يكون التراجع تكاملا، قلت أعيد نشر القصيدة القديمة كلها أولا حتى تصل الرسالة التى انبهر لها الكثيرون آنذاك، ثم أنشرها فقرة فقرة مع الاستدراك والنقد اللاحق.
وتوجد بالموقع بصوت وصورة الكاتب.
(أما الندوة كاملة فسوف تكون فى الموقع خلال 48 ساعة)
أولا: القصيدة فى صورتها الأولى كاملة:
“يومياً“ الإنسان والتطور
7-9-2007
بدال ما تثور تفِنّ
قالوا مالكْ؟
قلت: مالىِ!!!!
قالوا حاملْ همّ ليهْ؟
ولاّ حامل همّ مين؟
***
قلت: حاملْ هم نفسِى
يعنى ناسْنا أجمعين !
***
قالوا: ماتْزَعّلشِى نفسكْ!
قلت: حاضرْ،… لو قدرت.
قالوا: تقدر، واللى خلقكْ
الزعل راح يعمل ايه؟
يعنى طنّـشْ غيرك اشطرْ
قلت: ياريت! بسْ فين؟
قالوا: يعنى قصدك ايه؟
قلت خد عندَكْ يا سيدى:
***
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة
لما الاقى الوِدّ لعبة
لما الاقى الوعد كذبة
لما الاقى القلب علبة
***
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة،
وانِّنَا لازم نعيش،
لما الاقى الودّ لعبة،
خايبه، بتبيع المافيش،
لما الاقى الوعد كذبة،
والخداع ما بينتهيش،
لما الاقى القلب علبة،
فيها عضم وخيش وريش
***
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة،
وانِّنَا لازم نعيش،
والْتِقِينِى لسَّه عايشْ
لما الاقى الودّ لعبة،
دايْرة بتبيع المافيش،
والنفاق طايحْ وفارشْ
لما الاقى الوعد كِدبة،
والخداع ما بينتهيش،
والكلام فارغ ْ وهايش
لما الاقى القلب علبة،
فيها عضم وخيش وريش
والعمل كلّه هوامش
***
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الفكرة بايْتهْ
لما الاقى الفرصة فايْته
لما الاقى النبضه ساكتهْ
***
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى “بُكره” زىّ قلِّتهْ
لما الاقى “إلنهارده” كفّنوه فى جثتهْ
لما الاقي النيل بتنشف ميـِّتُـه
***
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى الناس بعيدْ
لما الاقِينِى وحيدْ
لما الاقى الوغد هوّا المستفيدْ
***
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى انّ الكلام يتعادْ كإنى ماقلتهوشْ
لما الاقى ان اللى جارى، كله جارى فى الفاشوشْ
لما الاقى الناس بقوا من غير وشوشْ
لما الاقى ان “اللى عنده” ناسِى إللى “ما عندهوش”
***
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى ان الشهادة – حتى لو منْ جامعةْ- سُمعةْ
لما الاقى العلم سلعةْ
لما الاقى الأمْـن خدعةْ
لما الاقى الكِدبهْ دِمعةْ
لما الاقى أىّ فكرة حلوه: يعتبرْوها بدعةْ
***
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى الكـُل بَـلــِّم
لمّا الاقى الحـُرّ سلِّــم
لما الاقى الجرح جـوّا القلب: عـلــِّـّم
***
قالوا يعنى أديكْ زعلت، سابوكْ تِرنْ
ما هو يا ابنى إللى يزعل يتفلق مهما يزنْ
فلت: لأّه، …. دانتوا فاهمينِّى غلطـ، أنا مش حاوِنْ
***
قالوا عندك حلّ تانِى؟
قلت: اظنْ
ماهو طولْ ما الحر عايش ، لمْ لا بدْ
إنه يدفع ما عليهْ
قالوا: يعنى حاتعمل ايه؟
قلت أشيل أنا كل ده،
لأ، وأكتر من كده،
وابتـِدِى رغـْم اللى جارى
حتى لو ْمَا فاضِلشِى غيرى
قالوا: ورِّينـا شطارتكْ
ربنا يبارك فى خيبتكْ
قلت: طُــزْ
قالوا: فيكْ
قلت: فى اللى ينامْ يـِئـِـنْ
أو ِبِدالْ ما يثور، يِفـِـنْ.
ثانيا: الاستدراك الآن
قالوا مالكْ؟
قلت: مالىِ!!!!
قالوا حاملْ همّ ليهْ؟
ولاّ حامل همّ مين؟
قلت: حاملْ هم نفسِى
يعنى ناسْنا أجمعين!
هوّ “ناسْنا” يعنى “إنتَ”؟
ولا “إنتَ” يعنى “ناسنا”؟
مش كفاية؟!
كلهم قالوا “أنا مصر اللى هيَّه”
فضلوا هُمّهَ ونسيوا مَصْر
قلت: آسف
يبقى ناسى هما ناسى، وَانا بس حد منهم،
ياللا بينا!!
قالوا: ماتزعّلشِى نفسكْ!
قلت: حاضرْ،… لو قدرت.
قالوا: تقدر، واللى خلقكْ
الزعل راح يعمل ايه؟
يعنى طنّـشْ غيرك اشطرْ
قلت: ياريت! بسْ فين؟
قالوا: يعنى قصدك ايه؟
شفت غِنّيوْتى دَهِهْ تشبِهْ لهُمْ
بس لابسة “مازازيكْ”
زى “نَعىْ” جـُوّا بِـرْواز حلوْ شيك
قالوا: فعْـلا
قلت: يمكن
قالوا: جدّا
قلت : يعنى، ب
س خلونا نشوفها واحده واحده.
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة
لما الاقى الوِدّ لعبة
لما الاقى الوعد كذبة
لما الاقى القلب علبة
قلت مين؟
قالتْلى: لأَّه.
قلت: “خُشِّى”
نطت البَسمة وغمزتْ : لسّـه حبَّهْ
قلت: اصدق ، حبّه حبّه
قام باسِـتْـنـِى وهيه رايقهْ
قلت: عيبْ
قام قالت لى: داهيه تلعنْها المِضايقة
قلت ماشى، ….
ألف مرة!!
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة،
وانِّنَا لازم نعيش،
لما الاقى الودّ لعبة،
خايبه، بتبيع المافيش،
لما الاقى الوعد كذبة،
والخداع ما بينتهيش،
لما الاقى القلب علبة،
فيها عضم وخيش وريش
لأ ونُصْ
ياللا بُصْ
قمت شايف جوّّه قلبى وردة بتفتح ورقْها
قام شافتنى،
إستخبّتْ ما الكسوفْ
رُحت ضاحكْ
زادْ خجلْهَا
شفت غمّازة خدودها وهيّا بتشاور لى: “ياللاّه”
رحت ساكت، والسكات أصبح له معنى
خفت حد يكون سامِعْـنَا
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الدنيا صعبة،
وانِّنَا لازم نعيش،
والْتِقِينِى لسَّه عايشْ
قال لى بطّل كذب يا ابنى
هوّا يعنى حد غاصْبك
ما انت عايش اهُهْ بِخُطْرك
قلت : يعنى
قال لى ، لأَّه مش عليّـا
قلت اعمل نفسى مش سامع، وازَوّغ،
بس صعبة:
حاستخبّـى منه فين؟!!!
ماهو لازم إنى أزعل
لما الاقى الودّ لعبة،
دايْرة بتبيع المافيش،
والنفاق طايحْ وفارشْ
لما الاقى الوعد كِدبة،
والخداع ما بينتهيش،
والكلام فارغ ْ وهايش
لما الاقى القلب علبة،
فيها عضم وخيش وريش
والعمل كلّه هوامش
قلت مين؟
قال لى يعنى، ما انت عارف، مانا إنـَتَا
قلت بطّل معيلة خلينا نـِكبِـرْ
غَنّى غنوة:
قالىّ “ماما زمانها جايهْ”
قلت له إخرسْ، دا وقتهْ؟
قال لى أيوه
قلت مش شايف دا كله؟
قالى شايفُهْ
بس برضه لسه شايفك حلو زيى
قلت: خليها على الله
قال لى عارف، قول لنفسك
قلت لهْ أنا عارفو أكتر “مِنْكَ طبعا”
قال لى لأ مش هوّا ده
قلت قصدك يعنى إيه
قالى نعرف بعضنا، قومْ تعرفه
قلت: ياللاّ “
قوم لقيتها”!
ماهو لازم إنى أزعل لما الاقى الفكرة بايْتهْ
لما الاقى الفرصة فايْته
لما الاقى النبضه ساكتهْ
حتى لو سكتت تلاقى جُوّ جوّاها اللى هايصْ
برضه شفت الفكرة جوّا الفكرة باضت
قال وإيه الفرصة فقست فرصة غير دكهه اللى فاتت
بعدها فرصهْ وفرصهْ، وفرصا غيرها
عِـدّ يا بنى
قالوا ميـّهْ
قلت: أكتر قال لى “يعنى “بسْ دكههْ حاجة تانية!
قلت إخرسْ، هيه هيّا، لأ دى حتى دِيّة أحسن
قالّى: حاضر
رُحت حاضْنُهْ
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى “بُكره” زىّ قلِّتهْ
لما الاقى “إلنهارده” كفّنوه فى جثتهْ
لما الاقي النيل بتنشف ميـِّتُـه
أصلىِ ما كنتش شايفها، رحت باصصْ “ و النهارده” لقيته لسه بّرْضه عايش وأنا باتمرغ فى خيمتُو، وهو فارش واللى فايت راح محوّد قال: سلام مدّ كوزه جوّا زيرْنا واتروى آخر تمام رحت نايم واانا راضى ، مش مصدق !
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى الناس بعيدْ
لما الاقِينِى وحيدْ
لما الاقى الوغد هوّا المستفيدْ
وارجع اشكى واقولْ : ياعينى، مش لاقيهمْ
واللى كِـسْبه الوغد مش لازمنى خالص
هوّا هايص بيه ، لكنّه لسّه لايص،
عايز اكتر
يبقى خسران،
واانا مالى ؟!!
ماهو لازم إنى أزعل:
لما الاقى انّ الكلام يتعادْ كإنى ماقلتهوشْ
لما الاقى ان اللى جارى، كله جارى فى الفاشوشْ
لما لاقى الناس بقوا من غير وُشوشْ
لما الاقى ان “اللى عنده” ناسِى إللى “ما عندهوش”
والفاشوش ما هوش فاشوش
واللى ماعندوش دا عنده، آه، وغيرو مايلزموش
والوشوش جوّاها جوّه : كام وشوش،
….”أيَوا اللى هيّه”!
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى ان الشهادة – حتى لو منْ جامعةْ- سُمعةْ
لما الاقى العلم سلعةْ
لما الاقى الأمْـن خدعةْ
لما الاقى الكِدبهْ دِمعةْ
لما الاقى أىّ فكرة حلوه: يعتبرْوها بدعةْ
حتى لو أىّ كلام
واحنا نقدر يعنى نملاه حاجة تانية
قوم يقولّك حاجة تانية
والأمانْ جانى ياخويا من خلال جُوّا اللى جوّه
يا ترى هوّ الأمان، ولاّ مش هوّه اللى هوّه
قال نشوف :
قوم لقيته غطى خوفى وشكّى يعنى ما أنكروش
قلت يبقى هوّه، يا للاّ ماننساهوش
……
والبنيّة “الفكرة” طلعت أعفَى منهمْ
بدعه بدعه،
واللى عاجبُه غصب عنهمْ
ماهو لازم إنى أزعل: لما الاقى الكـُل بَـلــِّم
لمّا الاقى الحـُرّ سلِّــم
لما الاقى الجرح جـوّا القلب: عـلــِّـّم
يبقى سلّم يعنى ايه،
يبقى مش حرّ يا عمْ
إبقى سلّمْ لى عليه!
برضه ناسنا لقيت سكوتهم مش رضا
والمبلّم مش مسلّم للقضا
بس ساكت يعنى مستنى لحد ما ييجى وقتُهْ
بكره حاتشوفوا حلاوته
أما جرح القلب دا شرف الألم
ياللا نفرح حتى لو دمعتنا دَمْ
قالوا يعنى أديكْ زعلت، سابوكْ تِرنْ
ما هو يا ابنى إللى يزعل يتفلق مهما يزنْ
قلت: لأّه، …. دانتو ا فاهمينِّى غلطـ، أنا مش حاوِنْ
باعرف افرح، آنا حافرح وانتو خليكو فْ خيبتكم
حتَّى فرْحى هوّا حزنى، هوّا أنا
برضه ربى جوّا قلبى، مش أنا
قالوا مش فاهمين كلامك واللى خلقك
قلت: أحسن!
قالوا عندك حلّ تانِى؟
قلت: اظنْ
ماهو طولْ ما الحر عايش، لمْ لا بدْ
إنه يدفع ما عليهْ
يمكن أكترْ
وأنا باكبرْ
يبقى لسه علىّ دينى للجميل،
إنى احِلّ المستحيل.
قالوا: يعنى حاتعمل ايه؟
قلت أشيل أنا كل ده،
لأ، وأكتر من كده،
وابتـِدِى رغـْم اللى جارى
حتى لو ْمَا فاضِلشِى غيرى
شفت ناسى مش كراسى أو أوانى
شفتكم ولقيتكو يعنى مصدقين
رحتوا شايلينْها معايا،
قلت: ميْن؟
قالوا: ناسْنَا الطيبين!
ياِ .. خبر!!
يبقى عمرى ما كنت يعنى لوحدى خالص؟
قالوا: طبعا
قلت: إمال كل ده، كان أصله إيه؟
قالوا: يعنى،
قول لنفسك؟
قلت: هِيهْ!!
قالوا: ورِّينـا شطارتكْ
ربنا يبارك فى خيبتكْ
قلت: طُــزْ
قالوا: فيكْ
قلت: فى اللى ينامْ يـِئـِـنْ
أو ِبِدالْ ما يثور، يِفـِـنْ.
مَا الفنون هىّ اللى بييتنشى المبانى
ييجى ثوار الزمان ويعمروها
لجْل ما ناس ربنا ييجو يسكنوها
شفت برضه ان الأنين دا مش أنين، دا ناىْ بيعزف:
لحن الألم
كله شجن
بيولّد الفرْح الجميل
ماتفرّقوش من حزن بنى آدم أصيل
قالوا: بتخرف، “مالكشى أى حَلّ”
قلت: فعْلاً