“يوميا” الإنسان والتطور
30-5-2008
العدد: 273
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
كيف يمكن أن أتوقف عن مواصلة هذه النشرة بالله عليكم – وكنت على وشك ذلك- وأنا أرى حركية البريد تتطور بهذا الشكل؟ أنا لا أزعم أن هناك مشاركين جدد، أو من بعيد، يقومون بإثراء نوع ودرجة الاختلاف، إذْ مازال الحوار يتحرك فى دائرتنا الضيقة، دائرة من يعرفون توجهاتى، ومحاولاتى، واجتهاداتى المتتالية، وبرغم ذلك فلابد أن أقر وأعترف أننى المستفيد أولاً وليس أخيراً، ليس بسبب الاطمئنان إلى وجود من تصله وجهة نظرى، مع أن هذا وارد، ولكن أساسا بما يتيحه لى هذا الحوار من اكتشاف وإعادة اكتشاف موقفى وآرائى وفروضى، ومن ثمَّ تصحيحها أو التراجع عنها، أو تطويرها.
المهم: موضوعان وردا فى بريد هذا الأسبوع رأيت أنهما فى حاجة إلى أن أفرد لكلٍّ منهما نشرة أو أكثر بشكل مستقل: الأول: يتعلق بالروحانية والدين والإدمان.. وقد فتح هذا الملف د. عصام اللباد (بما أسماه ردّ مساهِمْ)، بالإضافة إلى التساؤلات والاعتراضات التى وردت فى الحوارات السابقة، والتى تحتاج إلى عودة أكثر تفصيلا، أما الموضوع الثانى: فهو موضوع الكراهية، سواء ما وصلنى من بريد يناقش استجابة المشاركين أو ما جاء من آراء حول المفهوم ذاته، وصلتنى أراء وتعقيبات حول هذا الموضوع الثانى من كل من: د. عصام اللباد، وأ. أمل محمود، ود. أوسم وصفى، ود. أميمة رفعت، وأ.أنس زاهد
لهذا سيقتصر حوار هذا الأسبوع على ما هو غير ذلك، وعلى من يريد أن يسهم فى الموضوعين السالفى الذكر (الدين – الكراهية) أن يوافينا برأيه فيما يتعلق بما نشر أساسا، وأرجو أن يقبل الأصدقاء الذين أضافوا وشاركوا ونقدوا هذين الموضوعين اعتذارى وتأجيل الحوار، لحين العودة لمناقشتهما بشكل مستقل وأرحب بعيدا عن بريد الجمعة.
****
الحوار:
تعتعة: برغم كل الجارى, مازال فينا:”.. شىء ما”
أ. منى أحمد فؤاد
شعرت فعلا بهذا الشىء “الـ… ما” ولكن أود أن اعرف له مسمى وشعرت بصدق فى هذه التعتعة
د. يحيى:
الأفضل يا منى ألا نسميه لو سمحت، سوف يفلت منا إذا نحن فعلنا، دعينا نراه، نحيط به، نصدقه، نسمح له، نرعى خطواته، فنكون إليه. شكرا
أ. هاله حمدى البسيونى
أنا فعلا حاسه إن فيه حاجة غريبه فى الشعب ده، دايما باستغرب الرضا والتفاؤل وتحمل الحياة برغم الصعوبات التى يواجهها هذا الشعب.
إلى الان لم أعرف ما هذا الشىء ولكن حبى ازداد لهذا الشعب بعد قراءة هذه اليومية
د. يحيى:
أنا أيضا، كدت أصدق نفسى جدا، لعله خير
أ. هاله حمدى البسيونى
فعلا حضن “هاله نمر” ليه طابع خاص، أنا حسيت بيه وبعد أول لقاء معها، فعلا دى إنسانه بالمعنى الصح.
د. يحيى:
الحمد لله، كنت أحسب أن أبوتى لها هى التى تسمح لها بالاستكانة فى صدرى، لكن ها أنت تثبتين أن المسألة أرحب وأجمل.
د. نعمات على
لا استطيع ان اعبر عما اشعر به بعد القراءة بالرغم من إحساسى بالدفء والونس والحنين وكأنى سمعت صوت العصافير وشعرت بدفء الأم وهى تودع ابنها، ولهفه الحبيب للقاء حبيبته، تمسكت بنبض الدنيا وروح الحياه والأمل المجهول الذى يجعلنى أعيش من اجله!!!!
د. يحيى:
الحمد لله
د. محمد شحاتة
– ليس شيئاً واحداً بل هى أشياء
– أرجو مراجعة قصيدة “الشىء” لأحمد عبد المعطى حجازى لا أدرى لم تذكرتها بعد قراءتى لهذا المقال
د. يحيى:
أنا لا أعرف هذه القصيدة، يا ليتك ترسلها إلىّ
أ. هيثم عبد الفتاح
ليس عندى مانع، وصلنى أن هذا “الشىء الــ… ما” موجود فعلاً، موجود عند الأمة العربية بصفة عامة، وعند المصريين بعمق وأصالة، هذا “الشىء الـ… ما” يمثل بريق الأمل بعد ما وصل إليه حالنا فى هذا الزمن.
وأسأل الله أن لا يتأخر تجلى هذا “الشىء الــ… ما” كثيراً حتى ينصلح الحال ويحصل كل منا على ما يستحقه من كرامة وخلافه.
د. يحيى:
وماذا لو تأخر؟ جيلنا الحالى، أو التالى ليس هو نهاية التاريخ، والزمن أقوى دائما لو لم ننقرض، ثم دعنى أصارحك أنى كنت أعنى مصر أولا، لكنك ذكّرتنى بكلامك بهذا الصديق الرائع جمال التركى، وبزوجة صديق فى سوريا، وهى انجليزية أخبرتنى أنها لا ترجو شيئا إلا أن تدفن فى مدافن أسرة زوجها السورى، وأنها راحت تستأذنهم فى ذلك، وحين تعجبت وسألتها لماذا؟ قالت: لا أدرى، ولكن يوجد فى هذه الأرض ما ينادينى أن أنتهى فى حضنها.
د. محمود حجازى
هل هذا “الشىء ما” هو ما يجعلنا نستحمل العيش فى بلاد لم تعد بلادنا
د. يحيى:
يجوز
د. مروان الجندى
كيف يمكن لهذا “الشىء الــ… ما” أن يفرض نفسه علينا والأغلبية من الناس لا تحاول إيجابيا الوصول إليه.
د. يحيى:
“وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا”
د. محمد الشاذلى
نعم رأيت هذا الـ “شىء ما” ولازلت أبحث عنه فى نفسى قبل أن أبحث فيمن حولى.. لكن صدقنى يا سيدى المراره أكثر بكثير من أن أراه أو اتصنع رؤيته، هذه القدره الغريبة على مواصله الحياة والبقاء لازالت تدهشنى حين أراها وأحس بها فيمن حولى ولا أجد لها تفسيراً.. لكننى أصدقها تماماً
د. يحيى:
مادمت تصدقها فى غيرك فهى عندك، لا تتردد، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
د. نرمين عبد العزيز
ده موش تفاؤل، دى حلاوة روح
د. يحيى:
حتى لو كانت كذلك، فهى احسن من “مافيش” المهم ما يكونشى جنونٌ
د. عمرو دنيا
أنا مش فاهم بقى هو إيه “الشىء الـ… ما” ده اللى حضرتك شايفه وياريت أعرفه علشان أقتله أو أدمره
د. يحيى:
يا نهار اسود، يعنى تقتلنى!، تقتلنا!، الله يسامحك
د. عمرو دنيا
لا “شىء ما” ولا حاجة هى ببساطة إيه البديل، هو ده الموجود وعلىّ أن أتعايش معه لحين أجد الأفضل أو المخرج مما هو جارى وربنا يصبرنا
د. يحيى:
“وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى”
أ. إسراء فاروق غالى
أتفق مع حضرتك تماماً فى كل حرف من حروف هذه اليومية وعن خبرة عملية خاصة بى
د. يحيى:
– يا خبر!! إذن أنا لا أخرّف!
أ. أحمد صلاح عامر
على حد ملاحظاتى وكم ما حضرتك رصدته من إحباطات، وكذلك كم الاشراقات ان صح التعبير، هى موجودة بنفس المقدار منذ زمن بعيد وإن تلاشت أو قلت فى بعض الأوقات، ولكن ما يحدث هو أن شدة الضيق والحزن الذى تتركه تلك الإحباطات فى النفس اكثر بكثير مما قد يؤدى إلى فقدان الامل، وهو ما يجعل حتى الاشراقات لا تأخذ حقها إلا بالكاد، فالثقل اصبح اكثر للاحباطات على حساب الاشراقات. برغم كل الجارى مازال فينا شىء يبحث عن ومضة أمل فى غد أفضل.
د. يحيى:
تصور يا بوحميد أننى لم أره أملا ننتظره، بل واقعاً ينمو!
د. محمدعزت
اذا لم يكن هذا الشىء موجودا بل وعميقا فهل هناك ما يدعونا لكي نكمل
د. يحيى:
عندك حق، فهو موجود، بدليل أننا نكمل
أ. هالة نمر
وصلنى أن الحركة بركة فعلاً، ومن غيرها يمكن يكون مستحيل الواحد يقدر يصدّق فى “هذا الشىء الـ ما”, وأن التصديق (برغم كل الجارى) يلزمه كمان إن الواحد يصدّق فى نفسه ويعرف يشوف الحلو اللى فيه, ولهذا لم أتعجب (أو أستنكر) شوفانك وقرارك بالتقاط وتصديق ذلك الذى ما زال فينا (ربنا يديّك الصحّة ويعافينا من نذالتنا)
د. يحيى:
هل تصدقين يا هالة، أن د. ليلى حلمى صديقتك قد كلمتنى منذ قليل وهى تبكى بعد أن قرأت التعتعة فى الدستور، وصدقتها وعجبت بشدة كيف ان تحريك التفاؤل فيها، هو الذى أبكاها، هل اكتشاف ما يدعو للتفاؤل يُحدث كل هذا الألم؟ ربما،
فهى المسئولية.
د. محمد غنيمى
لا مانع .. هب أنه موجود، ألا توافقنى يا أستاذنا فى أن هذا الـ”شىء ما” (بعيدا عن أصداء التاريخ التى كانت جلية فى ثنايا الكلمات) يبدو الآن غريبا شاحب الهيئة، ومن ثم فإن عدم رؤيتنا له لا يرجع (أو لا يرجع فقط) إلى كوننا “عميان أو جبناء”؟ ثم ماذا بعد أن رأيناه؟ هل تضمن لنا هذه الرؤية بقاءه واستمراره، فضلا عما ينبغى أن يتولد ويتجدد امتدادا له؟ هل وصل بنا اليأس والعجز لدرجة تجعلنا نفرح فقط لمجرد توهم رؤية هذا الـ”شىء ما”، دون أن نتحرك لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ .. “ما زال فينا شىء ما … يئن ويستجير” .. والمستجير بعمر عند كربته، كالمستجير من الرمضاء بالنار.
د. يحيى:
أنا لا أعرف من أين أتيت يا محمد بحكاية “أصداء التاريخ” هذه صحيح أنت قلت أنها فى ثنايا الكلمات، لكنى رجعت أقلب فى الكلمات وفى ثناياها فلم أجد سيرة للتاريخ، وعلى أى حال أرجو أن تقرأ كل الردود السابقة ثم تعيد النظر فى كلامك هذا إن أمكن.
لا ضمان لشىء يا أخى
ثم من قال أننا نفرح دون أن نتحرك؟
من الذى منعك أن تتحرك؟ هذه التعتعة؟
أما توهم الرؤية، فهذا أمر وارد وخاصة بالنسبة لى،
لكن مرة أخرى إقرأ كل الردود السابقة
أخشى أن أقول لك، بل عُدْ إلى قراءة التعتعة
شكرا
****
حوار/بريد الجمعة
أ. عبير محمد رجب
عزوف الشباب عن الدين أو الناس عموماً أرى أنه ناتج من كم التضارب فى آراء ووجهات نظر المفسرين تجاه الدين.
د. يحيى:
هذا صحيح جزئيا، لكنه ليس السبب الأول أو الوحيد،
ثم تصورى معى أن هناك تفسير واحد “مقرر علينا” يتفق عليه جميع المفسرون، سيكون الموقف ألعن يا عبير علينا،
إن التفسير كما شاع يبلغنى أنه وصاية عقل بشرى على نصٍّ متعدد الإلهامات، والنتيجة هى الاختزال والتشويه غالبا.
د. محمد شحاته فرغلى
المقتطف” … هذا هو ما يعرض المعالج ِأحياناً إلى إعادة النظر فى منظوماته هو ناهيك عن منظومات وبعض قيم المجتمع الأوسع ….. إلخ”
ما أشد ما استفزتنى هذه الجملة؟
د. يحيى:
طيب وماذا أفعل أنا؟
طبعا أنا أكتب لأستفز.
عموما:
الاستفزاز هو بداية المراجعة.
د. مجدى محمد السيد
الاختلاف وتعدد الرأى داخل المؤسسة التعليمية هذه (المقطم) التى ندين لها بالجميل أصبح له شكل وبدا لى، أثره ملموسا بعد أن بدأنا نهرول لنجد أسماءنا فى بريد الجمعة.
د. يحيى:
أعلم أننى مقصر فى عدم الرد على كل التعليقات من داخل المؤسسة، أنا أخاف ان ينتهى الأمر إلى حوار مغلق علينا وكأننا نتحاور ونختلف داخل دائرتنا بعيدا عن الدوائر الأخرى، وعن الدائرة الأوسع، ولكن هل نحن منعنا أحد أن يشاركنا من الدوائر الأخرى،
دعنا نرضى بالاستكفاء الذاتى مع ترك كل الأبواب مفتوحة، وسوف تتسع الدائرة وحدها.
د. محمد الشاذلى
نعم، سوف يحاسبنا الله على الكدح والاستسهال لكن المحاولة صعبة ومهددة طول الوقت، مهددة لدرجة الشلل والتراجع والتوقف، صدقنى المحاولة صعبة، وتجلب اليأس والمرارة كثيراً.
د. يحيى:
كله إلا اليأس، ألم تقرأ فى التعتعة رأيى فى اليأس وأنه “رفاهية الكسالى، وخيانة المنسحبين”
تيأس إلى أين يا محمد؟
أما الألم والمرارة فهما سمات الكدح، وشرف الوجود.
أ.هالة نمر
1- أسرّ لك بشىء: عندما قرأت تعقيبكم على تعقيبى الخاص بيومية “دمعتان من خلف الأقنعة”, فوجئت بأنّى لم أحذف تساؤلى عن ذلك الشطر “أنا خنت حقى أن أعيش بغير حزن” والذى كنت قد عزمت على حذفه قبل إرسال الرد فوراً إلاّ أنه أُرسل سهواً, وكان لذلك السهو فضل فى ذلك الحديث الحميم الذى ائتنست به كثيراً رغم ما أثاره فى نفسى من خضّة حقيقية، وحب أخاف عدم احتماله؛ لماذا حذفته؟ لقد أوقفنى وأدهشنى فى البداية (قلت مش ممكن يكون قصده كده) فرجعت إلى القصيدة لعلى ألتقط احتمالاً مغايراً يبرر ما قيل (لم يراودنى أنها نقلات فى الرؤى)، استشعرت بشكل غامض أن الرغبة فى العيش بدون حزن تتماشى مع الحالة العامة للشاعر/ للقصيدة ولما التقطته منها، وهنا قررت التوقف عن السؤال وحذف التساؤل.
2-نعم احترام الحزن والحق فيه لا يتعارض مع الحق أيضاً فى التخلص منه أحياناً, الحاجات شغالة مع بعضها، ليه انا نسيت خلقة بنا واستغربت قوى كده، ما هو ينفع لحظة تغالب أختها وحق يزاحم أخوه، وفرحتى تصاحب حزنى.
3- متهيأ لى ينفع إن “حزنى” برضه يكتم على نفسى وأعوز أتخلص منه فى لحظة, وبعدين أنا مش فاهمة إزاى الحزن ممكن يكون برّانى؟ التفرقة الأخيرة لخبطتنى شوية ومش عارفة أستقبل بيها الحزنيين.
يحيى:
كثرة وتنوع تشكيلات الحزن – كما تعلمين- تشككنى فى حقيقة معرفتنا به، يبدو أن الألفاظ التى نطلقها على ما نسميه “عواطف” تحتاج إلى مراجعة، أو – بينى وبينك، دعينى استعمل ألفاظك، فأقول دعينى أُسِرُّ لك أنه يستحسن عدم تسميتها أصلا، فلندعها هى تسمى نفسها تفعيلا بأبجديتها الخاصة، بدلا من أن نحشرها فى رموزنا “ثم نحتاس” ونحن نتناقش حولها، مارأيك؟ (سوف أعود إلى ذلك غالبا فى مناقشتى موضوع الكراهية).
****
عن العلم والعقل والتاريخ والمعرفة
د. أسامة عرفة
- هل ما نعلمه هو العلم أم هو ما نعلمه؟؟ أم أننا نعيد اكتشاف ما تيسر من العلم..
د. يحيى:
حلوة .. نعيد اكتشاف ما “تيسر” هذه، أوافقك
أما ما نعلمه (أول السؤال) فهو ما نعلمه، لا أكثر ولا أقل
المصيبة أننا لا نعرف ماذا نعلم
وأن القشرة التى فى متناولنا تحل أحيانا محل بقية ما نعلم،
ما العمل؟
د. أسامة عرفة
- فى العلاج النفسى هل نعالج بعقولنا أم بعواطفنا أم بعواطفنا العاقلة أم بعقولنا العطوفة؟؟؟
د. يحيى:
حلوة أيضا حكاية “عقولنا العطوفة”، فضلتها عن “عواطفنا العاقلة”
نحن نعالج يا أسامة – إن صدق العلاج- بكلنّا (من كلّ) أى والله، حتى لو تصورنا أننا نطبق ما نعلم فقط، فالمريض يأخذنا كلنا ويتصرف.
د. أسامة عرفة
- كيف يتسنى لنا فصل العقل عن منظومة وجود الانسان.. أو عن كلية العقل واللاوعى الجمعى؟؟
د. يحيى:
هذا هو ما حصل،هو الذى انفصل، لكن لعله انفصال إلى اتصال، ولابد أن للاتصال مزايا، ربما لتسهيل التواصل بين الناس بأسرع وسائل التعامل وهى الكلمات، العقل المنفصل عن منظومة وجود الانسان، … أو عن كليّة العقل واللاوعى الجمعى، هو عقل مجتهد أيضا شريطة أن يكون هذا الانفصال ليس استبعادا لغيره، وأيضا ألا يكون طلاقا بائنا لا رجعة فيه.
د. أسامة عرفة
- أليس العلم هو تاريخ لمستويات ومدى الرؤية وتطور منهج المعرفة مرتبطا بدوائر محتوياتها؟؟
د. يحيى:
نعم، هذا هو العلم الحقيقى، ولكنه ليس علم شركات الدواء، ولا علم غسيل مخ البشر لصالح السيطرة عليهم، وتسهيل الاستهلاك الاغترابى.
د. عمرو محمد دنيا
أنا لا أرى المشكلة فى العلم أو العقل نفسه كما أننى لا أريد قيدا محددا ملزما بتعريف محدد لهما، فليس هذا هو المهم، أنا أرى المشكلة فى البشر الذين يتعاملون مع العلم والعقل وطريقة تعاملهم ووجه تقديسهم لهما.
د. يحيى:
يبدو أنه لا يوجد تعريف مغلق لأى مفهوم متحرك،
المشكلة هى أن البشر الذين يتعاملون مع العلم والعقل: هم لا يملكون، ماداموا بشرا، إلا أن يتعاملوا بالعلم والعقل وأشياء أخرى،
المشكلات الأخبث هى فى سطوة السلطات الخانقة، وجمود المنهج المغلق، وإحلال الكلمات والحسابات محل كل ماعداهما من أدوات ومناهج المعرفة المشتملة.
أظن ذلك.
د. محمد شحاتة فرغلى
ماذا تعنى تحديداً بإشارتك إلى “الروافد المتعددة”؟
ماذا تعنى بالمعرفة؟
د. يحيى:
يمكنك أن ترجع إلى يومية 18-2-2008 “علم هذا أم ماذا”، ويومية 1-10-2007 الصوفية والفطرة والتركيب البشرى، وأيضا إلى شرائح “الثقافة العلمية والتكامل المعرفى”، ويومية 6-11-2007 “عن الفطرة والجسد وتصنيم الألفاظ” .
د. محمود حجازى
لم أفهم بصورة كاملة معنى اللاعقل وإن كنت أدرك غرور الإنسان الذى يدفعه إلى ما فيه هلاكه، وهو يدعى أنه هو الكائن العاقل الوحيد.
د. يحيى:
كل الألفاظ المنفية (اللاعقل، اللا شعور …إلخ) تمثل لى إشكالا سخيفا، لكننى فرح بالتقاطك ما أعنيه بغرور الإنسان، وسأرجع إلى استعمالى لكلمة “اللاعقل”، قبل أن أرد عليك تفصيلا، فقط أوصيك أن تنظر إلى يومية2-1-2008 “أنواع العقول (وإلغاء عقول الآخرين)”، يومية 25-12-2007 “أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى”.
د. محمد الشاذلى
وصلنى أنه لا يمكننا أن نستسلم تماماً لما تصل إليه عقولنا، لكن الحيرة تكبر، كيف يمكننا أن نستمر فى الحياة دون ثوابت؟ دون أن تستند ظهورنا إلى شىء ما، نظنه الحقيقة ومن ثم ننظر فى خلاله للعالم من حولنا؟! أفهم أن نظرتنا بأن هناك احتمالا آخر غير ما وصل إليه العلم لا ينبغى أن يدعونا لترك العلم فى مقابل الخرافة، لكن من يدرينا اصلا أن هذا هو العلم وهذه هى الخرافة؟
د. يحيى:
بلغتنى حيرتك، التى هى حيرتى طبعا، لكن من قال أن علينا أن نستمر دون ثوابت، المطلوب أن نقف على قاعدة ثابتة، لا لنثبت عليها، المدفع يحتاج قاعدة صلبة يرتكز عليها قبل أن يطلق قذائفه، أما إذا أصبح هو والقاعدة سواء، فقد صار أثراً ثابتا مثل مدافع المتاحف الصدئة.
أرى يا محمد أنه لا بديل عن الاستمرار طول الوقت فى كل اتجاه ممكن
“من كلٍّ حسب حركية دهشته، وإلى كل قدر تحمل تغيّره”،
وهكذا،
أما تعريف العلم والخرافة، فلعلك لاحظت فى حوار اليوم حذرى وحرجى من أى تعريف خشية أن يخنق المعنى، ومع ذلك فلابد من تعريف على أن يعتبر نقطة انطلاق وليس سجنا للمعنى.
****
النورس العجوز
د. مدحت منصور:
عندما تكتشف لفظا خلابا مر عليك آلاف المرات ولم تكتشفه من قبل, فقد يفرض نفسه على وجدانى قسرا دون تكلف, فاعذرنى، أقف أمام البحر، شعرى أسود أبيض أحمر أشقر كل الألوان، تتبعثر أوراقى, ألملمها، تحوى الحزن وتحوى الأشجان، أقهرها بضحكة وردية,أصل الأشياء، أتقافز فوق الماء، أجرى وألعب فوق الشط حتى الإعياء، فجأه تغيب الشمس, ويغيب العشاق، وحيدا بين الكلمات… بقايا الكلمات وبقايا الأشواق، ووعود بلقاء, بين الشك وبين الصدق، ويبقى الصمت يبقى الموت، عنوان ملقى ببطاقه أعرفها, لكن هيهات، فاليأس رفيقى فى الطرقات، يقهرنى العجز, يقهرنى الصمت, يقهرنى الموت، وكرهت أملا منى يضيع، لا لن يستطيع، شئ بالداخل يدفعنى يمنعنى، شئ من نور الله يخبرنى، لن يستطيع, لن يستطيع
د. يحيى:
“ماشى”
د. طلعت مطر:
هزتنى القصيدة هزا وأثارت فى مشاعر كثيرة، لعله الصدق الذى يلفها أو لعله الخوار، هو خوارعابر يزول، لأن من يحب، ويرتوى من حبة القلوب، لا يصيبه الخوار، وأسال السنين التى تلت، وأسال الجرار، امتلأت جميعها، ومازال نبعك الأصيل، يفيض فى الوديان والسهول، يسأل الدروب عن أسرارها، فهل تبوح؟ هيهات أن تبوح يافارس الكدح والعناد، لأنها أسرار، لأنها اسرار
د. يحيى:
ياه
كيف وصلك كل هذا يا طلعت؟
ربنا يخليك
د. مجدى السيد
متى يستطيع الكهل أن يصبح شاباً؟
د. يحيى:
حين يقرر ذلك، ويترك مسألة الزمن والموت لصاحبهما سبحانه وتعالى.
د. محمد عزت:
ولكنك بعد 12 سنة من هذه الابيات ما زلت تواصلُ التحليقَ صاعدا معانِدا ما زلت تستطيع وانا احاول جاهدا ان اظل استطيع والا ……
د. يحيى:
لعلك قرأت المقدمة الجديدة، قبل القصيدة القديمة.
كله على الله
أ. رامى عادل
وحق حبكتى خنقتنى دائرتى,
كسرت شوكتى فلم اعد لها اهلا,
دثرونى..
تسربت فى العراء, واحاطت بى ذئاب
حى انا!
د. يحيى:
لا تعليق
أ. رامى عادل
الكدح المعرفة هى فتح كل الآفاق لملاقاة الله اذا صدقنا،
العلم أعشى اذا انسلخ عن المعرفة الكاملة التى لا تكتمل ابدا، الانسان قد يكون اعجز المخلوقات لثقل الامانة التى حملها
د. يحيى:
ماشى
****
تقاسيم أحلام (57 – 58)
أ. رامى عادل
يقبلني ويبتل وجهي بلعابه, ثم يطلب مني اخر عقب سيجاره, ويجيء اخر مسرعا مستطلعا وجهي, ويسالني اخر عن ربنا. فيكفهر الجو ويتكهرب. انا في سجن المجانين. وادعو الله ان اخرج حيا.
د. يحيى:
استثناء لك يا رامى كالعادة نشرت هذا الكلام فى البريد وليس يوم الخميس
أ. رامى عادل
قبلتني ثم قرصتني. مشيره انها تعتبرني اخيها الصغير. شعرت بوشايتها الماسخه, ولم القي بالا لكلماتها, فليس بي رغبة إلا في رؤيتها ترقص, وعرضت عليها السهر , فتعللت بوجع في ركبتها.
د. يحيى:
نفس الرد