“يوميا” الإنسان والتطور
16-5-2008
العدد: 259
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
بريد اليوم له بعض ما يميزه خاصة فيما يتعلق بتطور واستمرارية هذه اليومية، وأيضا بالاعتذار عن فتح الباب حالياً بما يخص التداعيات على أحلام فترة النقاهة، وأخيرا فى اتاحة مساحة أكبر لآراء الأصدقاء دون حذف كثير منها، مع مساحة أقل للتعليق والرد.
د. جمال التركى:
… مسيرة “شبكة العلوم النفسية العربية” بعد خمس سنوات على انطلاقتها (وهذا ليس مجاله الآن) أو بمسيرة يوميات “الإنسان و التطور”، هذه التجربة الرائدة/الفريدة على مستوى الويب/العالمى والتى يبدوا لى أنها لم تحظ (فى عالمنا العربى) بما ينبغى أن تحظى به من الاهتمام و الجدية والمشاركة الفعالة، خاصة من طرف الأطباء والأساتذة الرّواد فى ميادينهم، لقد افتقدت مداخلات هؤلاء.
د. يحيى:
يا جمال، يا جمال، أنا أنشغل بانشغالك على ما أحاوله، أكثر من انشغالى على ما أحاوله، يا شيخ يكفى ما عليك من أعباء، وما أضفت للحقل النفسى العربى من فرصة تواصل وتنشيط، يكفى يا جمال ما أرسيت من الشكل والطريقة يا شيخ، ودع المحتوى يطور نفسه حسب اللحظة التاريخية، ومستويات التواصل، وانت تعلم أننا ليسا أوصياء لا على هذه ولا على تلك.
د. جمال التركى:
افتقدنا … مداخلات أسماء بارزة فى هذا الميدان (من مصر و البلاد العربية و أنحاء العالم) وإنى على يقين من أن جزءا كبيرا من هؤلاء تصلهم كتاباتك أو صدى ما تكتبه.؟
د. يحيى:
الرد سابقا
د. جمال التركى:
وإنى أستغرب ألا يشارك فى المداخلات أحد من الأساتذة الرواد فى ميادين اختصاصهم، خاصة وأنت تطرح رؤى وأفكار ونظريات تزلزل أحيانا قواعد هذه المدرسة أو تلك، إنك تقتحمهم فى عقر دارهم و لا من مجيب؟
د. يحيى:
يا جمال، ربنا يخليهم أنهم يسمحون لى بالبقاء حيا أحاول هنا وهناك، هذا يكفى، والباقى على الله، وعلينا.
د. جمال التركى:
ثق أنك لو كتبت ما كتبته عن أية مدرسة أو نظرية علمنفسية فى أوروبا أو أمريكا لتهاطلت عليك الردود من كل حدب وصوب، نقدا وتمحيصا وتفكيكا لكل كلمة وحرف تكتبه ولأقضّوا مضجعك.
د. يحيى:
صحيح هم أكثر نشاطا فى الاستجابة، واحتراما للرأى الآخر، لكننى على يقين من أن التقصير هو من جانبى أساسا، إما فى طريقة العرض، أو فى غمر وتشعب وفيضان الأفكار بحيث يصعب ملاحقتها.
د. جمال التركى:
إنى لا أرى حقيقة داع لـ “تواضعك العلمي”… فأنت بحق صاحب “النظرية التطورية الإيقاعية”، أنت لست صاحب رؤيا أو فكر أو بعد أخر فقط إنك صاحب مدرسة متكاملة فى العلوم النفسية، وليس من حقك أن تكتفى بتبليغ ما وصلت إليه لقلة من أصدقائك أو معارفك أو أهلك، إن ما اهتدى إليه فكرك هو ملك للإنسان أينما وجد. إلق بذرة فكرك فى حقل “الإنسان” فإن أثبت الزمن قدرتها وصلاحيتها فى قراءة النص البشرى فى سوائه و اضطرابه ماضيا و حاضرا و مستقبلا فستفرض ذاتها؟
د. يحيى:
والله أنا أحاول كما ترى يا جمال، لكن يبدو أننى ألقى كل البذور فى كل فصول السنة فى أى أرض، مرة واحدة، وأنت تعرف أن لكل زرع آوانه، وطقسه، ونوع رعايته، وتناسب تربته وفرص تكامله مع المزروعات الأخرى المحيطة، وإلا أكلته الحشائش وضَمُر قبل أن يُثْمرْ.
د. جمال التركى:
لا أدرك الدوافع الحقيقية لبدء هذه (اليومية)، إنما استطعت استكشاف البعض منها، ولعل أهمها لفت الانتباه لحدث ما…و تحريك الوعى بأمر ما… ومحاولة توصيل فكر ما (بعض)… إلى المهتم بشأن “الإنسان” ويبدو لى أن جزءا كبيرا من هذا الدافع قد تحقق.
د. يحيى:
هو كذلك، وأكثر، بل لعل الأهم أنها كانت فرصة لى أن أتعرف أنا على ما سبق أن أنجزته ووضعته فى الأدراج أو ملفات الحاسوب الصامتة.
د. جمال التركى:
– وفّق البروفسور ” الرخاوي” (إلى حد ما) فى الوصول إلى “الفئة المستهدفة” La Population cible “، أى أن يصل فكره (ما يريد تبليغه) إلى المهتم بقراءة النص البشرى فى سوائه واضطرابه من منظور تطورى (ما يسعى إليه المتلقي) و ذلك من خلال موقعه على الويب (ولاحقا من خلال موقع شبكة العلوم النفسية العربية)، وهذه الوسيلة لتوصيل المعلومة إلى المهتم بها، تتفق وأحدث النظريات فى حقل المعلومات، فالمعلومة الهامة تفقد قيمتها وتبتذل عندما تصل أشخاص لا تهمهم؟
د. يحيى:
أوافق على أغلب ذلك، لكننى لا أوافقك أن المعلومة الهامة تفقد قيمتها وتبتذل عندما تصل أشخاصا لا تهمهم، ففى العلاج الجمعى تعلمت من مرضاى أن كثيرين ممن كنت أتصور أن هذه المعلومة أو تلك لم تصلهم لأنها لم تكن تهمهم، أكتشف بعد شهور وأحيانا سنين أنها وصلتهم بالرغم من سوء ظنى، بل وبالرغم منهم حتى هم أنفسهم.
يا جمال يبدو أن المعلومة التى تلامس جانبا من الحقيقة لها قوة اختراقها الذاتية، بل لعل لها فترة كمون تفرض نفسها بعدها مهما طال الزمن.
د. جمال التركى:
لنترك “الزمن/الإنسان” يفعل فعله فيها تأصيلا أو تهميشا. إنه كلما كان الفكر مصيبا فى قراءة النص البشرى من منظوره التطورى، كان أرسخ وأصلب متنا وكلما أخفق كان إلى زوال.
د. يحيى:
نعم، على شرط أن تكون وحدتنا فى قياس الزمن ليست فقط بالسنين.
د. جمال التركى:
أقترح مستقبلا أن تتناول “محورا محددا” مدة فصل كامل (ثلاثة أشهر) ويتم إصدار محتوى هذا المحور على الويب فى شكل مقالات أسبوعية بمعدل ثلاثة فى كل شهر ويخصص الأسبوع الرابع (آخر كل شهر) لمداخلات “بريد الشهر” وفى نهاية الثلاثة أشهر يتم إصدار كامل المحور فى شكله “النهائى”، أولا الكترونيا ثم ورقيا لاحقا (إصدارات راقية على مستوى الشكل والإخراج والطباعة) وإنى على استعداد أن أتكفل وطاقم الشبكة، بالإصدار الالكترونى. هذا وبالإمكان إن كان المحور يتعلق بالعلوم النفسية أن يتزامن إصداره مع أحد أعداد “المجلة الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية”.
أقترح أن يتم الانتهاء من المحور الأول، نهاية ديسمبر يتم فيه إصدار “العدد الأول” من “الكتاب الالكترونى للإنسان والتطور “خريف 2008” ثم يتم تناول المحور الثانى بداية جانفى 2009 (مدة ثلاثة أشهر) وفى نهاية مارس يتم إصدار كتاب المحور الثانى (شتاء 200) وهكذا…
فيما يخص اختيار المحاور وترتيب صدورها فالأمر موكول لكم، وإن كنت أقترح أن تكون “النظرية التطورية الإيقاعية” و”التصنيف العربى الثانى للاضطرابات النفسية” أولى هذه المحاور.
د. يحيى:
يا خبر يا جمال !
ما هذا؟ أنتَ طلعت لىِ من أين؟!
شكرا يا شيخ، شكرا على اقتراحاتك المحددة، وسوف أرد عليها مؤقتا ردًّا مقتضبا أنت أهل له بما أعطيتنى فعلا دون أية مصلحة شخصية، فأنت فرانكو فونيّ التنشئة، ولستَ من مدرستى – إن كان لى مدرسة- ولستَ من أتباعى، وقد دعوتنى لأقول وجهة نظرى العلمية شخصيا فى صفاقس، الأمر الذى لم يحدث فى تاريخى كله ، لم يسبق أن دعانى أحد لمثل ذلك لا فى بلدى ولا فى غير بلدى، إلا لإبقاء شذرات هنا، وأوراق هنا، اللهم إلا ما سمح لى به الصديق أ.د. أحمد عكاشة حين كنت أشاركه فى رئاسة تحرير المجلة المصرية للطب النفسى من نشر افتتاحية “طليقة” فى كل عدد دون استثناء عبر سنوات عديدة.
أنا لا أعرف يا جمال كيف عرفت عنى ذلك آنذاك، كيف عرفت أن لى وجهة نظر أصلاً، وحين وعدتنى أنت ثم الابن سليم عنابى بأن تترجمانها إلى الفرنسية، وأعدتَ وعدك مؤخرا صدقتكما وكنت أنا المقصِّر،
المهم يا جمال إليك ما حدث لى هذا الاسبوع مع وصول رسالتك هذه، مما كنت أريد أن أكتمه جدا على الجميع، حتى عليك.
حدث ما حدث مما لا يعرفه إلا أربع (على حد علمى إلا إن كانوا قد قالوه لغيرهم دون إذنى)، وحين يحدث مثل ذلك، وأظل كما أنا هكذا الآن أكتب لك ما أكتب (وهو أمر متكرر فى حياتى) يحدث الحدث، فتتفجر منى قوة كبيرة كبيرة، فجأة ومن الداخل/الخارج بشكل شديد الوضوح، تكون الأمور غير واضحة فى البداية، لكنها مؤكدة تماما، ثم تتضح رويدا رويدا حتى تتميز تفصيلا،
حين جاءتنى رسالتك هذه الأخيرة بلغ الوضوح أقصاه وقد كنت أعرف -حسب الخبرات السابقة- أنه سيحدث كذلك، أنه سيتم، وأنه سيترتب عليه ما يترتب:
وإليك بعض نتائجه من خلال الرد على هذه الجزئية الأخيرة التى فى رسالتك، وهو يتعلق بما جاءنى خلال تلك الخبرة الخاصة جدا:
أولا: هذه النظرية (النظرية الايقاعية التطورية) لا وجود لها باسم “نظرية” مستقلة بقدر ما هى ممارسة عملية عبر نصف قرن تُوّلد تفاصيلها باستمرار، وقد سجلت ذلك بالصوت والصورة فى العشر سنوات (تقريبا) الأخيرة (ربما أكثر) وهى تحتاج عشرات السنين لالتقاط المقتطفات المؤيدة لها، كما أن معالمها موجودة فى كتابى الأم “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” أساسا ثم فى “حركية الوجود وتجليات الإبداع” الذى صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للثقافة، ثم كما تعلم فى كل حرف أكتبه، حتى نقدا “دورات الحياة وضلال الخلود .. ملحمة الموت والتخلق فى ملحمة الحرافيش“، وأيضا فى هذه الثانية وأنا أكتب هذا الكلام.
بالنسبة للتصنيف العربى الثانى للاضطرابات النفسية، DMP II، فهذا ليس عملاً فرديا أبداً كما تعلم، صحيح أننى كنت مسئولا عن كل مسودات التصنيف الأول DMP I، مع د. صلاح ابراهيم وأ.د. زينب سرحان، لكن الأمر أخذ سنين عدداً فى المراجعات والمناقشات مع اساتذتنا فى مصر وعلى رأسهم المرحومين أ.د. عبد العزيز عسكر، أ.د. مصطفى زيور، وكانت خبرة رائعة، صدر بعدها التقسيم المصرى سنة 1972 الذى أُقِرَّ تقسيما عربيا 1978عربيا، وترجم إلى العربية عام 1975
هذه خبرة لا تتكرر فى الظروف الحالية، بعد اختلاف الآراء وتنوع التوجهات وضعف الاهتمام وتشرذم المجموعات،
ثم إن رأيى الشخصى (برغم أننى مازلت أدرّس واسمّع التقسيم الأول كل خميس حتى هذا الصباح (اليوم 15/5/2008) هو كما يلى:
أنا ضد التقسيم والتصنيف فى حد ذاته، وأرى أن فكرة التصنيف – إلا لأغراض الاحصاء السطحية- هى ضد النظرية التى أتعهدها، والتى يتفرع منها مفهوم “الواحدية ضد التفتيت”، كل ما استطعت أن أضيفه فى هذا الصدد هو ما نشرته فى أوائل أعداد المجلة العربية للطب النفسى، ثم جمعته فى مسودة كتاب تحت اسم Nosology تجده فى الموقع غالبا.
وقد بدأت تطبيق أبعاد Dimensions التشخيص التى اقترحتُها فى هذا الصدد، وهى ليست محاور التشخيص axes، فى مستشفى المقطم ونجحت نجاحا مشكوكا فيه، لكنه رائع، لأن أغلب المطبقين من تلامذتى، ولم أجمع أو اسجل أو أسوّق نتائج هذا التطبيق بعد .
هذا بالنسبة لاقتراحين محددين مما اقترحت.
أما بالنسبة لهذه النشرة ونحن فى الشهر التاسع من حضورها فأنت كما تراها تتجه إلى أن تكون عونا للطبيب النفسى الصغير أساسا عبر العالم العربى، وما جاءنى من أبنائى وأولادى فى هذه المرحلة هو أكبر بكثير جدا مما كنت أتوقع وأوجزه هنا فى ثلاث نقاط كما يلى:
أولاً: رغبة هائلة فى التعلم الحقيقى.
ثانيا: مرونة كافية لتلقى الجديد .
ثالثاً: موقف عملى لاختبار هذا التلقى على أرض الممارسة العقلية،
أليس هذا يكفى التماسا لربى أن يعطينى الفرصة أن أكون عند حسن ظن هؤلاء يا أخى.
بعد الحدث الذى لم أحدثك عنه ولن أفعل، حمّلنى ربى هذه الأمانة وغيرها – من جديد، وقد قررت بناء على ذلك أن أخصص للنشرة ربع الوقت الذى كانت تأخذه فى التسع شهور الأخيرة بعد أن تلتزم بمعالم جديدة محددة، حاولتها فى الاسابيع الأخيرة ونجحت نسبيا، وهى على الوجه التالى .
أولاً: ألا تزيد كلماتها – إلا استثناء- عن 1500 كلمة يوميا (أظن أن الاستثناءات ستصل إلى ما هو أكثر من القاعدة !! كالعادة هذا طبعى).
ثانياً: ألا تتناول تنظيرا جديداً أصلاً: ما أمكن ذلك
ثالثاً: أن تركز على الجانب العملى والتطبيقى (حالات – ممارسات – ألعاب نفسية)
رابعا: ألا تتحرج من أن تقتصر أحيانا على عينة من أعمال قديمة موجودة بالموقع كنوع من التعريف، أو دعوة للانتقاء، وعلى من يشاء أكثر من ذلك أن يذهب إلى الأصل تفصيلا، وسوف يجده فى الموقع.
خامسا: أن يظل يوم محفوظ هو يوم محفوظ طول عمرى.
سادسا: أن يتواصل بريد الجمعة ولو برسالة واحدة منك.
أما بالنسبة لمسوداتى التى ساعدتنى النشرة أن أجمعها أو أن أعيد اكتشافها لتظهر كتبا، فإننى أعتقد أن لا أحد يمكن أن يتعهدها – طالما أنا قادر – غيرى، ودعنى أطرح عليك أولوياتها ربما لألتزم بها أمامك.
الكتب ذات الأصالة الخاصة:
واحدية الغرائز وتجلياتها:
(غريزة الجنس – غريزة العدوان – الغريزة التواصلية التوازنية/الايمان … إلخ)
ثقافة الإدمان هبوطا وصعوداً
نظرية فى تطور الوجدان
تنويعات العلاج والعلاج النفسى (علاج المواكبة المواجهة المسئولية)
أبعاد التصنيف (وهو ما أشرت إليه سالفا)
الفصام (التحدى الوجودى السالب)
تجليات الحزن إبداعا وتواصلا ومرضا (ليس فقط الاكتئاب)
. . . وبعد
هذه بعض نتائج الخبرة التى تفجرت بداخلى/خارجى بعد الحدث المشار إليه سالفا، وهى لم تكن تخلُ من ملحق يتعلق بأمور شخصية قد لا تهم أحداً غيرى، إلا من يهمه أن استمر “نافعا” لوقت أطول (أعنى على قيد الحياة بصحة تسمح).
قرأت فى ملحق هذه الرسالة الغامضة، التى تفجرت حتى اتضحت، بعض التفاصيل الخاصة بذاتى، وأدعو الله أن يعيننى أن أرتب من خلالها عددا من الأولويات بما يسمح لى أن استمر شخصا فاعلا، لأنها تتعلق بمسئوليتى عن البنية الأساسية التى هى “أنا”، حتى يمكنها أن يخرج منها أى شئ مما بلغنى من هذه الرسالة.
وصلتُ فجأة إلى بضعة قرارات شخصية ليست بعيدة عن القرارات العامة بقدر ما أن البنية الأساسية ليست بعيده عن البنية الفوقية.
كتبت لك هذا الهامش الشخصى يا جمال برغم غموضه، ربما لأذكرك بأنى أعلم تماما كم بلغتُ من العمر، وبأنى على وعى كامل بكلٍّ من ضيق الوقت، وحجم المهمة، وذلك حتى تعيننى أن التزم أمامك بما أعلنته.
هل تقبل يا جمال أن أشتريك “كبيرى”، تُلْزِمُنِى كما يقول المثل عندنا: “اللى مالوش كبير يشترى له كبير” بهذا وذاك جميعا؟!!
أرجو أن تدعو لى أنت وأسرتك الجميلة بناتى ليلى وسحر وشروق وابنى ذاكر، فأنا أتصور أن دعواتهم أهم، ربما لأنى أحبهم، يا ترى هل تغيّروا؟
لا أريد أن أراهم حتى أستمر أراهم كما هم، فأواصل حبهم كما هم حين أحببتهم.
يبدو أن الحب – ياجمال – طريق آخر يساهم فى استجابة الدعاء.
سامحونى.
****
بريد الجمعة
د. مدحت منصور:
تعليقا على تعليق د. مشيرة محمد عن التوقف عن الشوفان وكنت قد قرأت أحد تعليقات د/أسامة عرفة نفس الفكرة (من شاف وتوقف أو تراجع) أرى أن من شاف, شاف وانتهينا فالرؤية ستظل تعمل ولو على مستويات أعمق شاء أم أبى. (لو فتحت عينيك مش حتعرف تغمضها تاني)
د. يحيى:
ليس تماما، حتى الإيمان يمكن أن يُطمس يا أخى، ولابد أنك تلاحظ أن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا، انتهْوا إلى أنهم ازدادوا كفرا.
فما بالك يا أخى بالرؤية لمستويات أقل كثيرا من مستوى الإيمان؟
د. محمد أحمد الرخاوى: جريمة النمسا
منذ قرأت الجريمة وانا في كَبَدٍ فظيع لدرجة اني كلما صادفت أى خبر او تعليق جديد افكر كثيرا قبل ان اقرأه ارجو الا نفتح هذه الصفحة ونعتبر هذه الجريمة مما يوجد ولا نريد ان نعرفه اصلا.
أوافق ان كل الجرائم التي يقوم بها الأوغاد من أول بوش واذياله الي من هم امثاله قد تكون ابشع وهي فعلا أبشع ولكني مازلت في كبد شديد من هذه الجريمة ولا أستطيع ان اقرأها على أى مستوى. يمكن يكون العيب فىّ بس مش قادر.
د. يحيى:
على الله تكون فى كَبَدٍ أشدّ للجرائم الجماعية الأبشع، وأن تكون فى كَبَدٍ أقلّ حين تفتح النار علينا وعليهم من خلفٍ ومن قُدَّامِ.
د. محمد أحمد الرخاوى:
التعليق الاول في بريد الجمعة الماضى هو لمحمد أحمد الرخاوي وليس محمد يحيي الرخاوي ، فقط لزم التنويه الظاهر واحد فينا لازم يسمي نفسه محمد الرخاوي بشرطة مع الاعتذار لهيئة النقل العام. حكاية الصعوبة دي يا محمد الظاهر انها فعلا وراثية بس خللي بالك انها سلاح ذو حدين أحدهما (بتشديد الدال) فرحت فرحا هائلا بقراءة رامي عادل (نص علي نص) لقراءتي لقصة مبارزة الظاهر الحكاية ح تبقي بجد حكاية القراءة علي القراءة ولكن مازالت افتقد أحياناقراءتك للاصداء وأوافقك انها قد تكون مختلفة. الظاهر أنه يمكن أن يكون في كل خير.
د. يحيى:
لن أرجع إلى البريد لأتاكّدْ
أنت وابن عمك “شورة خير”
ولكن لا تنْسَ أن الوراثة لا تقتصر على المرتبة الأولى.
راجع أنت وأبن عمك ما تشاءان!!.
ثبت أن قراءتى للأصداء شئ “ثالث”،
أعتقد أن الكتاب الذى نشره المجلس الأعلى للثقافة هو موجود فى الموقع “أصداء الأصداء”.
د. محمد أحمد الرخاوى: الإدمان والإيمان
“فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَآ آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”
“قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ”
لى تحفظ على الـ 12 خطوة فى انها تكاد تفرغ مفهوم الكدح كله، فهو محور كل الايمان،
اتفهم الاعتراف بالضعف الكامل وطلب المدد ولكن فقط كمرحلة لابد ان تغير كل الماضي الي سبيل كله مجاهدة لإبداع الحق كله معه منه وإليه طول الوقت.، حتى لا يزل فى مستنقع الإدمان او الاستسهال أو الغيبوبة المعوقة المغلقة النهاية التعسة في نهاية النهايات.
د. يحيى:
بالنسبة للآية الكريمة، أرجو أن تقرأها من وجهة نظر من لم يهتدوا لو سمحت، وسوف تزداد إيمانا آخر (ربما).
بالنسبة لتحفظك على الـ12 خطوة أنا أيضا لى تحفظاتى التى لم أذكرها بعد، لكننى احترم النتائج، وأنها هى الأوْلى بالنظر مهما تحفظنا.
د. محمد أحمد الرخاوى:
صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون
لم اجد فى القرآن كله اكبر من هذه الآية لتلخص كل شئ
د. يحيى:
يا ابن أخى
“بطل بقى!”
حكاية آيه أكبر وآيه أصغر غير جائزة،
وتلخيص كل شئ ليس بالضرورة مفيد على طول الخط
مع التوصية أن تحسن الإنصات لآيات أخرى من مصادر أخرى فيها البركة والتلخيص أيضا والذى منه.
د. محمد أحمد الرخاوى:
الإدمان هو الاعلان عن الافلاس وبدء البحث عن المعني
لم ولن يستقيم أى وجود الا من خلال هذه الصبغة مهما كان شكل أى طقوس
فالله هو الحق وهو الاول و هو الآخر وهو الذي عرض الامانة فحملها الانسان حتى لو انكر انه يحملها
الظلم والجهل هو الخروج من هذا الحتم
د. يحيى:
مرة أخرى يا بن أخى: “لن.. إلا”؟! “لن..إلا”!!
أنا كنت قد توقفت عن نهيك عن التمادى فى وُثْقَاِنّيتِكْ المطلقة هذه، لكننى لا أعرف ماذا جرى لى هذه المرة، قلت أشير إليها مرة أخرى دون تعليق لعل وعسى!
ربما تراها!!
يا شيخ!!
د. على سليمان الشمرى: الإدمان والإيمان
حسب تصورى ان الايمان عبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى مصدقة به ومؤمنة بكتابه ورسله وبنهاية العالم وبالقدر خيره وشره من الله تعالى واعتقد ان الايمان من ارقى العبادات ولكنه ليس سهل المنال فهو يحتاج الى تفعيل الوعي والمشاعر بتناغم وتناسق للوصول الى هذا المستوى الراقي من التفكير والمشاعر والسلوك ومن يصل الى ذلك قد حقق الامان النفسي فتهون عليه مصائب وكوارث ونكبات الدهر مهما كانت ويصل الى مايشبه تحقيق الذات والرضاء التام في كل مايحدث حوله اما العبادة الميكانيكية فقط فانها حسب اعتقادي المتواضع لاتحقق الهدف فالعادة ليست كالعبادة وهي التي تتآت من التكراروالاستمرارية دون قناعات حقيقية. وللاجابة التساؤلات في هذالمقال بداية من السؤال الاول هل هناك فروق جوهرية (تفضيلية) بين الأديان؟ اعتقد انه لايوجد فروقات جوهرية فالقضية الاساسية ان الله سبحانه هو القوة المطلقة في هذا الكون يتواصل مع مخلوقاته عنطريق وسائل مختلفة ولكن مضمون الرسائل واحد لان المرسل واحد (الله سبحانه وتعالى) والرسالة واحدة( الكتب السماوية) ومضمون الرسالة واحدة (عبادة الله) والفئة المستهدفة واحدة وهي المخلوقات في الارض وخاصة البشر.
والسؤال الثاني: هل ثم فرق بين الدين والإيمان؟ من حيث الجوهر لايوجد فروق ولكن من حيث التطبيق والمارسة يوجد فروق كبيرة جدا بسبب التحيز والفروق الثقافية واعتقد ان الدين يتجلى اكثر في الممارسة الظاهرية ولكن الايمان يكمن في التفكير والمشاعر اما علاقة ما يسمى الروحانية بالدين؟ فاعتقد ان الروحانية مصطلح معاصر ولكن يرمز الى اكثر من الدين شكرا لكم
د. يحيى:
شكراً يا د. على لاهتمامك وجديتك، واسمح لى ألا أعلق على تعليقك الذى قد أتفق مع كثير من الخطوط العريضة التى وردت به، وإن كان لى تحفظ على إلغاء الفرق بين الدين والإيمان حتى من حيث الجوهر، وذلك تمسكا بما وصلنى من الآية الكريمة التى استشهدت بها، “قالت الأعراب..” وأيضا أتحفظ على أن الإيمان يكمن فى التفكير والمشاعر، فأظن أنه مثل خبرة “صهيب” الذى نسى، لابد أن يختلط باللحم والدم(صهيبٌ مؤمن نَسِى، إذَا ذُكِّر ذكر، خلط الإيمان بلحمه ودمه، ليس للنار فيه نصيب)… الخ
أذكرك وأذكر نفسى أننا لسنا فى مجال مخاطبة الدين والإيمان بقدر ما أننا نتدارس لماذا حضر اسم الله بهذا التواتر فى الاثنا عشر خطوة لنحاول أن نرى إيجابيات ذلك بلغة أخرى فى مجال آخر.
****
فكأنما قتل الناس جميعاً
د. هانى عبد المنعم:
نشكر لكم تذكيرنا المستمر بضرورة تجنب التعميم بكل أشكاله، فهو انتزاع لفكر خاطئ قبل أن يكون إضافة معلومة صحيحه…
د. يحيى:
يا ليت نتعلم، ونصدق
د. إسلام ابراهيم أحمد:
ليه الموضوع ده موجود من قديم الأزل لو قرأنا التاريخ سنجد نفس الفكرة موجودة: إن مأساة فرد تأخذ من ضمير التاريخ اكثر من مأساة الشعوب.
د. يحيى:
ربما
أ. هاله حمدى البسيونى:
كيف استبعدت الشرطة والاطباء تعُّرض الشابة (كامبوش) الى استغلال جنسى؟ هل تم الكشف عليها حتى يتم الحكم بالاستبعاد.
د. يحيى:
الشرطة لم تستبعد! والأطباء مالهم؟
ثم إنه ليس من حق أحد أن يكشف على أحد دون إذنه، ثم يكشف على ماذا يا شيخة؟ نحن فى النمسا ولا مؤاخذة،
ثم إن الفتاة الأمينة كامبوش هى التى لم تجرِّح خاطفها بعد رحيله، ولم تقر أى شئ من هذا القبيل، حتى لو لم تستبعد الشرطة.
أ. هاله حمدى البسيونى:
لم أفهم لماذا زارته فى المشرحة؟
د. يحيى:
هى حُرّة!
ما رأيك؟
أ. أحمد صلاح عامر:
هناك قدر من الخلط بعد قراءة يومية باب جديد احترمت رد حضرتك على موضوع التشخيص داخل التعتعه ولكنى وجدتك تقوم بالتعليم وابداء الرأى عن بعد فى ظل نقص المعلومات مش عارف إيه الحكاية؟
د. يحيى:
من حقنا أن نقترح رأيا ناقصا كاحتمال، اعتمادا على معلومات ناقصة، على أن نغيّره حين تتزايد المعلومات أولا بأول، ولكن ليس من حقنا أن نعلق لافتة تشخيص على شخص بناء عن لمحات من معلومات عابرة فى صحيفةٍ ما.
أ. أحمد سعيد حسين:
وصلتنى فكره المشاعر المشوهة المبرمجة الغير ناضجة، فكّرتنى بالفار إللى كل الناس بتحبه فى الكرتون، وياعينى ظالمين القط.
د. يحيى:
مش قوى كده! إيش عرفك؟ أنا شخصيا أحب القط أكثر؟
د. نعمات على:
تعجبت ومش فاهمة موقفى انا من عدم التعجب والدهشة من موقف ناتاشا كامبوش من خاطفها، وكأنى ارى وجود علاقة ونس وحب وحياة بينهما وأشعر أنها موافقة على هذه العلاقة لا اعرف لماذا؟؟
د. يحيى:
ولا أنا!!
ولكن ما المانع؟
****
الله! فى الأثنا عشر خطوة
د. أسامة عرفة :
ما سأعرض له هنا ليس أفكارا مرتبة بل أقرب ما يكون لعصف ذهني لما يرد على خاطري من واقع الممارسة مع المدمنين و المتعافين و مرشدي التعافي :
1- الحركة الداخلية للمدمن أعلى بكثير عن غير المدمن هبوطا وصعودا وتتسم بالتمرد على العادية
2- صراع المدمن مع كافة أشكال السلطة من أب داخلي للسلطة الوالدية للسلطة المجتمعية للسلطة الدينية حتى للسلطة الطبية
3- السلوك الديني للمتعافين في مراحل التعافي يمثل مدى طيف من رفض لكل أشكال النصح الديني إلى محاكاة السلوك التديني الشائع في المجتمع إلى الارتداء المتعسف للدين دون إختلاطه باللحم و الدم إلى الاستعاده الهادئة والمتأنية لنبض الفطرة والنمو والتي تفرز نمط إيماني تديني صحي إن جاز التعبير
4- أتصور أن نجاح ال 12 خطوة ليس له علاقة بكل ما يثار في داخلها عن الايمانيات والروحانيات .. الخ إنما لما تسمح به من درجة من النكوص و إخلاء المسئولية عن الادمان وفتح باب الاعتمادية على كيان أكبر تحل المجموعة محله بالفعل في لا وعي المتعافي و في ضرب كل نماذج السلطة حيث ينعم المتعافي داخل المجموعة بالقبول و الحرية و التفردو يصبح قرار التعافي إختياره
5- إذا لم يستطع المتعافي في مرحلة متقدمة من نموه تجاوز المجموعة يتحول هو والمجموعة إلى حلقة إغترابية مغلقةعلى ذاتها و متجمدة و بالتالي لا تحقق غائية الايمان الحقيقية في التواصل مع الله و البشر و تحل مفاهيم التعافي محل الدين كما أراده الله و تصبح هي المنظومة المغلقة
د. يحيى:
شكراً يا أسامة، أنتم أدرى بشئون مدمنيكم!
واضح أن خبرتك هذه الخبرة مثل خبرة ابنتى هالة نمّر، التى ستأتى لاحقا، هى خبرة الذين يدهم فى النار، أنا يدى فى الماء فى هذه المنطقة، كل ما علىّ هو أن أفتح باب الحوار.
أكتفى هنا بالموافقة بحماس على بند (3) وخاصة آخر الفقرة، ثم أحذر من استعمال كلمتىْ الدين وكذلك اسم الله سبحانه (كما ورد فى الإثنا عشرة خطوة) استعمالا مسطحا أو مغتربا أو زائفاً، كل ما أردته هو أن انبه إلى كيف يعمل هذا البرنامج على تدعيم التوجه الضام حول فطرة تتخلق .. إلخ.
أوافقك أيضا بالنسبة لرؤيتك لاحتمال الاغتراب فى حلقات مغلقة بند (5) ولنا عودة.
د. محمد على الشاذلى:
إن حضور الله (كمعنى وقيمة) فى الوعى بكونه الخالق الذى يستحق العباده أو القوة التى تستحق الخضوع لها، هو المحرك الأساسى لكافة الديانات، وكذلك الثقافات الخاصة بما فى ذلك ما أسميتها هنا ثقافة الادمان (الإيجابية) – إن عجز الفرد فى مقابل هذه القوة ربما هو النوع الوحيد من العجز الذى يجلب الراحه للنفس ويزرع الطمأنينة.
د. يحيى:
إسمع يا محمد، بصراحة أنا لا أحب أن استعمل مثل هذه الكلمات فى هذه المسألة، حتى تلك الكلمات التى لا تستطيع أن تحتوى معناها، مثل كلمة “الوعى”، حضور الله عندى هو حقيقة واقعية آنية مستمرة، لا هو وعى، ولا هو قيمة، ولا هو بَعْد، ولا هو قبْل، ولا هو فى السماء (فقط)، هو واقع مثلما أنا وأنت واقع، وهو الواقع الذى يجمعنا يا أخى، أما هو فهو ليس كمثله شئ، لا هو معنى ولا هو قيمة ولا هو..الخ
أ. هالة نمّر:
– يبدو بالفعل أن كل ملّة عايزة تكوش على ربنا لنفسها علشان تميّز نفسها او تعوض مخاوفها وقلة أمانها. المدمنين طبعاً مستفزين جداً فى حرصهم على التأكيد عمّال على بطّال إن اللى عندهم مش عند حد, وإن سكتهم ما حدش غيرهم يعرفها. بس فى نفس الوقت الفئات اللى متلاحقة بالعار زى المدمنين, بتكون حاجتها عنيفة للتميّز والتمايز عن الآخرين ( المرّة دى فى خبرة إيجابية بصحيح), أما من سلبيات تصدير الاختلاف والتميّز (من وجهة نظرى):
الاكتفاء والانغلاق على أنفسهم (جيتو)
تصعيب التعامل والتواصل مع المجتمع الطبيعى (كما يطلقون عليه) أو الناس الطبيعية (أى حد غير المدمنين والمجانين) إلى درجة تصدير الأحكام المتعالية فى بعض الأحيان وتبرير الانغلاق
– التركيز بشكل قد يكون معطلاً لاختلافهم لحساب تجنب/تجاهل/إنكار المتشابهات المشتركة بالضرورة
– إذا كان توكيد الشعور بالاختلاف يميّز ويحمى (وقد يعتبر رد شرف), فإنه يكشف عن وجهه الآخر فى لحظات الضعف والأزمات الحياتية التى يمر بها المدمن المتعافى بالضرورة ليؤكد على النقص/العلة/العجز, وكأن هذا الانغلاق الذى يحتمى به يحافظ فى عمق ما على (أسّ المرض), مما قد يحد من تأثير البرنامج حينها على هؤلاء الأكثر انغلاقاً وجموداً. فالبرناج فى حد ذاته يحمل إمكانات فضفاضة تخرج به من اعتباره لغة/دين/منهج خاص بفئة خاصة, إلاّ أن ما يحدد اتساعه أو محدوديته (مثل أى منظومة عقائدية أو معرفية) هو موقف المتلقى (والناس ألوان على رأيك).
د. يحيى:
الأرجح أننى لم أقصد مناقشة الدين الإدمانى السلبى (دين التعاطى)، أو الإيجابى (دين التعافى)، وإنما كنت أقصد التركيز – قبل ردّك هذا – على أن دين الإدمان الإيجابى (دين التعافى) يبدو أرحب من الأديان التشنجية المنغلقة على أصحابها، أنا لم أقدم بعد رأيى فى الإدمان كدين ولا كتحريك نحو الإيمان، بعد الإبداع التعافى.
أ. هالة نمّر:
2- تفعيل النص الأساسى للخطوات الاثنى عشرة هو العملية المحك التى يقاس بها مدى التقدم والتغييرالذى يمر به المدمن, وهى التى تكشف صعوبة تطبيق البرنامج العلاجى التأهيلى بصفته منهاج له أبعاده الدينية والروحانية (كل حسب تعامله واستقباله وتطويره للامكانية الصريحة أو المتضمنة) وأبعاده المعرفية والسلوكية. يقولون “البرنامج شغّال إذا اشتغلناه”, و”خطوتها أو خطوته شغّالة”, ويعرّبون الكلمة الانجليزية action ويستخدمونها كمرادف فيقولون “موقّعة الأكشن”, أو ” عملت أكشن على العلاقة”, “عمل أكشن وقام كلّم مشرفه”, كمان بيستخدموا كلمة “مْوَقّع” زى “مْوَقّع أمانة”, و”مْوَقّع الأكشن”, ويقولون “طلّعت الفكرة؟ شاركت بيها؟ أخدت أكشن عليها؟” والجرد اليومى الذى يقومون به ليس لما تم فهمه بل لكيف تم تشغيل/تفعيل هذا الفهم (لما قاموا به وما لم يقوموا به بالفعل فى يومهم). ومن أقوالهم أيضاً أن “البرنامج بسيط/سهل لناس معقدة”, وفى ذلك اعتراف ضمنى بأن مرجعيات البرنامج مستقاة من الدين والعلم والمعرفة الاكثر شمولاً وعمومية وإنسانية, وأن الانتقال به إلى معايشة وممارسة وتحريك فاعل يحدده الاستبصار والأمانة وشكل النيّة ومدى التفتح الذهنى والقبول والتسليم المشار إليه والمتضمن فى الخطوة الأولى كلبنات أساسية لما سوف ينبنى عليه فى باقى الخطوات التى يستمر تشغيلها منهاجاً للحياة (بمستويات مختلفة من القرار والمسؤولية).
* على فكرة وحشنى الرد على اليوميات, وأعتذر عن التوقف (لنفسى اولاً) وشكراً
د. يحيى:
شكرا يا هالة، منكم نستفيد ونتعلم، هذا هو المبدأ الذى رددت به على د. أسامة عرفة
ياليت المتدينين يبدأون بالتفعيل والفعل، (بالأكشن) حتى يدخل الإيمان فى قلوبهم وقلوبنا، بدلا من البداية باللفظنة والعقلنة والخطابة والترهيب والترغيب.
د. محمد شحاته فرغلى:
لماذا تناولت الاثنى عشر خطوة من هذا الجانب تحديداً رغم علمك بما سيثيره ذلك من أفكار لم تفلح إشارتك فى بداية الموضوع من كبحها؟
د. يحيى:
آسف، هذا هو “الذى حصل!”.
هل أتوقف؟
د. محمد شحاته فرغلى:
أحيى اتجاهاً متنامياً فى اليوميات للتركيز بصورة أكبر على الجانب الطبى العلاجى..
ولى تعليق أفضل أجلته لوقت أرحب.
د. يحيى:
بصراحة أنا اسُتدرجت إلى هذه الناحية، لا أكثر ولا أقل، إن كان علىّ أنا، فأنا لا أحيّى هذا الاتجاه كثيرا
أ. إسراء فاروق:
لم أستطع فهم الفروض برجاء مزيد من التوضيح، وهل هناك دين زائف وأخر حقيقى؟
د. يحيى:
عندك حق
بالنسبة لفروض الإدمان سوف يحدث ذلك غالبا فى يوميات تالية، أو كتاب متكامل.
أما بالنسبة للدين الزائف، فأى دين يفصلنا عن ربنا، ولا يؤدى وظيفته إليه، فهو دين زائف غالباً.
أ. أحمد صلاح عامر:
هل هم يأخذون الله كبداية لخلق شئ جديد، أم هو شئ أخر غير الله لا أعرفه ولكنى اتعجب من هذا الالتفاف حول قيمة شائعة هكذا وكأن المدمن يحتاج الى قيمه اى قيمة تعيده إلى الحياة.
د. يحيى:
لا أعرف تفصيلاً.
لكننى لاحظت أنهم جادون فى ذلك
ويمكنك أن تقرأ تعليق هالة نمّر وهو أهم من تعليقى على تعليقها.
كذلك يمكن قراءة ردى على د. محمد الشاذلى، ورفض حكاية الحديث عن الله سبحانه باعتباره “قيمة”
أ. أحمد سعيد حسين:
فكره الله فى الاثنى عشر خطوة بِتْفجّر معانا دايماً إشكالية “الجبر والاختيار” وكتير بنحتاس فيها يا ريت يا د. يحيى تشاور عليها..
د. يحيى:
يا عم أحمد، وهل أنا أمارس – مثلك – الاثنا عشر خطوة؟ أنت الأولى بالقيام بتوضيحها لنا أكثر، الاثنا عشر خطوة: أعتقد أنها ممارسة ناجحة تستلهم طبيعة بشرية ممتدة، وأنا أتعلم منها ومنكم، ليس فقط فى حقل الإدمان، ولكن فى حقل الأديان والإيمان والحياة.
****
لعبة الطيبة بين أصدقاء الموقع (1-2)
أ. محمد إسماعيل
كيف توجد الصفة بداخلنا بكل هذا التناقض؟
د. يحيى:
اللى حصل!!
د. نرمين عبد العزيز:
أقترح نشر نص اللعبة قبل أسبوع أو اثنين فى انتظار مشاركة جديدة، ثم مناقشة الإجابات.
د. يحيى:
حاضر.
د. مشيرة أنيس:
أعتقد أن التناوب بين طريقَتىْ العرض مناسبة أكثر،
فالطريقتين أثريتانى على المستوى الشخصى (بقراءة استجاباتى مرة ثانية مع الاستجابات الأخرى وبتوضيحات حضرتك (وعرض استجابات البرنامج “سر اللعبة”) وفرصة لرؤية أوسع.
د. يحيى:
شكرا، ربنا يسهل مرة أخرى.
أ. ريم: لعبة الطيبة
عجبني أوي العرض لإجابات المشاركين والمقارنة بينها والتعليق عليها بهذه الطريقة, واقترح هذه الطريقة بالنسبة للألعاب القادمة بإذن الله.
د. يحيى:
ربنا يسهل.
أ. إسلام أبو بكر: توضيح لازم وإجابات مختصرة
1- هل ثمة علاقة بين الدين والبيولوجيا (بالمعنى الأشمل)؟
……
… فى حلقه للدكتور مصطفى محمود و هى بعنوان، ومن كل شئ خلقنا زوجين. تكلم الرجل العظيم عن شئ جميل جدا سوف اسرده من بدايته بايجاز ، كلنا نعلم ان الازهار ما هى الا اعضاء تناسليه للنبات العجيب فى الامر ان هذه الاعضاء التناسليه زهيه الالوان وعطره طيبة الروائح (اتذكر هذا دائما حين اذهب الى المستشفى امر بطريق مرصوص على جانبيه الزهور واشم روائحها الذكيه وابتسم ) وقد علل دكتور مصطفى على هذا بان الله اراد ان يشارك كل مخلوق فى احتفاليه التلقيح لماذا كى يتوفر الغذاء للمخلوقات ولان النباتات فى الدرج الاسفل من الهرم الغذائى فكان لابد ان يتم حكمها بشيء من هذا…. إلخ
د. يحيى:
سأتوقف عند هذا الحدّ من رسالتك الطويلة جدا، فأنا لا أوافق على مثل هذا المنهج السطحى جملة وتفصيلا لا من د.مصطفى محمود ولا من الشيخ الشعراوى رحمه الله ولا من د. زغلول النجار غفر الله له وأنار بصيرته. ذات مرة قلت للدكتور مصطفى محمود حين كان يداعبنى قائلا: “إدعى لى يا شيخ يحيى”، قلت له: إطمئن، أنا واثق أن الله سبحانه وتعالى سيدخلك جناته بالرغم مما تقوله، وليس بسببه، فضحك طويلا بطيبة وسماحة.
آسف يا إسلام فلن أرد على بقية استطراداتك على موقفك من الأديان لأنها شاملة ولم تتحدد فى نقطة بذاتها يمكن الرد عليها، وسوف أكتفى بإثبات ردودك على اسئلة الملحق، وأيضا سوف كما أكتفى بالتعليق على ردك على الأسئلة 4،3،2 فقد اختصرت السؤال الأول.
أ. إسلام إبو بكر
2- ما علاقه ما يسمى الروحانيه بالدين ؟
الإجابة: ليس هناك علاقه فمنبع الدين هو الروحانيه ونحن ندين لدين على اختلاف اشكالنا وادياننا لان السر الكامن بنا تعطشا لله هي الروح او الروحانيه والروحانيه هنا هي الفعل الخاص بالروح الاخذ والعطاء الجوع والشبع، المعراج الاعظم .
د. يحيى:
الكلام صعب، ومتداخل، رجعت للأصل الذى أرسلته يا إسلام بلا طائل، لم تتضح لى الأمور، عذراً
عموما أنا: لا أوافق، وأرجو أن يكون قد وصلك لماذا لا أستعمل كلمة الروح فى كل تنظيرى، يا أخى إذا كان ربنا قال انها من أمره “قل الروح من أمر ربى” أليس هذا عذرا كافيا لنتجنب كل هذا الاختزال، والتجريد، والبعد عن الجسد وعن البيولوجيا وعن الواقع؟
أ. إسلام إبو بكر
3- ما علاقة السلطة الدينية بالدين و الايمان؟
الإجابة: لا تعليق..
د. يحيى:
وأنا أيضا ليس لى تعليق على تعليقك (أقصد على “لا تعليقك”).
أ. إسلام إبو بكر
4- هل ثمة علاقة بين الدين والبيولوجيا (بالمعنى الأشمل)؟
الإجابة: هى كعلاقة الدين او النصوص الدينيه بالإعجاز العلمي الخاص بها
د. يحيى:
لا لا لا، لا أوافقك أبدا على تعليقك هذا، وقد رددت عليه سالفا
أ. إسلام أبو بكر
د. يحيى: هل قرأت مقال مصطفى محمود “لم كل هذا العذاب فى حياتنا؟”
د. يحيى:
.. قلت لك أنا أحب هذا الرجل يا إسلام، وأعتقد أنه فنان مبدع، وقاص جميل، قبل أن يقوم بهذه المهمة الصعبة التى تورط فيها، وأعترف أن طريقته المبسطة (التى اعتبرها مسطحة) قد ساعدت شبابا كثيرا ألا ينزلقوا إلى الناحية الأخرى.
أما فكره وتنظيره وما يمكن أن يسمى فلسفته فهذا شئ آخر.
شكرا يا إسلام.
****
الأسطورة والمعنى
د. محمد شحاته:
لا أدرى كيف وصلتنى محاولتك من خلال هذه المقتطفات أنك تلمح بما قد أردت: أن تطرح، نقد الدين طقوسا، ونقد العلم أرقاما.
د. يحيى:
النقد ليس رفضا، وكل شئ عندى هو قابل للنقد، حتى أننا أسمينا مجلة “الإنسان والتطور” مجلة “النقد الحياتى: نقد العلم، نقد الدين، نقد الحياة، نقد السلوك، نقد الطب، نقد النقد”..
ما رأيك؟.
د. مشيرة أنيس:
س1- ماذا يمكن أن يفيدك ما وصلك من هذه المعلومات) صدقتْ أم كذبتْ) فى ممارستك مهنتك؟
ج 1- انا بكون داخلة الجامع وانا خايفة حد يعلق على لبسى و انى ما ينفعش أصلى بلبسى ده أو يعلق على طريقة صلاتي (انا محجبة).
د. يحيى:
ما علاقة هذا بذاك؟
س 2- كيف تعاملت مع المقتطف الذى لم يتفق مع ما كنت تعتقده أو تعرفه؟
ج2- لاتعليق!! (لم ترد مشيرة أصلاً)
د. يحيى:
يا ترى لماذا تجنبت يا مشيرة الرد على هذا السؤال بالذات.
س3 – هل أجّلت الحكم على مثل هذا المقتطف؟ أم رفضته ابتداء؟ أم رفضته ورفضت الكتاب برمته، أم ماذا؟
ج 3 – بداية حاولت تأثرا بمقدمة حضرتك و طلبك لمحاولة الاستيعاب و الفهم أولا و تأجيل اصدار الأحكام ان أفعل ذلك…قدرت على هذا أحيانا و أحيانا أخرى رفضت.
د. يحيى:
شكراً على أمانتك ومحاولتك.
س4 – ماذا يمكن أن يفيدك ما وصلك من هذه المعلومات) صدقتْ أم كذبتْ) فى ممارستك مهنتك؟
ج4- لاتعليق!! (لم ترد مشيرة أصلاً)
س5 – هل واجهت مثل هذه الأفكار أو التساؤلات من مرضاك؟
ج5- نعم أواجهه في المعتقدات و الأساطير التي تملأوعيي أنا و مرضاي….فمثلا؟
د. يحيى:
آسف على عدم ذكر الحالة التى استشهدت بها،ونفرد لها نقاشا خاصا فى باب رأى على موقف يوم الأحد القادم.
س6- هل شعرت أن مهنتك من الناحية العملية تنتمى أكثر إلى: العلم أم الدين أم الأسطورة؟
ج6- الى كل هذا معا؟
د. يحيى:
شكرا. هذا طيب
س7- هل فتحتْ هذه المقتطفات شهيتك لمعرفة أكثر حول ما أثارت من موضوعات؟
ج 7 : نعم…..خصوصا الكلام عن الأساطير
س8- هل من واجبك وأمانتك، وأنت تمارس مهنتك مع مرضى قد يمرون بمثل هذه الأفكار، أن تعرف عنها أكثر، قبل أن تحكم عليهم؟
ج 8: طبعا…..و أحاول هذا على صعوبته و تقصيري
س9-هل أثارت هذه المقتطفات عندك أسئلة أخرى تريد أن تطرحها؟
ج 9: نعم
س10- ما هى؟
ج10- تساؤلات عن علاقة الدين بالأسطورة و هل يمكن أن يكون هناك مصالحة بينهما من وجهة نظرى؟
د. مدحت منصور:
بعد القراءة لم أشأ الإجابة مباشرة وأنتظرت عدة أيام:
1- لم يتطرق التفكير بى إلى أغلب هذه المقتطفات بذلك الوضوح
2- وجدت كافة المقتطفات منطقية وكانت القراءة الثانية أكثر عمقا وأقرب لى.
3- أجلت الحكم على الكتاب كله بعد القراءة الثانية التى كانت بعد يومين أو ثلاثة.
د. يحيى:
شكرا، هل يا ترى عندك الكتاب الأصل؟! أرجو أن تصبر على الكتاب كله، فهو يستأهل أن يؤخذ بجدية، لأنه كتب بجدية بغض النظر عما تتفق معه أو تختلف.
د. أميمة رفعت:
قرأت المقتطفات ثلاث مرات، وقد بدا لى فى القراءة الأولى أننى أوافق على اغلب ما بها. وكأن هناك كلمات بعينها وجملا أكثر ظهورا ووضوحا لعينى ولعقلى عن بقية الجمل، وتجد لها صدى مقبولا فى نفسى.
فى القراءة الثانية تعجبت من وضوح المعنى الإجمالى وفهمى الخاطئ لما تصورت أننى أفهمه جيدا أول مرة. والحقيقة أننى غير مرتاحة لمعظم هذه المقتطفات!!!
ولأننى أعلم أن الغرض من هذه النشرة ليس مناقشة المقتطفات فى حد ذاتها، فسأكتفى بأمثلة قليلة لأوضح ما أعجبنى وما لم يعجبنى…
فقد تركت هذه المقتطفات عندى إنطباعا بأن هناك – ليس فقط حدا فاصلا – بل ما يشبه الصراع بين الأسطورة والدين من ناحية والعلم من ناحية أخرى مثل: مقتطف صفحة 24 وصفحة 27، لم يعجبنى هذا.
كما أننى لا أتفق مع المقتطف بصفحة 28 فى أن العلم قاصر على الظاهر من الأمور وأنه ينتظر ليرى ما يحدث ليعطيه معنى، وأظن أنه لو لم يكن لدى أى عالم مخزون من الأسطورة والفلكلور لما توفرت لديه المادة الخام للخيال الذى هو المثير الأول للفضول العلمى، ولما تقدم العلم قيد أنملة عن الظاهر الذى تراه العين وتدركه الحواس، وهو قليل. ثم لماذا الظن بأن العلم يفقد لغته إذا ما بحث عما وراء الظواهر؟ ما هذا الحد الفاصل المخيف بين العلم ومعنى الحياة؟
د. يحيى:
لك حق فى تحفظك، لكنك تتكلمين عن نوع من العلماء مثل أينشتاين، ولعل الكاتب يقصد ما آل إليه العلم المؤسسى، حيث يمثل كثير من العلماء الآن طبقة البروليتاريا الحديثه وتستغلهم الشركات إياها للإثراء، لا أكثر ولا أقل ولهذا حديث طويل.
د. أميمة رفعت:
مقتطف صفحة 24) وجاء كوبرنيكوس بنظريته الجديدة عن النظام الشمسى التى كانت فاتحة لاستقلال العلم عن الدين وعن الأسطورة) أعتقد أن تمسك رجال الكنيسة بفكرة دوران الكون حول الأرض وبالتالى بإرساء نظرية فوقية الإنسان على كل المخلوقات، لم تكن أصلا تمسكا بأسطورة بقدر ما كان لها من غرض سياسى يجعل للكنيسة اليد العليا على المجتمع بإعتبارهم ممثلى المسيح الإله الإنسان، فهى لم تكن رفضا للعلم بقدر ما كانت خوفا من إنهيار ديكتاتورية دينية أرساها رجال الدين فى اوروبا فى هذا الوقت. وعلى أية حال هذه الفكرة لم تتغير إلا بعد رحيل كوبرنيكوس بسنوات عديدة، فهو لم ينشر نظريته فى حياته …
د. يحيى:
أنا أرى أنهم لكى يتمسكوا بأن تظل يدهم هى العليا، رفضوا العلم، فالنتيجة واحدة.
د. أميمة رفعت:
لا أستطيع رفض كتاب لم أقرأ منه سوى بضع مقتطفات من سبع صفحات فقط، ولكننى لست متحمسة له كثيرا .
د. يحيى:
عليك بقراءته إن شئت، وكان لديك الوقت، ثم نرى، فهو كتاب يستأهل،
والآن إلى إجاباتك عن الأسئلة:
د. أميمة رفعت:
السؤال: ماذا يمكن أن يفيدك ما وصلك من هذه المعلومات (صدقتْ أم كذبتْ) فى ممارستك مهنتك؟
الإجابة: ليست المعلومات فى حد ذاتها، ولكننى لاحظت وجه الشبه بين القراءة الإنتقائية المضللة و الإستماع الإنتقائى المضلل للمريض .
د. يحيى:
يجوز
د. أميمة رفعت:
السؤال: هل واجهت مثل هذه الأفكار أو التساؤلات من مرضاك؟
الإجابة: نعم كثيرا، وخاصة مع مرضى الفصام يدخل الدين والأسطورة والعلم كثيرا فى هلاوسهم وضلالاتهم وخاصة البارانويد.
د. يحيى:
ما رأيك لو لم تسارعى بتسميه ما يقولون هلاوس وضلالات وإن كان ليس عندى اسم آخر.
د. أميمة رفعت:
السؤال:هل شعرت أن مهنتك من الناحية العملية تنتمى أكثر إلى: العلم أم الدين أم الأسطورة؟
الإجابة: لا أستطيع الفصل بهذا الوضوح، بل أننى أحتاج لعدم الفصل بين الثلاثة.
د. يحيى:
عندك حق
د. أميمة رفعت:
السؤال: هل فتحتْ هذه المقتطفات شهيتك لمعرفة أكثر حول ما أثارت من موضوعات؟
الإجابة: نعم، أضافت إلى الأوراق التى ارتبها اوراقا اخرى- كنت قد نسيتها- فى حاجة هى أيضا إلى الترتيب.
د. يحيى:
على البركة
د. أميمة رفعت:
السؤال: هل من واجبك وأمانتك، وأنت تمارس مهنتك مع مرضى قد يمرون بمثل هذه الأفكار، أن تعرف عنها أكثر، قبل أن تحكم عليهم؟
الإجابة: بالتأكيد، وأرجو إضافة “الفضول” بجانب الواجب والأمانة.
د. يحيى:
شكرا
د. أميمة رفعت:
السؤال: هل أثارت هذه المقتطفات عندك أسئلة أخرى تريد أن تطرحها؟
الإجابة: أثارت أفكارا ليست بالضرورة أسئلة، لم تتضح فى ذهنى تماما و تحتاج إلى بعض الوقت…. أسعدتنى هذه التجربة
د. يحيى:
شكرا مرة أخرى
* * *
تقاسيم على لوحات الأحلام
أ. محمد المهدى:
أرى أن هذه المحاولة لنقد الأحلام أفضل من تفسيرها فهى “إبداع على إبداع”، كما أنها تعطى للمتلقى مساحة أيضا أن يكون مشاركاً فى هذا الإبداع ولا يقف عند حد التلقى السلبى.
أفضل نقد الأحلام بهذه الطريقة.
د. يحيى:
شكراً، والرد التفصيلى سيرد حالاً.
د. مدحت منصور:
سعدت جدا برحلة أخذتنى بين الحلم والتنويعات، وأقول بصدق أن الأمر يحتاج شجاعة ومسئولية أن أضع تنويعات على إبداعات الأستاذ، قد يحدث هذا قريبا ولكنه يحتاج إلى الكثير من الصدق. على البركة.
د. يحيى:
أرجوك يا مدحت ألا تفعل متعجلا، لأننى بعد أن فتحت الباب على مصراعيه شعرت بمسئولية ثقيلة، وأننى ممتلئ رعبا، فأغلقته تماما، حتى لاتختلط الأوراق، فأعذرنى أنت ومن وصلته الرسالة الأولى، لأننى سوف اقتصر فى هذه المرحلة على نشر تقاسيمى الخاصة بحذر شديد مرة أخرى: حتى لا تختلط الأوراق، وقد أشير إلى ما يصلنى فى بريد الجمعة وليس فى يوم الخميس، يوم محفوظ، وذلك دون نشره كاملا حتى يتحمل كل واحد مسئولية ما يحاول، آسف مرة أخرى، لكننى شعرت أن هذه أمانة أنا مدين بها لصاحب النص هكذا.
د. أميمة رفعت:
…لا أوافق تماما، إذا سمحت لى، على كل هذا التحفظ على النقد والتفسير والتحليل: (تحفظت على تفسير الحلم برموزه) (أرفض نقد الشعر بشرحه) ( الشعر لا ينقد إلا شعرا)… من حقك ألا تحب هذه الطريقة فى القراءة والنقد، من حقك ايضا أن تعبر فى المنطقة التى يزدهر فيها إبداعك، ولكن من حق الآخرين أيضا أن يحبوا التفسير والشرح البسيط، فهذا لا يقلل من قدرهم ولا – طبعا- من قدر النص، وهناك اناس لا يلهمهم النص الشعرى إلا إذا قرأوا له تفسيرا أو نقدا عاديا أو مركبا، فالناس تختلف والإلهام يأتى بأكثر من طريقة ومن مصادر قد لا تخطر على بال أحد. طبعا هؤلاء ربما يجب أن يبحثوا عما يريدونه فى مكان آخر فأنا لا أقترح على الإطلاق أن تكتب ما لا تريده.. أنا فقط أتحفظ علىالتعميم.
د. يحيى:
أنا آسف، لم أقصد الرفض أو التعميم
أنا فقط أرفض الإصرار على اهتمام الناقد الزائد فى محاولة البحث بهدف العثور على رمز هنا أو محاولة تخليق رمز هناك يفسر النص،
أنا لا أفضل هذه الطريقة ولكن ليس من حقى الحكم بالرفض على من يفضلها،
كنت دائما كلما اضطررت إلى مثل ذلك، خاصة بشكل مباشر، ضقت بها، ولعلك لاحظتِ أننى لم ألجأ إليها فى حوال 53 حلما إلا مضطراً فى بضعة أحلام، كان الرمز بها أصْرَح من أن أهرب منه، وحتى فى هذه الأحلام لم ألجأ إلى تفسيرها مفتعِلاً أبداً،
أنا أوافقك تماما أن كل شيخ وله طريقة، لكننى أعتبر النقد إبداعا على مستوى القراءة، ليس بالضرورة بطريقة استاذى محمود شاكر على قصيده الشماخ أو طريقة تقاسيم على الأحلام التى بدأت أحاولها منذ الأسبوع الماضى، وإنما إعادة تشكيل النص من منظور الناقد مبدعا هو الإبداع النقدى، وهذا ليس تفسيرا ولا تأويلا ولا فك رموز،
أما من يرى غير ذلك فله ما رأى
وفى كلٍّ خير.
د. أميمة رفعت:
أعجبتنى فكرة التقاسيم الموسيقية، وأعجبنى أكثر تعبير تقاسيم على لوحات، و قد حلا لى أن أتخيلها لوحات مرسومة، فتجمع الموسيقى بالرسم، و ليس تعبير مجازى لنصوص مكتوب.. غريب أن يثير الفنان مؤثر ما فينقله من خلال عمله، هو نفسه، إلى آخرين ليعبروا عنه بطريقتهم دون أن يعرفوا تماما ماهيته. وكأن – هنا فى الأحلام- ملهمة محفوظ، بعد أن إنتهت منه، قد سبحت فى سماء الإبداع لتنثر من إلهامها على آخرين….. يبدوا أننى قد شطحت بعيدا!
د. يحيى:
لا، أبداً، لعلك شطحت قريبا، وأرجو أن تتابعى محاولاتى أولا بأولا لأننى قد اتوقف عنها كما توقفت عن محاولات النقد التقليدى بعد 53 حلما، أنا أتوقف حين أفشل أو أبتعد عما كنت أرجو، أو أحسبه الأوفق، لذلك فأنا فى أشد الحاجة إلى من يقول لى “نعم” أو “لا”، أو غير ذلك، ربنا يستر.
د. أميمة رفعت:
قبل إقتراحكم بتغيير النقد إلى التعبير عما اثاره النص بنص آخر، قفز بذهنى خاطر، أو هو أقرب إلى صورة، للوحات فنان، تثيره فكرة ما، فيرسم لوحة اخرى مستوحاه من الأولى ثم أخرى ثم أخرى، حتى تكتمل فى معرضه سلسلة كاملة لنتاج مشاعره ناحية مؤثر بعينه. ثم تابعت يوميتى الخميس والجمعة الماضيتين وسعدت جدا….يا الله .. ما كل هذا الثراء! تخيلت كتابا يجمع أحلام محفوظ، وكل حلم يتبعه على الأقل خمسة نصوص مستوحاه منه، وليكن اسم الكتاب مثلا “من وحى نجيب محفوظ”. فيكون به مائتا حلم وحوالى ألف من النصوص المستوحاه…
د. يحيى:
أرجو أن يكون قد وصلِك تراجعى وتحفظى على فتح هذا الباب الآن، وهذا كان ضمن ردى على د. مدحت منصور حالاً، وأن وتعذرينى فى اتخاذ هذا القرار حرصا على عدم خلط الأوراق.
وسوف أكتفى بمثل بعض تداعيات الابن رامى عادل، احتراما وترحيبا، أو كعينة، لكننى سوف أقصر التجربة – فى المرحلة الحالية- على ما أحاوله اجتهادا، وحين أنتهى – من هذه المرحلة، قد نتناقش فى كل ما كان، ثم نرى الممكن.
وهذه عينة مختصرة لما يمكن نشره فى بريد الجمعة وهى لغة خاصة بالابن رامى أساسا كما تلاحظين، وهى ليست بالضرورة “نصٌّ على نص”.
****
أ. رامى عادل: حلم نجيب محفوظ
جف ثدى الطبيعه الام وتصلب,
تنبات له ادغالها المقفره من قبل ان يتم سحبه إهمالا.
وتجمدت الدماء بداخل شرايينه للأبد
وتحالفت قلة البخت مع عمى الاقدار..,
مازال الطرق الخافت يتلاعب بأساريره.
مازال يشعر بالحنو فتقشعر أطرافه.
د. يحيى:
يا رامى: كما وعدت د. مدحت منصور، سوف أثبت هنا فى البريد بين الحين والحين بعض طلاقة مثل هذه التداعيات المحدودة، لا أكثر.
أ. رامى عادل: نبضة قلب
سهراية
مع دمع وخبايا
مسك
ظل عصايا
ريشة بومه واقعه من غراب طاير بيقول كاك
ريحة شنطة المرحوم، والقبر مظلوم وعد بالسفر
د. يحيى:
وهذا أيضا هو من نفس القبيل، وليس مستثارا بنص محفوظ.
أ. رامى عادل: دمعتان من خلف الأقنعة
يا عم يحيى:
كنت بارسملك صوره وانت تصارع الموج العاتى
وتطارد أحلامك الطائشه,
وزيف التجربه يعمي. ويداك تبطش.
وأخرى تلطم.
والموج يسابقك وتمتطيه.
بس يا الف خساره النت فصل.
د. يحيى:
ياه يا رامى
أين عثرت على هذه القصيدة (دمعتان!)؟ وأنا لم أنشرها – على ما أذكر- فى اليوميات؟ هل هى يا ترى فى الموقع؟ لست متأكدا.
د. مدحت منصور: نبضة قلب
مات و لم يمت, إذ أنه باق كجذوة لهب،
باق كضوء الفجر يُقلب القلوب،
نادى ربه, أراد أن يحدثه فأدرك أن الرب يسمع نبض القلب.
أراد أن يخبر الإله بأنه يعلم أنه خلقنا ليكون الكل فى واحد.
و آه لو يعلم الناس أنهم هكذا خالدون ما دامت الحياة.
د. يحيى:
لا تعليق (طبعا)!