نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 18-12-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5587
ثلاثة دواوين (1981 -2008)
الديوان الثانى: “شظايا المرايا“ ([1])
الريح والأحزان([2])
-1-
تمتدّ ذراعى خلف الآفاق المقدورهْ.
تطلق فــُـوَّهة النيران جحافلُ نبض الأشياء.
تحرث أقدام الجيش الهاربِ أرضى المحروثة،
وتدق حوافرهم أطرافَ الذكرى.
تقتحم الريحُ الأسوار.
تُنتَهك الأسرار.
ويطير الزنبورُ يطارد جَمْعاً من نحْلاتٍ شغّالهْ.
والقبّرةُ، وأنثى الهدهدِ، وفراشةْ.
-2-
يعلو الكومُ فيخترق السقفَ العارى،
فيعيد وليدٌ أحمق رصَّ اللبنات
فوق رمال زاحفةٍ.
والخـُنفس يُخفى رأسه،
تحت الساق المسلوخهْ.
وعيونٌ بَوَّابة.
سقط المزلاج .
والآذان نوافذها مفتوحه.
-3-
تنبح أصواتٌ سبعهْ،
ثامنهم ثعلبْ،
يقضمُ قلب دجاجة.
تتوارى صيحة ديكٍ وسط دوى التفجير.
-4-
تتعالى أبواق الإنقاذ المتكاثفة المرعبة الخائفة العجلى.
يتحفّز حزنٌ أبلجْ؛
حزنٌ أرحُبُ من دائرة الأشياء المنثورة
الأشياء العاصيةِ النافرِة الهـَيـْجى،
حزنُ أقوى من تشكيل الكلمات،
حزنٌ يصرخ بَكَما،
يـُشـْرق ألما.
حزنٌ يستوعبُ أبناء الحيرة
يجمع أطيافَ الفكرة،
يوقد نار الأحرف والكلمات.
حزنٌ أسلس من ماء الدمعة،
أعتى من لفح الجمره.
حزنٌ يحنو، يُدمى، يلهم، يصرخ، يُحيى روحا ميّتةً ضجرهْ.
-5-
تتساقط حبّات القطر النزقهْ،
تتجمع بركٌ آسنةٌ رجراجة.
تتوالد أحياء العفنِ،
تتكاثرْ،
تأكل أصل الشجرة.
تجرى الأشياءُ وراء الأشلاءْ
تشتعل الدائرة المغلقهُ: جهنم:
”عجلاتُ العربات، وذراتُ الرملِ، وكرسىُّ المكتب، ودبيب النملةِ، وفحيح المرأة، ونقيق الضفدع، وسباب الأطفال وراء الكرة الجوربِ
فى حلق المرمى..،
والولولة الثكلـَى”
-6-
تقتحم كيانى ذرّاتُ الدنيا دون استئذان.
تتكلم منى أحشائى والأعضاءُ وأطيافُ الذات،
تتقاذفنى الكلمات.
6/5/1982
[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)
[2] – قصيدة “الريح والأحزان” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 169)